ديني

أعمال الرسول اليومية

أهم أعمال الرسول بالمدينه

أعمال الرسول في المدينة المنورة

حينما وصل الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- للمدينة المنوّرة، قام ببعض الأعمال الأساسيّة والمهمّة، وفيما يأتي بيانها بشكلٍ مفصّلٍ:

بناء المسجد

بنى رسول الله المسجد النبوي الشريف طوال مدّة مكوثه عند أبي أيوب الأنصاري، وقال الواقدي إن المدّة كانت سبعة أشهرٍ، وقال غيره إنّها كانت أقلّ من شهرٍ، ورُوي غير ذلك، وكان ذلك أوّل عملٍ لرسول الله في المدينة، وساعده في البناء الصحابة رضي الله عنهم، وكانوا ينقلون اللِّبن معه، وكانت أرض المسجد عبارةٌ عن بيدر تمرٍ لغلامين يتيمين كانا في حجر أسعد بن زرارة، وقد ابتاعه رسول الله منهم حتى يقوم ببناء المسجد، وكان المسجد مصنوعاً من اللّبن، وأسقفه مغطّاةٌ بجريد النخل، وأعمدته من أخشاب النخل، وكان لبناء المسجد عدّة أهدافٍ، فلم يكن بناؤه فقط على الأساس الديني، وإنمّا تنوّعت الأهداف، وفيما يأتي ذكر بعضها:

  • التأكيد على ارتباط الدين والسياسة معاً، فكان المسجد بمثابة مكانٍ يمارس فيه القائد والحاكم مهامه، فالسياسة جزءٌ من الدين لا تنفصل عنه، ولو أنّ الأمر يناقض ذلك لأقام الرسول -عليه الصلاة والسلام- بيتاً للأمارة بشكلٍ مستقلٍ عن المسجد.
  • تثبيت الأصل التي تقوم عليه الدولة الإسلامية؛ الذي يتمثّل بالعلاقة مع الله تعالى، فهي الأساس الذي تقوم عليه أمور السياسة.
  • استقبال الوفود في المسجد، والاجتماع معهم فيه، للبحث فيما يتعلّق بأمور الحروب والإصلاحات والأسرى، وعقد الاتفاقات والتفاوضات معهم.
  • التشاور في أمور الغزوات قبل حدوثها.
  • عقد مجالسٍ لتعلّم العلوم الشرعية، وباقي العلوم الأخرى.
  • الحكم بين المتخاصمين داخل المسجد، حيث كان يعدّ داراً للقضاء.
  • ممارسة بعض الأنشطة الاجتماعية؛ فهو مأوى الفقراء، ومكانٌ لممارسة الأحباش لبعض الأنشطة الترفيهية.

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

آخى رسول الله بين المهاجرين والأنصار، ووثّق بينهم روابط المحبة، والألفة، والتكافل الاجتماعي، وكان على أساس الأخوّة الإسلامية، فكانت علاقاتهم بعد المؤاخاة مع بعضهم كالأخوة تماماً، يتقاسمون أمورهم، ويتعاونون مع بعضهم في أمور الخير، وما ينفع مجتمعهم، ويحبّون الخير لبعضهم، ويؤثرون على أنفسهم رغم ضيق عيشهم وصعوبة أحوالهم، فكانت أخوّتهم صادقةً وحقيقيةً، تقوم على الإيمان بالله تعالى، وعلى العقيدة السليمة في نفوسهم،[٥] وتمت المؤاخاة في بيت أنس بن مالك رضي الله عنه.

المعاهدة بين المسلمين واليهود

قام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بكتابة الوثيقة أو الصحيفة التي تنظّم علاقة جميع المواطنين في المدينة على اختلاف دياناتهم وأصولهم، فكانت بين المسلمين من المهاجرين والأنصار مع بعضهم البعض، ومع قبائل يهود بني قريظة، وبني النضير، وبني قينقاع، واشتُهرت باسم وثيقة المدينة، وقد سمّاها بعض المعاصرين بدستور المدينة، واحتوت الوثيقة في داخلها على مجموعةٍ من البنود المتّفق عليها.

بناء السوق الإسلامي

سعى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أثناء مكوثه في المدينة إلى بناء سوقٍ إسلاميّ خاصٍّ بالمسلمين، مستقلٍّ عن الأسواق الأخرى، حيث إنّه لم يكن يعطِ أي حريّةٍ بممارسة أيّ عملٍ اقتصاديّ داخل المسجد، لحُرمته وقدسيّته، حيث يغلب على أيّ عملٍ اقتصاديّ ممارسته من قبل جميع الناس، وكثرة المعاملات التجارية التي تحصل فيه، واتّجه نظر رسول الله لبناء سوقٍ إسلاميّ؛ بسبب عدم وجود سوقٍ داخل المدينة خاصّ بالمسلمين ومعاملاتهم، وكان هناك سوقٌ يسيطر عليه اليهود، وهو سوق بني قينقاع، وكانوا هم من يسيطرون عليه، وعلى العمليات التي تتم داخله، ويمنعون المسلمين من الدخول إليه إلّا بدفع الخراج لهم، فكان أمر رسول الله ببناء السوق الإسلامي الذي يرأسه المسلمون، وقام بوضع الأسس الخاصّة بالعمل في داخله، من حيث كيفية البيع والشراء، وتحديد الأسعار.

إنجازات النبي صلى الله عليه وسلم

من إنجازاته صلى الله عليه وسلم: أنه قضى على سائر ألوان الانحراف الموجود في الحياة البشرية، الانحراف الاجتماعي، والاقتصادي والديني، وجعل للناس ميزاناً معتدلاً يرجعون إليه، ألا وهو هذا القرآن الذي أنـزله الله تبارك وتعالى عليه، ونقله الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأحاديثه المنقولة عنه بدقة وضبط كما سبق بيانه؛

لذلك جاءت شريعته الإسلامية الربانية تنهى عن الغش والظلم والكبر والخداع والكذب والفحشاء وقطيعة الرحم، وغير ذلك كثير؛ وهذا ما جعل الشريعة الإسلامية شاملة لأصول الحياة البشرية التي لا تتبدل ، مستعدةً لتلبية الحاجات المتجددة التي يعلمها خالق البشر ، وهو أعلم بمن خلق ، وهو اللطيف الخبير .

ومن إنجازاته: أنه جاء بشريعة ربانية ملحوظ فيها أنها في حدود طاقة الإنسان ، ولمصلحته؛ وقد زود بالاستعداد والمقدرة التي تعينه على أداء تلك التكاليف ، وتجعلها محببة لديه مهما لقي من أجلها الآلام أحياناً لأنها تلبي رغيبة من رغائبه ، أو تصرف طاقة من طاقاته .

ومن إنجازاته: أن جاء بشريعة ربانية جعلت مبدأ المساواة أمام القضاء لا يميز أحداَ عن أحد ، ولا يجعل الناس طبقة دون طبقة ، بل جعل جميع الناس سواسية أمام أحكام شريعة الإسلام ؛ فكان العدل المطلق أهم سمات الإسلام ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا ” رواه مسلم  .

ومن إنجازاته: منهجه الرباني المتوازن والمتناسق . منهج لا يعذب الجسد ليسمو بالروح ، ولا يهمل الروح ليستمتع الجسد . ولا يقيد طاقات الفرد ورغائبه الفطرية السليمة ليحقق مصلحة الجماعة أو الدولة . ولا يطلق للفرد نزواته وشهواته الطاغية المنحرفة لتؤذي حياة الجماعة ، أو تسخرها لإمتاع فرد أو أفراد .

ومن إنجازاته: أنه فتح الباب على مصراعيه لأجل أن تتطور البشرية في أمورها الدنيوية التقنية والصناعية والكيمائية والفيزيائية والزراعية وبقية علوم الدنيا ؛ حتى أخبر صلى الله عليه وسلم بأن الله يحب من الإنسان إذا عمل عملا أن يتقنه[6] ولم يتوقف الأمر إلى هذا الحد من جمال التشريع، بل ازداد جمالا يوم أن حث الناس على الإبداع في دنياهم من غير أن ينسوا آخرتهم؛ فهي خير وأبقى ، فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل.

آخر أعمال الرسول

 قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام بدأ الألم يشتد عليه وكان ببيت السيدة ميمونة رضي الله عنها فقال اجمعوا زوجاتي فجمعت الزوجات فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتأذنون لي أن أمر ببيت عائشة فقلن آذنا لك يا رسول الله.

فأراد عليه الصلاة والسلام أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن ابي طالب والفضل بن العباس رضي الله عنهما فحملا النبي فخرجا به من حجرة السيدة ميمونة رضي الله عنها إلى حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، فالصحابة أول مرة يرون النبي صلى الله عليه وسلم محمولا على الأيادي فتجمع الصحابة وقالوا: مالِ رسول الله مالِ رسول الله وتبدأ الناس تتجمع بالمسجد ويبدأ المسجد يمتلئ بالصحابة ويحمل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت عائشة رضي الله عنها.

فيبدأ الرسول يعرق ويعرق وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها أنا بعمري لم أر أي انسان يعرق بهذه الكثافة فتأخذ يد الرسول صلى الله عليه وسلم وتمسح عرقه بيده، تقول عائشة: إن يد رسول الله أطيب وأكرم من يدي فلذلك أمسح عرقه بيده هو وليس بيدي أنا.

العمل الأخير الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم

قال ابن إسحاق‏:‏ وحدثني يعقوب بن عتبة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت‏:‏ اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم في حجري، فدخل علي رجل من آل بكر، وفي يده سواك أخضر،‏ فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه في يده نظرا عرفت أنه يريده، فقالت‏:‏ يا رسول الله أتحب أن أعطيك هذا السواك‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قالت‏:‏ فأخذته فمضغته له حتى لينته، ثم أعطيته إياه، قالت‏:‏ فاستن به كأشد ما رأيته يستن بسواك قط، ثم وضعه، ووجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثقل في حجري، فذهبت أنظر في وجهه فإذا بصره قد شخص، وهو يقول‏:‏ بل الرفيق الأعلى من الجنة، قالت‏:‏ خيرت فاخترت والذي بعثك بالحق، قالت‏:‏ وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

أعمال الرسول في شهر رمضان

أعمال الرسول في رمضان

كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أحسن الناس خُلقاً؛ إذ مدحه الله -تعالى- فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)،[٢] ونهى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن كُلّ ما يُنقص من أجر الصيام في رمضان؛ من سوء الخُلق، وغيره، فقال: (الصيامُ جُنَّةٌ ، فإذا كان أحدُكم صائمًا فلا يَرفُثْ ولا يَجهلْ ، فإنِ امْرُؤٌ شاتَمَه أو قاتَلَهُ فَليَقُلْ إنِّي صائمٌ)،[٣][٤] ويُشار إلى أنّه كان من هَديه -عليه الصلاة والسلام- أيضاً في شهر رمضان توجيه الناس إلى خيرَي الدُّنيا والآخرة، وحَثّ الناس على استغلال رمضان، والأوقات المباركة فيه، كليلة القَدْر؛ وذلك لشدّة رحمته، وإشفاقه، ومَحبّته لأمّته، وإرادة الخير لهم؛ بحَثّهم وتشجيعهم على فِعل الخيرات، والإكثار من الطاعات؛ للوصول إلى مغفرة الله، ثُمّ الجنّة.

إفطار النبيّ وسحوره في رمضان

كان من هَدي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في رمضان تعجيل الإفطار؛ فقد كان يفطر على رُطب، فإن لم يجد رُطباً، فإنّه يُفطر على تمر، فإن لم يجد، فإنّه يُفطر على ماء، وممّا يُؤكّد هذه السنّة قوله -عليه الصلاة والسلام-: (لا يزالُ النَّاسُ بخَيرٍ ما عجَّلوا الفِطرَ عجِّلوا الفطرَ فإنَّ اليَهودَ يؤخِّرونَ)،[٦] وكان يدعو عند فِطره، فيقول: (ذهب الظمأُ، وابْتَلَّتِ العروقُ، وثبت الأجرُ -إن شاء اللهُ-)،[٧][٨] أمّا هديه -عليه الصلاة والسلام- في السحور، فكان يعتمد على تأخيره إلى ما قبل صلاة الفجر بوقت قليل، والمواظبة عليه، واعتباره مُوجِباً للبركة؛ إذ قال: (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً).

مدارسة الرسول القرآن في رمضان

كان جبريل -عليه السلام- يلقى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في رمضان، ويُدارسه القُرآن؛ فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القُرآن، قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)،[١١] ولهذه المُدارسة الكثير من الفوائد؛ فهي تُجدّد للرسول -عليه الصلاة والسلام- العهد بغنى النفس الذي يؤدّي إلى الجُود، فكان -عليه الصلاة والسلام- في رمضان أجود من الريح المُرسَلة، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان عندما يُدارسه جبريل القُرآن، وقد رأى العُلماء أنّ من المحتمل أنَّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُقسّم ما نزل عليه من القُرآن على ليالي رمضان جميعها، فيقرأ كُلّ ليلة بجُزءٍ منه؛ وفي ذلك حَثٌّ للصائمين على استغلال رمضان بقراءة القُرآن، والتحذير من الغفلة عنه، وينبغي للمؤمن أن يكون ممّن يتلو القرآن حقّ تلاوته، ويُحرّم حرامه، ويُحلّ حلاله، ويعمل بمُحكَمه؛ لينال الأجر، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ).

كثرة تصدُّق الرسول في رمضان

كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أكثر الناس جوداً وكرماً، خاصّة في شهر رمضان؛ لحديث ابن عبّاس الذي وصف فيه كرم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (كانَ رسولُ اللَّهِ أجودَ النَّاسِ وَكانَ أجودَ ما يَكونُ في رمضانَ حينَ يلقاهُ جبريلُ وَكانَ جبريلُ يلقاهُ في كلِّ ليلةٍ من شَهرِ رمضانَ فيدارسُهُ القرآنَ قالَ كانَ رسولُ اللَّهِ حينَ يلقاهُ جبريلُ عليْهِ السَّلامُ أجودَ بالخيرِ منَ الرِّيحِ المرسلَةِ)؛[١٤] فقد شبّه كرم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالريح وإرسالها؛ لما تأتي به من الرحمة، وكثرة النفع، فتكون سبباً في إنزال الغيث، وإحياء الأرض الميّتة، وتأتي مراتب جود النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على عدّة مراتب؛ فتبدأ بتفضيل جُوده على جُود باقي البشر، ثُمّ جُوده في شهر رمضان على باقي أشهر السنة، ثُمّ جُوده عند لقاء جبريل على باقي ليالي رمضان، ويُشار إلى أنّ الإمام الشافعيّ استحبّ الزيادة في الإنفاق في رمضان؛ اتِّباعاً لسُنّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وممّا ورد في فضل الصدقة في رمضان أنّه يجتمع لها شرف الزمان مع شرف العبادة، وفي ذلك مُضاعفة للأجر؛ لأنّ فيه إعانة للصائمين على الطاعة، ممّا يُوجب رضا الله -تعالى-، إلى جانب تكفير الخطايا، وبالتالي دخول الجنّة.

اعتكاف الرسول في رمضان

الاعتكاف إحدى العبادات التي كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يحرص عليها في رمضان، وهو يعني: لزوم المسجد، والتفرُّغ لطاعة الله -تعالى-، فلا يخرج المُعتكف من المسجد إلّا بهدف الوضوء، ونحوه، وقد كان من هدي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الاعتكاف اعتزال أهله، وطيّ فراشه، وشَدّ مِئزره، وكان يعتكف العشر الأولى من رمضان في بداية اعتكافه، ثُمّ اعتكف العشر الأواسط، ثُمّ اعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان؛ فقد جاء عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ)،[١٦] وكان يبدأ اعتكافه من قبل غروب شمس أوّل ليالي العشر الأواخر، وينهيه بمغيب شمس آخر يوم من شهر رمضان؛ وذلك لإدراك ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر،[١٧] ومَن يتأمّل اعتكاف النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، يُلاحظ عدّة أمور، منها: أنّه كان يتقلّب في الاعتكاف بين أيّام شهر رمضان جميعها إلى أن استقرَّ على العشر الأواخر، وكان الصحابة يجعلون له مكاناً خاصّاً به في المسجد؛ ليعتكف فيه، كما كان -عليه الصلاة والسلام- يهتمّ بحُسن مَظهره في الاعتكاف، ونظافة الجسد، وكان لا يخرج إلّا لحاجة، وعندما ينتهي من اعتكافه كان يخرج في الصباح، وليس في المساء من الليلة التي بعد اعتكافه.

جهاد الرسول في رمضان

يُعَدّ شهر رمضان في حياة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- شهر الجهاد؛ والمقصود هُنا الجهاد الذي يشمل قتال غير المسلمين؛ بقصد إعلاء كلمة الله -تعالى-، ومن الأحداث والمعارك التي خاضها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في شهر رمضان غزوة بدر، وكانت في السنة الثانية من الهجرة، وهي من أهمّ المعارك التي خاضها بنفسه، وسَمّاها الله ب(يوم الفرقان)، ونَصر فيها نبيّه، وعباده المؤمنين نصراً عظيماً، وفي شهر رمضان من السنة الثامنة من الهجرة كان فتح مكّة، واستسلام أهلها، وتحطيم أصنامهم، وقد هيّأ ذلك لانتشار الإسلام خارج الجزيرة العربيّة.

تهجُّد الرسول وقيامه في رمضان

تميّز النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بقيام الليل، ومن أبرز النقاط التي ميّزت قيامه عن غيره: أنّه لم يكن يزيد في قيامه عن إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، ولم يكن يقوم الليل كُلّه؛ فقد كان يُصلّي، ويقرأ القُرآن، كما كان يقوم وحده؛ مخافة أن تُفرَض صلاة قيام الليل على الأُمّة، وكان يُطيل في قيامه؛ لقول عائشة عندما سُئِلت عن قيام النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (فَقَالَتْ: ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا)،[٢٠][١٨] وقد بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ الحرص على صلاة التراويح؛ وهي قيام الليل في رمضان، والبقاء مع الإمام حتى ينهيَ صلاته، سبب لنَيل أجر قيام ليلة كاملة؛ إذ قال: (إنَّهُ من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ فإنَّهُ يعدلُ قيامَ ليلةٍ)،[٢١][٤] وكان النبيّ يجتهد في العبادة والطاعة في رمضان كلّه، إلّا أنّه كان يجتهد في العشر الأواخر أكثر من غيرها، وخاصّة قيام الليل فيها.

أعمام الرسول صلى الله عليه وسلم

أعمامه أحد عشر، وهم: حمزة، والعباس، وأبو طالب، وأبو لهب، والزبير، وعبد الكعبة، والمقوِّم، وضرار، وقُثَم، والمغيرة، والغيداق… ولم يُسلم منهم إلَّا حمزة، والعباس رضي الله عنهما.

كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي

السابق
دواء ساوبال – Sawpal يقلل أعراض تضخم البروستاتا الحميد
التالي
دواء سانيس فايتامن د٣ – Sanus Vitamin D3 لعلاج هشاشة العظام

اترك تعليقاً