تعليم

كيف تبدأ حياة جديدة

كيف تبدأ حياة جديدة مع الله

يجب على العبد المسلم أن يكون مُستعيناً بالله تعالى، ومُتوكلاً عليه، ومفتقراً إليه، وطالباً العون منه على أداء العبادة، والوصول للهداية كذلك، كما يجب أن يكون العبد قبل كلّ ذلك مؤمناً، حيث قال الله تعالى: (وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)، فالإيمان يجب أن يكون بالأفعال والسلوكات، وليس فقط بالأقوال والمظاهر الخارجيّة، مع الحرص على تنقية القلب من الشوائب والأمراض والأدران، وعدم تعلّقه بالأمور الماديّة، والشهوات والزلّات، وإنّما تعلّقه بالله تعالى، ومن الوسائل التي تُعين على ذلك قراءة القرآن الكريم بتدبرٍ وتمعّنٍ، والتفكّر في دلالات الآيات ومعانيها، والعمل بالأوامر التي نصّت عليها، فالقرآن الكريم دليل العبد للخروج من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى الحقّ، كما يجب على المسلم الاقتداء بالرسول عليه الصّلاة والسّلام، ومجاهدة النفس في سبيل تحقيق ذلك، والحرص على الاطلاع على سيرته، والسير على نهجه واتّباع سُنّته؛ ففي ذلك تحقيقٌ للأمن والطمأنينة والاستقرار، والاستشعار بمراقبة الله -عزّ وجلّ- في كلّ وقتٍ وحينٍ، والمداومة على ذكره وحمده وثنائه، وتذكّر نعمه على العباد، وربط كلّ الأفعال والأقوال به، وذلك بجعل الهدف من أيّ عملٍ؛ زيادة الصلة بين العبد وربّه وتقويتها، وطلب رضاه في الحياة الدنيا والآخرة، ومن الطرق التي تحقّق للعبد الحياة السعيدة مع الله تعالى؛ معرفته الحقيقيّة به، ومعرفة الله تعالى لا يصل إليها العبد إلا بالعيش مع أسمائه وصفاته العليا، والحرص على تعلّمها، وتأمّلها، والتفكّر فيها، وتدبّر آثارها على الحياة، والإكثار من العبادات، وخاصّةً عبادة التفكّر، والعمل على القرب من الله تعالى بمختلف أنواع العبادة، فالله تعالى يتعرّف على عبده بصفات ألوهيته وربوبّيته، فالواجب على العبد أن يحبّ الله تعالى حبّاً صادقاً، ويشتاق إلى لقائه، ويتنافس في القرب منه، ويتودّد إليه بطاعته، والالتجاء إليه، كما يجب على العبد العمل على تحقيق توحيد الربوبيّة لله تعالى، والتوكّل والاعتماد عليه، والذلّ والخضوع والاستسلام له والاستعانة به، والواجب على العبد أيضاً أن يستشعر عطاء الله تعالى في المنع، وحكمته في ما قدّر وقضى، وعطاءه في ستره ومغفرته، وحكمته فيما أمر به ونهى عنه.

الانتقال إلى حياة جديدة

  • قرر ما الذي تريده.
  • أنظر في العواقب.
  • قيّم العقبات.
  • قم بعمل خطة.
  • أُتركها بعض الوقت، ثم قم بمراجعة الخطة.

بداية جديدة في حياتي

كيف أبدأ من جديد

يتساءل البعض كيف لي أن أبدأ حياتي من جديد، وكيف لي أن أحدث التغيير فيها للأفضل، وما هي الوسائل المعينة للتحول، والانطلاق نحو النجاح، هذه التساؤلات يمكن الإجابة عنها بما يلي:

الدوافع

هي الشيء الذي يدفع الشخص للتصرف، أو الحركة، وتُعتبر الدوافع المحرك الأساسي للسلوك الإنساني، يقول فرانسيس بيكون:(نصيب الإنسان موجودٌ بين يديه)، فالإنسان عندما يكون لديه دوافع، وبواعث نفسية داخلية، يظهر عنده الحماس، والطاقة، وحتى الإدراك فإنّه يكون أفضل لديه بوجود الدوافع، بعكس الشخص الذي يعيش حياته بلا دافع؛ فإنّ العزيمة لديه تكون هابطة، والطاقة معدومة، وينصبُّ تركيزه، واهتمامه على الأمور السلبيّة فقط، يقول دنيس ويتلي: (تتحكم قوة رغباتنا في دوافعنا، وبالتالي في تصرفاتنا)، وهذا القول يبيّن أنّ الرغبة الموجودة عند الإنسان هي أول قاعدةٍ في النّجاح والتجديد، والذي ينعكس على أداء الإنسان وحياتهِ، فالدوافع الداخلية عند الإنسان هي السبب في قيامهِ بأعمالٍ أعلى من المستوى العادي، بحيث يصل إلى نتائج عظيمة، فامتلاك الإنسان للقوى الكامنة في داخله، واستغلالها بشكلٍ صحيحٍ، قد تُحدث فرقاً كبيراً في طريقِ نجاحهِ، يقول رالف والدوامرسون: (ما يوجد أمامنا وما يوجد خلفنا يُعتبر ضئيلاً جداً بالمقارنة بما يوجد بداخلنا).

كسب القلوب

من طبيعة قلوب البشر، أن تُحبّ من يُحسن إليها، وتبتعد عمّن أساء إليها وآذاها، وقد حرص الإسلام على تعليم الإنسان هذا المبدأ العظيم من خلال ما غرسهُ من أخلاقٍ عظيمةٍ في شخصية سيدنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-؛ لما لكسب القلوب من أثرٍ على الإنسان، والبعد كلّ البعد عن الجفاء، والتنافر، والتباغض، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ). وقد دعا الإسلام المسلمين إلى الصبر عند الغضب ، والاتصاف بالحلم، و العفو عند الإساءة، وعلى الإنسان أن يُشعر بأخيه الإنسان، بأنّه ذو أهميةٍ عاليةٍ، وله دورٌ مهمٌ في الحياة، فهذه قواعد أساسيّة في التعامل مع الآخرين، وكسب قلوبهم، قال تعالى: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ). فعلى الإنسان إذا أراد أن يبدأ حياةً جديدةً، ويكون ناجحاً في حياتهِ، أن يكسب قلوب المحيطين بهِ، كما فعل سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث ترك الشدّة، والغلظة، وتعامل مع الناس برقّةٍ، ورفقٍ، ورحمةٍ.

الطاقة الكامنة وقود الحياة

إنّ التّجديد و التّغيير في حياة الإنسان يحتاج منه إلى طاقةٍ عاليةٍ؛ حتى يستطيع أن يجد القوة التي تدفعه للأمام، فالإنسان إن كانت لديه الحماسة العالية، كانت الطاقة أيضاً عاليةً لديه، لأنّ الرغبة الداخلية، والدوافع الكامنة، تمدّه بالطاقة اللازمة للتغيير ، إلا أنّ الإنسان يحتاج دائماً إلى توليد طاقةٍ جديدةٍ بالإضافة إلى الدوافع الداخلية، فالأكل، والشرب، والرياضة، والتنفس جميعها لها تأثيرٌ في حياة الإنسان وتقدّمهِ، يقول جورج برنارد شو :(العقل السليم في الجسم السليم، ولا بدّ من رفع مستوى كليهما؛ حتى تعيش حياةً صحيةً سليمةً).

التوجيه الصحيح للقوة

كلّ إنسانٍ يمتلك في داخلهِ قوةً، تزيد من إيمانهِ وطاعتهِ، وتُعينهُ على مواجهة الأهواء والصعاب، وتدفعهُ للعمل الحسن، وتُبعده عن كلّ الشرور، والقوة المقصودة هنا، ليست القوة الجسدية فقط، وإنما تشمل قوة العقل، والقلب، والإرادة، وهذه القوة يمكن أن يكرّسها الإنسان لأمورٍ كثيرةٍ في حياتهِ، فهي تفيدهُ في طاعة الله، وفي الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفي تحسين وتطوير حياتهِ، وتجديدها، وهذه القوة هي علامة إيمان العبد، فدرجة المؤمن القوي عند الله تعالى، أفضل من درجة المؤمن الضعيف، فالمؤمن القوي أكثر عطاءً وفائدةً من المؤمن الضعيف، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ، وفي كلٍّ خيرٌ).

اتخاذ القرار

إنّ اتخاذ القرار في حياة الإنسان أصبح من الأمور الملحّة والضروريّة، حيث تكمن حاجة الفرد في التعبير عن مواهبهِ، وقدراتهِ، التي تميزهُ عن غيرهِ، وتظهر الحاجة لديه في ترك بصمةٍ في العالم، تشهد على وجوده، وأثرهِ، وإنجازاتهِ الناجحة ، ولذلك يبدأ بالتصميم، والإبداع، والابتكار، أو أيّ عملٍ آخر، يجد فيه التعبير عن ذاتهِ، وقد لا يبدأ الإنسان حياتهُ، بالمقدرة على اتخاذ قراراتهِ بنفسهِ، فيتخذها الآباء نيابةً عنه، كأن يقرروا ماذا يلبس، وماذا يأكل، أو نوعيّة البيئة التي يعيشها، والمدرسة التي يلتحق بها، إلا أنّه من الجيّد للإنسان أن يصل إلى مرحلةٍ معيّنةٍ من حياتهِ، يتّخذ فيها الإنسان قراراتهِ بنفسهِ، وأن يُحدد ما يريدهُ من حياتهِ، فاتخاذ القرار هو مهارة يتمّ تعلّمها، ويمكن ممارستها بسهولةٍ إذا وُجدت الثّقة بالنفس لدى الفرد.

كيف تبدأ حياتك من جديد

إنّ النّهوض بعد كبوة مطلوبٌ في الحياة، فمهما واجه الإنسان من محن وابتلاءات عليه أن يتجاوزها، وأن يبدأ حياته من جديد كما خلقته أمّه أوّل مرّة، وإن ذلك يتمّ من خلال ما يلي:

  • النّسيان وطيّ صفحة الماضي؛ فالإنسان الحكيم الذي يريد أن يبدأ حياته من جديد عليه أن ينسى ما مرّ به من المآسي والتّحديات الصّعبة وأن يعمل على محوها من ذاكرتها، وأن يعزم على عدم التّفكير بها مرّة أخرى، فاسترجاع السلبيّات من الذّاكرة يعرقل الحياة الإنسانيّة ويشوّشها ويضعف طاقة الإنسان، بينما يعمل نسيانها على بثّ روحٍ إيجابيّة عجيبة في نفس الإنسان تدفعه لأن يبدأ حياته من جديد بهمّة وعزيمة قويّة .
  • الإيمان بأنّ هذه الحياة الدنيا هي مجرّد ممر لحياة هي أجمل وأروع وهي الحياة الآخرة حيث الجنّة والنّعيم المقيم، وإنّ من شأن هذا الإيمان أن يحثّ النّفس على أن لا تركن إلى هذه الحياة وأن لا تضعف مهما واجهت من ابتلاءات وامتحانات، ذلك بأنّ الله سبحانه يبتلي المسلم ويمتحنه فيها حتى يختبر إيمانه وصبره، فمن نجح في هذا الاختبار حصل على جائزة الله ونال رضوانه ورفعت درجاته .
  • أن يتعلّم الإنسان من دروس الحياة، وفي الحديث (لا يلدغ مؤمن من جحر مرّتين)، وهذا يعني أنّ الإنسان ينبغي له في كلّ مرّة يبدأ فيها حياته ويستأنفها من جديد أن يتعلّم من أخطائه وكبواته حتّى لا يقع فيها مرّة أخرى، وهذا الأمر يغفله كثيرٌ من النّاس فتراهم يتعرّضون باستمرار للسّقوط .
  • أن يتعرّف الإنسان على أناسٍ جدد يتّصفون بالإيجابيّة في حياتهم وتعاملاتهم؛ فالإنسان يحتاج باستمرار إلى أن يُجدّد طاقاته وحيويته بالتّعرف على أناس جدد يكتشف فيهم مهارات وطاقات جديدة تستثير فيه الجوانب الإيجابيّة بعيدًا عن السّلبيّات .
  • على الإنسان أن يقتدي بالنّاجحين في الحياة وينظر كيف بدؤوا حياتهم من جديد ويتعلّم منهم .

كيف تبدأ من الصفر

أخذ وقت للراحة

يحتاج كل واحدٍ منا بين الوقت والآخر إيقاف النشاطات الحياتية وأخذ قسطٍ من الراحة؛ ذلك لتجديد الطاقة والنشاط، والبدء بهمةٍ ونشاطٍ جديدين.

التخلص من العادات السيئة

لا بدّ من تغيير العادات القديمة السيئة من أجل الشعور بالتقدم، مثل: التدخين أو الإدمان أو أيّ سلوكياتٍ سيئة، لأنّه لا يمكن التجدد والتطور من غير التخلص من العادات السيئة التي تسيطر على الحياة وتسبب الفشل.

التخطيط والتفكير المسبق

للأحداث إجراء بعض التغييرات والتصرف والتفكير كشخصٍ جديد أمران لا بدّ منهما للبدء بالحياة من جديد، وقد يلزم في بعض الأحيان تغيير الأشخاص المحيطين بك، والبدء بالتفكير بشكلٍ إيجابي والتخلص من الأفكار والطاقة السلبية.

تحديد الأهداف

يجب تحديد الأمور المرغوبة لدى الشخص، والتي تُشعره بالاستمتاع والحماس عند فعلها، مثلاً إذا كان ركوب الدراجة هوايةً ورغبةً لدى الشخص، فمن الممكن أن يعمل في متجرٍ خاصٍ بالدراجات.

فاجئ نفسك

إنّ تجربة الأشياء حتّى لو كنت تعتقد أنك لن تستطيع فعلها، وإعطاء نفسك فرصةً لتجربة أشياءٍ مختلفةٍ عن المعتاد، يساعد في تجاوز الإحباط وخيبات الأمل التي من الممكن أن تتعرض لها.

البدء خطوة خطوة

إنّ القيام بالخطوة الأولى من أيّ هدفٍ هو الجزء الأصعب منه، لذلك يجب ترتيب الخطوات وتنسيقها، والبدء بها حسب الترتيب خطوة بعد خطوة، وعدم البدء فيها جميعها في وقتٍ واحدٍ، ذلك من شأنه المساعدة في بدء حياةٍ جديدةٍ وتحقيق الأحلام.

التغير

يبدأ في الصباح يجد الكثير من الناس صعوبةً في الاستيقاظ باكراً وخاصةً في أيام العطل، ولكن يعدّ الاستيقاظ باكراً فرصةً لتناول وجبة فطورٍ صحية، وإعطائك الوقت الكافي للعمل على أهدافك، والتخطيط لها.

رؤية خاصة بك

يجب أن يعمل الشخص على امتلاك أفكارٍ خاصةٍ به، وأن تكون هذه الأفكار واضحةً، لأنّ ذلك يساعد في تحقيق التغيير والبدء من جديد بشكلٍ أسهل، مثل: ما هو الأمر الذي تريد الوصول إليه، اختيار ملابسك، ونوع طعامك، وطبيعة الأشخاص الذين ترافقهم.

الاشخاص المناسبين

يجب عليك مرافقة الأشخاص الإيجابيين المشجعين على النجاح والتغير والتقدم، والذين يدعمون أسلوبك الجديد ويساعدونك؛ ذلك لأنّ من الصعب إحداث التغيير مع الأشخاص الذين لا يشجعونك على الأمور الجيدة وينتقدونك باستمرار.

السابق
كيفية الاستفادة من قراءة الكتب
التالي
كيف تصنع مكيف هواء بارد بأدوات بسيطة

اترك تعليقاً