منوعات

ألعاب العقل: 12 تمريناً ذهنياً سريعاً ومسلياً

ألعاب العقل: 12 تمريناً ذهنياً سريعاً ومسلياً

عندما نسمع كلمة تمرينات، فإنَّ أول ما يخطر في بالنا هو التمرينات البدنية؛ لكن في الواقع، تفعل التمرينات الذهنية فعلَ التمرينات البدنية، فهي تعزِّز القدرات الدماغية، إضافة إلى كونها مسلية فعلاً. لذا لا تقلل من أهمية اللياقة الذهنية على حساب نظيرتها البدنية؛ فلا حاجة بك لتكون بطلاً رياضياً، بل يكفي أن تحافظ على رشاقتك وتعيش حياة صحية، وتمارس بضعة تمرينات معرفية في الأسبوع من شأنها أن تغيِّر حياتك تغييراً جذرياً.

لمحة عن التمرينات الذهنية:

ترفع اللياقة البدنية من مستوى التحمل لديك، وتزيد من قوة عضلاتك؛ لكنَّ فوائد التمرينات الذهنية قد لا تظهر جلية مهما بذلنا فيها الجهد.

تشير الدراسات إلى فوائد التمرينات الذهنية على الأمد الطويل والقصير، وتتضمن:

1. تحسين الذاكرة:

أظهرَ 19 طالباً من دارسي الحساب الرياضي بعد ثمانية أسابيع من التدريب المعرفي زيادة في حجم ونشاط الحُصَين في الدماغ المرتبط بالتعلم والذاكرة مقارنة بأقرانهم.

2. خفض مستويات التوتر:

يقلل إتقان مهمات جديدة بسرعة أكبر من التوتر الناجم عن العملية التعليمية، ويمكِّن الذاكرة من استيعاب معلومات أكبر، واسترجاعها من العقل دون مجهود يُذكَر.

3. تحسين أداء العمل:

يؤدي التعلم السريع وتذكر التفاصيل الهامة إلى حياة مهنية أفضل؛ وغالباً ما يُعيَّن الموظفون بناء على مهاراتهم الناعمة، كقابليتهم للتعلم والانتباه إلى التفاصيل.

4. تأخير تدهور القدرات المعرفية:

قد نعاني من تدهور القدرات المعرفية مع تقدمنا في السن، فقد وجدت دراسة نشرتها مجلة أميريكان جيرياتريكس سوسايتي (American Geriatrics Society) أنَّ المنطق وسرعة تحليل المعلومات قد ازدادا عند الراشدين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و94 بعد 10 جلسات من التمرينات الذهنية مدة كلٍّ منها ساعة واحدة.

وكما التمرينات البدنية، لا يجب التركيز على التمرين بحد ذاته، بل يجب على التدريب المعرفي أن يكون سهلاً ومسلياً؛ وإلَّا سنرفع الراية البيضاء ونعلن استسلامنا في وقت مبكر.

تمرينات ذهنية مسلية ومناسبة للجميع:

إنَّ أهم ما يميز التمرينات الذهنية الممتعة أنَّنا لسنا بحاجة إلى الذهاب إلى النادي الرياضي، ونستطيع أن ندمج النشاطات التالية في حياتنا اليومية:

1. العصف الذهني:

يعدُّ أحد أبسط وأسهل الطرائق لتدريب عقلك، وإيجاد الحلول للمشكلات التي تواجهك؛ لذا اطلب من شريكك المشاركة إن لم تكن قادراً على التفكير بمفردك، فعلى سبيل المثال: عندما تواجه صعوبة في الكتابة عن موضوع ما، فاطلب من زملائك أن يقدموا لك بعض الأفكار؛ فهم غالباً ما يكونون سعيدين بتقديم المساعدة.

2. الرقص:

مع أنَّ الرقص تمرين بدني، لكنَّ التنسيق الذي يتطلبه رائع وفعَّال لتمرين عقلك، وفيه الكثير من المتعة.

تشير الدراسات إلى أنَّ الرقص يعزز العديد من المهارات المعرفية، ويحفز التخطيط والذاكرة والتنظيم والإبداع.

3. تعلُّم لغة جديدة:

قد يستغرق تعلم لغة جديدة الكثير من الوقت، ولكن إن تعلمناها مقسمة على شكل دروس يومية بسيطة، ستخف صعوبتها إلى حد بعيد.

يعتمد تعلم لغة جديدة على ربط كل درس بما سبقه، وبإمكانك استخدام تطبيقات لإدارة المعرفة كتطبيق غورو (Guru) للحاسوب؛ كما يمكنك أن تستخدم البطاقات التعليمية كلما تعلمت زمناً جديداً أو كلمة جديدة، وتحدِّث بذلك معلوماتك قبل الانتقال إلى المعلومة التالية.

4. تطوير هواية:

كما اللغات، تتطلب الهوايات وقتاً لتطويرها، وتكمن هنا المتعة؛ فأنت تنمِّي كلَّاً من هوايتك ووظيفة دماغك عند المواظبة عليها؛ وإن كنت تسعى إلى تمرين عقلك وتحسين مهارات معرفية معينة، فعليك بتعلم هواية تتواءم معها؛ فعلى سبيل المثال:

  • الاهتمام بالتفاصيل: اختر هواية تتطلب منك الصبر في التعامل مع التفاصيل الصغيرة، كالنجارة وصنع النماذج والرسم والتلوين.
  • التعلم والذاكرة: اختر نشاطاً يتطلب منك تذكر العديد من التفاصيل، والهوايات التي تتطلب التصنيف، كجمع الطوابع والعملات المعدنية.
  • الوظيفة الحركية: تعزز الأنشطة البدنية وظيفة الدماغ؛ فهي تعدُّ تمريناً ذهنياً مسلياً، حيث تنمي الرياضات -ككرة القدم وكرة السلة- وظائف حركية هامة.
  • حل المشكلات: تتطلب منك معظم الهوايات حل المشكلات بطريقة أو بأخرى؛ لكن من الصعب إيجاد الهوايات التي تحتاج منك مهارة حل المشكلات.

تعدُّ لعبة البحث عن الكنز (Geocaching) خير مثال على ذلك؛ حيث تتطلب هذه اللعبة مشاركة عدة أشخاص، وغالباً ما تُلعَب في الغابات، حيث يدفن أحدهم صندوقاً على اعتبار أنَّه كنز ثمين، ويبدأ البحث عنه باستخدام نظام تحديد المواقع (GPS) ومجموعة من التلميحات، وتكشف هذه اللعبة عن قدراتك في حل المشكلات.

5. الألعاب اللوحية:

مع أنَّ الألعاب اللوحية لا تتطلب مجهوداً عضلياً يُذكَر، لكنَّها تمرين ذهني مسلٍّ؛ غير أنَّها لا تمنح جميعها قدراً متساوياً من التدريب المعرفي؛ لذا ابتعد عن الألعاب التي لا تحتاج الكثير من الذكاء ككاندي لاند (Candy Land)، وابحث عن التي تعتمد على المهارات الاستراتيجية كلعبة ريسك (Risk) أو مستعمرات كاتان (Settlers of Catan)، ولا تنسَ أن تسجل معطيات اللاعبين أيضاً إلى جانب معطياتك.

6. ورق اللعب:

لا تختلف أوراق اللعب كثيراً عن الألعاب اللوحية في تنمية المهارات المعرفية، لكنَّها تغلبها ببعض الميزات التي تشد اللاعبين إليها؛ فمجموعة ورق اللعب رخيصة الثمن، ويمكن لعبها في أي مكان، ويمكن اختراع الكثير من الألعاب والحيل منها؛ لذا استغل وقت فراغك لتتعلم بعضها.

7. أحجيات الصور المقطوعة:

تعدُّ أحجيات الصور المقطوعة (puzzle) أداة فعالة لتنمية مهارة معرفية بحد ذاتها وهي الوظيفة الإبصارية المكانية، والتي تنبع أهميتها من كونها إحدى أولى القدرات التي يفقدها الأشخاص المصابون بأمراض تتدهور فيها القدرات المعرفية كمرض ألزهايمر.

لذا ابدأ العمل على أحجية مناسبة لك، فلا عيب في اختيار الأحجيات ذات العدد القليل من القطع (500 قطعة) أو المخصصة للأطفال في البداية.

8. عزف الموسيقى:

يبعث سماع الموسيقى على الاسترخاء، وكذلك عزفها؛ فالعزف ليس ملاذاً للتسلية فحسب، بل هو تمرين ذهني ممتع أيضاً؛ لذا اختر آلة موسيقية موائمة ترافقك على الدوام؛ وإن أردت تعلم العزف على آلة ما، فلا تستبدلها بآلة أرخص ثمناً أو أخف وزناً.

أما إن لم يكن باستطاعتك شراء آلة موسيقية، فجرِّب الغناء؛ حيث يمنحك تعلم التحكم بطبقات صوتك قدراً من التحدي تماماً كمعرفة المفاتيح أو الأوتار التي تُولِّد أعذب الألحان.

9. التأمل:

ليس على جميع التمرينات المعرفية أن تكون ظاهرة للعيان، فكثير منها نشاطات فردية وهادئة.

يساعدك التأمل على التركيز، خصوصاً إن كنت تعاني من مشكلات مستفحلة في التركيز؛ وإليك هذه الخطوات السهلة التي تعلِّمك التأمل في حال لم تجربه في حياتك قبل الآن:

  • اجلس أو استلقِ في مكان هادئ ومريح.
  • اضبط المؤقت لعشر دقائق، أو اختر المدة التي تراها مناسبة.
  • أغلق عينيك أو أطفئ النور.
  • ركز على تنفسك، ولا تحاول التحكم به.
  • عندما تسرح بأفكارك، عد إلى مراقبة أنفاسك من جديد وبهدوء.
  • عندما يرن المؤقت، حرك أصابع يديك وقدميك لدقيقة، وعُد إلى الواقع ببطء، وعش مجدداً تجربة السكينة التي نعمت بها.

 

10. النقاش المُعمَّق:

لا يحفز الذهنَ شيءٌ كنقاش طويل معمق، وتكمن أهميته في عمقه؛ إذ لا تدفع الدردشات السطحية عجلات التفكير في الدماغ كالمحادثات المدروسة والجديرة بالتصديق. يساعدك هذا النوع من التفكير على تمرين ذهنك على التفكير العميق والتأمل.

ابحث ملياً عن الشخص المناسب للنقاش الذي يتحدى أفكارك دون الصدام معه، فآخر ما ترغب فيه هو أن تعاني من التوتر الضار بصحتك الذهنية؛ لذا خُض نقاشات خلَّاقة كي تنعم بالفائدة.

11. الطبخ:

يحتاج الطبخ في الحقيقة إلى مجموعة مبهرة من المهارات المعرفية؛ حيث يتطلب تطوير ذائقة في الطبخ ذاكرة حادة، ويحتاج توازن النكهات إلى الانتباه إلى التفاصيل، ويظهر دور مهارة حل المشكلات جلياً عندما نواجه مشكلة في المطبخ، ويجب أن نتمتع بمهارة السيطرة الحركية كي نستطيع التحريك والتقليب والمزج جيداً.

لا تنسَ أن تدعو أصدقاءك لتذوق أطباقك؛ لذا حضِّر كمية تكفي الجميع، وأشركهم في الطبخ، حيث يرفع التنسيق مع طباخين آخرين من مستوى التحدي في هذا التمرين الذهني.

12. المنتورينغ:

إنَّ المنتورينغ تمرين ذهني مذهل، سواء كنت أنت المنتور أم المنتي (متلقي المنتورينغ)؛ لذا تعلَّم من شخص تعدُّه قدوة حسنة لك كي تجمع بين فوائد النقاش العميق وتنمية المهارات، وستحتاج إلى مهارات كالتعاطف وحل المشكلات كي تستطيع أن تضع نفسك مكان الشخص الذي تعلمه.

جرب كلتا الحالتين؛ إذ يصبح التلميذ النجيب أستاذاً أفضل، إضافةً إلى أنَّ تعليم الآخرين يمنحك رؤية حول كيفية التعلم بنفسك.

الخلاصة:

إنَّ الدماغ أثمن ما نمتلك، وعلينا الحفاظ على صحته بممارسة التمرينات الذهنية الدائمة، وإلَّا سيضمر مع الزمن.

مارس التمرينات الذهنية المسلية بانتظام كي تبقي على الأداء العالي للخلايا العصبية، وجرب التطبيقات المخصصة للتمرينات الذهنية أو ما تُسمَّى بألعاب العقل إن واجهتك متاعب في حث دماغك على العمل.

السابق
لماذا يخفق العديد منَّا في تحديد نقاط قوته ونقاط ضعفه؟
التالي
كيف تساعد العودة إلى مقاعد الدراسة بعد سن الأربعين على تجديد العمر

اترك تعليقاً