تعليم

أثر التعاون على الفرد والمجتمع

أثر التعاون على الفرد فقط

إن التَّعاون ضرورة من ضرورات الحياة، والإنسان مدنيّ بطبعه فهو لا يستطيع العيش وحده ويلبي متطلباته من دون التّعاون؛ حيث يعود عليه بالكثير من المنافع؛ فالله تعالى خلق الإنسان ووضع فيه حاجته إلى الغذاء والبقاء، ولا يمكن للفرد أن يُلبيَ هذه الحاجات، ويواجه الأخطار المحيطة به إلّا من خلال تعاونه مع غيره من الأفراد، ومن فوائد التعاون أنه يؤلّف بين الأفراد ويزيل الضغينة من قلوبهم، كما يساعد على إنجاز الأعمال الكبيرة التي يصعب على الإنسان تنفيذها بمفرده؛ ممّا يشعره بقوّته وأنه ليس عاجزاً أو يُشكّل عبئاً على المجتمع الذي يعيش فيه، والتَّعاون من الأمور التي تُشعر الفرد بالسعادة، ويدفعه إلى بذل كلّ ما لديه من جهدٍ وقوَّة، ويُجدّد طاقته وينشطه، كما يخلصه من الأنانية وحُبّ النّفس، ويُعدّ التّعاون أيضاً من أهمّ أسباب نجاح الإنسان وتفوّقهِ في حياته، وإن تعاون الفرد يُساعده على إتقان العمل الموكل إليه؛ لأنّه يتقاسم العبء والحمل مع غيره، كما أن التَّعاون يعني عمل الفرد مع غيره، فيعطيه الفرصة لاكتساب مهارات جديدة والاستفادة من خبرات الآخرين ممّن يعملون معه، والفرد عندما يتعاون مع غيره يصبح محبوباً كما أنه ينال رضا الله ومحبّته.

أهمية التعاون للنهوض بالمجتمع

للتعاون أهمية بالغة في حياة الفرد والمجتمع وذلك لتعدد المنافع التي يمكن جنيها من ورائه، ومن أبرز فوائد التعاون ما يأتي:

  • التعاون بين أفراد المجتمع من شأنه تحقيق الخير لأبناء الوطن ومن ثم التقدم والازدهار.
  • يعود التعاون بالنفع على الفرد حيث أنه يرتقي به بعيداً عن الأنانية.
  • يساعد التعاون في تحقيق العديد من النجاحات والوصول إلى الغايات المرغوب في تحقيقها  بشكل أسرع.
  • يساهم التعاون والتضامن في التخلص من الأزمات التي تصيب حياة الأفراد، والتغلب على الصعوبات والمحن التي يمرون بها.
  • يشعر الشخص المتعاون بدوره في المجتمع وبأنه شخص فعال يمكن الاعتماد عليه في العديد من المهام الأساسية.
  • يساهم في تقوية أواصر العلاقات المختلفة لما يبعثه من أثر نفسي إيجابي بين أفراد المجتمع.

آثار التكافل الاجتماعي على الفرد والمجتمع

إنّ التّعاون بين أفراد المجتمع، يحقّق مصالح للفرد خاصّةً، وللأمّة عامّةً، وفيما يأتي بيان بعض تلك الفوائد:

  • تقوية العلاقات بين الأفراد: إنّ التّعاونّ بين الأفراد، وإعانة بعضهم البعض، يؤدّي إلى بناء مجتمعٍ سليمٍ متماسكٍ ذو وحدةٍ وقوّةٍ، ثمّ إنّ التّعاونّ يؤدّي إلى تعزيز روابط العلاقات الإجتماعيّة بين الأفراد والجماعات، ويعمل على نشر أواصر المحبة، والطّمأنينة والسّكينة فيما بينهم، فشُرعت الزّكاة في الإسلام؛ ليساعد الغنيّ الفقير، ويقدمّ له المساعدة، وينتشر الأمن والآمان، وفُتحت أبواب الصدّقة على اختلاف أفرعها ومجالاتها؛ ليشعر الإنسان بأنّه قدّم المساعدة بروح التّعاون لديه، للفقراء والمساكين، والمحتاجين، وكي يدخل الفرحة على قلوبهم، وحثّ الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- على إكرام الجار، وزيارة المريض؛ لما في ذلك من تعزيز الروابط بين الأفراد والمجتمعات.
  • تحقيق النّجاح: إنّ كلّ فردٍ لو قام بعمله على أكمل وجهٍ، وبإتقانٍ تامٍ كما حثّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وقام باستغلال المجال الذي يعمل به، والاختصاص الذي اختص به، في مساعدة أفراد مجتمعه، والتّعاون معهم؛ فإنّ ذلك يؤدّي إلى نيل النّجاح، وتحقيق الأهداف التي يسعى إليها أفراد المجتمع جميعهم، فعلى سبيل المثال: المعلم إذا تعاون في مهنة التّعليم، وأدّى رسالته بكلّ إخلاصٍ وأمانةٍ تجاه طلابه وعلمه، ولو أنّ الطبيب تعاون في تقديم العلاج الصحيّ لمرضاه، ولو أنّ العالم تعاون في بيان أبواب التّقوى، وغرْس المفاهيم الصّحيحة في المجتمع، وتحذير الأفراد من اتباع سبيل الهوى والشّيطان، فإنّ كلّ ذلك التّعاون من جميع أفراد المجتمع، سيؤدّي إلى تماسكه ووحدة روابطه، ونيل النّجاح؛ لأنّ المجتمع بحاجةٍ إلى كلّ فردٍ حسب اختصاصه.
  • محبّة الله تعالى لعباده: إنّ الله تعالى هو القادر المتصرّف في الكون، وكلّ ما يجري بإرادته، فهو الذي سخرّ الإنسان لإعانة أخاه ومساعدته، فإنّ أعظم أثرٍ ونجاحٍ يمكن للعبد أن يجنيه من خلال تعاونه؛ هو محبّة الله -تعالى- له، والحصول على رضوان الله ومعيّته، والله -تعالى- سييّسر أمور العبد، ويفرّج كربه، ما دام العبد يعين أخاه ويساعده.

أهمية التعاون في الإسلام

لقد جعل الله سبحانه وتعالى التَّعاون فطرة جبلِّيَّة، جبلها في جميع مخلوقاته: صغيرها وكبيرها، ذكرها وأنثاها، إنسها وجنِّها، فلا يمكن لأيِّ مخلوق أن يواجه كلَّ أعباء الحياة ومتاعبها منفردًا، بل لابدَّ أن يحتاج إلى مَن يعاونه ويساعده؛ لذلك فالتَّعاون ضرورة مِن ضروريَّات الحياة، التي لا يمكن الاستغناء عنها، فبالتَّعاون يُنْجز العمل بأقصر وقت وأقلِّ جهد، ويصل إلى الغرض بسرعة وإتقان.
والملاحظ أنَّ نصوص الشَّريعة جاءت بالخطاب الجماعي، فقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ وردت (89) مرَّة، وقوله: أَيُّهَا النَّاسُ عشرين مرَّة، وقوله: بَنِي آدَمَ خمس مرَّات، دلالة على أهمية الاجتماع والتَّعاون والتَّكامل.
وقد حثَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على التَّعاون ودعا إليه، فقال: ((مَن كان معه فضل ظهر، فليعد به على مَن لا ظهر له، ومَن كان له فضلٌ مِن زاد فليعد به على مَن لا زاد له)) (1) .
وشبَّه المؤمنين في اتِّحادهم وتعاونهم بالجسد الواحد، فقال: ((مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمَّى)) (2) .
وقال صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا)) (3) .
وقال صلى الله عليه وسلم: ((يد الله مع الجماعة)) (4) .
وحثَّ على معونة الخدم ومساعدتهم، فقال: ((ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم، فإن كلَّفتموهم فأعينوهم)) (5) .

أهمية التعاون

للتعاون بين جميع أطراف المجتمع أهمية كبيرة تتحقق من وراء ذلك، وهي:

  • انتشار المحبة والألفة بين جميع أفراد المجتمع الواحد، والتخلص من البغضاء والضغينة التي قد تسود في المجتمع.
  • قضاء جميع الحاجات الأساسية في المجتمع، دون وجود أي نقص في هذه الحاجات، فيوجد في كل مجتمع الطبيب والمحامي والمهندس والمعلم وغيرها من التخصصات، التي يقوم بها كل فرد، ويكمل بها دور الأفراد الآخرين.
  • المساهمة في بناء وتطوير وازدهار المجتمع، وذلك لأن جميع أفراده تكون غايتهم تقديم التعاون فيما بينهم في إنجاز جميع المهمات التي يقومون بها. يجعل الأفراد أقرب من بعضهم البعض، فعندما يبادر أي فرد في تقديم العون للغير، تكون فرصة متاحة للتعرف عليه، ومعرفة تفاصيل حياته، فهذه الطريقة مفيدة في تقوية العلاقات الاجتماعية بين جميع الأفراد، والتعرف على عادتهم وتقاليدهم والالتزام بها.
  • يشعر الفرد بالراحة والطمأنينة في نفسه، والشعور بثقة عالية عندما يقدم لغيره المساعدة والتعاون، واستشعاره بأنه فرد فعال وذو أهمية كبيرة في المجتمع الذي يعيش فيه، مما يتكون دافع داخله بالرغبة في تقديم المزيد من المساعدة والعون للآخرين.
  • القضاء والتخلص من أي نزاع أو تعصب في داخل المجتمع، لأن التعاون يوحد جميع الأفراد ويزيل العقبات والخلافات بينهم.

أنواع التعاون

  • مساعدة الوالدين في أعمال المنزل وتلبية طلبات الأسرة.
  • تنظيم حجرة نومك وتنظيفها.
  • المحافظة على البيئة المحيطة بك والمرافق العامة.
  • الحرص على نظافة الشارع وجماله بعدم إلقاء المهملات فيه.
  • الاشتراك في الجمعيات المدرسية التي تخدم الطلاب وتقدم لهم العون.
  • مساعدة عجوز في عبور الطريق.
  • إعانة المحتاجين من زملائك بكل صورة ممكنة.
  • نشر الفضيلة والسلوك الطيب بين زملائك.
  • تقديم النصح لزملائك الذين يسلكون سلوكا غير أخلاقي.

فوائد التعاون

  • ازدياد الروابط الأخوية بين الزملاء.
  • إنجاز الأعمال في أسرع وقت وفي صورة جيدة، حيث يؤدى كل فرد ما يجيده ويحسن عمله.
  • توفير الوقت وتنظيم الجهد، فبدلا من أن يتحمل فرد واحد مسؤولية إنجاز عمل ما، فإنه يوزع على آخرين لإنجازه، وهذا يعنى مجهودا أقل ووقتا أقل.
  • إظهار القوة والتماسك، فالمتعاونون يصعب هزيمتهم، مثلهم مثل العصا يمكن كسرها إن كانت واحدة، ويصعب كسر مجموعة من العصى المترابطة.
  • نيل رضا الله، لأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
  • يد الله مع الجماعة: فالله يكون معهم، وما دام الله معهم فلن يخسروا، ويكون النجاح حليفهم.
  • القضاء على الأنانية وحب الذات، حيث يقدم كل إنسان ما عنده ويبذله للآخر عن حب وإيمان.
السابق
الفرق بين الإبداع والابتكار
التالي
علاج فطريات الفم للاطفال

اترك تعليقاً