أنشطة أوقات الفراغ
الكثيرون منا يجدون أنفسهم يملكون متسعاً من الوقت، ولا يشغلونه في أي عمل روتيني، فقط وقت مليء بالملل ويمضي دون فائدة، ولكن بعض الأشخاص قد يستغلون ذلك الوقت في فعل الكثير من الأمور، التي تدخل عليهم البهجة والسرور، أو القيام بأعمال لطالما تمنوها، ولكن لم يسعفهم الوقت، وهناك من لا يجد شيئاً ليفعله، لذلك نقدم لك بالتعاون مع الباحث الاجتماعي يوسف الحسن مجموعة من الأنشطة التي يمكنك القيام بها في وقت فراغك دون أن يمر بلا فائدة:
أداء أعمال تطوعية
العمل التطوعي هو خدمة إنسانية وطنية اجتماعية؛ بهدف مساعدة ومؤازرة الآخرين، كما يوجد العديد من مراكز التطوع بشتى المجالات المختلفة، سواء الصحية، أو البيئية، وقد يكون التطوع عن طريق تعليم الآخرين بعض المهارات ومشاركتهم المعرفة والتعليم، كما أن هناك من يستخدم شبكة الإنترنت؛ لمساعدة الآخرين عن بعد.
ممارسة الهوايات:
الهواية هي نشاط منتظم أو اهتمام يمارس في الغالب خلال أوقات الفراغ بقصد المتعة أو الراحة، وهي تشمل هوايات الجمع والفنون؛ حيث تؤدي إلى اكتساب مهارات ومعرفة كبيرة، كما يمكن تنميتها من خلال أخذ حصص تدريبية تكفل تطوير تلك الهواية.
ممارسة الرياضة:
يمكنك استغلال ذلك الوقت في زيادة طاقتك البدنية والجسمانية من خلال أداء بعض التمارين الرياضية، وخسارة بعض الوزن، والحصول على جسد متناسق ومشدود، وزيارة بعض المراكز الرياضية؛ للاستفادة من برامجها.
القيام بالسفر والرحلات:
يمكنك اصطحاب أسرتك في رحلة أو زيارة أحد الأقرباء في إحدى المدن الأخرى، والتمتع معاً بجولة عائلية، كما يمكنك الانفراد بنفسك، والذهاب في رحلة استجمام وراحة، وترك أعباء الحياة خلف ظهرك، وزيارة معالم ومدن جديدة كنتِ تودين رؤيتها ولم يتسع لك الوقت.
بعض الأشخاص يفضلون قضاء وقت الفراغ في الزراعة والاهتمام بحدائقهم وتعلم زراعة أنواع جديدة من الخضراوات والنباتات، ويرى البعض أنه يجب استغلال ذلك الوقت في الأعمال المفيدة التي تدر منفعة على البلاد والأسرة والمحيطين بها، فيتحول من وقت فراغ إلى وقت للإنتاج والمنفعة.
وقت الفراغ عند البنات
تعلم حرف منزلية
يمكن أن يُستغل وقت الفراغ في المنزل من خلال تعلم الحرف المنزلية مثل زراعة الحديقة، أي تعلم زراعة الزهور وبعض الأعشاب المفيدة بالقرب من المنزل، كما يمكن الاستفادة من الوقت من خلال تعلم الطهي وكيفية إعداد وجبات معينة أو البدء بصناعة المخللات والجبن المنزلي، بالإضافة إلى أنه يمكن استغلال وقت الفراغ من خلال إعداد هدايا أو بطاقات تهنئة للمناسبات المختلفة.
تطوير الإبداع
يمكن للفرد أن يشغل وقت فراغه من خلال تطوير مهاراته الإبداعية مثل صناعة المجوهرات، أو تعلم الرسم والتصميم، أو محاولة تصميم بعض القطع الفنية باستخدام الأوراق وغيرها، كما يمكن تجربة الكتابة أي كتابة قصيدة أو قصة قصيرة، بالإضافة إلى أنه يمكن استغلال الوقت من خلال الاستماع للموسيقا التي تزيد الإلهام.
التأمل
يمكن اتباع التأمل من أجل استغلال أوقات الفراغ، من خلال الجلوس بهدوء لمدّة نصف ساعة مع المحافظة على تنفس ثابت وطبيعي، ويفضل عدم التفكير بأي شيء، والاستماع للموسيقا أثناء التأمل، حيث تساعد هذه الطريقة في استغلال وقت الفراغ، بالإضافة إلى تحقيق الاسترخاء وإعادة توازن العقل.
ممارسة ألعاب الفيديو
يمكن شغل أوقات الفراغ في المنزل من خلال تشغيل ألعاب الفيديو، الموجودة على الحاسوب أو الموجودة على وحدات تحكم الألعاب مثل البليستيشن، ويمكن ممارسة هذه الألعاب بشكل منفرد أو مع العائلة والأصدقاء.
الاستمتاع مع العائلة
يهمل الأفراد الأوقات الخاصة بالعائلة في العادة، وذلك بسبب العمل وعدم توافر الوقت، ولهذا يمكن استغلال أوقات الفراغ في الخروج مع العائلة والتخطيط لأمكان لزيارتها أو إعداد جلسات للمحادثة والمسايرة.
تعلم شيء جديد
يمكن استغلال الوقت من خلال دراسة وتعلم موضوع جديد، حيث يمكن تعلم لغة جديدة أو تعلم مهارة معينة أو تعلم صناعة الأثاث، أو يمكن دراسة الكتابات والصور الهيروغليفية المصرية القديمة.
استغلال وقت الفراغ في العمل
في ما يلي خمس نصائح لاستغلال وقت فراغك في العمل لتعزيز انتاجيتك:
1. مواكبة آخر تطورات مجال عملك
متى كانت آخر مرة قمت فيها بإجراء الأبحاث وقراءة المقالات من أجل الاطلاع على أحدث وآخر التطورات والمستجدات في مجال عملك؟ جميعنا يعلم أنه يجب القيام بذلك بشكل يومي ولكننا، وبسبب جدول أعمالنا المزدحم، نضطر الى الالتزام بالمواعيد المحددة لكافة المهام التي تقع على عاتقنا، مما لا يترك لنا ما يكفي من الوقت لمواكبة آخر الأخبار و التطورات. استغل وقت الفراغ في العمل لإجراء بعض الأبحاث والاطلاع على أهم الأخبار في مجال عملك أو من أجل البحث عن فرص التدريب التي تهمك.
2. اعداد لائحة بمهام عملك للأيام القادمة
استغل وقت فراغك في العمل للتخطيط لمهام عملك للأيام التالية من خلال اعداد لائحة بالمهام وترتيبها بحسب أولوياتها وأهميتها. قد تجد هذا الأمر عادياً وغير مفيد، ولكن تحديد المهام الرئيسية التي يتعين عليك إنجازها في كل يوم يساعدك بشكل كبير على تنظيم يومك، وادخار الوقت والحفاظ على مستوى عالٍ من الكفاءة والانتاجية في العمل. فقد أشار استبيان بيت.كوم حول “مصادر اللهو في الشرق الأوسط وشمال افريقيا“، ديسمبر 2013، الى أن 94% من المهنيين في المنطقة يستخدمون قائمة المهام من أجل تنظيم يومهم. واحرص أيضاً على اعداد خطة مهنية وتحديد الأهداف التي ترغب بتحقيقها على المدى القصير، والمتوسط والطويل ودوّنها على ورقة. فقد أشار الاستبيان عينه الى أن 85% من المهنيين قاموا بتحديد الأهداف التي يرغبون بتحقيقها، وذلك على المدى الطويل.
3. ترتيب مكتبك
متى كانت آخر مرة قمت فيها بترتيب مكتبك وملفاتك الخاصة؟ لا بد من أن تعم الفوضى مكتبك خلال أيام العمل المزدحمة، لذا استغل أوقات الفراغ في العمل لإعادة تنظيم مكتبك وملفاتك الورقية والإلكترونية. فالحفاظ على نظافة مكتبك لن يساعدك على تعزيز قدراتك العقلية والفكرية فحسب، بل سيساهم أيضاً في الحد من التوتر والقلق وتعزيز مستوى انتاجيتك في العمل.
4. توطيد علاقتك بزملائك
أشار استبيان بيت.كوم حول “الرضا الوظيفي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا“، نوفمبر 2012، الى أن 73,2% من المهنيين تربطهم علاقات جيدة مع زملائهم في العمل. متى كانت آخر مرة قمت فيها بزيارة زملائك في الأقسام الأخرى؟ غالباً ما تمنعنا جداول أعمالنا المزدحمة من التواصل مع زملائنا في العمل. ولكن في الواقع، يعد بناء علاقات جيدة في العمل أفضل وسيلة لتعزيز انتاجية الموظفين، كما أنه ضروري لتحقيق النجاح المهني للجميع. لذا استغل وقت فراغك لتوطيد علاقتك بزملائك، وتناقش معهم حول مختلف المواضيع؛ أخبرهم عن شغفك، واهتماماتك واتبع نصائحهم المهنية، فذلك سيساعدك على كسر الروتين والتخلص من حدة التوتر الذي يسببه ضغط العمل. حيث أشار استبيان بيت.كوم حول “اندفاع الموظفين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” الى أن 46% من المهنيين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا يعانون من التوتر في العمل.
5. المطالبة بتولي المزيد من المهام
لا تتردد في طلب تنفيذ مشاريع جديدة في العمل، فمدراء العمل يفضلون الموظفين الذين يتمتعون بروح المبادرة. وفي حال لم تنجح في الحصول على مشاريع جديدة، ابحث عن مهام أخرى كتحديد مشاكل معينة تواجهها الشركة وتطوَع لإيجاد حل لها، ومن ثم ناقش مع مديرك الحلول التي توصلت اليها. فقد أشار استبيان بيت.كوم حول “الابتكار في الشرق الأوسط وشمال افريقيا“، يناير 2014، الى أن 78% من المهنيين في المنطقة يقولون أن شركاتهم تشجع على تنفيذ الأفكار الجديدة.
اهمية وقت الفراغ
حدّ وقت الفراغ بوجه عام من الشعور بالملل والتوتر، ويُساعد على تحسين مستوى الصحة البدنيّة، كما أنّ منح النفس الوقت الكافي للتركيز على الأنشطة الترفيهيّة يُساهم في التخلص من التوتر اليومي، الأمر الذي يزيد من قدرة الجسم على التركيز عند الحاجة لذلك، بالإضافة لذلك فإنّ الحصول على قدر كافٍ من وقت الفراغ يُنمّي مهارات احترام الذات والاتصال، فالمشاركة في أنشطة ترفيهيّة جماعيّة قائمة على الاهتمامات المشتركة تُمكّن الشخص من الحصول على المزيد من الأصدقاء، كما تعود الأنشطة الجماعيّة بالفائدة على الشخصيّات الخجولة أو الانطوائيّة.
التخلص من الإجهاد
يُساهم تخصيص بعض الوقت للاسترخاء والراحة في تحفيز قدرة الجسم على الاستمرار في الإنتاج، إذ يتسبّب تعرّض الجسم لكميّات كبيرة من الإجهاد غير المُدار في تدنّي الحافز للإنتاج والشعور بالإرهاق، ومن المهمّ تحديد استراتيجيات فعّالة للتخلص من الشعور بالإجهاد، والسماح للجسم بالحصول على قدر كافٍ من الراحة.
تحسين الصحة البدنية
تُساعد مُمارسة الأنشطة الترفيهيّة خاصّةً في الهواء الطلق على رفع مستوى الصحة البدنيّة، فإنّ الأشخاص الذين يزورون الحدائق يشكل منتظم يُسجّلون زيارات أقلّ للطبيب من غيرهم، بالإضافة إلى انخفاض معدلات ضغط الدم الانقباضي لديهم، وانخفاض أوزانهم مُقارنةً مع الأشخاص الذين لا يُمارسون ذلك،كما كشفت إحدى الدراسات التي أقامها المعهد الوطني للسرطان في عام 2012 م أنّ مُمارسة النشاطات الترفيهيّة يُمكن أن يساهم في زيادة العمر الافتراضي بأكثر من 4 أعوام.
الشعور بالسعادة
تُشير الدراسات إلى أنّ الأشخاص يُظهرون مستويات أكبر من السعادة خلال عُطلة نهاية الأسبوع، ويعود سبب ذلك إلى تمكنّهم من اختيار الأنشطة التي يُفضّلون مُمارستها خلال عطلة نهاية الأسبوع كقضاء الوقت مع أحبّتهم، بالإضافة إلى الابتعاد عن ضغوط الحياة اليوميّة.
