أمراض الجهاز العصبي

ماذا يحدث للجسم عند التوتر؟

القلق والتوّتر

إن الإحساس بالقلق بين الحين والآخر على فترات مُتباعدة نوعاً ما هوَ أمرٌ طبيعيّ، بل رُبّما يتم تصنيفهُ على أنّهُ إيجابيّ خُصوصاً في الحالات التي يدفعنا فيها القلق إلى اتّخاذ تدابير وقائيّة للحيلولة دونَ الوقوع في الأخطار، أو إيجاد حُلول مُسبقة لبعض الأمور الطارئة، فهوَ يرفع من جاهزيّة الأشخاص لاستقبال الأمور العارضة، كما قد يجعل لنا حافزاً للنجاح على المُستوى العمليّ والأكاديميّ بسبب خوفنا الطبيعي من الإخفاق، ولكن إذا تكرّر حُدوث القلق بشكل مستمرّ، أو شبه مُستمرّ فلا شكّ بأنّها حالة مرضية تستلزم العلاج والوقوف على أسبابها.

ماذا يحدث للجسم عند التوتر؟

تظهر بعض العلامات عند الشخص عند توتره، وقد تؤثر على صحته:

زيادة نبضات القلب

  • تعد زيادة نبضات القلب من أشهر الأعراض التي يصاب بها الإنسان أثناء التوتر والتي تشعره بمزيد من القلق.
  • تزداد ضربات القلب نتيجة لارتفاع الأدرينالين المصاحب للتوتر. تسبب زيادة نبضات القلب الرعب لدى الإنسان، ولكن لحسن الحظ أن هذا العرض لا يعتبر بالأمر الخطير.
  • يمكن تطبيق تمارين التنفس من حين لاخر، أو أثناء نوبة التوتر لجعل نبضات القلب أقل حدة.

التعرق

  • ينتهي المطاف بالإنسان في طريقه لمقابلة عمل بإصابته بالتعرق الشديد في جميع أجزاء الجسم نتيجةً لتوتره.
  • ما يحدث أثناء التوتر هو أن جسم الإنسان يعمل على التخلص من الماء من خلال الجلد عوضًا عن الكليتين.
  • وعند التوتر أيضًا يقوم الجسم بتجهيز نفسه لحالات الطوارئ، فيزداد تدفق الدم لأعضاء الجسم، مما يعمل على زيادة الحرارة، ويزداد التعرق نتيجة لذلك كوسيلة تعمل على تبريد الجسم.

التثاؤب

  • معظم الأشخاص يقومون بالتنفس بطريقة سريعة أثناء التوتر، ليعتقد جسم الإنسان بأنك لا تقوم بأخذ الأكسجين بكمية كافية، مما يدفع الإنسان إلى التثاؤب. يدفع الجسم الإنسان إلى التثاؤب حثًا منه على أخذ النفس بطريقة عميقة.
  • وقد يكون التثاؤب أيضًا ناتج عن التغيرات الفيزيائية الأخرى المصاحبة للتوتر، مثل: سرعة التنفس، سرعة نبضات القلب، تشنج العضلات، بحيث تسبب هذه العوامل التثاؤب المفرط.

الانتفاخ

  • تزداد حركة المعدة والأمعاء أثناء التوتر مما يعمل على زيادة الغازات والشعور بالنفخة.
  • ويقوم بعض الأشخاص بأداء مهامهم بسرعة بالغة مما يتضمن الطعام والشراب، بالتالي لا يقوم الجسم بعملية الهضم بالشكل الصحيح.
  • حاول أن تسترخي وتأخذ وقتًا كافيًا لكل شيء، فذلك يساعدك على تقليل التوتر.

مشاكل البشرة

  • العديد من الأشخاص يعانون من ظهور حب الشباب في أوقات غير مناسبة، ولكن لا يعلم معظم هؤلاء الأشخاص السبب وراء ذلك وماذا يحدث للجسم عند التوتر.
  • يفرز جسم الإنسان هرمون الكورتيزول بشكل أكبر من المعتاد، مما يدفع الخلايا تحت البشرة لإفراز كميات مضاعفة من الزيوت، وبالتالي يظهر حب الشباب.
  • أثبتت دراسات عديدة أن التعرض للتوتر بشكل مستمر يجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات والأمراض الجلدية المختلفة، مثل: الصدفية، حبوب الوجه، والحساسية والتي تصبح أكثر عرضة للظهور بمجرد التعرض للتوتر الشديد.
  • في بعض الأحيان يقوم الأشخاص باهمال طرق وأساليب العناية بالبشرة أثناء أوقات التوتر، ويتناول معظمهم الأطعمة الغير صحية مما يعرض بشرة الإنسان للإصابة بالحبوب.

الذعر والخوف

  • يصاب الإنسان بالذعر والخوف الشديدين عند تعرضه للتوتر، ليشعر بأنه يعيش في حلم وأن الأشخاص من حوله غير حقيقيين.
  • ولكن يساعد الاسترخاء والشعور بالراحة من التخلص من هذا الشعور والعودة إلى الحالة الطبيعية.

أعراض التوتر العصبي في الرأس

قد يشعر البعض بالام حادة في مقدمة الرأس أو الجانبين، خصوصا بعد فترات طويلة من التعب والارهاق، يسمى ذلك الشعور بصداع التوتر، وهناك بعض الأعراض الشائعة للاصابة بصداع التوتر منها:

  • ألم وضغط في الجزء الامامي أو العلوي أو الجانبي من الرأس
  • مشاكل في النوم
  • الشعور بالتعب الشديد
  • التهيج
  • مشكلة في التركيز
  • حساسية خفيفة للضوء والضوضاء
  • الام العضلات.

على عكس الصداع النصفي، لا يسبب أعراض عصبية أخرى مثل ضعف العضلات أو عدم وضوح في الرؤية.

ماذا يحدث للجسم أثناء الخوف

تنقسم آثار الخوف على الجسم إلى :

أولاً: التفاعل الجسدي:

يتسبّب الخوف بعدّة تغيّرات داخل الجسم تُجمع في نظرية الكر والفر (Fight-or-flight response)، وكما يُوحي الاسم فإنّ هذه التغيّرات تُحضّر الجسم إمّا للدفاع أو الهرب، ومن ضمن الأمور التي تتغير في جسم الإنسان عند الشعور بالخوف ما يأتي:

  • زيادة معدل التّنفس.
  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • انقباض الأوعية الدمويّة المُحيطية.
  • توسّع الأوعية الدمويّة المركزية المُحيطة بالأعضاء الحيوية، وذلك لتوفير الكمية اللازمة من الأكسجين والمغذّيات لتلك الأعضاء.
  • زيادة تدفّق الدّم للعضلات.
  • ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، كطريقة لتجهيز مخزن للطّاقة في حال الاضطرار لاستخدامها.
  • ارتفاع مستوى الكالسيوم وكريات الدم البيضاء في الدم.
  • قشعريرة الجسم الناتجة عن انقباض العضلات الموجودة في قاعدة كل شعرة.
  • ارتفاع مستوى الأدرينالين.

ثانياً: التفاعل العاطفي:

قد يرى البعض الخوف على أنّه شيء إيجابي والبعض الآخر يراه أمراً سلبيّاً، حيث تتفاوت ردة الفعل العاطفية تجاه الخوف بين الناس على الرّغم من تشابه ردة الفعل الجسديّة له؛ فقد يجد البعض أنّ مُشاهدة أفلام الرّعب، أو مُمارسة رياضة خطيرة، أو النّشاطات الأُخرى التي تُثير الرعب أمراً ممتعاً بينما يتجنّبها الآخرون.

ثالثاً: التأقلم الحيوي:

يألف الشخص الشعور بالخوف عند التعرّض للموقف المُخيف بشكٍل مُتكرر، ممّا يؤدي إلى التأقلم الحيوي ، وذلك ما يدفع مُدمني الأدرينالين للبحث عن أنشطة أكثر خطورة من الأنشطة التي اعتادوها سابقاً، وتجدر الإشارة إلى أنّ مبدأ التأقلم الحيوي يُمثل أحد الوسائل المُستخدمة في علاج الرّهاب.  الاضطرابات النفسية يرتبط الخوف بعدّة اضطرابات نفسيّة، نذكر بعض الأمثلة عليها فيما يأتي:

رابعاً: اضطرابات القلق:

حيث يُعاني المصابين باضطرابات القلق من الخوف والقلق المُستمر تجاه الأمور اليوميّة، وعادةً ما يُصاحب هذه الاضطرابات نوبات الهلع التي يمرّ بها الشخص بمستوى عالٍ من الخوف، والذُّعر، والقلق خلال دقائق. اضطرابات الهلع: والتي قد تؤدي إلى اضطرابات في الصّحة العقلية إضافةً إلى العزلة الاجتماعية إذا تُركت دون علاج. الرّهاب: يُعد الرّهاب أحد أنواع اضطرابات القلق، ويتمثل بشعور الشخص بخوف شديد غير مُبرر من مواقف، أو كائنات حيّة، أو أماكن مُعينة.

أضرار التوتر والقلق على الجسم

لا يعتبر التوتر العصبي أمر خطير في حالة حدوثه بشكل نادر، ولكن في حالة استمراره وتكرره، فيمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، وأبرزها:

  • مشاكل الصحة العقلية: مثل الاكتئاب والعزلة واضطرابات الشخصية.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية: وارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
  • السمنة واضطرابات الأكل الأخرى: مثل النحافة المفرطة التي تسبب ضعف الجسم.
  • مشاكل الدورة الشهرية: يمكن أن تعاني المرأة من اضطرابات الدورة الشهرية نتيجة التوتر العصبي.
  • المشكلات الجنسية: مثل ضعف الإنتصاب وسرعة القذف لدى الرجال وفقدان الرغبة الجنسية وخلل الهرمونات.
  • مشاكل الجلد والشعر: مثل حب الشباب، والصدفية، والأكزيما ، وفقدان الشعر الدائم.
  • مشاكل الجهاز الهضمي: مثل الارتجاع المعدي المريئي والتهاب المعدة والتهاب القولون التقرحي والقولون العصبي.

كيف اخفف التوتر

هناك العديد من الطرق التي قد تعالج التوتر والقلق وتمكّن الشخص من السيطرة عليه، ومن هذه الطرق:

  • امتلاك السيطرة، والمحافظة على قوة الشخصيّة، والثقة بالنفس، والقدرة على تحمّل المشاكل والضغط، والتفكير الإيجابيّ.
  • أخذ استراحة ولو بسيطة من العمل أو مسؤوليات المنزل لاستعادة النشاط، وتخفيف الضغط، إذا كان الشخص يعاني من ضغط شديد في العمل وضغط أيضاً في مسؤوليات المنزل، ويشعر بعدم القدرة على تحمل كل هذا الضغط.
  • اكتساب ملكة التحدّي، ووضع الأهداف في الحياة والسعي لتحقيقها، حيث إنّ التحدّي المستمر للنفس يساعد الإنسان على التكيّف النفسيّ، ويعملّه كيف يسيطر على حياته.
  • الحفاظ على النشاط وممارسة الرياضة؛ لأنّها تساعد على الشعور بالراحة، وتخفف من الهموم والقلق.
  • اللجوء إلى العمل التطوُّعي؛ فمساعدة الناس الذين يعانون من أوضاع ومشكلات أسوأ يساعد على رفع المعنويات والشعور بالسعادة.
  • المحافظة على التفاؤل والإيجابيّة، والبحث عن الأشياء المحببة في الحياة، ومحاولة تغيير الفكر والنظرة للحياة؛ بحيث تكون أكثر جمالاً وبعيدة عن السلبيّة.
  • تقبُّل الأشياء الثابتة والتي ليس من المتوقّع تغييرها في الحياة، مما يجعل الشخص قادراً على السيطرة عليها، والتحكّم بها بدون توتر وقلق.
  • الابتعاد عن العادات غير الصحيّة، مثل شرب المنبّهات أو التدخين أو الكحول؛ لتجنّب الشعور بالقلق، لأنّ هذه العادات قد تتطوّر لتصبح مشكلات بحد ذاتها، وتزيد من الضغط والتوتر.
  • عدم العزلة عن الناس، ومحاولة الاختلاط للتغلّب على الشعور بالقلق والتوتر، فالتَّواصل مع الناس ومشاركتهم وتلقي الدعم منهم يساعد على الاسترخاء، وتفريغ التوتر، وإيجاد الحلول للمشاكل.
  • التحلّي بذكاء أكثر، وتعلّم الإدارة الجيِّدة للوقت، والتوازن بين العمل والحياة المهنيّة والاجتماعيّة.

علاج التوتر العصبي

إذا لم تفلح الطرق السابقة ، فهناك العديد من طرق العلاج التي يقوم بها المختصون لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من القلق والتوتر الدائم الذي يعيقهم من العيش براحة وتوازن، ومن هذه الطرق:

  • العلاج بالأدوية والعقاقير الطبيّة: حيث هناك العديد من الأدوية التي تحارب القلق والتوتر، لكن وبسبب الآثار الجانبيّة فإن الكثير من المرضى لا يستمرّون عليها كما يجب، كما أنها تحتاج لوقت حتى يظهر مفعولها، وتختلف استجابات الأفراد عليها على الرغم من فعاليتها كلٌّ بحسب حالته.
  • العلاج السلوكيّ: ويتضمّن هذا العلاج عدّة طرق تُستخدَم لمعالجة المريض، وتُعدّل هذه الطرق أفكار المريض التي تعلّمها بخبراته الحياتيّة وتعليمه طرق تفكير صحيحة وسليمة تساعده على تخطّي قلقه وتوتّره.
  • العلاج التحليليّ: ويتضمن هذا العلاج عقد جلسات مع المريض يتحدّث فيها عن ماضيه والخبرات التي تعرضّ لها وأدّت به إلى الشعور بالقلق والتوتر الدائم، وبالتالي معرفة الأسباب ومحاولة حلها وشفائها تماماً.
السابق
تعرف على أخطر أنواع الأنيميا
التالي
أعراض مرض السكر عند الرجال

اترك تعليقاً