استراتيجية زيادة التركيز والفهم هي إحدى أحدث وأهم وسائل التعلم النشط، وهدف تلك الاستراتيجية هو زيادة مستوى فهم وذكاء الطالب بدلًا من الاستناد على التلقين والحفظ بعملية التعلم، وما جعل تلك الاستراتيجيات مميزة هو أنها قامت بإثبات فاعليتها، كما أثبتت أهميتها بعملية العقل والتفكير الخاصة بالطالب، لهذا السبب تم تطبيق تلك الاستراتيجيات بعدة مدارس بجميع بلاد العالم.
استراتيجية زيادة التركيز والفهم
إن استراتيجية زيادة التركيز والفهم عبارة عن استراتيجية متعددة الأنواع، بسبب أنها تعتمد على أكثر من آلية وأكثر من أسلوب يحقق لها الأهداف المنشودة منها، وهذا لأن الاعتماد على آلية واحدة أو أسلوب واحد لن يحقق للطالب الأهداف التي تم وضعها عند تصميم تلك الاستراتيجية.
والهدف من هذه الاستراتيجيات هو زيادة مقدرة الطالب على التركيز بعمق أكثر والوصول إلى النقطة الأساسية بالموضوع، وهذا لأن هناك معلمين كثيرين يواجهون صعوبة مع الطلاب في التركيز والفهم وحتى في الاستدلال والحفظ، ويتم عبر تلك الاستراتيجيات ملاحظة ورصد المعلومات الموجودة بمصادر الموضوع، ولقد قام الخبراء بالإشارة إلى الاستراتيجيات المهمة كالآتي:
القراءة والأسئلة
تلك الاستراتيجية تتحقق بعرض أسئلة على الطالب، ثم يقوم الطالب بتسجيل الإجابة، ثم يتم عرض الإجابة الصحيحة عليه، وبعد ذلك يعرض عليه أسئلة أخرى وهذا بعد أن يفرغ من القراءة، والاجابات التي سيعطيها الطالب ستوضح مدى استيعابه وفهمه للنص الذي سبق وقرئه، وهل استطاع أن يجيب إجابات صحيحة بالقراءة فقط أم لا.
التسميع
بالرغم من بعض النظريات التي تقول أن الفهم أكثر أهمية من التسميع والحفظ، ولكن تلك الآراء والمعتقدات يشوبها شيء من عدم الصحة، وهذا لأن قدرة الإنسان على حفظ وتخزين وتسميع والتقاط المعلومات بشكل سريع تعد إحدى المهارات الأساسية الدالة على مستوى الذكاء العالي كما تدل على قوة الملاحظة، ولهذا السبب تعد استراتيجية التسميع أحد الاستراتيجيات المعتمد عليها لرفع تركيز وفهم الطالب، ولهذا فعلينا الاهتمام بالتسميع والحفظ عندما نقوم بتوجيه تركيزنا على الفهم.
وتتحقق تلك الاستراتيجية فور قراءة الطالب للمعلومات وبعد ترديده لها بصوت عالي ومسموع سواء كان مع أصدقائه أو بمفرده إلى تمام التأكد من الحفظ باستخدام التسميع.
رسومات الإيضاح
من الأمور المؤكدة والمثبتة أن عين الإنسان تستطيع نقل الصورة الملتقطة بشكل أكثر عمقا وأكثر قوة من حاسة السمع، ولهذا فيمكننا الاعتماد على رسومات الإيضاح لتقديم بعض المعلومات والبيانات للطلاب وللمتعلمين، مما يقدم للطلاب يد العون والمساعدة فيما يخص الفهم والتحصيل الدراسي.
وإذا كانت تلك الرسومات التوضيحية المستخدمة من الرسومات التي توصل إلى الطالب المعلومة بطريقة صحيحة سوف يفيد هذا الأمر الطالب ويرفع معدل تركيزه واستيعابه، والرسومات التوضيحية مثل خرائط المفاهيم، الخرائط الذهنية، جدول التصنيف، شجرة الذاكرة.
التلخيص
عندما يقوم الطالب بدراسة نصوص أو عندما يقوم بدراسة رسومات إيضاحية أو عندما يدرس معلومات أو أشياء أخرى متنوعة، ويحاول توضيح النقاط الأساسية بهذه المعلومات، ويحاول أن يركز عليها وأن يلخصها ويكتبها وهي ملخصة يرفع بهذا الشكل مستوى التفكير والفهم والتركيز لديه، مما يجعله قادر على الإمساك بالنقاط والمحاور الأساسية بأي بحث أو بأي قضية أو بأي حدث يتعرض له.
تسجيل الملاحظات
عندما يقوم الطالب بكتابة بعض الملاحظات عن أحد دروسه أو عن أسئلة أو عن غيرها من الأشياء سوف يتعين عليه بعد ذلك فهم تلك الأمور كما سيتمكن من اكتشاف نقاط القوة والضعف الخاصة بهذا الموضوع، ويحاول بعدها ربط الأفكار مع بعضها البعض باستخدام الملاحظات التي قد قام بتدوينها، وإذا كانت هذه الملاحظات تحتوي على اعتقاد الطالب أو على رأيه الشخصي ناحيه الموضوع أو ناحية القضية التي سيقوم بمناقشتها بالفصل سيعزز هذا لديه الفهم والتركيز، وسيصبح قادر على التركيز والإبداع بشكل أكبر.
أمثلة عملية على استراتيجية تحسين التركيز والفهم
لا يمكنك أن تصل إلى محتوى وأهمية استراتيجية زيادة التركيز والفهم بطريقة دقيقة للغاية سواء كانت التلخيص أو الأسئلة، أو الرسومات الإيضاحية أو التدوين أو التسميع من دون أن تحصل على مثال توضيحي عملي على كل استراتيجية من تلك الاستراتيجيات، والذي سيتم عبرها قياس مهارة الطلاب وتفاعلهم مع كل آلية منهم، كما سيتم من خلالها معرفة جوانب قوة وضعف الطالب بكل استراتيجية.
