تعليم

مراحل النمو المعرفي

مراحل النمو المعرفي

المرحلة الحسيّة الحركيّة

تبدأ هذه المرحلة منذ الولادة وحتّى عمر الثانية ويتميّز الطفل فيها بما يلي:

  • يبدأ الطفل في الفهم والاستكشاف للمحيط الذي يعيش فيه، وذلك بالاعتماد والتنسيق بين التجارب المُكتسبة عن طريق الحواس الخمس والمهارات الحركيّة.
  • قبل أن يكتمل عامه الأول يبدأ الرضيع بفهم العالم الخارجيّ المنفصل عن جسمه وذاته، حيثُ يتكون لديه مبدأ دوام الشيء، أي أنّ الطفل يبدأ بفهم أنّ الأشياء تكون موجودة وثابتة حتّى لو اختفت عن نظره وسمعه.
  • يبدأ الطفل قبل نهاية هذه المرحلة باكتساب القدرة على التمييز الذهني عن طريق خلق صورة بصريّة أو رمز للأشياء التي تُحيط به.

مرحلة ما قبل العمليات النطقيّة

تمتدُّ من عمر السنتين وتستمرّ حتّى عمر السادسة أو السابعة وفيها:

  • يتعلّم الطفل كيف يمكن تكوين صورة ذهنيّة عن المحيط والواقع. يزداد لدى الطفل اللعب التَخيُّلي.
  • يتعلّم كيف يُمثلُ الأشياء على شكل رسومات أو كلمات.
  • كثرة السؤال والاستفسار من المُحيطين به لفهم الأمور.
  • يكوّن تفكيره مُتمركز على ذاته حيثُ يشعر بأنه مركز العالم.
  • لا يفهم الطفل في هذا العمر مبدأ الاحتفاظ .
  • عدم فهمه أنّ سكب كميّة متساويّة من الماء في أكواب مختلفة الأحجام والأشكال لا يُغيّر من كميّتها أبداً.

مرحلة العمليات الملموسة

تمتد هذه المرحلة من عمر السابعة وحتّى الحادية عشر وفيها:

  • يستخدم الطفل التفكير المنطقي المبنيّ على عمليات عقليّة للأشياء الملموسة، إلاّ أنّه يبقى غير قادر على التفكير المنطقيّ.
  • يختفي عنده التفكير المبني على التمركز حول النفس والذات، ويُصبح قادراً على فهم الآخرين الذين يُحيطون به.
  • يبدأ يفهم مبدأ الاحتفاظ ومبدا المعكوسيّة، بمعنى أن يفهم أن الماء ممكن أن يتحوّل إلى ثلج أو الثلج يتحوّل إلى ماء.
  • مرحلة العمليات التجريديّة تمتدُّ هذه المرحلة من عمر الحادية عشر فما فوق وفيها: قدرة المراهق في هذه المرحلة على التفكير التجريديّ واستخدام التفكير الاستدلاليّ في حل المشكلات التي تواجهه.
  • يبدأ باستيعاب وإدراك الأمور بشكل شامل وكامل كفهمه ماهيّة الموت، أو المقصد والهدف من العبادات التي يقوم بها الشخص.

مراحل النمو عند بياجيه

تقسيم مراحل النمو عند بياجيه

في نظريّة بياجيه للنموّ المعرفيّ يُقسم النّمو لأربعة مراحل أساسيّة ومُتتابعة في السّنين الأولى لعمر الطّفل، وهذه المراحل كالآتي:

  • مرحلة الذّكاء الحسيّ الحركيّ: وهذه المرحلة تكون منذ ولادة الطّفل وحتّى يبلغ العامين من عمره تقريباً، حيث يعتمد الطّفل في هذه السّنين على حواسّه وحركته، فإذا اكتمل عمر السّنتين تكون قد نمت حواسه وتطوّرت حركاته وأصبحت واضحةً، فيعتمد الطّفل في هذه المرحلة على حاسّة البصر والسّمع واللّمس وبداية الكلام، وبالإمكان معرفة هل قدرة الطّفل في هذه المرحلة طبيعية أو فيها أيّ خلل، وذلك عن طريق مجموعة من السلوكيّات التي يقوم بها الأطفال بحسب الأشهر العمريّة، ويُمكن مُلاحظة ما إذا كان الطّفل يُؤدّي المهارات بحسب العمر أو إن كان هناك تأخيراً أو أنّه يَسبق عمره، وبالتّالي هذه المرحلة تُهيّئ البُنية المعرفيّة اللاحقة، ومن هنا فإنّ لهذه المرحلة أهميّةً كبيرةً في حياة الإنسان.
  • مرحلة ذكاء ما قبل العمليّات: وتأتي هذه المرحلة بعد السّنتين وبعد اكتمال المرحلة السّابقة لتصل إلى سبعة أعوام، وفي هذه السّنوات يبدأ العقل بالعمل، ويبدأ التّفكير الرمزيّ عند الطّفل، ثم التّفكير الحدسيّ، فتختلف نظرته وتصرّفاته وتميل إلى المنطقيّة؛ لأنّ العقل بدأ بالمُشاركة مع المرحلة الحركيّة. وتُقسم هذه المرحلة لمرحلتين:
  1. طور ما قبل المَفاهيم من عمر سنتين لأربع سنوات، فيُصبح لدى الطّفل مهارات التّصنيف، كمظهر الطّول.
  2. الطور الحدسيّ من عمر أربع إلى سبع سنوات، وهنا يبدأ الوعي بثبات الخصائص، فيُميّز الطّفل مثلاً بين الجمادات وغير الجمادات.
  • مرحلة التّفكير الواقعيّ أو الماديّ: تبدأ هذه المرحلة بانتهاء المرحلة السّابقة من عمر سبع سنوات إلى نهاية السّنة الحادية عشرة، ويستطيع أن يُفرّق بين الوقت الماضي والحاضر، ويُصنّف الأشياء بحسن النّوع والشّكل، وتظهر مفاهيم الاكتساب، مثل الكُلّ والجزء، والكم والكيف، والمُقارنة والتّمايز.
  • مرحلة التّفكير المجرّد: وتبدأ هذه المرحلة من سن الثّانية عشرة حتّى الخامسة عشرة من العمر، وفي هذه المرحلة يتطوّر التّفكير المنطقيّ، ووضع الفرضيّات والاحتمالات، والتطوّر في التّفكير النّاقد، ومُقارنة الأشياء وتحليلها واختيار الأنسب، وفي هذا العمر يكون انغماس الطّفل الذي أصبح مُراهقاً في المجتمع قد بدأ ينمو، وهذا يكسبه الكثير من المنطقيّات التي يتبنّاها تباعاً للبيئة المُحيطة له بدءاً من الأسرة مروراً بالمدرسة والأصدقاء، وهذه هي قاعدته في التطوّر للانطلاق في حياته، فيمتلك قاعدةً فكريّةً خاصّةً به من أفكار ومُعتقدات.

نظريات النمو المعرفي

نظريات النمو المعرفي والتعلم لدى فيكوتسكي والفيكوتسكيون الجدد
في عام 1978 ترجم كول Cole وزملاؤه مجموعة من نصوص فيكوتسكي الأساسية وعلقوا عليها. جمعت هذه النصوص في كتاب يحمل عنوان «العقل في المجتمع»Mind in Society كان الهدف من ترجمتها هو تصحيح نظرة الباحثين إلى هذا العالم السوفياتي الذي طالما أسيء فهمه في الدوائر الأكاديمية الغربية. وتسعى الترجمة أيضا إلى « تسليط الأضواء على العديد من مصادراته النظرية الكبرى، وخاصة تلك التي ربما كانت مصدر البحث السيكولوجي المعاصر »John-Steiner and Souberman, 1978, p. 121 )(. من هذه المصادرات:
§        أن الإنسان كائننشيط يشارك بشكل فعال في خلق مقومات وجوده , وتقرير مصيره، ويساهم بشكل فعال في تحقيق نموه الذاتي. ذلك لأن كل فرد يتمتعبالقدرة على اكتساب الوسائل التي يستعملها، في كل مرحلة من مراحله النمائية، للتأثير في الذات وفي العالم من حوله. تترتب عن هذه المصادرة الأساسية مصادرات فرعية أهمها:
§        لا يمكن للفرد المنعزل أن يحصل على المعرفة. إن العمليات المعرفية هي في الأصل عمليات اجتماعية، وتتحول إلى عمليات سيكولوجية ذاتية أو شخصية من خلال الفعل والمشاركة في نشاط الجماعة. يفترض إذن أن للبنية المعرفية مضمون اجتماعي.
§        لا تحصل المعرفة إلا من خلال الفعل والتفاعل الاجتماعي الذي يعني المشاركة في الأنشطة الاجتماعية-الثقافية. إن السبيل إلى المعرفة إذن هو الفعل والمشاركة.
§        توجد علاقة بين تاريخ الفرد وتاريخ ثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه، بين البعد المعرفي الشخصي في عملية النمو وبعدها الاجتماعي المشترك. هناك إذن علاقة جدلية بين التعلم باعتباره نتاج عملية التفاعل الاجتماعي وبين النمو المعرفي. فبواسطة التعلم يتم إغناء البنية المعرفية بعناصر جديدة، كما أن البنية المعرفية الجديدة تزيد من قدرة الفرد على التعلم والاستفادة من مصادر المعرفة التي يتوفر عليها محيطه الاجتماعي.
§        إذا كان التعلم لا يحصل إلا من خلال الفعل فإن تأثير الفعل يزداد قوة عندما يتقن الفرد استعمال الأدوات والرموز اللغوية وغير اللغوية كوسائط. تلعب هذه الوسائل دورالمتغيرالذي يتوسط العلاقة بين الفرد والمجتمع وتساهم بذلك في تشكل البنية الذهنية. وكلما تغيرت الأدوات إلا وتغيرت البنية الذهنية. عبر إدوارد بورغ Berg عن هذا المبدأ بقوله: ” فكما أن أدوات العمل تتغير تاريخيا كذلك تتغير أدوات التفكير تاريخيا. وكما أن أدوات العمل الجديدة تؤدي إلى تشكل بنيات اجتماعية جديدة كذلك تؤدي أدوات التفكير الجديدة إلى تشكل بنيات ذهنية جديدة ” (أورده John-Steiner et al, 1978, p. 132)هذا ما تؤكده ثورة المعلومات.
عبر أعضاء الهيئة التي ترجمت الكتاب عن مدى تأثرهم بأفكار فيكوتسكي بأسلوب يحمل بصماته. وصفوا التغير الذي طرأ على بنيتهم الذهنية لما قرؤوا المخطوطات واستوعبوا ما تنطوي عليه من مبادئ من خلال «المشاركة النشيطة» في دراستها من أجل الكشف عن معانيها وإعادة بنائها في الذهن. « وكان للحصيلة المترتبة عن استبطان أفكار فيكوتسكي ديناميتها الخاصة »التي أفضت بهم إلى تجاوز ثنائية الفرد والمجتمع والتعارض بين المقاربة الفردانية والمقاربة الاجتماعية في الدراسات السيكولوجية المعاصرة. بهذا الأسلوب البليغ عبروا عن مدى تشبعهم بأفكار فيكوتسكي التي جعلت منهم تيارا فكريا متميزا ومتعاليا عن الحساسيات الأيديولوجية.ولقد استطاعوا بفضل جهودهم الرامية إلى تحيين وتجديد أفكار هذا العالم السوفياتي أن يتبوءوا مكانة مرموقة في الساحة العلمية داخل الولايات المتحدة ذاتها في السنين الأخيرة من القرن العشرين.
يعلن هؤلاء الباحثون انتماءهم إلى تيار علم النفس الثقافي التاريخي الذي ينحدر في الواقع من أصول متنوعة تمتد إلى هيجل وماركس مرورا بديوي، ودوركايم، وليونتيف Leontiv، ولوريا Luria، وشترن Stern، والذي يمثله فيكوتسكي أحسن تمثيل. وأما القاسم المشترك بين ممثلي هذا التيار في الوقت الراهن فهو إيمانهم بوجود روابط حميمة بين خصائص المحيط وخصائص العمليات السيكولوجية للفرد الذي يعيش في ذلك المحيط. يقول كول بهذا الصدد: (Cole, 1997, p. 247)
Cultural-historical psychology begins from the assumption that there is an intimate connection between the special environment that human beings inhabit and the fundamental, distinguishing, qualities of human psychological processes. The special quality of the human environment is that it is suffused with the achievements of prior generations in reified (and to this extent materialized) form
يشمل هذا الاتجاه كل النظريات التي حاولت التأليف بطرق مختلفة بين المقاربة التي تركز على الفرد organismic approach والمقاربة التي تركز على السياق contextual approach. برزت في هذا الإطار نظريات عديدة تعكس كل واحدة منها تصورا خاصا للعلاقة بين الفرد والمحيط. نذكر منها على سبيل المثاللا الحصرنظريات كل من برونر Bruner، ونلسن Nelson وروغف Rogoff، وشويدر Shweder، وورتش Wertsch. ومهما اختلفت وجهات نظرهم وأساليبهم في التأليف بين المقاربتين فإن نتائج بحوثهم الميدانية تتفق مع بعضها وتتكامل.
.وقبل الشروع في استعراض جانب من نتائج هذه البحوث التي لها علاقة بموضوع بحثنا ومتغيراته ومفاهيمه الإجرائية نود أن نشير إلى أن هؤلاء الباحثين تأثروا بأفكار بعض الفلاسفة والمنظرين البريطانيين الذين اشتهروا في النصف الثاني من القرن العشرين. يأتي في مقدمتهم ماكموري McMurray صاحب كتاب «Persons in relation» (1961). من أفكاره الأساسية التي حظيت باهتمام علماء النفس قوله بمبدأ التكيف المتبادل بين الأنا والغير، وتأكيده على أن المرء لا يصبح شخصا إلا من خلال ارتباطه بأشخاص آخرين، وأن العلاقة بين الأشخاص يحكمها مبدأ الدافعية الذي يشمل النوايا والمقاصد. إن العلاقات البيشخصية في نظره هي أساس وجود الشخص، وربما تعارضت مع علاقته بالمجتمع ككل. إن الفرد لا يستجيب في سلوكه لمطالب المجتمع ولكن لما تمليه عليه العلاقات البيشخصية. يظهر التنافر بين متطلبات الحياة الاجتماعية ومتطلبات الحياة البيشخصية في عالم الأطفال بشكل واضح. هذا بالإضافة إلى أن ماكموري رفض التسليم بمبدأ التعارض بين العقل والوجدان بدعوى أنه لا يمكن الفصل في العلاقات البيشخصية بين البعد العقلي والبعد الوجداني. إن فهم الغير ممن تربطني به علاقة شخصية يشمل فهم الدلالات والمعاني وإدراك المقاصد والنوايا والحوافز بصفة عامة.

مراحل النمو عند فرويد

المرحلة الفموية

المرحلة الأولى من مراحل النمو عند فرويد هي المرحلة الفموية (بالإنجليزية: The Oral Stage)، وتكون تحديداً من الولادة حتى عمر السنة، حيث اعتقد فرويد أنّ الطفل في هذه المرحلة يشعر بالارتياح من جراء وضع أي شيء في فمه، بهدف تليبة الرغبة أو الشهوة، وفي هذه المرحلة من الحياة يكون كل شيء عن طريق الفم؛ مثل الرضاعة الطبيعية، والمص، والعض.

المرحلة الشرجية

المرحلة الشرجية (بالإنجليزية: The Anal Stage) تمتد من عمر السنة حتى ثلاث سنوات، حيث تتركز الرغبة الجنسية هنا على فتحة الشرج، إذ يحصل الطفل على الراحة خلال عملية إخراج البراز، وخلال هذه المرحلة ينمو الطفل ويدرك بشكل تام أنه شخص بحد ذاته، ومن الممكن أن تتعارض رغباته مع مطالب العالم الخارجي، ويرى فرويد أن هذا النوع من التعارض يظهر خلال مرحلة تعليم الطفل على استخدام الحمام، حيث يفرض البالغين تعليمات صارمة بشأن موعد الذهاب إلى الحمام ومكانه، وذلك يساهم في تحديد علاقة الطفل المستقبلية مع جميع أشكال السلطة.

المرحلة القضيبية

المرحلة القضيبية (بالإنجليزية: The Phallic Stage) تمتد من عمر السنتين حتى عمر خمس سنوات، وتتمثل بعقدة أوديب (للذكور) وإلكترا (للإناث)، وتتركز حول الأعضاء التناسلية، وخلال هذه المرحلة يظهر الطفل الذكر مشاعر الحب لأمه والكره لأبيه، وتتميز هذه المرحلة إما بالتهور والغرور في مرحلة البلوغ أو العكس، وتعد الجرأة والخداع من أبرز الخصائص الشخصية المرتبطة بهذه المرحلة.

مرحلة الكُمون

مرحلة الكُمون (بالإنجليزية: The Latent Period) هي المرحلة التي تمتد من عمر الست سنوات حتى سن البلوغ، حيث تتحول الاهتمامات من مشاعر اللذة الذاتية إلى تكوين علاقات وصداقات ومعارف، ويتحسّن التفاعل الاجتماعي مع الآخرين خارج إطار الأسرة، وتبدأ هذه المرحلة مع دخول الطفل إلى المدرسة، حيث تزداد ثقته بنفسه، وتتطوّر لديه الرغبة في تنمية مهاراته الاجتماعية.

المرحلة التناسلية

المرحلة التناسلية (بالإنجليزية: The Genital Stage) هي المرحلة التي تبدأ مع سن البلوغ حتى الوفاة، حيث تصبح الرغبة الجنسية خلال مرحلة البلوغ وخلال المرحلة النهائية من النمو النفسي أكثر نشاطاً، بحيث يهتم الفرد بشكل أكثر بالجنس الآخر، ويزداد اهتمام الفرد برفاهية الآخرين بعد أن كان اهتمامه مقتصراً على احتياجاته الفردية في المراحل السابقة، كما يصبح أكثر اتزاناً وعطفاً في حال مرور المراحل السابقة بشكل ناجح.

إيجابيات وسلبيات نظرية جان بياجيه

الافتراضات الأساسیة في نظریة بیاجي
بواسطة اكتشفھ للعالم. . الأشیاء
باستخدام وسائل جدیدة للاستكشاف.
تدرجي
مراحل النمو المعرفي عند بیاجي:
في المادیة
لنضج التوازن
2 – بیاجي
1 – للعالم
2 – تتحول للاستكشاف
3 – والطرح إلا 4 – 3 – بیاجي
النضج
51
یتفق علماء النفس النمو على أن نمو الإنسان یتضمن خاصیتي الاستمرار وعدم الاستمرار
فھو یسیر على نحو مستمر خلال مراحل محدودة ، حیث تتزامن خصائص النمو المستمر
وخصائص النمو المرحلي في الحدوث.كما یستخدم مفھوم المرحلة لیشیر إلى التغیرات
الحادة التي تمس السلوك أثناء فترات النمو المختلفة. إذا فھي عبارة عن مجموعة من
الظواھر والأنماط السلوكیة. ولفھم مفھوم المرحلة عند بیاجي لابد من التعرض إلى مایلي:
– تتمیز كل مرحلة بفترة تشكیل وفترة تحصیل، أما فترة التحصیل فتتصف بالتنظیم المستمر
للعمالیات العقلیة في مرحلة معینة، وتصبح ھذه المرحلة نقطة انطلاق لتشكیل المرحلة
الموالیة.
– كل مرحلة من المراحل تتكون في الوقت نفسھ من فترة التحصیل للمرحلة التي سبقتھا
بھذا یمكن التأكید على أن المراحل لیست منفصلة عن بعضھا البعض.
– ترتیب المراحل ثابت لا یتغیر إلا أن سن تحصیل المرحلة یتغیر حسب الفروق الفردیة
المرتبطة بالنضج والبیئة الوراثیة والاجتماعیة بالاظافة إلى عوامل التدریب و الدوافع.
– یخضع النمو من مرحلة إلى أخرى إلى قانون التكامل، بمعنى أن كل الأبنیة المعرفیة
السابقة تدمج ضمن أبنیة المرحلة اللاحقة.
یعتقد بیاجي أن كل الأشخاص یمرون بأربع مراحل من النمو المعرفي، تبدأ بالمرحة الحسیة
حركیة و تنتھي بمرحلة التفكیر المجرد. حیث لا یمكن العودة أو النكوص إلى مرحلة سابقة.
یمكن لنا أن نلخص مراحل النمو المعرفي في مایلي:
1 – مرحلة التفكیر الحسي الحركي من ( 0الى سنتین):
تبد حیاة الإنسان باستخدام الحواس والنشاطات الحركیة التي تتم بشكل تلقائي لاستكشاف
المحیط الذي یعیش فیھ. ویمكننا تلخیص ممیزات ھذه المرحلة كالتالي:
– یتم التفكیر بواسطة نشاط الطفل .
– یتحسن التآزر الحركي .
– تناسق الاستجابة الحركیة.
– یتطور الوعي بالذات تدرجیا.
– تطور فكرة ثبات الأشیاء.
– تظھر البوادر الأولى للغة.
2 – التفكیر ماقبل العمالیات من ( 2 إلى 7 سنوات):
تعتبر مرحلة انتقالیة وتتمیز بظھور اللغة والتحكم فیھا بالاظافة إلى ظاھرة التمركز حول
الذات وعدم ثبات الإدراك وذلك من حیث الحجم والوزن والشكل واللون ، كما یتمیز تفكیر
الطفل في ھذه المرحلة بالا حائیة أي إعطاء الحیاة لكل شيء جامد أو میت .ولقد سمیت
بمرحلة ماقبل العمالیات ، لكون الطفل غیر قادر على الدخول في عمالیات ذھنیة بعیدة عن
52
المنطق ویعالج أغلب الأشیاء عن طریق الحواس فھو یعد الأصابع لمعرفة عدد الأشیاء
مثلا. وتنقسم ھذه المرحلة بدورھا إلى مرحلتین وھما:
1 – مرحلة ماقبل المفاھیم من( 2الى 4سنوات): یستطیع الطفل القیام بعملیة تصنیف بسیطة
حسب مظھر واحد كاللون مثلا، ولا یمز الطفل بین الأحجام والأوزان، فھو یظن أن الشيء
الكبیر رغم خفتھ یغوص في الماء ولا یطفو والشيء الصغیر رغم ثقلھ یبقى على سطح
الماء.
2- المرحلة الحدسیة من( 4الى 7 سنوات):
یتمكن الطفل من التصنیفات المعقدة حدسا أي دون الخضوع لقاعدة یعرفھا أو منطق معین.
وخلال ھذه المرحلة یبدأ الوعي التدرجي بثبات الخصائص أو ما یسمى بالاحتفاظ. وتتمیز
ھذه المرحلة بالخصائص التالیة :
– ازدیاد النمو اللغوي واستخدام الرموز الغویة بشكل أكبر .
– تفكیر المتمركز حول الذات.
– تكوین المفاھیم وتصنیف الأشیاء .
– تقد م الإدراك البصري على التفكیر المنطقي.
3 – مرحلة تفكیر العمالیات المادیة من 7الى 11 سنة :
یستخدم مصطلح العمالیات لدلالة على الأعمال والأنشطة العقلیة التي تشكل منظومة معرفیة
وثیقة، ویستطیع الطفل خلال ھذه المرحلة التنبؤ بالظواھر وتفسیرھا علمیا ولكن على
مستوى مادي وملموس. وتزول ظاھرة التمركز حول الذات تدرجیا ، إلى أن یصل الطفل
إلى التفكیر الاجتماعي عن طریق فھم الأخر والتواصل معھ.أضف إلى ذلك تطور مفھوم
الاحتفاظ من حیث الكتلة والحجم و الوزن . ومن أھم ممیزات ھذه الفترة ھي:
– الانتقال إلى لغة اجتماعیة بعد ما كانت متمركزة حول الذات.
– استخدام الملموس للموضوعات المادیة في التفكیر وحل المشكلات.
– یتطور مفھوم الاحتفاظ. والمقلوبیة
– تطور عمالیات التجمیع والتصنیف وتكوین المفاھیم.
– الفشل في التفكیر في الاحتمالات المستقبلیة .
ومن بین الصعوبات التي یواجھھا تفكیر الطفل في ھذه المرحلة:
– ضعف القدرة في الوصول إلى استدلالات منطقیة .
– ضعف الطفل في اكتشاف المغالطات المنطقیة.
.( – العجز في التعامل مع الفروض التي تغایر الواقع (توق وآخرون، 2002
-4 مرحلة التفكیر المجرد من 11 أو 12 سنة فما فوق:
53
یظھر في ھذه المرحلة الاستدلال المنطقي المجرد الرمزي حیث یتمكن كل الأطفال من
وضع الفرضیات واختبارھا. وتطویر استراتجیات لحلھا دون الرجوع إلى المادیات .وتتمیز
ھذه المرحلة بما یلي:
– تتوازن عملیة الاستیعاب والملائمة .
– تطور التفكیر الاستدلالي.
– تطور تخیل الاحتمالات قبل تقدیم الحلول .
– التفكیر في احتمالات المستقبل .
– استخدام التفكیر العلمي في تحلیل الظواھر.
54
الجدول رقم 1: یلخص مراحل النمو وخصائصھا عند بیاجي
المرحلة العمر الزمني الخصائص
الانتقال من الأفعال
المنعكسة إلى النشاطات
الھادفة، باستعمال النشاط
الحسي الحركي.
2 سنة – الحس حركي 0
لغة والتفكیر متمركزان
حول الذات، والتفكیر في
اتجاه واحد.
7 سنوات – ماقبل العمالیات 2
فھم قوانین الاحتفاظ و
الترتیب والتصنیف .
استعمال التفكیر المنطقي
باكتساب مبدأ المقلوبیة.
11 سنة – العمالیات المادیة 7
حل المشكلات المجردة
بشكل منطقي والتدرج نحو
التفكیر العلمي واستعمال
التفكیر الافتراضي.
15 سنة – العمالیات المجردة 11
4 – المفاھیم الأساسیة في نظریة بیاجي:
النمو المعرفي: تحسن ارتقائي منظم لأشكال المعرفیة التي تتشكل من حصیلة الخبرات.
یھدف إلى تحسین عملیة التوازن بین عملیة الاستیعاب والملائمة .
البنى المعرفیة : ھي مجموعة من القواعد یستخدمھا الفرد في معالجة الموضوعات والتحكم
في العالم .
العملیات: الصورة الذھنیة للعملیات المختلفة في تحقیق الفھم وحل المشكلات.
السكیما: صورة إجمالیة ذھنیة لحالة المعرفة الموجودة ، تتمثل في تصنیف
وتنظیم الخبرات الجدیدة التي یدخلھا الفرد في أبنیة ذھنیة معرفیة، وھي أسلوب خاص
بتمثیل العالم و أحداثھ ذھنیا
.
الوظائف العقلیة :ھي العملیات التي یلجأ إلیھا الفرد عند تفاعلھ مع المحیط.
55
التنظیم: یشیر ھذا المصطلح إلى كون العملیات العقلیة مرتبة ومنسقة في أنظمة كلیة
متناسقة، ویعتبر میل ذاتي یشكل استعداد یجعل الطفل یقوم بإحداث ترابط بین المخططات
الذھنیة بكفاءة عالیة.
التكیف : یشیر ھذا المفھوم إلى الوظیفة العقلیة الثانیة عند بیاجي التي تعبر عن نزعة الفرد
نحو التلاؤم وتألف مع البیئة التي یعیش فیھا.
ثبات الموضوعات : یعني إدراك الطفل للأشیاء على أن موضوعاتھا یستمر وجودھا حتى
وان كانت بعیدة عن مجال إحساسھ.
الاحتفاظ: یعني إدراك أن تغیر الخصائص المادیة للأشیاء لا یغیر بالضرورة من جوھرھا
.
الاستیعاب: عملیة تعدیل الخبرات والمعلومات الجدیدة لتتوافق مع البنیة العقلیة الحالیة
للفرد، وتعني أیضا استخدام الخبرات والمكتسبات السابقة في حل المشكلات الجدیدة المماثلة
لمشكلة سابقة. أي التغییر في المحیط لجعلھ یتوافق مع البنیة العقلیة الحالیة للفرد .
الملائمة: ھي عملیة تغییر أو مراجعة السكیمات الموجودة عند الفرد خلال مواجھة
مشكلات وخبرات جدیدة . وبالتالي ھي التغییر في البنیات العقلیة لتتوافق مع الموقف البیئي
أو التعلیمي، ویعني ذلك التفكیر في الحصول على حلول جدیدة.
المقلوبیة: القدرة عل تمثیل الداخلي لعملیة عكسیة بحیث یكون قادرا على التأمل في الآثار
.(؟ 1-1)(2 1+ المترتبة عند إبطال الاحتمال الأول مثال( 1
یتصاعد البخار من الإناء المتواجد على الفرن إذا الماء یغلي. النتیجة العكسیة: الإناء في
البراد إذا الماء یتجمد.
الذكاء:ھو التوازن الذي تسعى إلیھ التراكیب العقلیة أي تحقیق التوازن بین التراكیب العقلیة
والمحیط وبمعنى آخر تحقیق التكیف في أبعاده المختلفة (البیولوجي النفسي العقلي
والاجتماعي والوجداني).
5 – تطبیقات نظریة بیاجي في المیدان التربوي:
– یرى بیاجي أن التربیة لا تتواجد ألا على شكل نظریات مشكلة من طرف المتعلم ،الذي
یجب أن یكون عضوا نشیطا وفعال من الناحیة العقلیة والمادیة، وذلك باستخدام وسائلھ
الخاصة.
– إن حالات عدم التوازن التي تعبر عن الحالة الداخلیة للمتعلم عند الفشل في الوصول إلى
الحلول الناجعة للمشكلة، قد تصبح منبع لمواصلة الجھود في تحقیق التعلم.
56
– إن طریقة المقابلة الفردیة التي وضعھا بیاجي في ملاحظة سلوكیات الأطفال، تعتبر وسیلة
ناجحة إذا ما استعملھا المربي في فھم مشكلات التعلم و التمدرس عند التلامیذ.
– إن التعلم بواسطة حل المشكلات ، جعلت بیاجي یتأكد أن التعلم لا یتم بشكل كلي وإنما یتم
على شكل اكتسابات جزئیة یشكلھا المتعلم في قلب بنائي. فالمعرفة الأولیة تعتبر قاعدة
الأساس الذي تبنى علیھا المعارف اللاحقة. إذا لبناء المعرفة یجب تجمیع كل الأجزاء في
قالب معرفي كلي.
– لقد أكد (فلافل 1985 ) على أھمیة نظریة بیاجي وتأثیرھا في دراسة القدرات العقلیة
المعرفیة عند الأطفال .
– إن إتاحة العدید من فرص التفاعل بین المتعلم وبیئتھ الطبیعیة والاجتماعیة یؤدي إلى
تطور النمو المعرفي بشكل أفضل.
– مراعاة قدرات الطفل ونموه في بناء البرامج التربویة المخصصة لھ.
– ضرورة الاستفادة من أخطاء المتعلم في بناء المواقف التعلیمیة بتجاوز جوانب الضعف
فیھا.
– توفیر الألعاب لتربویة وتدعیم الأنشطة التعلیمیة باللعب وجعل المتعلم یشعر بالحریة
وتلقائیة والمتعة أثناء أدائھا.
السابق
كيفية استخدام الزنجبيل للشعر
التالي
أساليب العلاج السلوكي

اترك تعليقاً