قصص

قصة سيدنا آدم

قصة سيدنا آدم

قصة سيدنا آدم الحلقة 1

أحسن القصص قصة سيدنا آدم

ملخص قصة سيدنا آدم عليه السلام

خلق الله تعالى آدم و ذريته حتى يسكنوا الأرض و يعمروها ، فماذا تعرف عن خلق أول الأنبياء سيدنا آدم عليه السلام و قصته خلق الله سيدنا آدم و زوجته حواء من الطين و كرمه بأن أمر الملائكة أن يسجدوا له ، فسجدوا جميعاً إلا إبليس ، فقد أبى ذلك مستكبراً ، و كرم الله أيضاً آدم و زوجنه بأن أسكنهما الجنة متمتعين بكل ما فيها من نعيم إلا شجرة واحدة عينها الله لهم ،و نهاهما أن يأكلا منها مبيناً لهما أن قربهم منها سيكون فيه ظلماً لأنفسهم ، و ما إن ابتعدا عنها فهما في نعيم كبير ، فلا جوع سيمسهما و ظمؤ و لا نصب عاشا في الجنة في نعيم إلى ان جاء إبليس ليوسوس لهما بأن يأكلا من تلك الشجرة مقنعاً إياهما بأن الاكل من ثمارها سيجعلهم من الخالدين أو من الملائكة أوهم إبليس كلاً من آدم و حواء و أغراهما بالأكل من تلك الشجرة مقسماً لهما أنه من الناصحين و أنه لا يكن لهم أي ضرر، اغتر كل من آدم و حواء بقول ابليس، فأكلا منها ، فبدت لهما سوءاتهما و أخذا يستران عليها من أوراق الجنة

و قد جاء ذكر هذه القصة في القرآن الكريم

فَدَلَّاهُمَا بِغُرُور فَلَمَّا ذَاقَا الشجَرَةَ بَدَت لهَُمَا سوْءَتهُمَا وَ طفِقَا يخْصِفَانِ عَلَيهِمَا مِن وَرَقِ الجَْنَّةِ وَ نَادَاهُمَا رَبهُمَا أَ لَمْ أَنهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشجَرَةِ وَ أَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشيْطنَ لَكُمَا عَدُوُّ مُّبِينٌ

قصة سيدنا آدم بعد نزوله للارض

مكان نزول آدم

لم يرد نصٌّ صريحٌ في القرآن الكريم أو عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يذكر مكان نزول آدم – عليه السلام – وزوجه حواء، إنما ذكر العلماء بعض الأقوال في ذلك، والتي ربّما تصحُّ أو يصحُّ شيءٌ منها، وربما لا يصحُّ شيءٌ منها على الإطلاق، وتبقى تلك الروايات ممّا يؤخذ بجيده ويُترك سقيمه إن كان مُخالفاً للكتاب والسنة، وكون ما جاء فيها من الأقوال ليس مخالفاً للقرآن والسنة فلا ضير في نقله على سبيل الاستئناس لا الإثبات، وفي الآتي بيانُ ما جاء في ذلك عن العُلماء: قيل: إنّ آدم آدم نزل في الهند، بينما كان نزول حواء بجدة في المملكة العربية السعودية، وقد رُوي هذا القول عن الحسن البصري رحمه الله. قيل: كان نزولهما جميعا في الهند، وأنَّهما لم يَفترقا من حيث النزول، وقد نقل هذا القول ابن كثير عن السُّدي رحمهما الله. قال آخرون: أُهبِط آدم بمنطقةٍ بين مكة والطائف تُسمى دحنا، ولم تذكر هذه الرواية موضع نزول حواء، ويؤيّد هذه الرواية ما روي عن ابن عباس – رضي الله عنه – من قوله: (أُهبِطَ آدمُ إلى أرضٍ يقالُ لَها دَحنا بينَ مَكَّةَ والطَّائفِ).قال بعض القدامى: أُهبِط آدم بالصفا في مكة المكرمة، وأهبطت حواء بالمروة، وقد رُوي هذا القول عن ابن عمر رضي الله عنهما.

سبب نزول آدم من الجنة

لمّا خلق الله آدم بيديه أمر الملائكة بالسجود له تَكريماً له، وتعظيماً لله الذي صنعه بيديه، فسجد الملائكةُ لآدم سجود تكريمٍ لا سجود عبادة، وكان ذلك طاعةً والتزاماً بأمر الله سبحانه، وكان ذلك ديدنهم على الدوام، فهم عباد الله الذين لا يعصون ما أمره، ويفعلون ما يؤمرون، لكنَّ إبليس الذي كان في تلك الفترة يُعد من الملائكة استكبر عن أمر الله وامتنع من السجود لآدم، وقد عَلَّل سبب رفضه الخضوع لأمر الله بالسجود لآدم بأنه خيرٌ منه فهو مخلوقٌ من نار، أما آدم فمخلوقٌ من طين، قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا)، حينها سخط الله على إبليس وطرده من بين ملائكته بعد أن أدناه منه وجعله واحداً منهم. بعد أن طُرد إبليس وأُبعد من بين الملائكة توعَّد بأن يغوي عباد الله الذين سيتناسلون من آدم عليه السلام، وكأنه يُدرك أنّ آدم سينزل إلى الأرض ويخرج من نسله من يعبد الله، وكان أصل وعيده لهم حسداً وحقداً على أن دخل آدم الجنة وأُخرج هو منها، وأنّ عباد الله من نسل آدم سيدخلون الجنة إن التزموا بأمر الله، فقطع عهداً أن يغويهم، حتى يُبعدهم عن الجنة كما أُبعِد هو عنها، وطلب من الله أن يجعله من المُنظرين إلى يوم الدين فلا يموت إلى حينها، وقد أعطاه الله ذلك،قال تعالى: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ*قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ*قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ*قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ*قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ*ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ*قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ).بدأ إبليس بإغواء آدم -عليه السّلام- حيث أوهمه أنّ الشجرة التي منعه الله وزوجه من الأكل منها ما هي إلا شجرة الخلود في الجنة، وأنه إن أكل منها سيعيش أبد الدهر ولن يموت أبداً، بل سيُصبح ملكاً من الملائكة المقربين، والذين لا يصدق عليهم الموت، فأغواهما بما يحبانه من الخلود وأن يكونا من الخالدين، فأكلا من الشجرة وعصيا أمر ربِّهما فاستحقا العقوبة لانتهاكهما ما أمر الله بعدم المساس به أو الاقتراب منه، لذلك أنزلهما الله من الجنة إلى الأرض بعد أن استغفر آدم ربّه فغفر له، قال تعالى: (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ*فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ*وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ*فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ)

قصة آدم عليه السلام كاملة pdf

noor-book.com/كتاب-قصة-آدم-عليه-السلام-pdf

قصة آدم عليه السلام مختصرة

قصة خلق آدم وحواء والخروج من الجنة
خاطب الله تعالى الملائكة أنه سيخلق خليفة في الأرض أي ذرية يخلف بعضهم بعضاً، وخلق آدم من تراب الأرض ثم خلطه بالماء ليصبح طيناً متماسكاً كالصلصال ثم شكله وتركه حتى يتصلب ويتجوف كالفخار ثم نفخ فيه من روحه فدبت فيه الحياة وعطس وقال الحمد لله.

وأمر الله تعالى الملائكة أن تسجد لآدم، وعلمه أسماء الأشياء والكائنات، لكن إبليس (من عالم الجن) عصى أمر الله وامتنع عن السجود واعتبر نفسه (المخلوق من نار) أفضل من آدم (المخلوق من طين)، فعاقبه الله باللعنة والهبوط من مكانته إلى الأرض، فطلب إبليس الإذن من الله أن يغوي آدم وذريته فأذن له.

ثم خلق الله تعالى السيدة حواء من آدم، وأمر آدم وحواء عليهما السلام أن يسكنا الجنَّة، ويستمتع بنعيمها ما عدا شجرة واحدة لا يقتربان منها، وحذره من الشيطان فهو كافر وعدو لآدم وذريته.

أقبل الشيطان على آدم وحواء يزين لهما الأكل من الشجرة المحرمة، وقال: إن أكلتما من هذه الشجرة تصبحا ملكين ومخلدين في نعيم الجنة، وأقسم بالله أنني لكما لمن الناصحين، ولا زال الشيطان يزين ويغري حتى أكل آدم من الشجرة وأكلت حواء معه، فانكشفت عوراتهما، وبدت سوءاتهما، وأدركا الخطأ، وأسرعا نحو أشجار الجنة يقطعون من أوراقها ليسترا عوراتهما، وهما يشعران بالخوف والندم والخجل.

غضب الله تعالى من معصية آدم وحواء، وناداهما قائلاً: ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين؟، واعترف آدم وحواء بالخطأ وقالا: ربنا ظلمنا أنفسنا وإلا تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

وعاقب الله آدم وحواء بالهبوط من المكانة التي كانا فيها والخروج من الجنة والنزول إلى أرض الشقاء والتعب والابتلاء والصراع والاختلاف، والعيش فيها إلى حين الحساب ونيل الجزاء يوم القيامة بالجنة أو بالنار، مع التأكيد على استمرار العداوة بين إبليس وذريته وبين آدم وذريته، فقال تعالى: اهبطوا بعضكم لبعض عدو، ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين.

قصة ابني آدم | قابيل وهابيل
حملت حواء وولدت توأماً أحدهما ذكر وهو قابيل والآخرى أنثى، شقيقة قابيل في البطن، ثم حملت مرة أخرى وولدت توأماً أحدهما ذكر وهو هابيل والأخرى أنثى، وهي شقيقة هابيل في البطن.

وشرع الله لآدم أن يزوج ذكر كل بطن بأنثى “البطن” الآخر، لكن قابيل رفض وأراد أن يتزوج بشقيقة بطنه ولا يأخذها هابيل، ورفض الاستجابة لطلب آدم، فطلب آدم من ولديه قابيل وهابيل أن يقربا قرباناً لله.

كان هابيل صاحب غنم، فاختار غنمة سمينة وقربها لله، وكان قابيل مشتغلاً بالزرع، فاختار حزمة من أردء زرع زرعه وقربها لله، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل، ما يعني أن الله تقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل، فغضب قابيل وحقد على أخيه وتوعده بالقتل، فرد هابيل: إنما يتقبل الله من المتقين، ولئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدى لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين.

وتورط قابيل وقتل أخيه الصالح هابيل، وكانت أول جريمة قتل إنسان على الأرض، ولم يدر قابيل ماذا يفعل بجثة أخيه، فبعث الله غرابين يتقاتلان أمام قابيل، فقتل الغراب أخيه، وراح الغراب يحفر في الأرض ثم ألقى الغراب الميت في الحفرة ودفنه وواراه، فلما رأى قابيل صنع الغراب قال: يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي؟، ففعل مثلما فعل الغراب وحفر ودفن أخيه هابيل.

 

قصة سيدنا آدم عليه السلام للشيخ نبيل العوضي

قصة سيدنا آدم وحواء واولاده

سيدنا آدم -عليه السلام-

هو أبو البشرِ جميعًا وأوَّلُ نبيٍّ من أنبياءِ الله تعالى النبيُّ آدم -عليه السلام -، خلَقه الله -سبحانه وتعالى- بيديه ليكونَ خليفةً له في الأرضِ، قال تعالى: “وإذْ قالَ ربُّك للملائكةِ إنِّي جاعلٌ في الأرضِ خَليفةً” ، وخلقَ له من ضلعِه زوجته حواء وأسكنهما الجنَّةَ، وقد وردّ في الحديثِ الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: “يُجمَعُ المؤمنونَ يومَ القيامةِ، فيقولونَ: لو استشفَعْنا إلى ربِّنا فيُريحُنا من مكاننا هَذا، فيأتُون آدمَ فيقولون له: أنتَ آدمُ أبو البشرِ، خلقكَ اللهُ بيده، وأسجَدَ لك الملائكةَ، وعلَّمك أسْماءَ كلِّ شيءٍ، فاشفَعْ لنا إلى ربِّنا حتى يُريحَنا، فيقول لهم: لسْتُ هَناكم، فيذكرُ لهُم خطيئَتَه التي أصَاب”

قصة سيدنا آدم -عليه السلام-

وردَ في قصة سيدنا آدم أنَّه عندمَا خلقَ الله تعالى آدم -عليه السلام- أخبرَ الملائكةَ بهذا الحدثِ العظيمِ الذي سيغيِّرُ مجريات الأحداثِ في الأرضِ، قال تعالى: “وإذْ قالَ ربُّك للملائكةِ إنِّي جاعلٌ في الأرضِ خَليفةً” ، وتكريمًا لهذا الكائنِ الجديدِ أَمرَ الله تعالى الملائكةَ أن يسجدوا لآدمَ سجودَ تكريمٍ وتشريفٍ وتعظيمٍ وليس سجودَ عبادة، وقد تكرَّر ذكر أمرَ السجود لآدم في سبعة مواضع في القرآن الكريم لإظهار عظيمِ التكريم لسيِّدنا آدم، ولكن إبليس امتنع عن السجود تكبُّرًا وتعاليًا، قال تعالى: “إلَّا إبليسَ أبَى واستَكبَر وكانَ منَ الكَافرينَ” ، وقال تعالى: “فسجدُوا إلَّا إبليسَ لم يَكُن مِن الساجِدينَ” ، وبرَّر إبليس عصيانه بقوله كما وردَ في القرآن الكريم: “أنَا خيرٌ منهُ خلقتَني من نارٍ وخلقتَه من طِين”، وقوله: “لَم أكُن لأسجدَ لبشَرٍ خلقتَه مِن صلصالٍ من حَمإٍ مَسنونٍ” . بعدَ ذلك أتى أمرُ الطرد لإبليسَ من الجنَّة نهائيًا إلى يومِ يُبعثون بسبب عصيانِه ورفضهِ لأمرِ ربِّه، قال تعالى: “قالَ فاهبِطْ منهَا فما يكونُ لكَ أنْ تتكبَّرَ فيهَا فاخرُجْ إنَّكَ منَ الصَّاغرين” ، لكنَّ إبليس رفضَ حكمَ الله تعالى وتوعَّد بإغواء أبناء آدم من البشر، فردَّ عليه الله -تبارك وتعالى- بقوله: “إنَّ عبادِي ليسَ لكَ علِيهم سلطانٌ إلَّا مَن اتبعَكَ من الغَاوِين” وتلك قصة سيدنا آدم مع إبليس .

خلق الله لسيدنا آدم وحواء -عليهما السلام-

خلقَ الله تعالى سيِّدنا آدم -عليه السلام- بيديهِ من طينٍ ثمَّ نفخَ فيه من روحِه وهذا في جميعِ الدياناتِ السماويَّة الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهوديَّة، قال تعالى في كتابه العزيز: “وإذ قالَ ربُّك للملائِكةِ إنِّي خالقٌ بشرًا من صلصالٍ مِن حَمإٍ مَسنون” ، وقال تعالى: “وبدَأَ خلقَ الإنسانِ مِن طِين”، وقال تعالى: “فَاستَفتِهِم أهُمْ أشَدُّ خَلقًا أمْ منْ خلَقْنَا إنَّا خَلَقناهُمْ منْ طينٍ لازِبٍ”، وفي الحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: “إِنَّ اللَّه خَلقَ آدَمَ مِن قبضةٍ قَبضَها مِن جَميعِ الأرضِ، فَجاءَ بَنو آدمَ على قدرِ الأرضِ، جاءَ منهُمُ الأَحمرُ، والأَبيضُ، والأَسودُ، وبينَ ذلكَ، والسَّهل، والحزن، والخشنُ، والطّيبُ” . ثم خلقَ حواء من ضلعهِ وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ الله -جلَّ وعزَّ- لمَّا خلقَ آدمَ مسَح ظهرَه فجَرَتْ من ظهرِه كلُّ نسمةٍ هو خالقُها إلى يومِ القيامةِ، ونزعَ ضلعًا من أضلاعِه فخلَقَ منهُ حوَّى” ، وقد وردَ أنَّ طولَه -عليه السلام- كان ستينَ ذراعًا، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: “كانَ طُولُ آدمَ ستِّين ذراعًا؛ في سَبعِ أَذرعٍ عَرضًا”.

طرد الله لسيدنا آدم وحواء -عليهما السلام- من الجنة

عندما طردَ الله تعالى إبليس من الجنَّة، توعَّد إبليس أن يُضِلَّ البشر جحودًا وعصيانًا لأوامر الله تعالى، لذلك حذَّر الله تعالى آدمَ وحواءَ من إغواءِ إبليس اللعين، قال تعالى: “فقُلنا يا آدمُ إنَّ هذَا عدوٌ لكَ ولِزوجكَ فلا يخرجنَّكمَا منَ الجنَّة فتشقَى”  ثمَّ نهاهما عن الأكل من الشجرة كاختبارٍ لهما من الله تعالى، قال تعالى: “ولا تَقرَبا هذهِ الشجرةَ فتكونَا مِن الظَّالمين” ، والنهي عن الاقتراب من الشجرةِ مبالغةٌ في التحريم لكنَّ إبليسَ اللعين كان لهما بالمرصادِ يريدُ أن يغويَهما حتَّى يُطردَا من الجنَّةِ كما طُردَ منها، فظلَّ يوسوسُ لهما حتَّى استجابا لإغوائه وأكلا من تلكَ الشجرةِ بعد أنْ نهاهُمَا اللهُ عنها، قال تعالى: “فوَسوسَ إليهِ الشيطانُ قالَ يا آدمُ هل أدلَّكَ على شجرةِ الخلدِ ومُلكٍ لا يَبلى * فأكلَا منهَا فبدَتْ لهمَا سوآتُهما وطفِقَا يخصِفانِ عليهمَا من وَرقِ الجنَّة وعصَى آدمُ ربَّه فغوَى” . فوجَّه الله تعالى عتابًا قاسيًا لهما على عصيانهما له تعالى ثمَّ تابَ عليهِما بعد ذلك إنَّه هو الغفورُ الرَّحيم، قال تعالى: “فتلقَّى آدمُ مِن ربِّه كلماتٍ فتابَ عليهِ إنَّه هو التَّوابُ الرحيمُ”. لكن في النهاية جاء الأمر الإلهيُّ بإخراج آدم وحواء من الجنَّة وهبوطهما إلى الأرض وتحقيق الوعد الإلهي باستخلافِ الإنسان على هذه الأرض، قال تعالى: “قالَ اهبطَا منهَا جميعًا بعضُكم لبعضٍ عدوٌّ فإمَّا يأتينَّكم منِّي هدىً فمَن اتَّبعَ هدايَ فلا يضِلُّ ولا يشقَى

قابيل وهابيل

بعدَ أن هبط آدمُ وحواء إلى الأرض، رزقَهما الله تعالى بولدِين هما : قابيل وهابيل، وكلٌّ منهما وُلِدَت معه بنتٌ، كان هابيلُ يهتمُّ بتربيةِ الأغنامِ وأمَّا قابيل فقد كان يفضِّل الزراعةَ، وعندما حانَ وقتُ زواجِهما قال لهمَا أبوهُما آدم: إنَّ قابيل سيتزوَّجُ أخت هابيل، وأمَّا هابيل سيتزوَّجُ أخت قابيل. لكنَّ قابيل رفض هذا الخيَار لأنَّه كان يريد الزواج من أختِه التي وُلدَت معه. فطلَبَ منهما آدم -عليه السلام- أن يُقدِّم كل واحدٍ منهما قربانًا إلى الله تعالى، ومن يُقبَلُ قربانه سيكون الأقرب إلى الله وسيَرضى بكلِّ الأوامرِ التي يأمرُه بها تعالى، فقدَّمَ هابيلُ أفضلَ خروفٍ عنده، أمَّا قابيلُ فاختارَ حزمةَ قمحٍ من أسوأ المزروعاتِ لديه، فتقبَّلَ الله ُ قربانَ هابيل ولم يتقبَّل قربانَ قابيل، عند ذلك ازدادَ حقدُ قابيلَ على هابيل، وهدَّدَه بالقتل مباشرةً لكنَّ هابيل لم يردَّ عليه بالمثلِ بل قالَ له: لن أقتلَكَ، وإذا قتلتني فستأخذُ إثمي وإثمِك وتدخلُ النار. وفي هذه اللحظة جاءَ إبليسُ وعلَّمَ قابيلَ كيف يقتلُ أخاه، فأخذَ صخرةً كبيرةً ضربَ رأسَ هابيل بها فسقط ميتًا على الأرض، ولم يعرف قابيلُ ماذا يصنعُ بعد أن ارتكبَ هذه الجريمةَ الشنيعةَ، فرآى على مسافةٍ منه غرابًا ميتًا ثمَّ جاء غرابٌ آخرُ وحفرَ حفرةً بمنقاره ثمَّ وضعَ فيها الغراب المَيت، فأدركَ عندها قابيلُ ما عليه فعله، فحفرَ قبرًا ودفنَ فيه أخاه، وخسرَ كل شيءٍ بهذه الجريمةِ، أهلَه ودنياه وآخرتَه وأصبحَ من أهل النَّار، قال تعالى: “واتْلُ علَيْهِمْ نبأَ ابنَيْ آدمَ بالحَقِّ إذْ قَرّبَا قربَانًا فتقُبِّلَ منْ أحَدهِمَا ولَمْ يتَقَبَّلْ منَ الآخَرِ قالَ لأَقتُلَنَّكَ قالَ إنَّمَا يتَقَبَّلُ اللَّهُ منَ المُتَّقينَ * لئِنْ بسَطْتَ إلَيَّ يدَكَ لتَقتُلَنِي ما أنَا ببَاسطٍ يدِيَ إلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إنِّي أخَافُ اللَّهَ ربَّ العَالمِينَ * إنِّي أرِيدُ أنْ تبُوءَ بإِثْمِي وإِثْمِكَ فتَكُونَ مِنْ أصْحَابِ النَّارِ وذَلِكَ جَزاءُ الظَّالمِينَ * فَطوَّعَتْ لهُ نَفسُهُ قتْلَ أخِيهِ فَقتلَهُ فأصْبَحَ مِن الخاسِرِينَ * فَبعثَ اللَّهُ غرَابًا يبحَثُ فِي الأرْضِ ليُرِيَهُ كيفَ يوَارِي سوءَةَ أخِيهِ قالَ يَا ويلَتَا أعجَزْتُ أَنْ أكُونَ مثْلَ هذَا الغُرَابِ فأوَارِيَ سوءَةَ أَخي فَأصْبَحَ منَ النَّادمينَ”

 

السابق
سمكة الماندرين
التالي
الملفوف

اترك تعليقاً