تعليم

أهمية المطالعة في حياتنا

أهمية المطالعة للفرد والمجتمع

عُرفت القراءة والمطالعة منذ الأزل على أنّها الوسيلة الرئيسة لتمويل المعرفة والعلم لدى الإنسان، فمن خلالها قد يتمكّن المرء من اكتساب العديد من الخبرات وتطوير العديد من المهارات الحسّيّة والجسديّة وغيرها، وهي الباب الرئيس الذي يؤدّي إلى الطرق العلمية الجديدة والآفاق التي تمنح المرء أحلامًا جديدة، وقد حرصت المجتمعات المستبصرة على فتح المجال اللازم والكافي لشعوبها من أجل تسهيل عملية المطالعة والقراءة، فهي إلى جانب كونها تعود بالنفع على الفرد تعود بالنفع على المجتمع، فشجّعت تلك المجتمعات شعبها على القراءة وأسّست لذلك المكاتب ودورًا للمطالعة.

كما تكمن أهمية المطالعة للفرد والمجتمع في بعض المواقف التي رافقت السيرة العطرة للنبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، وذلك في غزوة بدر بعد أن أخذ المسلمون ما أخذوه من الأسرى، وكان شرط النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لعتق رقابهم أن يعلّم الواحد منهم القراءة والكتابة لعشرٍِ من المسلمين، ومع مواكبة التطوّر الزّمنيّ الذي رافق التغيّرات في العصور فقد أخذت القراءة دورًا هامًّا في تمهيد الطريق أمام المبدعين للوصول إلى أهدافهم وتحقيق الفائدة القصوى لأنفسه وللأمم من حولهم، وقد قيل في القراءة أنّها تُضيف إلى عمر الإنسان أعمارًا أخرى، فها هي ذي أهمية المطالعة للفرد والمجتمع والتي تتلّخص بكونها منارة الشعوب ومهد الحضارة.

أهمية الكتاب والمطالعة

بناء عضلات للذاكرة

تعطي القراءة الدماغ أنواعاً جديدة ومختلفة من التجارب التي قد يحصل عليها القارئ من خلال مشاهدة التلفاز، أو الاستماع إلى المذياع، فتطور قراءة الكتب أجزاءً كبيرة في الدماغ؛ كالرؤية، واللغة، والتعلم، وتنشيط عملية الاتصال والتواصل مع الآخرين، فأكدت الدراسات العلمية منذ زمن بأن القراءة تحفز العقل على التفكير، والتركيز، والتأمل.

الحماية من شيخوخة العقل

تساعد قراءة الكتب على التجديد المستمر لخلايا الدماغ، فوفقاً لدراسة حديثة وجدت أنّ البالغين الذي قضوا أوقاتهم في ممارسة الأنشطة المفيدة كالمطالعة يواجهون تدهوراً معرفياً أبطأ بنسبة 32% مع التقدم بالعمر من أولئك الذين لم يعطوا أي وقت للمطالعة.

وفي ذلك يقول روبرت س. ويلسون، أستاذ علم النفس العصبي في المركز الطبي لجامعة راش: “إن السعي وراء الدماغ يجعل الدماغ أكثر كفاءة من خلال تغيير هيكله لمواصلة العمل بشكل صحيح على الرغم من الاعتلال العصبي المرتبط بالعمر”. ووجدت دراسة حديثة أخرى أن كبار السن الذين يقرؤون بانتظام أو يلعبون ألعاباً صعبة عقلياً مثل الشطرنج، أو الألغاز أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر.

القضاء على التوتر

تعدل مطالعة الكتب مستويات الهرمونات المسؤولة عن الإجهاد والتوتر؛ كهرمون الكوتيزول، حيث أُجريت دراسة بريطانية تخللت إدخال المشاركين في نشاط مثير للقلق، وبعد ذلك توزعوا إلى مجموعات للقيام بأنشطة متنوعة؛ كالقراءة، والاستماع إلى الموسيقى، ولعب ألعاب الفيديو، فانخفضت مستويات الإجهاد والتوتر عند الذين قرئوا بنسبة 67%، وهو انخفاض كبير مقارنةً مع الانخفاضات التي حققتها المجموعات الأخرى.

التعزيز اللغوي

توسع المطالعة القاموس اللغوي الموجود في العقل، وذلك من خلال إثرائه بكلمات جديدة، فيقدر الباحثون أن الإنسان يتعلم من 5-15% من الكلمات من خلال مطالعة الكتب.

التشجيع على تحقيق أهداف الحياة

تساعد القراءة على اكتساب الخبرة اللازمة لمواجهة العقبات، والتحديات التي قد تعترض الإنسان أثناء محاولته تحقيق أهدافه، حيث وجدت العديد من الدراسات أنّ قراءة الأحداث التي تدور في الكتاب، والتعرف على شخصيات جديدة من خلال الكتب، ومشكلاتهم وتحليل مراحل الحلول الموجودة في الكتاب، كلما تمكن القارئ من تطبيق ذلك على نفسه، وعلى المشكلات التي قد تواجهه في الحياة.

موضوع إنشاء المطالعة

المطالعة

المطالعة هي هواية يميل إليها كل من يهوى القراءة واكتساب المعرفة، فهي شراع القارئ في بحر المعرفة الواسع، فقد يجدها البعض منا رفقة ممتعة تشغله في وقت الفراغ، والبعض الآخر كالسلاح الذي يتجاوز بها مصاعب الحياة، فالمطالعة حقاً هي متعة وإفادة في كافة مراحل الحياة، فالأطفال والشباب وحتى كبار السن، سواءً كانوا رجالاً أو نساءً لا بد من أن يتوجهوا إلى المطالعة لما لها من فوائد كثيرة فهي ليست مجرد تمعن في الكتاب، أو في الصحيفة، أو في المجلة، بل هي تحليل وربط بين المعرفة والأفكار.

حقيقة لو أدركنا الجانب العلمي للمطالعة نجد أنّ لها فوائد كثيرة فهي تعمل على تقوية الخلايا العصبية، وتحفيز الدماغ على التواصل والتحليل، أي أن الدماغ مشغول في التحليل وفي حالة يقظة بعيداً عن الكسل والخمول، وعدا عن ذلك فهي تأخذنا إلى عالم من التركيز، حيث يشدنا الكتاب إلى عالم من التخيّل، والتفكير، والتأمل، وربط المشاهد والمفاهيم مع بعضها البعض، مما يوسع جعبتنا من التعبير الكتابي، والأسلوب اللغوي والشفوي، ومقدرتنا التأملية، وتتبع أحداث النص في السرد القصصي أو الروائي وغيرها.

وكذلك تساعدنا على صقل قدراتنا الإبداعية عند القراءة بشكل متكرر، فكل يوم هناك تجديد في الفكر والثقافة، مما يؤثر إيجابياً على أسلوبنا الكتابي والتعبير، وفي حديثنا مع الآخرين، ولا ننسى لما لها فضل كبير في القضاء على شبح مرض الزهايمر، فهي تجعل الدماغ في حالة يقظة ونشاط مستمر، ولو تأملنا أكثر في فوائد القراءة نجد أنها هي دواء رائع لداء الاكتئاب، والتوتر العصبي، والخمول، والملل، ووقت الفراغ الكبير، والأفكار السلبية، وكذلك الصداع، والأرق، فكثيراً من الكتب القيمة تحاكي واقعنا المؤرق والمرير، فنجد من خلالها مخرجاً ونوراً لهذا الواقع، ومن هنا ندرك أن القراءة أو المطالعة هي مستودع كبير من المفردات، والتراكيب، والقصص، والأحداث، نختار منها بقدر ما نشاء لنوسع من معرفتنا، وخبراتنا العلمية والمعرفية، وعلاج تجارب حياتنا.

وبعد أن أدركنا أن المطالعة مهمة للصغير والكبير، وشغفنا للقراءة هو ما يشدنا لمرافقة الكتاب، لا ننسى أنها فن لا يتقنه أي شخص، فهي تطلب منا الحب ورغبتنا في القراءة، فعندما يكون العقل مجهداً خاصة عند الدخول إلى النوم لن يصبح لها معنى، أي سيغيب العقل عن التأمل، والتفكير، ومن المفضل أيضاً أن نقرأ أثناء أوقات الفراغ، وليس أثناء فترات العمل، وعند القراءة أثناء الليل أن تكون الإضاءة جيدة، ولا نطيل في القراءة كثيراً لأنها تجهد العينين، والابتعاد عن قراءة الكتب الدسمة جداً، وكل ما يذهب فحوى المطالعة، فالمغزى من المطالعة هي للمعرفة، وتهذيب الذات، وصقل الشخصية.

ضرورة المطالعة للفرد والمجتمع

  • تُقدم للفرد المعرفة والثقافة، وتمدّه بالمعلومات الكثيرة، بشرط أن تكون قراءته واعية وليست مجرد قراءة عشوائية.
  • تمد الفرد بالخبرات العلمية الكثيرة وتزيد من اطلاعه.
  • تزيد من مخزون المفردات التي يمتلكها الفرد وتُعزز لغته وطريقة كلامه مما يُساهم في زيادة قدرته على الحديث والنقاش.
  • تزيد من ثقة الفرد بنفسه وتعزز إحساسه بذاته.
  • تُعطي للعقل بُعداً إضافياً يمنحه القدرة على ربط الأمور ببعضها وتحليلها واستعراض النتائج المختلفة.
  • تملأ وقت الفرد بما يُفيده وتخلصه من الملل.
  • تُساعد في تعليم الفرد أسليباً جديدة في الحوار، وتمنحه مصلحات إضافية تزيل عنه شبهة الجهل، وتُساعده على تنمية مهاراته الكتابية.
  • تزيد من القدرة على التركيز وتعزز الذاكرة.

أهمية المطالعة للأطفال

للمطالعة في حياة الأطفال أهميّة كبيرة، سواءً أكانت في حياتهم الأكاديميّة أم الحياتيّة المُختلفة. يُمكن ذكر بعض تلك الأهميّة بالآتي:

  • تعدُّ من الأدوات والوسائل الهامّة لتطوير وبناء معرفتهم وقدراتهم ومهاراتهم.
  • تفتح المجال أمامهم لتعليمهم وتثقيفهم من مُختلف النواحي الثقافيّة، والتربويّة، والترفيهيّة، والاجتماعيّة، والتعليميّة، وغيرها.
  • تُشغِّل عقولهم بالأفكار التي يتعلّمونها والمعلومات التي يكتسبونها.

أهمية المكتبات

1- تلعب المكتبات دورا كبيرا في تنمية روح الشخص نحو القراءة ، حيث يغري منظر الكتب المصفوفة على الرفوف الشخص للاطلاع عليها .

2- تساهم المكتبات في حفظ التاريخ البشري ، وتساهم في تسجيل الاكتشافات التي يكتشفها العلماء على مر العصور .

3- توفر المكتبات للأشخاص الغير قادرين على شراء الكتب والموسوعات الضخمة إمكانية الاطلاع على الكتب بشكل مجاني .

4- تؤمن للطالب العديد من المصادر والمراجع والتي يستطيع توثيقه وهو مطمئن من صحتها وصدقها .

5- تساهم المكتبة من خلال المؤتمرات التي تعقد بين جدرانها في مناقشة قضايا المجتمع وإيجاد الحلول لها .

6- تعد من أهم وسائل التواصل بين الناس ، حيث يلتقي المثقفون في قاعاتها يتناقشون في الكتب التي يقرؤونها .

خاتمة عن أهمية المطالعة

القراءة هي تغذي العقل وهي خير جليس وأفضل من الصديق فهي تفيد الإنسان وتساعده كثيرا في معرفة الثقافات المتنوعة والمختلفة وتغذي روحه وتوسع عقله، ونحن نجد دائما الشخص القارئ والمتعلم هو يكون مثقف عن غيره فالعلم نور، فمن خلال القراءة يستطيع المتعلم أن يقوم بحل جميع الهموم والمشاكل والمصاعب التي يواجها في حياته وسوف يقوم بحلها بنفسه من خلال علمه وقراءته، وكلما قراء الإنسان أكثر في جميع اللغات كلما تثقف أكثر، ولذلك ينصح للجميع القراءة بشكل يومي ودائم لكي تتنور وتتثقف أكثر وأكثر ولكي يفتح عقلك وذهنك على القراءة فهي مفيدة وتغذي الروح والعقل.

السابق
دواء ريسولن Resulen علاج تقرحات عنق الرحم والمهبل البسيطة
التالي
دواء ريسيدون risidone علاج انفصام الشخصية

اترك تعليقاً