منوعات

متى تم فتح القسطنطينية

أسباب فتح القسطنطينية

الأسباب التي دعت محمد الفاتح لفتح القسطنطينية:

  • أن يكون هو صاحب بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • إكمال محاولات السابقين في فتح البلاد.
  • أن القسطنطينية كانت تشكل تهديداً صليبياً للدول الإسلامية.
  • لمنع أي هجوم صليبي على الدولة العثمانية.
  • لتكون القسطنطينية عاصمة جديدة لبلاده.

بحث عن فتح القسطنطينية

فتح القسطنطينيّة

قبل الحديث عن فتح القسطنطينيّة لا بد لنا من ذكر نبوءة النّبي عليه السّلام بفتحها، فعن عبد اللهِ بن عمرو بن العاص أنّه قال: بينما نحنُ حولَ رسولِ اللهِ نكتبُ، إذ سُئِلَ رسولُ اللهِ: أىُّ المدينتيْنِ تُفتحُ أولًا القسطنطينيةُ أو روميَّةُ؟ فقال رسولُ اللهِ: مدينةُ هرقلَ تُفتحُ أولًا: يعني قسطنطينيةَ.

المحاولات لفتح القسطنطينيّة

قام المسلمون بالعديد من المحاولات من أجل فتح القسطنطينيّة وتحقيق نبوءة النّبي عليه السّلام ومن هذه المحاولات:

  • في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان كانت هناك محاولة لفتح القسطنطينيّة إلّا أن هذه المحاولة لم يُكتب لها النّجاح.
  • في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك حاول الأمويون مرة أخرى فتحها وفشلوا في هذه المرّة أيضاً.
  • في عهد الدولة العباسيّة كانت هناك محاولات عديدة أهمّها الحملة الّتي جرت في عهد هارون الرّشيد والّتي لم تُحقق النّصر أيضاً.
  • في عهد السّلطان بايزيد الملقب بالصّاعقة كانت هنالك محاولة أيضاً ووقعت القسطنطينيّة تحت الحصار إلا أن هجوم المغول على الدّولة العثمانيّة من ناحية الشّرق أجبر بايزيد على إنهاء الحصار لمواجهة المغول.
  • في عهد السّلطان مراد الثّاني كانت هنالك محاولة للفتح إلا أنها لم تنجح كغيرها من المحاولات السّابقة.

 

التّرتيب لفتح القسطنطينيّة

جاء التّرتيب لفتح القسطنطينيّة وتحقيق نبوءة النّبي صلّى الله عليه وسلم منذ أن تولّى محمد الفاتح الحكم في الدّولة العثمانيّة والّذي كان هدفه الرّئيسي هو فتح القسطنطينيّة، فاهتمّ محمد الفاتح بجيشه من النّاحية المعنويّة والماديّة وأرسل إليهم العلماء ليذكِّروهم بحديث النّبي عن فتحها والثّناء على جيش المسلمين الفاتحين لها، وذلك حتّى يرفع من عزائمهم وهمّتهم نحو الجهاد رغبة منه في أن يكون جيشه هو الجيش الذي يفَتح القسطنطينيّة، وقد استعان محمد الفاتح بأهل العلم والخبرة من أجل الاستعداد المادي للفتح، وحدد العقبات التي قد تواجهه أثناء محاولة الفتح، وهذه العقبات هي:

  • عدم امتلاك المسلمين لحصونٍ يلجأون إليها في بداية الحصار، مما يعرضهم للبقاء في العراء خلال فصل الشّتاء شديد البرودة؛ حيث إنّ بناء حصنٍ يحتاج إلى سنة كاملة.
  • عدم وجود مدافع قادرةٍ على اختراق الأسوار المنيعة للقسطنطينية، أو تتجاوز ارتفاعها.
  • عدم قدرة المسلمين على اختراق الخليج، للوصول إلى الأسوار الضعيفة للقسطنطينية، وذلك لوجود سلسلة في الخليج تُعيق وتمنع السّفن من الوصول إلى داخله.

وبعد تحديد العقبات الّتي تقف أمام فتح القسطنطينيّة بدأ محمد الفاتح بالعمل على حلّها، كما أنّه قد بذل من أجل تخطّيها الكثير من الأموال، واستعان بذوي الخبرة في الحرب وفنونها في تقديم آرائهم وأفكارهم، وقد ساعد هذا كلّه في الوصول إلى حلولٍ سريعة ساهمت في إنشاء خطة الفتح الأولى.

خطة فتح القسطنطينيّة

من أجل الوصول إلى نبوءة النّبي عليه السّلام وفتح القسطنطينيّة سعى محمد الفاتح إلى إزالة كافة العوائق أمام جيشه من خلال ثلاثة أمور وهي:

  • قام ببناء حصن عظيم للمسلمين في فترة وجيزة لم تتجاوز ثلاثة أشهر، على الرّغم من أنّ بناء الحصن يستغرق سنة كاملة في العادة.
  • عَهِد محمد الفاتح إلى المهندس المجري أوربان بصناعة مدافع قويّة تخترق أسوارالقسطنطينيّة، وخلال مدة لم تتجاوز ثلاثة أشهر استطاع أوربان صناعة ثلاثة مدافع قويّة من بينها مدفع كبير الحجم.
  • نقل محمد الفاتح سفنه من خلال ممرّ أقامه خلال الجبال يصل بشكلٍ مباشرٍ إلى الخليج دون الحاجة إلى المرور من السّلسلة الّتي تعيق السّفن، وقد أنشأ هذا الممر من ألواح خشبيّة دُهنت بالزّيت لتساهم في نقل السّفن بسهولة.

بعد هذه التّجهيزات والتّرتيبات الّتي قام بها محمد الفاتح وصلت السّفن إلى أسوار القسطنطينية وبدأت المدافع تضرب هذه الأسوار من جميع الجهات؛ حيث حاصر المسلمون القسطنطينيّة مدّة ثلاثة وخمسين يوماً ظَفِروا بعدها بنصرٍ وفتحٍ عظيم، وقد استطاعوا قتل إمبراطور القسطنطينيّة والسّيطرة على المدينة بشكلٍ كاملٍ، كما أمر محمد الفاتح أن تُحوّل كنيسة أيا صوفيا إلى مسجد وأن يُرفع الأذان فيها، وأُطلق على القسطنطينيّة اسم إسلام بول، والتي تعني مدينة الإسلام، وأصبحت منذ ذلك الوقت عاصمةً للدولة العثمانيّة وبقيت كذلك حتّى انتهاء الخلافة الإسلاميّة.

نتائج فتح القسطنطينية

  • سقطت عاصمة الإمبراطوريّة البيزنطيّة التي كانت تشكّل تهديداً للدّولة الإسلاميّة، وعائقاً من تشكيل أسطولٍ بحريٍّ إسلاميٍّ قويّ.
  • أصبحت للدّولة العثمانيّة قوّة يُرهب جانبها من قبل الأمم المجاورة لها، فالدّول والمدن التي كانت موجودة آنذاك في أوروبا أصبحت تسارع لطلب رضا الخليفة العثمانيّ من خلال عقد المعاهدات التي تضمن أمنها وسلامتها، مثل ما حصل مع جمهوريّة فلورنسا، وكذلك مدينة جنوا.
  • تمكّنت الدّولة العثمانيّة من السّيطرة على موقع استراتيجيٍّ يتحكّم في حركة السّفن التّجاريّة، ففي هذه المدينة مضيق البسفور الذي يربط بين البحر الأسود، وبحر ايجه في المتوسّط، وبالتّالي أصبح للدّولة العثمانيّة أسطولٌ بحريٌّ قويٌّ يتحكّم في حركة الملاحة في هذه المنطقة المهمّة من العالم.
  • أعطى الفتح الدّولة العثمانيّة نفوذاً كبيراً مكّنها من نشر ثقافتها الإسلاميّة بِحُرّية في منطقة جنوب أوروبا وشرقها، ودخل كثيرٌ من الأوروبيّين الإسلام نتيجة ذلك.

فتح القسطنطينية في أي عام

ظلت مدينة القسطنطينية مدة طويلة عاصمة للإمبراطورية الرومانية الشرقية حتى عام 1453م سقطت في أيدي العثمانيين، الذين كان لهم هدف من الاستيلاء على المدينة هو نشر الإسلام في أوروبا، حيث حاصرها السلطان العثماني بايزيد الأول سنة 1395م، وحاصرها كذلك ابنه موسى والسلطان مراد الثاني، ولكنهم لم يوفقوا لفتحها حتى جاء السلطان محمد الفاتح، فاستطاع بما أظهره من إحكام القيادة والسيطرة وحسن التنظيم وسرعة الخاطر، وقوة العزيمة، وما توفر له من عتاد ورجال أن يصل إلى فتح هذه المدينة. قام محمد الفاتح بإنشاء حصن منيع على الشاطئ الأوروبي اتجاه مدينة القسطنطينية، وقد احتج الإمبراطور قسطنطين ضد هذا الإجراء حيث بعث إليه رُسلاً يطلبون منه الرجوع عن مشروعه، ثم صدرت الأوامر للجيوش العثمانية بالتوجه إلى حصار القسطنطينية وتحركت هذه الجيوش وفي مقدمتها المدافع الهائلة التي قام بصنعها أوربان، وقد حمل فوق عربات ضخمة يجرها عدد من الثيران، واستولت في طريقها على عدة مدن مثل: مسميريا، وإنكيالوس،وبذيه، كما استولت على قلعة “سنت إتين”.

وصلت هذه الجيوش إلى مدينة القسطنطينية، وبدأ محمد الثاني في الحصار في السادس من إبريل عام 1453م، وحسب تقدير المؤلفين بلغ عدد الجيش نحو 80 ألفاً من الجند، أما المدافعون فلا يتعدى عددهم أربعين ألفاً، ووصل الأسطول العثماني إلى مياه البسفور حيث عسكر في مياهه تحت قيادة أمير البحر، وبعدها وزعت الجيوش توزيعاً دقيقاً للسيطرة على أسوار المدينة ومنافذها، طوقت مدينة القسطنطينية من جميع الجهات براً وبحراً، ورغم هذه الحالة بقي المدافعين الروم معتصمين بأسوارهم، واكتفوا بإلقاء القذائف على القوات المحاصرة لهم من وقت لآخر، وكان أحسن الأسلحة في أيديهم هي النار الإغريقية، ومضت الأيام الأولى من الحصار في محاولات ومعارك جزئية، وفي إحدى الليالي حاول العثمانيون مهاجمة أسوار المدينة بعنف، حتى وصلوا إلى خندق عميق يحيط بالأسوار، وقاموا بملئه بالأشجار وجثث الموتى.

وأدرك السلطان أنه لا بدّ من تحطيم السلسلة الحديدية التي تغلق الميناء في وجه سفنه، وقرر أخيراً أن ينقل السفن عن طريق البر، ولكنها وعرة تتخللها المرتقعات والأدغال، وعلى الرغم من ذلك كان لدى السلطان مهندسون بارعون قاموا بوضع خطة، وعملوا على تنفيذها ليلاً ومهدوا الطريق، وقاموا بنقل السفن بعد أن طويت أشرعتها، فأخذت سفن الأتراك تسيطر على القرن الذهبي، ووصلت تحت أسوار المدينة، وأمر السلطان بإنشاء جسر ضخم داخل الميناء صفت عليه المدافع، مضى على حصار المدينة قرابة تسعة وأربعون يوماً اشتد فيها الضيق على المدينة المحاصرة.

وفي فجر يوم الثلاثاء الموافق 29 مايو من سنة 1453م هاجم الأتراك المدينة الهجوم الأخير من البر والبحر، وأخيراً استطاع الجنود النفاذ إلى المدينة، وأسرع الإمبراطور قسطنطين ومن معه إلى المنطقة، ونشبت معركة شديدة، وأثناء المعركة سقط الإمبراطور، وفر المدافعون، وبعد أن تأكد السلطان محمد الفاتح من سيطرة جيشه على المدينة دخل عاصمة البيزنطيين وجال في أنحائها، وأمر برفع الآذان، وصلى فيها هو ومن معه، وعُرف بالفاتح لأهمية فتح هذه المدينة عاصمة الدولة البيزنطية، وأطلق عليها اسم (إسلام بول)، الذي يعني بالتركية دولة الإسلام.

حديث فتح القسطنطينية

يقول نص الحديث النبوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم «لتفتحن القسطنطينية، فلَنِعْمَ الأمير أميرها، ولَنِعْمَ الجيش ذلك الجيش» وهو وارد في مسند أحمد والتاريخ الكبير والصغير للبخاري ومستدرك الحاكم؛ وورد عند صحيح مسلم دون ثناء الأمير والجيش.

السابق
ما هو تاج محل
التالي
ما هي مصادر الطاقة

اترك تعليقاً