تعليم

مظاهر الاستقامة في الحياة

ثمرات الاستقامة

من الثمرات التي تتحقق نتيجة الاستقامة في الحياة نذكر:

  • تحقق السكينة وحلول البشرى بمن استقام على أمر الله، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)، وهذه البشرى كما ذكر وكيع تكون في مواطن ثلاثة عند الموت، وعند البعث، وعندما يبعث الناس إلى ربهم.
  • سعة الرزق التي وعدها الله لعباده المستقيمين على أمره، قال تعالى: (وَأَلَّوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً).
  • الحياة الطيبة الهانئة لمن استقام على أمر الله تعالى وعمل صالحاً في حياته، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

قصص عن الاستقامة

بحث عن الاستقامة doc

لضغط هنا لتحميل ملف الاستقامة

شروط الاستقامة

ما هي شروط الاستقامه التي ذكرها القرآن الكريم ؟
ولا يصدقُ وصف الاستقامة على عبدٍ إلاَّ بتحقيق أمرين كبيرين.
الأمر الأول : الاستقامة على أمر الله عز وجل ظاهرًا وباطنًا، بالإخلاص لله تعالى، ومتابعة لرسول الله eفي ذلك دون إفراط ولا تفريط، ولا جفاءٍ ولا غلو.
الأمر الثاني : الثبات على هذا الأمر وعدم اتباع السبل، والصبر على لزومه حتى الممات.
ونظرًا لأهمية التوسط بين الإفراط والتفريط في تحقيق الاستقامة، فإنَّهُ لا بُدَّ من تفصيل القول في هذا الضابط، وذلك لأن كثيرًا ممن يتحدث عن الاستقامة، لا يتطرق إلى أهمية التوسط في تحقيق وصف الاستقامة، وإنما يقصرُ أكثر الحديث عنها، على لزوم طاعة الله عز وجل وعدم التقصير فيها، والاستمرار على ذلك إلى الموت.
وقليلٌ منهم من يشير إلى أن مما يضاد الاستقامة أيضًا الغلو والزيادة، ولو كان بنية الطاعة والعبادة، فكما أنَّ مما يقدحُ في الاستقامة التفريط، وارتكاب المعاصي، فكذلك مما يقدح فيها الزيادة والطغيان، والغلو والإفراط.
قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : (( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا)) ( هود : 112 ) .
ففهم من الآية أنَّ الزيادة والطغيان ممَّا يضاد الاستقامة، وبناءً على هذا الفهم الشامل للاستقامة، فإنَّ العبد مأمورٌ بالاستقامة في دينه كله، عقيدة وعبادة وسلوكًا، وأن يلزم الوسطية في كل أمور دينه، ويحذر من الميل إلى أحد الطرفين، طرف التفريط والتقصير، أو طرف الغلو والإفراط.
ولو تأملنا مذهب أهل السنة والجماعة، لرأيناه رمز الاستقامة في أبواب الدين كله؛ فهم وسطٌ في أبواب الاعتقاد بين الغالين والجافي،ن وفي أبواب العبادات بين المبتدعين الزائدين فيها، ما لم يأذن به الله عز وجل ، وبين المفرطين المضيعين لها من أهل الفساد والفجور، وكذلك في أبواب الأخلاق والسلوك فهم وسط في أخلاقهم بين الإفراط والتفريط إذ أن كل خلق محمود فهو مكتنف بخلقين ذميمين أحدهما غلو وإفراط والآخر تقصير وتفريط،
وهذا ما يوضحه الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى بقوله : »وكل خلق محمود مكتنَفٌ بخلقين ذميمين. وهو وسط بينهما. وطرفاه خلقان ذميمان، كالجود: الذي يكتنفه خلقا البخل والتبذير، والتواضـع الذي يكتنفه خلقان الذل والمهانة، والكبر والعـلو.
فإنَّ النفس متى انحرفت عن )التوسط« انحرفت إلى أحد الخلقين الذميمين ولابد، فإذا انحرفت عن خلق »التواضع«، انحرفت إما إلى كبرٍ وعلو، وإما إلى ذلٍ ومهانة وحقارة.
وإذا انحرفت عن خلق »الحياء« انحرفت: إما إلى قِحَةٍ وجرأة، وإما إلى عجـزٍ وخور ومهانة، وإذا انحرفت عن خلق الحلم، انحرفت إما إلى الطيش والترف، والحدة والخفة، وإما إلى الذل والمهانة والحقارة، وإذا انحرفت عن خُلق الأناة والرفق، انحرفت إما إلى عجلةٍ وطيشٍ وعنف، وإما إلى تفريطٍ وإضاعة، والرفق والأناة بينهما، وصاحب الخلق الوسط مهيبٌ محبوب، عزيز جانبه، حبيبٌ لقاؤه، وفي صفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :»من رآه بديهة هابه، ومن خالطه عشرة أحبه)) أهـ [2]
والحاصلُ أن الاستقامة هي: التزام دين الله عز وجل، بلزوم الوسطية التي هي سمة هذا الدين، وهي دليلٌ اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه- رضي الله عنهم، مع الإخلاص لله عز وجل في ذلك كله، ولزوم ذلك كلهُ في حياة العبد، حتى يتوفاه الله عز وجل.

أحاديث عن الاستقامة

  • في الحديث: «اتَّقِ الله حيثما كنت، وأَتْبِعِ السيئة الحسنة تَمحُها، وخالِقِ الناسَ بخلق حسن» (أخرجه أحمد [5/153]).
  • وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: «يا أيها الناس، ألاَ إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألاَ لا فضل لعربي على أعجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى» (أخرجه أحمد [5/411]).
  • وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل: آمنت بالله، ثم استقم» (أخرجه مسلم [37]).
  • وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استقيموا ولن تُحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن» (أخرجه أحمد [5/276]، وابن ماجه [277]).

مقدمة خطبة عن الاستقامة

بحث عن الاستقامة PDF

اضغط هنا لتحميل ملف الإستقامة

ما أثر حب الشهوات على الاستقامة

لا شك أن الاستقامة على طاعة الله تعالى والثبات على التزام أوامره واجتناب نواهيه هي غاية كل مؤمن ومطلب أي مسلم , وكيف لا وهو يدعو مولاه وخالقه عشرات المرات في صلواته كل يوم بأن يهديه الصراط المستقيم وأن يجنبه طريق المغضوب عليهم والضالين : {  اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } الفاتحة 6-7

كثيرة هي المعوقات التي لا بد و أن تعترض طريق استقامة المؤمن وتقف حاجزا دون مواصلة سيره إلى الله على هدى وبصيرة , وعديدة هي الانحرافات والالتواءات عن جادة صراط الله المستقيم التي لا محالة ستواجه السائر إلى الله لحرفه عن طريقه إن لم تُجد معه محاولات إيقافه .

معوقات وانحرافات الصراط المستقيم حذر من خطرها خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم , ففي الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا ثُمَّ قَالَ : ( هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ) ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ : ( هَذِهِ سُبُلٌ – قَالَ يَزِيدُ مُتَفَرِّقَةٌ – عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ) ثُمَّ قَرَأَ { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ }الآية . مسند الإمام أحمد وحسنه الشيخ شعيب الأرناؤوط .

تتصدر الشهوات قائمة معوقات طريق استقامة السائرين إلى الله لما لها من فتنة وتزيين وتأثير في النفوس التي جُبلت على حبها وسرعة الانجذاب إلى بريقها وسحرها المخادع , وقد ورد في القرآن الكريم بيان حقيقة حب الناس للشهوات ومدى تأثير فتنتها في النفوس فقال تعالى : {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ } آل عمران/14

لا يمكن حصر عدد المرات التي قطعت فيها الشهوات طريق استقامة أحد الموحدين أو عرقلت استمرار ثبات آخر على منهج الله القويم أو حرفت ثالثا عن خط سبيل الله إلى السبل المتفرقة التي يقف على ناصية كل واحد منها شيطان رجيم ….خصوصا في هذا العصر الذي كثرت فيه موارد الشهوات ومصادرها وتنوعت وتضخمت إلى حد هائل , وأضحت في متناول الصغير والكبير وبين يدي كل إنسان ومن أمامه وخلفه وعن يمينه وشماله ومن فوقه وتحته .

فهذا شاب يشتكي كثرة تعثره في طريق استقامته بسبب شهوة النظر إلى المحرمات وعدم قدرته على مقاومة فتنتها أو وقف قوة تأثير زينتها على نفسه التي لم تستطع الصمود أمام إغواء الشيطان  , ويعبر عن مدى خجله من تكرار إخلافه لوعده بعدم العودة إلى هذه الآفة و نقضه لعهده بمواصلة الاستقامة على طريق العفة وغض البصر والتعفف عن النظر إلى ما حرم الله .

وهذا آخر يتحدث عن شهوة اللهاث وراء جمع المال من غير تفريق بين حلاله وحرامه التي أثقلت خطاه و تنكبت به مرات ومرات عن مواصلة السير في طريق الاستقامة , وهذا ثالث لم يخف فشله وخيبة أمله في مقارعة شهوة الجاه وحب الشهرة التي جعلته قاب قوسين أو أدنى من الانحراف عن منهج الله إلى سبل الشيطان ومنزلاقته – عياذا بالله – .

لا تكمن خطورة الشهوات في كونها أحد أهم معوقات ثبات الكثير من أبناء الأمة على منهج الله وصراطه المستقيم فحسب , بل ربما يكون الأخطر من ذلك هو دفعها الكثير من شباب المسلمين إلى الركون إليها والاستسلام لزخرفها والتنازل لفتنتها والرضوخ لزينتها والانخداع بوهم عدم القدرة على مقارعتها أو مواجهتها و فقدان الأمل من إمكانية التخلص من غوايتها أو الوصول إلى مرحلة اعتقاد عدم جدوى معالجتها بالتوبة والإنابة بدعوى كثرة عدد الجولات التي خسرها السائر في طريق الله المستقيم أمام نوع من أنواع الشهوة المختلفة .

ومن هنا كان من واجب الدعاة والمربين والمصلحين أن يحذروا أبناء الأمة – وشبابها على وجه الخصوص – من خطر الانزلاق في اليأس من صلاح توبتهم و قبول أوبتهم إلى الله مهما تكرر منهم السقوط في الزلات واقتراف الذنوب والخطايا , وأن يذكروهم على الدوام أن الله يقبل توبة عبده وأوبته إليه مهما عاد إلى الذنب مرة تلو أخرى ما دام قد استجمع شروط قبول التوبة في كل واحدة منها .

ففي الحديث عن حديث أبي هريرة -رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه سبحانه وتعالى قال : ( أذنب عبد ذنبًا ، فقال : اللهم اغفر لي ذنبي، فقال الله تعالى : أذنب عبدي ذنبًا ، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب ، فقال : أيْ رب اغفر لي ذنبي، فقال تعالى : أذنب عبدي ذنبًا ، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، ثم عاد فأذنب فقال : أيْ رب اغفر لي ذنبي، فقال تعالى : أذنب عبدي ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، قد غفرت لعبدي، فليفعل ما شاء) متفق عليه وفي رواية مسلم : ( اعمل ما شئت فقد غفرت لك ) .

قال أهل العلم : المراد بـ ” اعمل ما شئت فقد غفرت لك ” أي : ما دمت تذنب ثم تتوب غفرت لك , كما جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ببلاد الحرمين ما يؤكد أن معنى الحديث لا إشكال فيه فالعبد ما دام يذنب ثم يستغفر استغفار النادم التائب المقلع من ذنبه العازم أن لا يعود فيه فإن اللَّه يغفر له، ولا يُفهم من قوله: “فليفعل ما شاء” إباحة المعاصي والإثم ، وإنما المعنى هو ما سبق من مغفرة الذنب إذا استغفر وتاب .

السابق
دواء ساليبت salibet علاج يستخدم لعلاج الالتهاب وتخفيف الأعراض المصاحبة للمشاكل الجلدية كالحكة، والاحمرار، والتورم.
التالي
ما هي لصقات النيكوتين

اترك تعليقاً