السرطان

تحليل سرطان الدم وتشخيصه

سرطان الدم

يُمثِّل سرطان الدم المعروف أيضاً باللوكيميا (Leukemia) أحد أنواع السرطانات التي تُؤثِّر في تشكُّل خلايا الدم، والجهاز اللمفاوي، وبحسب الإحصائيّات فإنَّه يحتلُّ المرتبة التاسعة من حيث السرطانات الأكثر شيوعاً في الولايات المُتَّحِدة، بحيث يُمثِّل ما نسبته 3.7% فقط من حالات السرطان جميعها التي تمّ تشخيصها مُؤخَّراً، وتجدر الإشارة إلى أنَّ أكثر من 50% من حالات سرطان الدم تُؤثِّر في الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 50 عاماً، كما يبلغ عدد الرجال المُصابين بهذا السرطان ضعف عدد النساء.

أعراض سرطان الدم

قد لا يشكو المريض من أيّة أعراض في المراحل المُبكِّرة من المرض، وبشكلٍ عامّ يُمكن بيان أعراض سرطان الدم على النحو التالي:

  • فقر الدم: ويتمثَّل ذلك بوجود عدد خلايا دم حمراء أقلّ من الطبيعي، بحيث يُؤدِّي ذلك إلى إبطاء وصول الأكسجين إلى أعضاء الجسم وعضلاته، ممَّا يتسبَّب بشحوب البشرة، وسهولة الشعور بالتعب، إضافةً إلى انخفاض الطاقة.
  • حدوث الكدمات أو النزيف بسهولة: إذ قد يُعاني هؤلاء المرضى من نزيف اللثَّة أو الأنف، أو قد يُلاحظون وجود دم في البراز أو البول، وفي العديد من الحالات قد تتطوَّر الكدمات من نتوءات بسيطة للغاية، إضافةً إلى احتماليّة تشكُّل بُقع صغيرة مختلفة اللَّون تحت الجلد.
  • القابليّة للإصابة بالعدوى: إذ يُؤثِّر سرطان الدم في خلايا الجسم المُضادَّة للعدوى، وهذا ما يتسبَّب بتطوُّر أنواع مُختلفة من العدوى، مثل: التهاب الحلق، أو الالتهاب الرئوي القصبي، وتترتَّب على الإصابة بالعدوى المُعاناة من عِدَّة أعراض، مثل: الصُّداع، أو الحُمَّى منخفضة الدرجة، أو تقرُّحات الفم، أو الطفح الجلدي.
  • انتفاخ العقد اللمفاويّة: إذ قد تتجمَّع الخلايا اللمفاويّة غير الطبيعيّة في العقد اللمفاويّة في الحلق، أو الإبط، أو الفخذ، ممَّا يتسبَّب بانتفاخها.
  • فقدان الصحَّة بشكلٍ عامّ: إذ يتمثَّل ذلك بفقدان الشهيّة والوزن، والشعور بعدم الراحة في المنطقة تحت الأضلاع السفليّة اليسرى، والشعور بالضعف أو التعب طيلة الوقت، وقد يُعاني البعض من التعرُّق الليلي، أو الحُمَّى التي تستمرُّ لأكثر من أسبوع إلى أسبوعين.

تحليل سرطان الدم وتشخيصه

تحليل سرطان الدم:

غالبًا ما يتم تحليل سرطان الدم من خلال الفحوصات المخبرية الروتينية مثل تحاليل الدم، قبل ظهور الأعراض، و يتم تشخيص سرطان الدم بالطرق التالية:

1. الفحص السريري

يتم فحص المريض سريريًا لتشخيص بعض الأعراض مثل البشرة الشاحبة، أو تضخم الغدد الليمفاوية والكبد والطحال.

2. تحاليل الدم

  • فحص تعداد الدم: يعطي فحص تعداد الدم الشامل تفاصيل عن كريات الدم البيضاء وكريات الدم الحمراء والصفائح الدموية، وفي حالات الإصابة بسرطان الدم يقل عدد كريات الدم الحمراء والصفائح الدموية، ويزداد عدد كريات الدم البيضاء، ومن الممكن العثور على خلايا دم بيضاء غير مكتملة النمو.
  • تحليل كيمياء الدم: يتم في هذا الفحص تحليل بعض المواد في الدم لمعرفة ما إذا كان سرطان الدم قد انتشر إلى أعضاء أخرى، وتحديد مرحلة السرطان، مثل: نيتروجين يوريا الدم، والكرياتينين، والفوسفات، ونازعة هيدروجين اللاكتات، وناقلة أمين الألانين، وناقلة أمين الأسبارتات، وحمض اليوريك.
  • عوامل النزيف والتجلط: لتحديد مدى القدرة على تخثر الدم، ويتم من خلال فحص: مستوى الفيبرينوجين، وزمن البروثرومبين، وزمن الثرومبوبلاستين الجزئي.

3. التصوير الإشعاعي

يزودنا بمعلومات عن مدى انتشار سرطان الدم في الجسم، ويتم إجراء بعض أو جميع الصور التالية:

  • الأشعة السينية: يستخدم لفحص الغدد اللمفاوية والغدة الزعترية، وفحص الانصباب البلوري، والتهاب الرئة.
  • التصوير المقطعي المحوسب: لتحديد ما إذا كان هناك تضخم في الكبد أو الطحال، أو في العقد الليمفاوية.
  • الرنين المغناطيسي: يستخدم في حالات انتشار سرطان الدم إلى الدماغ.
  • الأمواج فوق الصوتية: يستخدم لفحص الكليتين والطحال.
    اختبارات مشابهة أخرى، مثل:
  1. التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
  2. تخطيط صدى القلب ثنائي الأبعاد.
  3. اختبار وظيفة الرئة.

4. الخزعة

يتم فيها سحب عينة من خلايا نخاع العظم، ويتم تحديد نسبة الخلايا غير الطبيعية، وتتم عن طريق:

  • إزالة عينة من نخاع العظم.
  • إزالة جزء أو كامل العقدة الليمفاوية.

5. البزل القطني

  • ويتم البزل القطني بسحب عينة من السائل النخاعي، وهو السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل النخاعي

6. تعداد الخلايا بالجريان

  • يتم فيها تحديد ما إذا كانت كمية الحمض النووي في الخلايا السرطانية طبيعية أم غير طبيعية، الأمر الذي يساعد الأطباء على تحديد مدى استجابة المرض للعلاج.

هل كل أنواع السرطان تظهر في تحليل الدم

للإجابة عن سؤال هل الأورام تظهر في تحليل الدم؟، لا بد من الحديث عن بعض التحاليل الدموية التي يمكن أن يطلبها الطبيب في حال شك بوجود الخباثة عند المريض، حيث يمكن لبعض التحاليل أن تظهر الخلايا السرطانية أو البروتينات أو المواد الأخرى التي يمكن أن يصنّها السرطان وينشرها في الدم، كما يساعد تحليل الدم الطبيب في إعطائه فكرة عامة عن صحة المريض وعمل أعضاء جسمه، وكونها تأثرت بفعل السرطان أو المواد التي ينتجها.

ويمكن القول أنّه من أشيع التحاليل التي تُطلب في بداية التوجه نحو التشخيص هو تحليل الدم الكامل CBC الذي تم الحديث عنه سابقًا، ويمكن عن طريق هذا التحليل الكشف عن وجود زيادة في تعداد أحد عناصر الدم، كزيادة الكريات البيضاء الشاذة التي يمكن أن تُشاهد في الابيضاضات، وزيادة الصفيحات الدموية والكريات الحمراء التي تُشاهد في اضطرابات إنتاج نقي العظم، ولكن عند اكتشاف الشذوذات في أي من عناصر الدم في هذا التحليل، قد يطلب الطبيب إجراء خزعة نقي العظم التي يمكن أن تساعد في تأكيد التشخيص أو استبعاده.

ما هو تحليل الدم الذي يكشف عن السرطان

فيما يلي أمثلة على أنواع اختبارات الدم المُستخدَمة لتشخيص السرطان:

  • تَعداد الدم الكامل. يَقيس هذا الاختبار الشائع للدم كمية الأنواع المختلفة لخلايا الدم الموجودة في عيِّنة الدم. ويُمكن اكتشاف أنواع سرطان الدم باستخدام هذا الاختبار إذا وُجد إفراط في زيادة أو نُقصان نوع خلية دموية مُعيَّنة أو إذا وُجِدَتِ الخلايا الشاذة. ويُمكن أن تُفيد خزعة نخاع العظم في تأكيد تشخيص سرطان الدم.
  • اختبارات بروتينات الدم. هي عبارة عن اختبارات (الرحلان الكهربائي) لفحص البروتينات المختلفة في الدم، ويُمكن أن تُساعد في اكتشاف اضطرابات مُعيَّنة في بروتينات الجهاز المناعي (الغلوبولين المناعي)، والتي تتضاعف أحيانًا لدى المصابين بورم النخاع العظمي المُتعدِّد. وتُستخدَم اختبارات أخرى مثل خزعة نخاع العظم لتأكيد التشخيص المشكوك فيه.
  • اختبارات علامات الأورام. علامات الأورام عبارة عن موادَّ كيميائية تُنتِجها خلايا الورم التي يُمكن اكتشافها في الدم. ولكن يُمكن أيضًا لعلامات الأورام أن تُنتجها بعض الخلايا الطبيعية في الدم، ويُمكن أن تزداد المستويات بدرجة كبيرة في الحالات غير السرطانية. وهذا يَحُدُّ من إمكانية اختبارات علامات الأورام في المساعدة لتشخيص السرطان. ويُعَدُّ هذا الاختبار كافيًا في حالات نادرة للغاية فقط لتأكيد تشخيص السرطان. ولم يتمَّ بعدُ تحديد أفضل طريقة لاستخدام علامات الأورام في تشخيص السرطان. كما يُعَدُّ استخدام بعض اختبارات علامات الأورام أمرًا جدليًّا. وتتضمَّن أمثلة علامات الأورام كُلًًّ من المستضد البروستاتي النوعي (PSA) لتشخيص سرطان البروستاتا، ومستضد السرطان 125 (CA 125) لتشخيص سرطان المبيض، والكالسيتونين لتشخيص سرطان الغدة الدرقية النخاعي، وبروتين ألفا الجنيني (AFP) لتشخيص سرطان الكبد، وهرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشري (HCG) لتشخيص أورام الخلايا الجرثومية مثل سرطان الخصية وسرطان المبيض.
  • اختبارات خلايا الأورام المنتشرة. تُستخدَم اختبارات الدم المُطوَّرة حديثًا في اكتشاف الخلايا التي انشقَّت عن موضع السرطان الأساسي وتطفو في مجرى الدم. وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على اختبار واحد من اختبارات خلايا الأورام المنتشرة لمتابعة الحالات المصابة بسرطان الثدي أو القُولون أو المستقيم أو البروستاتا. لا يَشيع استخدام هذا الاختبار في المواقع السريرية.

هل تحليل الدم يكشف سرطان المعدة

سنذكر فيما يلي عدة طرق يمكننا من خلالها تشخيص سرطان المعدة، أبرزها:

  • تنظير المعدة (Gastroscopy): يتم تشخيص سرطان المعدة، غالبا، بواسطة تنظير المعدة، وهو فحص يمكن بواسطته الكشف عن وجود قرحة معدية، سلائل / بوليبات (Polypi)، كتلة ورمية أو تكثف في جدار المعدة الداخلي. وقد يتم خلال الفحص أخذ عينة صغيرة (خزعة – Biopsy) لفحصها مجهرياً.
  • التصوير بالأشعة السينية (رنتجن – X – Ray) مع حقن مادة تباينية (باريوم – Barium): لم يعد هذا أسلوبا مفضلا من اجل تشخيص سرطان المعدة ويوما بعد يوم تصبح وسيلة التصوير (Imaging) أقل قبولا واعتمادا.
  • التصوير المقطعي المحوسب (Computed Tomography – CT): يمكن بواسطته الكشف عما إذا كان السرطان قد انتشر إلى ما بعد جدار المعدة أو ما إذا كان جدار المعدة الداخلي قد أصبح سميكا. ويتم استعمال هذه الطريقة، عادة، لاستكمال عملية الاستيضاح الطبي.
  • التصوير فائق الصوت بالتنظير الداخلي (Endoscopic ultrasound – EUS): يتيح هذا الفحص الكشف عن مدى تغلغل السرطان في جدار المعدة وفي العقد الليمفاوية.

علاج سرطان الدم

يتضمَّن علاج سرطان الدم مجموعة من الطرق، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • العلاج الكيميائي: يتضمَّن ذلك استخدام الأدوية المُضادَّة للسرطانات؛ بهدف تدمير الخلايا السرطانيّة جميعها، والحدِّ من نُموِّها وتكاثرها، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة أن يكون الضرر بالخلايا الطبيعيّة أقلّ ما يُمكن، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه الأدوية تتوافر على هيئة حقن وريديّة، أو حقن تحت الجلد، أو أقراص فمويّة.
  • زراعة الخلايا الجذعيّة: إذ يُتيح ذلك استخدام جُرعات أعلى من العلاج الكيميائي في بعض الحالات، كما أنَّه يزيد من فرص التعافي، وبالرغم من فوائدها إلا أنَّ هذا الإجراء يُعتبَر مُرهقاً عدا عن كونه محفوفاً بالمخاطر.
  • العلاج الإشعاعي: يعتمد على استخدام الأشعَّة السينيّة عالية الطاقة؛ بهدف القضاء على خلايا سرطان الدم، أو منعها من النمو.
  • العلاج البيولوجي (Biologic therapy): إذ يُساعد هذا العلاج الجهاز المناعي على العثور على الخلايا السرطانيّة ومهاجمتها.
  • العلاج المستهدف (Targeted therapy): ينطوي على استخدام أدوية بهدف منع جينات أو بروتينات مُعيَّنة تحتاجها الخلايا السرطانيّة للنمو.
  • الجراحة: إذ يستأصل الطبيب الطحال في الحالات التي يكون فيها مملوءاً بالخلايا السرطانيّة، بما يُحدِث ضغطاً على الأعضاء القريبة منه.
السابق
أعراض مرض السكر عند الرجال
التالي
علاج تجلّط الدم

اترك تعليقاً