امراض واضطرابات

أسباب وأعراض زيادة الهستامين في الجسم

أسباب وأعراض زيادة الهستامين في الجسم

الهيستامين (Histamine)؛ هو مادة كيميائية تطلقها الخلايا الصارية (mast cells) في جهاز المناعة عند تعرّضه لأي مُسبب من مسبّبات الحساسية، وأعراضها، ويُصنَّف كيميائياً على أنه أمين (amine) ناتج عن إزالة مجموعة الكربوكسيل من الحمض الأميني هستيدين (histidine)، ويُعرَف الأمين على أنه المركب العضوي المُحتوي على النيتروجين، والمشتق من الأمونياNH3، وسنخصص حديثنا هنا على أسباب وأعراض زيادة الهستامين في الجسم.

الهيستامين والتوتر

ببساطة الهستامين ليس سوى مادة طبيعية تنتج في أجسامنا وتتواجد في معظم الأطعمة وتنطلق هذه المادة عند إصابة الجسم بالتوتر أو بالحساسية. ومن أهم وظائف الهستامين أنه يعتبر ناقلاً عصبياً أو كيميائياً يعمل على نقل الإشارات من عَصب إلى آخر.

أعراض زيادة الهستامين في الجسم

إن من أهم علامات وأعراض زيادة الهستامين في الجسم ما يلي:

  • الإسهال.
  • المعاناة من صداع مزمن.
  • وجود بعض الاحمرار، خاصة في منطقة الرأس، والصدر.
  • الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، أو متلازمة القولون المتهيج (IBS).
  • المعاناة من الاحتقان، أو السيلان، أو الحكة في الأنف في بعض الحالات.
  • المعاناة من احمرار أو حكة، أو الإصابة بالعيون المائية (Watery eyes).
  • العطس .
  • الإصابة بضيقٍ في التنفس.
  • ظهور بعض النتوءات الحمراء التي من الممكن أن تسبب الحكة في بعض الأحيان.
  • الشعور بحكةٍ شديدةٍ في الجلد.
  • المعاناة من بعض القلق الذي لا يعرف سببه في بعض الحالات.
  • الشعور ببعض الالام في المعدة، أو الإصابة ببعض التقلصات.
  • الإمساك المزمن.
  • الاستفراغ والغثيان.
  • هناك بعض الحالات التي من الممكن أن تعاني من الانتفاخ، أو الغاز.
  • الدوخة.
  • الإكزيما، والتي من الممكن أن تتسبب بجفاف في الجلد، وحكةٍ، وتقشر في بعض الأحيان.
  • الشعور بالام شديدة في فترة الحيض.
  • عدم انتظام ، أو حتى زيادة في معدل ضربات القلب.

وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذه الحالة، ومن أحد هذه الأسباب؛ استخدام بعض أنواع الأدوية، والظروف الطبية والبيئية، بالإضافة إلى نقص التغذية، وطبيعة النظام الغذائي الذي يقوم الفرد باتباعه.

ومن أهم العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بعدم تحمل الهيستامين، ما يلي:

  • زيادة مقدار إفرازات الهيستامين من أجل الهضم.
  • انخفاض في فعالية ووفرة المركب الذي يعرف بالديامين أوكسيديز، أو انخفاض في فعالية ووفرة الإنزيم المسؤول عن تكسير وتحطيم الهستامين المبتلع (DAO).
  • الانخفاض في فعالية ونسبة الهستامين (N-methyltransferase)، وهو الإنزيم الذي يساعد على تكسير الهستامين داخل الخلايا.

تحليل الهستامين

عادة يتم إجراء اختبار الأرجية على مساحة واسعة من الجلد مثل الظهر. يجلس الشخص المفحوص على كرسي الاختبار. يقوم الطبيب بتعقيم الجلد بقطعة قماش مبلولة بالكحول، ويقسم منطقة الظهر لأجزاء، بواسطة رسم خطوط بالطول والعرض مع وضع علامة الاختبار. في كل مربع يتم وضع قطرة تحتوي على نوع آخر من مواد الحساسية (المستأرجات)، وبعدها يتم وخز الجلد بواسطة إبرة دقيقة، لتمكين المواد من الدخول (مع تسجيل اسم المادة التي تحقن في كل جزء). قد تسبب وخزة الإبرة الماً طفيفاً ولكنها عادة لا تسبب الانزعاج.

أحيانا يتم استخدام مساحة جلد أقل وسعا مثلا في الساعد (إذا كان الاختبار لمستأرج معين).

كيفية الاستعداد للاختبار؟

لا يوجد داعٍ للقيام باستعدادات خاصة. يطلب من الأشخاص الذين يأخذون أدوية من نوع مضادات – الهيستامين أو الستيرويدات أن يتوقفوا عن تناول الدواء قبل عدة أيام من الاختبار (حسب تعليمات الطبيب فقط)، لأنها قد تعيق رد فعل جهاز المناعة للاختبار.

بعد الاختبار:

  • يجب على الشخص الذي قام باجراء الإختبار أن ينتظر حوالي 20 – 30 دقيقة خارج غرفة الفحص، لمعرفة ما إذا كان هناك رد فعل فوري للجلد لأحد المواد.
  • بالإضافة إلى ذلك، وقت الانتظار هذا معد للتأكد من عدم ظهور استجابة أرجية مجموعية حادة، كهبوط مفاجئ في ضغط الدم، صعوبة التنفس وتورم في منطقة الوجه. إذا حدث رد فعل خطير كهذا يجب معالجة المفحوص على الفور بحقنه أدرينالين، ولكن هذه حاله نادرة.
  • في حالات نادرة يحدث رد فعل مجموعي كهذا بعد فترة زمنية أطول، يجب إبلاغ الطبيب عنه فورا والتوجه لتلقي العلاج.

تحليل النتائج: يعود الشخص الذي أجرى إختبار الارجية وحساسية الجلد إلى العيادة بعد 48 ساعة تقريبا، ويتم معاينة منطقة الجلد التي تم إجراء الاختبارات عليها.

النتائج السليمة لاختبار الأرجية:

  • لم يظهر في أي منطقة تورم، احمرار أو حكة موضعية. الشخص المفحوص لم يظهر حساسية جلدية للمواد.
  • لا ينفي ذلك وجود الأرجية، إنما يستبعد وجود أرجية تجاه المواد التي تم فحصها.

النتائج غير السليمة لفحص الأرجية:

  • تم ملاحظة مناطق تورم، احمرار أو حكة موضعية (تظهر عادة مثل لدغة البعوضة). أظهر الشخص الذي أجرى الفحص رد فعل جلدي موضعي للمادة في هذه المنطقة (على الأغلب للمادة التي حقنت في هذا المربع)، وعلى ما يبدو انه حساس لهذه المادة. قد تحصل استجابة أرجية تجاه أكثر من مادة واحدة.

كيف أتخلص من الهستامين

سنذكر فيما يلي بعض العلاجات الدوائيّة التي تُساعد على السّيطرة على أعراض الحساسية:

  • مضادات الهستامين: (بالإنجليزية: Antihistamines)، إذ تقوم هذه الأدوية بتثبيط محفّز انتفاخ الحساسية والمعروف بالهستامين، وتعدّ فعّالة في تخفيف أعراض الحساسيّة الموسميّة والبيئيّة؛ كالعُطاس، وسيلان الأنف واحتقانه، والشرى، والحكّة.
  • مُثبتات الخلية البدينة: (بالإنجليزية: Mast cell stabilizers)، والتي تمنع إفراز الهستامين في الجسم، وبالتالي تخفيف حكّة وتدميع العيون، وحكة الأنف وسيلانه، وتجدر الإشارة إلى توافرها على شكل قطرات عين، أو بخاخات أنفيّة.
  • الكورتيكوستيرويدات: (بالإنجليزية: Corticosteroids)، ومنها ما يأتي:
  1. الكورتيكوستيرويدات الأنفيّة، والتي تعد الاكثر فعاليّة في تخفيف حساسيّة الأنف، إذ تقوم بتخفيف انتفاخه، وما يترتب على ذلك من حدوث الاحتقان، والحكّة، والسّيلان.
  2. الكورتيكوستيرويدات الفمويّة، وتستخدم للسيطرة على حالات الحساسية الشديدة المُصاحبة للانتفاخ، ولا تُستخدم دون مشورة الطبيب؛ نظراً لآثارها الجانبيّة الشديدة.
  3. الكورتيكوستيرويدات الموضعيّة؛ كالكريمات والمراهم، والتي تستخدم للسيطرة على الطّفح والحكّة الجلديّة.
  4. الكورتيكوستيرويدات المُستنشقة، والمُستخدمة لعلاج الربو.
  • مزيلات احتقان الأنف: (Decongestants)، والتي تقوم بتقليص الأغشية المُنتفخة في الأنف، ولكن قد يتسبّب استخدام البخّاخات منها لأكثر من ثلاثة أيام بعودة احتقان الأنف وانتفاخه أسوأ ممّا كان عليه سابقاً.
  • الإبينيفرين: (Epinephrine)، ويعدّ الأهم في حالات صدمة الحساسيّة (Anaphylaxis)، إذ يجب حقنه خلال الدقائق الأولى من ظهور أعراض الصّدمة التي تتطور إثر رد فعل تحسّسي حادّ تجاه الأدوية، أو لسعات الحشرات، أو بعض الأطعمة.
  • مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: (Non-Steroidal Anti-Inflammatory)، والتي تساعد على تخفيف الألم، والانتفاخ، والتقلصات المُصاحبة للحساسية.
  • المرطبّات: (Emollients)، مثل الكالامين (Calamine)، المُستخدم لتخفيف وعلاج حساسية الجلد.
  • موسعات الشعب الهوائية: (بالإنجليزية: Bronchodilators) المُستخدمة لعلاج الربو.

علاج ارتفاع الهستامين بالاعشاب

فيما يلي أبرز مضادات الهيستامين الطبيعية:

1- فيتامين سي

  • يمكن اعتبار فيتامين سي من مضادات الهيستامين الطبيعية، حيث أنه يعزز صحة الجهاز المناعي ويلعب دورًا فعالًا في علاج الحساسية.
  • ويرجع ذلك لاحتواء فيتامين سي على مضادات الأكسدة ومضادات الإلتهابات القوية، وبالتالي يساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي بالجسم.
  • ويعتبر تناول 2 جم من فيتامين سي يوميًا وسيلة جيدة لرفع المناعة والقيام بوظائف مضادات الهيستامين.
  • ويتوفر فيتامين سي بمستويات مرتفعة في العديد من الأطعمة مثل الفلفل الألوان، البروكلي، الشمام، الحمضيات، الكيوي، الفراولة، الطماطم، والقرع.

2- نبات البوتيربور Butterbur

  • قد يكون لمستخلص نبات البوتيربور تأثيرات مضادة للهيستامين، وتستخدم في علاج الصداع النصفي وكذلك في علاج حمى القش المعروفة بالتهاب الأنف التحسسي.
  • ولكن يجب الحذر لأن هذا النبات يمكن أن يسبب مجموعة من الاثار الجانبية مثل صعوبة التنفس، الإسهال، النعاس، الإعياء، الصداع، وحكة العين، كما أنه قد يسبب رد فعل تحسسي على المدى الطويل للأشخاص الذين يعانون من الحساسية من بعض أنواع النباتات مثل الأقحوان.

3- البروميلين Bromelain

البروميلين هو إنزيم قد يساعد على تقليل الحساسية بفضل خصائصه المضادة للالتهاب والحساسية، ويستخدم كعلاج طبيعي للالتهاب والتورم، وخاصةً لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية.

يتوفر إنزيم البروميلين في قلب الأناناس والعصير الخاص به، ويتوفر أيضًا كمكمل غذائي، ولكن المكمل الخاص به قد يؤدي إلى بعض الأضرار الصحية لدى بعض الأشخاص مثل:

  • تغيرات في نظام الدورة الشهرية.
  • اضطرابات في وظائف الجهاز الهضمي.
  • عدم انتظام ضربات القلب وتزايدها.
  • ولذلك يجب عدم تناول مكملات البروميلين في حالة المعاناة من من حساسية الأناناس.

4- البروبيوتيك Probiotics

  • البروبيوتيك هي البكتيريا الجيدة التي تقدم للجسم العديد من الفوائد، حيث تضمن الحفاظ على توازن البكتيريا في الأمعاء.
  • يمكن أن تساعد الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك على تخفيف التهاب الأنف التحسسي، ولكنه لازال بحاجة إلى المزيد من البحث.
  • ينصح بإدراج الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك ضمن النمط الغذائي المتبع مثل الكفير والزبادي والحليب.

5- الكيرسيتين Quercetin

  • يشتهر الكيرسيتين بخصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للحساسية، وبالتالي يساعد على تحفيز وظائف الجهاز المناعي والنشاط المضاد للفيروسات.
  • كما أن الكيرسيتين يساهم في تثبيط إفراز الهيستامين، وانخفاض في السيتوكينات المحفزة للالتهابات، وإنتاج كريات الدم البيضاء، كذلك يساعد على منع تكوين الأجسام المضادة IgE
  • وبفضل كافة الخصائص السابقة، فإن الكيريسيتين يساهم في علاج الربو في مراحله المتأخرة والتهاب الأنف التحسسي، ويستخدم المستخلص الخاص به في كثير من الأدوية المضادة للحساسية.
  • عادةً ما يشتق الكيرسيتين من أصباغ في قشر التفاح، وكذلك من جلد البصل الأحمر، وهو من المركبات المفيدة التي يمكن اعتبارها علاجًا فعالًا للالتهابات والحساسية.
  • يمكن تناول الكيرسيتين مع مشروب جوز الهند، حيث أن الدهون الصحية في جوز الهند تعزز فعالية الكيرسيتين.

6- أحماض أوميغا 3 الدهنية

  • تتوفر أحماض أوميغا -3 الدهنية وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) وحمض إيكوسابنتانويك (EPA) بشكل طبيعي في زيت السمك ويعتقد أنها مواد مغذية مضادة للالتهابات، ولها تأثيرات وقائية في الأمراض الالتهابية بما في ذلك الربو والحساسية.
  • لا تزال اليات هذه الاثار غير معروفة، ولكنها يمكن أن تساعد في علاج هذه المشكلات.
  • تتوفر أحماض أوميغا 3 في مجموعة من الأطعمة وأبرزها الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين والماكريل، بالإضافة إلى زيت الزيتون، زيت الكانولا، زيت بذور الكتان، بذور الشيا، المكسرات، وفول الصويا.

أكلات تزيد الهستامين

يبحث بعض الأشخاص عن طريق مواقع البحث عن الأطعمة الغنية بالهستامين؛ وذلك بسبب تعرضهم للحساسية تجاه هذه المادة، ويكون ذلك نتيجة تراكم هذه المادة في الجسم، إذ أشارت الدراسات إلى أن بعض الأطعمة تحتوي مادة الهستامين، وبعضها يحفز إفراز هذه المادة، ومن الأطعمة الغنية بالهستامين ما يلي:

  • الكحول.
  • الأطعمة المعلبة، والأطعمة المدخنة.
  • الخل، والزبادي، والشاي الأخضر.
  • الحلويات التي توجد فيها مواد حافظة، والشوكولاتة، والكاكاو.
  • معظم ثمار الحمضيات، والأناناس.
  • السبانخ، والبندورة، والباذنجان.

ومن الأطعمة التي تزيد من إفراز الهستامين ما يلي:

  • الجوز، والفول، والبقوليات.
  • الحمضيات، البندورة.
  • المواد الحافظة التي تضاف إلى الأطعمة، والأصباغ.

يوجد أيضًا بعض الأطعمة التي تتداخل مع عمل الأنزيم ديامين أوكسيديز، إذ يقلل هذا الأنزيم حساسية الهستامين في الجسم، ومن هذه الأطعمة ما يلي:

  • الكحول، ومشروبات الطاقة.
  • الشاي الأخضر، والشاي الأسود.
  • بياض البيض النيء.
  • بعض الألبان، وهذا يتوقف على نوع البكتيريا الموجودة ( يمكن للعديد من أنواع البكتيريا، خاصةً البكتيريا التي تلوث الطعام، أن تنتج نوعًا معينًا من الهستامين، فإذا أخذت هذه البكتيريا مكانًا في الأمعاء يمكن أن تنتج كميات وافرة من الهستامين).

لهذا عادةً ما ينصح الأشخاص الذين يعانون من حساسية من الهستامين بأن يتناولوا الأطعمة قليلة الهستامين، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بها -التي ذكرت سابقًا-، ومن الأطعمة قليلة الهستامين ما يلي:

  • الدجاج الطازج.
  • صفار البيض المطبوخ.
  • اللحوم، والأسماك الطازجة، أو المجمدة.
  • معظم الخضراوات الطازجة، ما عدا البندورة والباذنجان.
  • المعكرونة، والخبز، والبسكويت.
  • الجبنة الكريمية، والزبدة.
  • معظم العصائر، إلا التي تحتوي الحمضيات.
  • معظم زيوت الطهي.
السابق
كيف احصل على بيتكوين
التالي
الفرق بين رقم الحساب ورقم الايبان

اترك تعليقاً