الاسره والمجتمع

أهداف العمل الجماعي

مفهوم العمل الجماعي

يمكن تعريف العمل الجماعي على أنّه: توحيد رؤية مجموعة من الأفراد يمتلكون الرغبة في التعاون لتحقيق هدف معين، أو مجموعة من الأهداف، بحيث لا يستطيع أيّ فرد تحقيق هذا الهدف بمفردهِ، وهو أيضاً: الجمع بين نقاط القوة والمهارات الفردية التي تمتلكها مجموعة من الأشخاص لتحقيق مهمة مُعيّنة، مع ضرورة التزام أفراد فريق العمل الجماعي جميعهم في أداء المَهامّ كلّها، وأن تكون المسؤولية مُوزَّعة عليهم، ومن جانب آخر قد يعمل فريق العمل الجماعي معاً في مكان واحد، أو قد تفصل بين أعضاء فريقه مسافات مختلفة، وقد يكون العمل مُستمرّاً، أو يكون على شكل فترات زمنية مُتقطّعة.

عناصر العمل الجماعي

يُعدّ العمل الجماعي أساس المشاريع الناجحة، وفيما يأتي ذِكر عناصر العمل الجماعي الفعّال:

  • التواصُل: يُعدّ التواصل جزءاً مهماً في العمل الجماعي؛ لأنّه يسمح بتبادل المعلومات، والأفكار الجديدة بين الأشخاص والتركيز على التواصل الفعّال عن طريق الاستماع الجيد الذي يُعتبَر طريقة لإظهار الاحترام، ثمّ تنمية الثقة المتبادلة داخل بيئة الفريق.
  • التفويض: يمكن أن تتمّ عملية التفويض من خلال معرفة نقاط القوة والضعف التي يتميّز بها كلّ عُضو في فريق العمل الجماعي، ثمّ توزيع المَهامّ عليهم، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
  • الكفاءة: تُؤدّي معرفة قدرات أعضاء الفريق كلّه، والتعاون في توزيع ضغط العمل بناءً عليها أمراً مهماً لإتمام المهمة في الوقت المطلوب، والكفاءة المناسبة.
  • الأفكار: إنّ العمل ضمن فريق ترتكز علاقات أعضائه على الاحترام والثقة المتبادلة بينهم يُعزّز قدرات الفرد على إنتاج أفكار مُبدعة.
  • الدعم: تُعدّ التحدّيات جزءاً من بيئات العمل كلّها، لذلك فإنّ دعم أعضاء الفريق لبعضهم، والتعاون في تنمية أداء المجموعة، وتحسينها يُعتبَر عنصراً مهماً لتحقيق الهدف المشترك الذي يلتزمون به جميعاً.
  • توفير الفرص الجديدة: فالحفاظ على فعاليّة العمل الجماعيّ يتطلّب توفير الفرص الجديدة، ومساعدة أعضاء الفريق على التخطيط المهنيّ الخاص بهم بناءً على الاحتياجات التنظيمية المتوقعة، ممّا يساعد على تحقيق أهداف المنظّمة، وذلك من خلال جذبهم، والحفاظ عليهم؛ بتشجيع روح الإبداع لديهم، وتكييف المهامّ، والوظائف بشكل يتلاءم وتلبية احتياجاتهم، والتركيز على نقاط قوتهم.
  • الثقافة الإيجابية: تُعَدّ البيئة الإيجابية للعمل مُحفِّزاً جيداً لأعضاء الفريق، فهي توفّر التحديات التي تثير الإبداع، والمناخ الجيد للتفاعل، وبالتالي فهم الموظّف، وتدريبه، ومساعدته، وتمكينه، وإعطائه صلاحية اتخاذ القرارات المطلوبة، وتنفيذها، ودعم القرارات التي يتّخذها، بدلاً من توجيه التوبيخ، والعقاب، وغيرها من الأمور.
  • التغذية الراجعة الإيجابية: فالافتقار إلى التغذية الراجعة يؤدّي إلى خيبة الأمل، وحدوث الارتباكات في العمل؛ لهذا لا بدّ من تقديمها بشكل منتظم، وتدريبهم على أداء العمل بشكل جيد، وليس الاكتفاء بتقديم الآراء فقط، سواء كان هذا الأمر بصورة رسمية، أو غير رسمية.

قواعد العمل الجماعي

قبل البدء في تنظيم العمل الجماعي، لا بدّ من معرفة قواعد تنظيمه لكي يتكون فريق عمل فعّال ومميّز، وهذا ما يقع على عاتق مدير العمل أو القائد أو الرئيس، ومن هذه القواعد الآتي:

  • الثقة: يجب على قائد الفريق أن يزرع الثقة في نفوس العاملين معه، فمن أخطر ما يهدد كيان العمل هو التشكيك في قدرة الأفراد العاملين به وقدرتهم على القيام بواجباتهم.
  • إعطاء كل فرد حقّه من التقدير والاهتمام: يفهم القائد الناجح أنّ الإنسان مفطور على البحث عن الاهتمام وعمّن يقدر جهده، لذلك على القائد أن يهتم بجميع من هم في الفريق بلا استثناء، وأن يحثّهم على الاهتمام فيما بينهم.
  • الانضباط التام: لا يمكن لأي فريق أن ينجح وأن يصل أهدافه المنشودة دون أن يكون لأعضائه رغبة جادّة وحقيقة في المشاركة في العمل وإنهاء ما هو مطلوب إنجازه، وحتّى يكون الاعضاء في انضباط تامّ لا بدّ من أن يقوم قائد الفريق بشرح مهمة كلّ واحد منهم، وتوضيح الاسباب التي أدت إلى اختياره لهذه المهمّة، مع ضرورة أن يكون كل الاعضاء صريحين في إبداء ردة فعلهم بما يتعلق بالمهمة الموكلة إليهم.
  • الإيمان بأهمية التعاون: تعاون أعضاء الفريق فيما بينهم من أهم قواعد العمل الجماعي، إذ لا بدّ أن يدركوا أنّ مصلحتهم الفردية في مصلحة الفريق الجماعية وأنّ النجاح الجماعي هو الهدف الأساس من العمل

أساسيات العمل الجماعي

تشمل أسس ومهارات العمل الجماعي:

  1. استمع إلى أفكار الآخرين. عندما يتحدث الآخرون عن أفكارهم بحرية يمكن لهذه الأفكار أن تكون بداية لتوليد أفكار أخرى
  2. تحاور مع الآخرين حول أهداف الفريق
  3. ساعد الأفراد مع إظهار الاحترام للطرف الآخر ودعم أفكاره
  4. شارك فريق العمل على تحقيق البيئة المناسبة للعمل
  5. لكي يعمل الفريق بكفاءة يجب تنمية مهارات التواصل بين الفريق واستخدام وسائل التواصل المختلفة مثل البريد الإلكتروني

أهداف العمل الجماعي

  • زيادة الفعالية: من أكثر ما يميّز العمل الجماعي أنّه أكثر فعالية وكفاءة مقارنة بالعمل الفردي، فجميع أفراد المجموعة تعمل وتتعاون من أجل هدف مشترك واحد، كما يتبادل أفراد المجموعة الخبرات فيما بينهم ويتشاركون بتحمل المسؤولية وحل المشكلات، وبنظرة إدارية فالعمل الجماعي يسمح لإنجاز أعمال أكثر بوقت أقل دون الحاجة إلى توظيف المزيد من الموظفين ممّا يعمل على زيادة الأرباح والإيرادات.
  • خلق الأفكار: تساعد النقاشات والعصف الذهني الناتج عن عنها، وتبادل الآراء المختلفة بين أعضاء الفريق على خلق أفكار واقتراحات فريدة أكثر إبداعاً وتميّزاً عن تلك الأفكار التي قد يتخذها الأفراد بمفردهم ويميلون لأن تكون أفكاراً أكثر أماناً لهم ولمسؤولهم، فالعمل الجماعي بيئة خصبة للإبداع وإيجاد الحلول المثلى لمختلف التحدّيات.
  • بناء الثقة وتعزيز العلاقات: يساعد العمل الجماعي على بناء الثقة بين أفراد المجموعة وتعزيز علاقاتهم فيما بينهم ويتيح لهم تبادل الخبرات وتعلّم المزيد عن العمل بسهولة، وحتى في بعض الأعمال التي لا تحتاج لعمل جماعي، فإنّ العمل في مجموعة واحدة يخلق بيئية مريحة للعمّال أو الموظفين يفخر كل منهم بعمله الخاص ويحتفلون بإنجازات زملائهم الآخرين.
  • رفع الروح المعنوية: من أهم ما يقدمه العمل الجماعي لأفراد المجموعة الواحدة أنّه يرفع الروح المعنوية لديهم، وسيشعر كل فرد بقيمة عمله الذي ساهم في إنتاجه وكان جزء مهم منه، فكل فرد كان لديه شيء مميز قام بتقدميه من أفكار وحلول وغيرها، وبهذا يشعر أفراد الفريق بالانتماء والالتزام بروح الفريق الواحدة والهدف المشترك الواحد.
  • تجربة تعليمية: العمل الجامعي يجمع أُناس من خلفيات ومستويات وخبرات مختلفة ومنوّعة، لذلك فهو يخدم أفراد المجموعة بتوفيره فرصة للتطوير المهني وتعلّم المهارات الجديدة وتنميتها وتبادل الخبرات وتحسين أدائهم في وظائفهم.

أهمية العمل الجماعي

  • تحقيق العمل: يقدّم كلّ إنسان جهده وعمله وفي النّهاية تؤتي الأعمال المجتمعة أكلها وثمارها، وإنّ الإنسان إذا نظر حوله وتفكّر في أمور الحياة يدرك أنّ كثيراً من الأهداف الفرديّة والجماعيّة لا تتحقّق بدون الاجتماع والتّعاون بين النّاس، فالطالب يدرس ويجتهد وهو محتاجٌ إلى جهد المعلّم الذي يقوم بتعليمه وتدريسه، وصاحب العمل ينشىء مؤسّسته وتجارته وهو يعتمد على فريقٍ من العاملين المؤهّلين الذين يقدّمون جهدهم وفق اختصاصاتهم المختلفة والمتكاملة مع بعضها البعض.
  • التربية على القيّم النبيلة: العمل الجماعي يزرع في نفوس النّاس المعاني الجملية ويربّيهم على القيم النّبيلة، فالإنسان حين يضع يده في يد أخيه من أجل تحقيق هدفٍ معيّن أو إنجاز عملٍ مطلوب تراه يحرص على بناء علاقة طيبّة مع أخيه، كما يتجنّب أسباب الخلاف والتّشاحن معه، ذلك بأنّ الخلاف بين النّاس يعرقل إنجاز الأعمال ويؤخّرها بينما ترى الاتفاق يوثّق رابطة النّاس مع بعضهم البعض فتشيع بينهم روح المحبّة والألفة.
  • توفير الوقت والجهد: العمل الجماعي يختصر المسافات ويوفّر الوقت والجهد، فالإنسان حين يكون وحيداً ويريد أن ينجز عملاً معيّناً تراه يحتاج إلى وقتٍ أطول وجهد أكبر، بينما تراه إذا اجتمع مع غيره من النّاس وتعاون معهم اختصر الوقت وقلّل من الجهد، وهذا بلا شكّ من ميّزات العمل الجماعي.
  • تحقيق القوة للمجتمعات: العمل الجماعي هو قوّة للمجتمع والدّولة، فالدّولة التي يكون أفرادها متعاونين مجتمعين تكون لها هيبةٌ بين الأمم، بينما ترى الدّول والمجتمعات التي تكثر فيها الفرقة والطّائفيّة ممزّقة غير قادرة على الإنجاز، بل إنّ سياسية الإستعمار كانت تفريق الأمم والشعوب وإضعافها بحيث تصبح دولاً متناحرة كلّ دولةٍ تهتّم بحدودها، وفي الحديث الشّريف إنمّا يأكل الذّئب من الغنم القاصية أي البعيدة المنفردة عن القطيع.
  • البركة في العمل: العمل الجماعي هو عملٌ مبارك من عند الله تعالى، ففي الحديث الشّريف إنّ يد الله مع الجماعة، وبالتّالي تكون مخرجات العمل الجماعي أكبر وأنمى من العمل الفردي.
السابق
فوائد النظام الغذائي النباتي
التالي
بحث عن اليوم العالمي للإعاقة

اترك تعليقاً