اضرار ارتفاع درجة حرارة الجسم على وظائف المخ

درجة حرارة الجسم الخطيرة

إن درجة حرارة الجسم الطبيعية تتراوح بين 36.1 – 37.2 درجة مئوية باستثناء الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الخامسة والستين حيث أن درجة حرارة أجسامهم تقل من 36.2 درجة مئوية. وتتفاوت درجة الحرارة من شخص لاخر كما تتفاوت لنفس الشخص خلال اليوم الواحد بناءً على عدة عوامل كالنشاط الجسدي والوقت التي تقاس فيه درجة الحرارة. كما قد تتفاوت تبعًا لطبيعة الطعام والشراب التي تناولها الشخص، والدورة الشهرية عند النساء.

ويعتبر كل من ارتفاع درجة حرارة الجسم عن معدلاتها الطبيعية المعروفة باسم الحمى (Fever)، أو انخفاضها عن تلك المعدلات (Hypothermia) مؤشرًا خطرًا. ويجب التفريق بين ارتفاع رجات حرارة الجسم للأطفال والكبار كما في الاتي:

1. ارتفاع درجة حرارة الجسم عند البالغين

إذا استمرت الحمى أكثر من ثلاثة أيام أو ارتفعت أكثر من 39.4 درجة مئوية فإنها تعتبر مؤشرًا خطرًا ويجب التوجه للطبيب مباشرة.

2. ارتفاع درجة حرارة الجسم عند الأطفال

إن الحمى عند الأطفال كما عند البالغين هي دليل على مقاومة جهاز المناعة، لكنها تعتبرمؤشرًا خطرًا ويجب اللجوء إلى الطبيب إذا كان الطفل مصاب بحمى مصاحبة لأحد الحالات التالية:

• إذا كان الطفل خاملاً ويبدو عليه المرض الشديد
• إذا استمرت الحمى لأكثر من 24 ساعة عند طفل تحت عمر السنتين دون ظهور أي أعراض أخرى
• إذا ارتفعت درجة الحرارة عن 40 درجة مئوية
• عدم انخفاض الحرارة أو بقاء الطفل مريض بالرغم من أخذ العلاج
• عدم وجود تحسن بعد يوم أو يومين من أخذ الطفل للمضادات الحيوية
• ظهور علامات الجفاف على الطفل
• ضعف الجهاز المناعي للطفل لأسباب أخرى
• عمر الطفل أقل من ثلاثة أشهر

1.انخفاض درجة حرارة الجسم عند البالغين

وتحدث عند انخفاض درجة حرارة الجسم لأقل من 35 درجة مئوية، مما يؤدي لعدم قدرة القلب، الجهاز العصبي، وباقي أعضاء الجسم على العمل بالكفاءة المطلوبة. وإذا تركت الحالة بدون علاج قد تؤدي لحدوث فشل كامل في القلب والجهاز التنفسي وبالتالي الوفاة.

2. انخفاض درجة حرارة الجسم عند الأطفال

يعتبر انخفاض درجة حرارة الطفل لو بمقدار درجة واحدة عن 36.5 درجة مئوية مؤشرًا خطرًا، وذلك للأسباب التالية:

• زيادة الضغط على جسم الطفل، وذلك لأن استهلاك الأكسجين يزداد بمقدار 10% للقيام بتدفئة الجسم.
  في حالات نادرة يمكن لانخفاض درجة الحرارة أن تؤدي للموت.
• إذا كانت درجة حرارة طفلك منخفضة ولم تستطع رفعها من خلال تدفئته بالثياب أو من خلال حرارة جسمك فيجب التوجه للطبيب.

ما الذي يحدث عند ارتفاع درجة حرارة جسم ما

بشكل عام تعتبر حرارة الجسم المرتفعة الية دفاعية من الجسم لمسبب المرض، فعندما تهاجم البكتيريا أو الفيروسات الجسم، يقوم الجهاز المناعي بانتاج مادة تعرف باسم المولد للحمى (pyrogens). يتم حمل هذه المادة عن طريق الدم إلى الدماغ، مؤثرة على منطقة معينة فيه تدعى الوطاء (Hypothalamus) وهي المتخصصة في تنظيم حرارة الجسم.

المادة المولدة للحمى تعيق الخلايا العصبية الحساسة للحرارة وتثير في المقابل تلك الحساسة للبرودة، مما يسبب في ارسال رسائل خداعة إلى منطقة الوطاء بأن الجسم أبرد من الطبيعي. وكردة فعل على هذه الرسائل تقوم منطقة الوطاء برفع حرارة الجسم أكثر من المعدل الطبيعي، مما يسبب إصابتك بالحمى.

حرارة الجسم المرتفعة تعمل على المساعدة في محاربة مسبب المرض، وذلك عن طريق تحفيز حركة وعمل كريات الدم البيضاء وزيادة افراز الأجسام المضادة في الجسم. في المقابل فإن ارتفاع درجة حرارة الجسم من شأنها أن تقتل أو تعيق نمو بعض أنواع البكتيريا والفيروسات، بالتالي حمايتك من المرض.

إذا في حال ارتفاع درجة حرارة الجسم فذلك يعني:

• يصبح حجم كل من الدم والبول أقل بسبب انخفاض نسبة الماء نتيجة التعرق الزائد
• البروتين في الجسم يتحلل أسرع من المعتاد، مما يؤدي إلى زيادة إفراز المنتجات النيتروجينية في البول
• عندما يستمر ارتفاع حرارة الجسم فإن المصاب يشعر بالقشعريرة والرجفة، في حين أنه سوف يشعر بالدفء ويكون جلده رطبًا في حال انخفاض الحرارة بسرعة.

الاثار الجانبية لارتفاع درجة حرارة الجسم

هناك عدة اعراض وآثار جانبية يشعر بها المريض نتيجة لارتفاع درجة حرارة الجسم منها :

• قشعريرة حادّة متمثلة بالشعور بالبرد الشديد على الرغم من دفء الجو والمكان الذي يجلس فيه المريض.
• الشعور بالعطش الشديد؛ فعند ارتفاع درجة الحرارة يتعرّق الجسم بنسبة زائدة فيفقد كمية كبيرة من السوائل.
• عدم الرغبة بتناول الطعام أي فقدان الشهيّة بسبب خمول أجهزة الجسم، والشعور بالغثيان.
• الشعور بصداع شديد.
• احتباس البول، أو الشعور بوخز وألم أثناء التبوّل.
• الشعور بالدوار والغثيان وعدم القدرة على الوقوف لفترة طويلة.
• شعور بالضجر، واضطراب في الأعصاب، وعدم تحمّل الإزعاج والضوضاء.
• ألم شديد في جميع عظام الجسم خصوصاً في القدمين.
• هذيان وهلوسات، وقد يفقد المريض وعيه ويفقد الشعور بالتركيز.
• تشنجات في الأطراف، وهذا العرض غالباً ما يحدث عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من تسعة شهور إلى خمس سنوات، خصوصاً عند ارتفاع درجة حرارتهم لأكثر من 38 درجة مئويّة.
• احمرار وجفاف الجلد. مغص قوي في البطن والأمعاء، ينتج عنه قيء وإسهال شديدين.

اضرار ارتفاع درجة حرارة الجسم على وظائف المخ

إلى جانب ما ذكرنا من أعراض جانبية على الجسم نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجسم، هناك أيضاً عدة آثار جانبية تعود على وظائف المخ نتيجة لهذا الارتفاع في درجة الحرارة ، وهذا ما سنتناوله في الأسطر القادمة:

لقد أثبتت بعض الدراسات العلمية أن المخ يتأثر بشكل كبير بارتفاع درجة الحرارة في الجسم حتى لدى الشباب والأطفال ، وقال بعض العلماء الأمريكية من خلال تجربة أجريت على عدد من الطلاب عددهم أربعة وأربعين طالب في بداية العشرينات الذين كانوا يسكنوا في بيت شباب مزود بالتكييف ، وأثناء وجود موجه حارة طلب من هؤلاء الطلاب إجراء تجربة على معدل التذكر والتركيز لديهم وفي الجانب الآخر تمت نفس التجربة على بعض الطلاب الذين كانوا يسكنوا في منازل الجو فيها حار ولا يمتلكون أجهزة تكييف.

وكانت النتائج أن الطلبة الذين يقيمون في المنازل المزودة بالتكييف كانت أجابتهم أسرع وأدق ، واتضح أن وظائف المخ لديهم تعمل بشكل أسرع وهذه التجربة كانت على الشباب ، و بذلك تم اكتشاف أن درجة الحرارة العالية تؤثر على المخ بالسلب في هذه الفئة العمرية ، وأجريت بعض التجارب على كبار السن فوجدوا أن لدرجة الحرارة العالية تأثيرات سلبية أيضًا على صحة كبار السن ومنها تأثيرات سلبية على المخ.

وكذلك الحال بالنسبة لارتفاع درجة الحرارة على الأطفال لذلك ينصح دائمًا الأطباء بعدم ترك الأطفال المصابين بالحمى بالارتفاع في درجة حرارتهم بل يجب إعطائهم خافض للحرارة وعمل كمادات وبذل كل الوسائل للعمل على انخفاض درجة الحرارة في الجسم حتى لا تؤثر على مخ الأطفال ، وقد حذر عدد من الأطباء من تأثير درجة الحرارة السيئة على العيون وذلك لأن الارتفاع في درجة الحرارة يؤدي إلى جفاف العين واحمرارها مع الإحساس بالرغبة في الهرش كما أن لدرجة الحرارة المرتفعة تأثير سلبي على عدم وضوح الرؤية لتأثير الحرارة الشديدة على أنسجة العيون. وخاصة غشاء القرنية.

وأكد الكثير من الأطباء أن التعرض لدرجات الحرارة الشديدة أنها تؤدي إلى الإصابة بضربة الشمس وخاصة في المنطقة التي توجد في مؤخرة الرأس عند المخ ، وبالتالي يعمل هذا على إتلاف خلايا الجهاز العصبي وهذا يؤدي إلى الشعور بعدة أعراض مثل القيء والألم الشديد والصداع والشعور بالنعاس والهبوط العام في الجسم ، وفي بعض الحالات تؤدي ارتفاع درجة الحرارة فقد الوعي وهذا من التأثيرات السلبية لها على المخ فلا يستطيع المخ تحملها مما يؤدي إلى فقد الوعي.

وكذلك تؤدي ارتفاع درجة الحرارة على زيادة لزوجة الدم وارتفاع معدل ضربات القلب ولهذا ينصح عند التعرض لدرجة الحرارة العالية شرب كيات كبيرة من الماء للمحافظة على مستوى الرطوبة في الجسم ، و ينصح بعد التعرض لأشعة الشمس المباشرة في الأوقات التي تكون درجة الحرارة فيها مرتفعة لما له من تأثيرات سلبية على المخ وأضرار جسيمة على باقي أجهزة الجسم كله .

علاج ارتفاع الحرارة

في 50% من حالات الحمى بدون سبب يتم إخراج المرضى من المشفى بدون تحديد سبب معين وغالبًا يكون الشفاء منها تلقائيًا. وفي حال تحديد الأطباء لسبب الحمى يتم علاج السبب وبالتالي خفض الحرارة، ويمكن للمريض تخفيف الحمى من خلال اتباع التالي :

• لبس ملابس خفيفة.
• شرب سوائل باردة.
• الاستحمام بماء دافئ.
• عمل كمادات بالماء الفاتر.
• استخدام الأدوية الخافضة للحرارة مثل الاسيتامينوفين والايبوبروفين.
• الى جانب خوافض الحرارة ، من الممكن أن يقوم الأطباء بكتابة المضادات الحيوية ، لأن ارتفاع الحرارة من الممكن أن تسببه بعض أنواع من البكتيريا.