صحة عامة

ازمة منتصف العمر عند الرجال

أزمة منتصف العمر عند الرجال

ازمة منتصف العمر عند الرجال

المرحلة الحساسة أو أزمة منتصف العمر هي المرحلة الانتقالية التي تبدأ من سن الأربعين إلى خمس وستون سنة بالنسبة للرجال والنساء، بحيث يختلف منظور الشخص للأشياء والوقائع في حياة الشخص ويختلف تعامله معها، وكأنه يقوم بتكوين شخصيته من جديد.

 

أزمة منتصف العمر المبكرة

اعتقد المحلل النفسي إليوت جاك، الذي صاغ مصطلح “أزمة منتصف العمر” في عام 1965، أنه يعكس الإدراك الفادح بأن الموت يلوح في الأفق، في الوقت الذي يصل فيه المرء إلى ذروة الحياة. وكتب قائلا: “صار الموت أمرا شخصيا؛ بدلا من كونه مجرد مفهوم عام، أو حدثا يتعرض له المرء في صورة فَقْدِ شخص آخر”. وفقا لما قاله جاك، فإن الإنجاز الرئيسي لمرحلة منتصف العمر يتمثّل في تجاوز مثاليات مرحلة الشباب للوصول إلى ما أسماه “التشاؤم التأمّلي” و”الاستسلام البنّاء”، ويرى أن منتصف العمر هو عندما نصل إلى مرحلة النضج من خلال تخطّي إنكار الموت والقوة التدميرية للبشر.

مظاهر أزمة منتصف العمر

هذا الشعور في هذه المرحلة يؤدي لحدوث تغير مفاجئ في الشخصية وفي الأمور التي تتعلق باتخاذ القرارات. يصاحب هذه المرحلة الشعور بالاكتئاب والإحباط وعدم الرغبة في المسؤولية والشعور الدائم بالتوتر والانطواء ويزداد مع ذلك الرغبة في العيش حياة المراهق التي تخلو من المسؤولية.

 

أزمة منتصف العمر والزواج الثاني

قبل سنوات قليلة، لم تفارق علامات التعجب وجوه كثير ممن تابعوا الصحف والمجلات الفنية التي تصدرتها صور زفاف الفنان حسين فهمي من الممثلة الشابة لقاء سويدان، التي تصغره بنحو 30 عامًا، وقد سبق له الزواج أكثر من مرة، وهو الزواج الذي تم بعد أقل من شهرين من زواج شقيقه الأصغر النجم مصطفى فهمي والفنانة رانيا فريد شوقي.

اللذين سبق لهما أيضًا تجارب زواج متعددة، ما فتح الباب أمام سيل من التكهنات حول مرور «آل فهمي» بأزمة منتصف العمر، على الرغم من تخطيهما هذه المرحلة منذ سنوات، أم أن مثل هذه الزيجات تتم في إطار خاص من المصالح المشتركة بعيدًا عن العلاقات الإنسانية، وهذا ما يدفعنا إلى استعراض عدد من النماذج التي واجهت هذه المشكلة.

 

متى تنتهي أزمة منتصف العمر عند الرجل

يعرف حوالي 10% من الرجال هذه الأزمة، حيث يمكن أن تصيب الشخص وهو في عمر 35 سنة كحد أدنى، و50 سنة كحد أقصى (أثبتت دراسة أٌجريت سنة 1990 على أن متوسط عمر الرجل عند إصابته بهذه الأزمة هو 46 سنة)، حيث أن مدة هذه الأزمة تستغرق ما بين 3 و10 سنوات بالنسبة للرجال وما بين سنتان و5 سنوات عند النساء.

 

أزمة منتصف العمر ليست مرضاً

أزمة منتصف العمر ليست في حد ذاتها مرضاً، ولكن مضاعفاتها يمكن أن تكون مرضاً كالقلق والاكتئاب والأعراض النفس-جسمية.

أحياناً يشعر الرجل أنه يريد أن يبدأ صفحة جديدة من حياته، ولكن ذلك يستلزم الابتعاد عن الزوجة والأولاد والتحرر من قيودهم، وبالفعل بدأ يتغيب كثيراً عن المنزل ويرتبط بمجموعة من الأصدقاء الجدد الأصغر سناً، فتحوا أمامه أبواباً متعددة للمتعة وقضاء الأوقات، وقد أحس معهم (ومعهن) أن شبابه قد عاد، وبدأ يهتم بنفسه، ويبالغ في ذلك الاهتمام حتى اتهمته زوجته في يوم من الأيام بأنه متصابي. نعم هو يشعر أنه يعود مراهقاً من جديد، ويفرح أحياناً بهذا الشعور، ولكنه يفزع حين يشعر أن الأمر ربما يخرج عن سيطرته، فقد أصبح ضعيفاً أمام الجنس الآخر أكثر من ذي قبل، وأصبح يتمنى أشياء لا تناسب سنه. إنه يشعر أنه ظمآن وضعيف أمام أي قطرة ماء تلوح له في الأفق، خصوصاً أن الساقي الأصلي (الزوجة)  أصبحت تضن عليه بقطرة الود والحنان، ولولا بقية من دين وحياء لسقط في كثير من الاختبارات والإغراءات التي يمر بها كل يوم.

 

قبل وقوع الأزمة

  • نستعد لمواجهة هذه الأزمة قبل حدوثها وذلك بتحقيق إنجازات حقيقية راسخة ومتراكمة في مراحل الشباب، وأن لا نضيع سنوات الإنتاج هباء، وأن يكون في حياتنا توازن بين عطائنا لأنفسنا وعطائنا للآخرين حتى لا نكتشف في لحظة أننا ضيعنا عمرنا من أجل إنسان لم يقدر هذا العطاء بل تنكر له وجحده في غمضة عين.
  •   أن يكون لدينا أهداف نحاول تحقيقها وأهداف بديلة نتوجه إليها في حالة إخفاقنا في تحقيق الأهداف الأولى، فالبدائل تقي الإنسان من الوقوف في الطرق المسدودة. والواقع يقول إن الحياة مليئة بالخيارات، وإذا انسد طريق فهناك ألف طريق آخر يمكن أن يفتح، وإذا فقد الرجل بعض شبابه أو فقد فرصاً في حياته الماضية فقد اكتسب الكثير من النضج والخبرة والوعي والقدرة على القيادة في العمل وفي الأسرة. وإذا كان قد فقد هويته كشاب وسيم ذي شعر أسمر فقد اكتسب رجولة ناضجة وتأثيراً أكبر في الحياة .
  •  نحرص على أن تكون لحياتنا معنى يتجاوز حدود ذاتنا.. هذا المعنى الذي يربطنا بالخلود ويجعل حياتنا الدنيا عبارة عن حلقة من حلقات وجودنا الممتد في الدنيا والآخرة ، وبالتالي نتقبل كل مراحل عمرنا برضى وسعادة .
  •  وجود علاقة قوية بالله تحمينا من تقلبات الأيام وجحود البشر.

 

إذا وقعت الأزمة فعلاً

إن علماء النفس ينصحون الرجل بأن يتحدث عن مشاعره لقريب أو صديق يثق في أمانته، فإن ذلك التنفيس يسهل عليه مرور الأزمة بسلام، وإذا لم يجد فرصة لذلك فلا مانع من اللجوء لأحد علماء الدين أو أحد المتخصصين في العلاج النفسي، فهؤلاء يمكن أن يقدموا المشورة والمساندة.

وبعض الرجال ربما يحتاجون لعدد من الجلسات النفسية الفردية أو الجماعية لمساعدتهم على تفهم جوانب الأزمة والتعامل معها بفاعلية أكثر والخروج منها بسلام.

أما الأسرة فعليها واجب المساعدة للأب حين يمر بهذه الأزمة، وذلك من خلال سماع الشكوى وتفهمها وتقديرها، وربما تحتاج الزوجة بشكل خاص تفهم بعض التغيرات التي حدثت أو تحدث لزوجها، وربما تحتاج للتعامل بقدر أكبر من السماح تجاه بعض أخطائه وتجاوزاته في هذه المرحلة، خصوصاً إذا كان قد بدت عليه أعراض ما يسمى بالمراهقة الثانية ووقع أثناءها في بعض الأخطاء أو صدرت منه بعض الزلات أو تورط في زواج ثان أو علاقة أخرى.

السابق
طريقة عمل زهرة بالطحينية
التالي
الصلع الذكوري الاندروجيني

اترك تعليقاً