العلوم الإنسانية

مفهوم تاريخ العلوم

تاريخ العلوم

  • هو مجال يعنى بوصف وتقويم حركة العلم عبر مراحله التاريخية المتعاقبة، للوقوف على عوامل تقدمه أو تعثره من جوانب عدة.[1][2][3] ويتميز تاريخ العلوم عن تاريخ الأحداث الماضية للأشخاص والحضارات بأنه يتكون دائما من حقائق قابلة للتحقق والاختبار والاستنتاج وإذا ما توافرت لها نفس الظروف، أو اتبع في استنتاجها نفس الأسلوب وسرد الحقائق وفقاً لمحور أساسي يضمها ويجذبها إلى مسار له إتجاهه الخاص. ذلك لأن الحقائق العلمية ليست كلها على درجة متكافئة من الأهمية والدلالة عندما يتناولها المؤرخ العلمي بالتحليل والتفسير في أى عصر من العصور، من هنا تتضح أهمية تاريخ العلم في صياغة نظريته العامة وفلسفته الشاملة، حيث يستحيل انفصال العلم عن تاريخه. باعتباره عملية ممتدة خلال الزمان.
  • لقد تطور العلم من البداية المبكرة للإنسانية. لأن الإنسان فضولي بطبعه ولديه القدرة علي تدوين وتسجيل الأشياء. فلقد بدأ الإنسان يزرع ويحصد ويربي الدواجن ويرعى الحيوانات منذ 10 آلاف سنة. فتولدت لديه التجارب واكتشف قوانين الكون والحياة. فالإنسان رغم ما بلغه من علم إلا أنه ما زال يلهث وراءه بلا نهاية. فبينما نجده توصل لمعرفة الأعداد منذ الحضارات القديمة نجده منذ نصف قرن قد اكتشف الجينات المسببة للسرطان والكواركات التي هي أصغر بكثير من الذرة والبروتونات. وقد اتبع التنبؤ العلمي ليصف أشياء أو يتوقع أحداثا لم تقع بعد. كما يتوقع الفلكيون ظاهرة الخسوف والكسوف أو كما توقع الكيميائي الروسي مندليف عام 1869 في جدوله الدوري لترتيب العناصر فوصف فيه الخواص الكيميائية والطبعية لعناصر لم تكتشف بعد.
  • وكان للعلم تطبيقات عملية محدودة، حتى مجيء الثورة الصناعية في القرن 18. فقد دخلت التكنولوجيا حياتنا وأصبحت جزءا أساسيا لا نستغني عنه من خلال تكنولوجيات متعددة. واكتشف الإنسان الميكروسكوبات وأطلع من خلالها على عالم الميكروبات والخلايا الحية ومكوناتها من الجينات بتقنية متطورة من الميكروسكوبات الإلكترونية. واكتشف التلسكوبات ولاسيما التلسكوبات العملاقة فتوغل من خلالها لأعماق الكون. فرأى ما لم يره بشر من قبل من مجرات عملاقة وبلايين النجوم. واستطاع من خلال تقنياته المتطورة إرسال مركبات ومسابر فضائية جهزت بأحدث ماتوصل العلم الحديث.
  • وتطورت أساليب المواصلات من عربات يجرها الخيول إلي طائرات أسرع من الصوت تطوي المسافات طيا. وقضى الإنسان على الأوبئة التي كانت تحصده بالملايين من خلال الطعوم والأمصال لتوقيها أو من خلال الأدوية، مما أطال أعمار البشر. فالعلم في تنامٍ لا يعرف مداه. وأصبحت عصوره قد قصرت من قرون إلى عقود. ومن عقود إلى سنوات. ودخلت الثورة الصناعية منذ القرن 18 عصر البخار والكهرباء والميكنة. حتى جاء القرن العشرون فدخلنا فيه عدة عصور متلاحقة ومتتابعة. فشهدنا فيه الانفجار العلمي والحضاري مما غير وجه الحياة فوق الأرض في كل المجالات. ووصل في نصفه الثاني الإنسان للقمر وتجاوز فيه إسار جوه المحيط بالأرض لينطلق في عصر الفضاء لأول مرة في تاريخ البشرية. وعلى صعيد آخر دخلنا عصر الاستنساخ بما له وعليه.

نشأة العلم وتطوره

نبذة عن نشأة وتطور العلم ووسائل التعليم

  • منذ بداية الوجود البشري، والإنسان يبحث في محيطه عن العلم، أو الفهم والإدراك بمعناه المجمل، فقد أدرك حركة الشمس وتعاقب الليل والنهار، كما بحث عمّا يدبّر به شؤون طعامه وشرابه وحمايته، فمعرفة النظام الكوني لا يزال يحفّز فكر العلماء بالرغم من كل النظريات والتأويلات والاكتشافات التي توصّلوا لها، وذلك منذ القرن الثامن عشر وحتى القرن الواحد والعشرين، تلك الحقبة التي أنتجت تطوراً مذهلاً وأرست المبادئ والنظريات العلمية، ووسّعت آفاق علوم الأحياء والفيزياء وعلوم الفلسفة والاجتماع والجغرافيا.
  • حققت العلوم تطورها عبر عدة مراحل وأحداث، كان لها بالغ الأثر في تغيير العلوم للأبد، ومن تلك التطورات الهائلة، ما حدث من توسع وتفرّع في التخصصات التطبيقية والإنسانية، منذ القرن الثامن عشر، فعلم الجغرافيا الذي يعد من أقدم العلوم، قد نتجت عنه تخصصات فرعية عديدة. وقد رافقت هذا التوسع نجاحات كبرى في الاختراعات والمؤلفات والنظريات العلمية والاجتماعية، ومما رسّخ أهمية العلم ودوره المركزي، وقلل من هيمنة الخرافات والأساطير.
  • فالعلوم دليل التفوّق الحضاري، حيث بدأ الإنسان بالتعبير وتدوين منجزاته، منذ أكثر من 4 آلاف سنة قبل الميلاد، إذ اهتدى لنقش الرموز على جدران الكهوف، وقد خلّفت الحضارات منجزاتها كدليل على معرفتهم وتقدمهم، فالحضارة الصينية يشهد لها سور الصين العظيم، وكذلك الأهرامات والحضارة المصرية القديمة، والحضارة الإسلامية التي برعت في الطب والفلك والجغرافيا وفي تعمير المآذن والقباب، ولايزال ميدان التنافس الحضاري والتفوق العلمي قائماً، ومن أبرز رواده، اليابان والكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية.
  • تعد المدارس من أهم الوسائل التعليمية التي نظّمت العملية التعليمية، ونشرتها لكافة فئات المجتمع، ولا بد أن العملية التعليمية قد شهدت تطوّراً ملحوظاً وهائلاً على مر السنين، فقد كان التعليم يعتمد على المعلم، والمنهج الذي يتكون محتواه من الأساسيات الأولية للعلوم، أما اليوم فإن الكثير من الغرف الصفية تستعين بالألواح التفاعلية التي تثري التجربة التعليمية باستثمار عدد أكبر من الحواس لتلقي المعلومة وترسيخها، وتفتح الآفاق أما مشاركة المعرفة وتطوير تطبيقاتها، عبر عدد من البرمجيات والتطبيقات التفاعلية، ولا شك أنّ الانترنت له دوره الرئيسي في خدمة العملية التعليمية للأبد.

مراحل تطور العلم منذ نشأته حتى ظهور الإسلام

  • العلوم الإسلامية في العصور الوسطى أو عصر العلوم الإسلامية أو العلوم الإسلامية. ما بين القرن السابع الميلادي ونهاية القرن السادس عشر الميلادي كانت دمشق وحلب والكوفة وبغداد والقيروان وقرطبة والقاهرة ومراكش وفاس هي المراكز العلمية في العالم، وكانت جامعاتها مزدهرة وصناعاتها متقنة ومتقدمة والعلم في تطور مستمر والعمران في ازدياد فكانت البلاد العربية محجا لطالبي العلم وأعجوبة حضارية غير مسبوقة، كان للعلماء شأن عظيم يحترمهم العامة ويقدرهم الحكام، وكانت هذه الفترة هي فترة تأسيس العلم في العالم فقبل ذلك كانت معارف لا ترتقي لمرتبة العلوم، فلم يبق مجال في العلم مما نعرفه اليوم إلا وكان العرب قد أسسوه.

العلم في الحضارة الإسلامية

  • ابتكر المسلمون علوماً جديدة لم تكن معروفة قبلهم وسموها بأسمائها العربية كعلم الكيمياء وعلم الجبر وعلم المثلثات. ومن مطالعاتنا للتراث العلمي الإسلامي نجد أن علماء المسلمين قد ابتكروا المنهج العلمي في البحث والكتابة.
  • وكان يعتمد على التجربة والمشاهدة والاستنتاج. وأدخل العلماء المسلمون الرسوم التوضيحية في الكتب العلمية ورسوم الآلات والعمليات الجراحية. ورسم الخرائط الجغرافية والفلكية المفصلة. وقد ابتدع المسلمون الموسوعات والقواميس العلمية حسب الحروف الأبجدية.
  • وكان لاكتشاف صناعة الورق وانتشار حرفة (الوراقة) في العالم الإسلامي فضل في انتشار تأليف المخطوطات ونسخها. وقد تنوعت المخطوطات العربية بين مترجم ومؤلف، ولم تكن المكتبات الإسلامية كما هي في عصرنا مجرد أماكن لحفظ الكتب، بل كان في المكتبة الرئيسية جهاز خاص بالترجمة وآخر خاص بالنسخ والنقل وجهاز بالحفظ والتوزيع. وكان المترجمون من جميع الأجناس الذين كانوا يعرفون العربية مع لغة بلادهم.
  • ثم كان يراجع عليهم ترجماتهم، علماء العرب لإصلاح الأخطاء اللغوية. أما النقلة والنساخون فكانت مهمتهم إصدار نسخ جديدة من كل كتاب علمي عربي حديث أو قديم. وكانت أضخم المكتبات هي الملحقة بالجامعات والمساجد الكبرى. ففي دمشق وبغداد وفي القاهرة وفي جامعة القيروان وقرطبة، وجامعة القرويين التي تعد أقدم الجامعات الموجودة في العالم، كانت المخطوطات فيها بالآلاف في كل علم وفرع من فروع العلم. وكانت كلها ميسرة للاطلاع أو الاستعارة. فكان يحق للقارئ أن يستعير أي كتاب مهما كانت قيمته وبدون رهن. لهذا كانت نسبة الأمية في ذلك الوقت، تكاد تكون معدومة. وكان تعلم القرآن كتابة وقراءة إلزامياً.
  • بينما كانت نسبة الأمية في أوروبا فيما بين القرن التاسع وحتى القرن 12م أكثر من 95%. ويقول المستشرق آدم متز في كتابه (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري)، أن أوروبا وقتها لم يكن بها أكثر من عدد محدود من المكتبات التابعة للأديرة. ولا يعرف التاريخ أمة اهتمت باقتناء الكتب والاعتزاز بها كما فعل المسلمون في عصور نهضتهم وازدهارهم.
  • فقد كان في كل بيت مكتبة. وكانت الأسر الغنية تتباهى بما لديها من مخطوطات نادرة وثمينة.
  • وكان بعض التجار يسافرون إلى أقصى بقاع الأرض لكي يحصلوا على نسخة من مخطوط نادر أو حديث.
  • وكان الخلفاء والأثرياء يدفعون بسخاء من أجل أي مخطوط جديد.

أقدم أنواع العلوم

  • علم الفلك هو أقدم أنواع العلوم، هو يعود إلى العصور القديمة، وكان في قديم الزمان تعد أصوله أصول دينية إلى حد كبير، وكان يسمى أيضا بعلم التنجيم، وهذا علم يقوم على دراسة الكون، ويتم دراسة الكون عن طريقة أساليب علمية عملية.
  • فيدرس هذا العلم الكون بمشتملاته، والفضاء الخارجي المتكون من شمس وكواكب ونجوم ومجرات سماوية وقمر وشهب وغيرها الكثير من الأجسام التي توجد في الغلاف الخارجي للكواكب، ويقوم هذا العلم أيضا بدراسة الظواهر المتغيرة التي تحدث خارج إطار الكرة الأرضية أي في الفضاء الجوي الخارجي للأرض.
  • وقد يتشابه علم الفلك مع علم الفيزياء، لأن عن طريق العلوم الفيزيائية نستطيع أن نتوصل إلى مفاهيم خاصة بالأجسام السماوية من سلوكيات أو التعرف على خصائصها ومتابعة حركاتها وتفاعلاتها، وبما أن هذا العلم يعد أقدم أنواع العلوم.

ما اسم مخترع العلوم

  • إذا كانت الثقافة اليونانية تعد بداية مرحلة التنوير الشامل للإنسانية، فإن الفيلسوف أرسطو يعد بكل المقاييس إحدى أهم الشخصيات العلمية على الإطلاق في التاريخ اليوناني أو الإنساني على حد سواء، ليس لأنه أول الفلاسفة اليونانيين، فهو لم يكن كذلك، بل إنه ثالث العظماء بعد سقراط وأفلاطون، ولكن قيمته تنبع من كونه المؤسس الحقيقي لعدد من العلوم الإنسانية والطبيعية، فهو مؤسس علم المنطق والعلوم السياسية والأخلاق والزراعة إلخ..
  • ولو طالعنا أي كتاب حول المسيرة البشرية لوجدنا أرسطو يتصدر المقدمة فيها بلا منازع، فقيمة أرسطو الفكرية والعلمية تعد أعمق وأكثر أثرا من أي فيلسوف آخر حتى يومنا هذا، وكثير من المفاهيم أو الكلمات المستخدمة اليوم ترجع إليه، وهذا ليس على سبيل المبالغة، ولكن لأنه صاحب علم مؤسسي وفكر ممتد إلى يومنا هذا. وتشير التقديرات إلى أن الإنتاج الفكري لأرسطو بلغ أكثر من مائة وخمسين منتجا ما بين الكتاب والمخطوط على حد سواء، ونظرا لأنه كان مقدونيا فإنه سريعا ما استخدم لدى البلاط الملكي من أجل الإشراف على تعليم الإسكندر الأكبر، فغرس فيه حب العلم والمعرفة وتقديس الفكر اليوناني واعتبار الثقافة اليونانية هي مركز الكون.
  • توماس ألفا إديسون (بالإنجليزية: Thomas Alva Edison)‏ ‏ (11 فبراير 1847 – 18 أكتوبر 1931)، وهو مخترع ورجل أعمال أمريكي. أثناء إدارته لشركته إديسون جنيرال اليكترك قبل اندماجها مع طمسون هيوستن اليكتريك اخترع العديد من الأجهزة التي كان لها أثر كبير علي البشرية حول العالم مثل: تطوير جهاز الفونوغراف وآلة التصوير السينمائي، بالإضافة إلي المصباح الكهربائي المتوهج العملي الذي يدوم طويلًا. كما قد طور عدة أجهزة مثل مولد الطاقة الكهربائية والاتصال الجماهيري وتسجيل الصوت والصور المتحركة ونفذ مبدأ الإنتاج الشامل والعلوم المنظمة والعمل الجماعي علي نطاق واسع لعملية الاختراع، وانشاء مختبر مينلو بارك للأبحاث الصناعية في عام 1876.
  • يمتلك إديسون 1093 براءة اختراع أمريكية تحمل اسمه، فضلاً عن العديد من براءات الاختراع في فرنسا وألمانيا. كان عمله في هذه المجالات المتقدمة ثمرة عمله في وقت مبكر من مسيرته المهنية كمشغل للتلغراف. وضع إديسون نظام توليد القوة الكهربائية وتوزيعها علي المنازل والشركات والمصانع مما أدى إلي تطور جوهري في عالم الصناعات الحديثة. تقع محطة توليد الطاقة الكهربائية الأولي التي أنشأها في شارع بيريل، مانهاتن، نيويورك وهي محطة بيريل ستريت.
  • أنشأ إديسون أول معمل له في مينلو بارك (نيوجيرسي)، وأنشأ فيما بعد معمل نباتي في فورت مايرز (فلوريدا) بالتعاون مع رجال الأعمال هنري فورد وهارفي إس. فايرستون، كما أنشأ معمل في ويست أورنج (نيوجيرسي)، وأنشأ أيضا أول استوديو أفلام بالعالم بلاك ماريا في نفس المكان.
السابق
فوائد القطران للجسم
التالي
مراحل علم التفسير

اترك تعليقاً