نصائح طبية

اضرار مشاهدة التلفاز على المهارات اللغوية للطفل

توحد التلفاز

هل تسائلت يومياً لم طفلك هادىء أمام التلفاز؟ هل مشاهدة التلفاز تصيب طفلك بالتوحد؟

بداية نتجه لتعريف التوحد، حيث أنه خلل يحدث في النمو العصبي للطفل في أعوامه الثلاثة الأولى، مما يؤثر بشكل شديد على تطور وظائف العقل لديه في ثلاثة مجالات أساسية: التواصل واللغة، والمهارات الاجتماعية، والقدرة على التخيل.

لا يمكن ملاحظة التوحد بشكل واضح حتى سن 24-30 شهرا، كما أن أعراضه قد تكون متداخلة مع أعراض لأمراض أخرى؛ لذا “فإنه في الظروف المثالية، يجب أن يتم تقييم حالة الطفل من قِبل فريق كامل من تخصصات مختلفة، حيث يمكن أن يضم هذا الفريق: اختصاصي أعصاب، اختصاصيا أو طبيبا نفسيا، طبيب أطفال متخصصا في النمو، اختصاصي علاج لغة وأمراض نطق، اختصاصي علاج مهني واختصاصيا تعليميا، ومتخصصين ممن لديهم معرفة جيدة بالتوحد.

في تفسير الأخصائيون لآثار التلفاز على عقل الطفل، يرى الأخصائيون أن ارتباط الطفل بالشاشة، وإن كان لا يُنشئ اضطراب التوحد لديه، إلا إنه يؤدي إلى تأثيرات مشابهة قد تختلط عند تشخيصها بالأعراض التوحدية الحقيقية عند الأطفال، فيرى الاستشاري النفسي مصطفى أبو سعد أن “عددا من الأعراض المرتبطة بمرض التوحد، كعدم استجابة الطفل عند مناداته واللعب بمفرده دوما والحركة المفرطة أو الخمول؛ إلى جانب عدم إدراك الخطر وعدم التواصل البصري ونوبات من البكاء أو الضحك المفاجأة”، هي” سِمات أساسية لإصابة الطفل بالتوحد أو لكونه ضحية قنوات الأطفال التي تعتمد على الصورة واللحن والرقص”. مؤكدا على أن “السمات المذكورة قد لا تكون بالضرورة دالة على إصابة الطفل بمرض التوحد بل هي مؤشرات للإسراع لمراجعة مختص.

لذلك إن وجود الطفل أمام التلفزيون في عامه الأول، أو تركه لوحده وعدم تفاعل الأهل معه، عوامل تزيد خطر الإصابة باضطراب التوحد، لأن ذلك يعني حرمانه من بيئة اجتماعية غنية خلال عامه الأول، وهو عامل يزيد خطر التوحد.

ونتيجة لهذا “توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بألا يشاهد الأطفال تحت السنتين التلفاز”؛ لأن الاستخدام المفرط للأجهزة الحديثة “يضعف القدرة النمائية في الجانب الذهني والتفكير التخيلي عند الطفل. إذ أن تطور الدماغ يعتمد على التعرض لمحفزات بيئية مختلفة، وكثرة استخدام التكنولوجيا تؤثر سلبيا على نمو مراكز الدماغ فتقلل من التفكير والإبداع وتزيد حالات التوتر والقلق وتؤثر سلبا في التعليم والتفكير.

التلفزيون وطيف التوحد

يوجد فرق بين التوحد وطيف التوحد وهو يكمن في كون طيف التوحّد حالة عصبية ونفسية كاملة تؤدّي إلى مجموعة من المشاكل والتي تختلف حدّتها وشدّتها من طفل إلى آخر، ولذلك تمّ إعطاؤها اسم الطيف، والذي تمّ تقسيمه بناءً على شدّة الحالة إلى أربعة أقسام وهي:

  • اضطراب التوحّد.
  • متلازمة ريت.
  • متلازمة أسبرغير.
  • اضطرابات النمو.

لذلك نلاحظ بأن التوحّد هو أحد اضطرابات أطياف التوحّد والتي تمتاز بشدّة حدتها عن الأطياف الأخرى.

سؤال يراود الكثير من الوالدين: هل مشاهدة التلفاز يسبب التوحد ؟ خاصة من يعتمدون على التلفاز بكثرة لإلهاء أطفالهم لحين يفرغون مما عليهم من واجبات منزلية أو مهام تتعلق بالعمل. وينبعث قلقلهم من كون مرض التوحد يشكل تأثيراً سلبياً على قدرة الطفل على التواصل مع الآخرين والاستجابة لهم. بالإضافة لعدم قدرة الأطباء على اكتشاف حل وعلاج نهائي له حتى اليوم.ومع ذلك فإن جلسات العلاج المكثف تؤتي نتائج ملحوظة في تحسن كثير من الحالات المصابة بالتوحد عما كانت عليه.

هل مشاهدة التلفاز يسبب التوحد

  • لا توجد أبحاث علمية دقيقة حتى الآن تؤكد ارتباط مشاهدة الأطفال للتلفاز بإصابتهم بمرض التوحد، خاصة مع وجود نسبة من الأطفال المصابين بالتوحد ولم يسبق لهم التعرض للتلفاز، فمشاهدة التلفاز لا تسبب التوحد للأطفال بشكل مباشر إلا أنها تسبب لهم أعراضاً تشبه كثيراً أعراض المصابين بالتوحد.
  • تعرض الطفل خاصة قبل الثالثة من عمره لمشاهدة التلفاز يتسبب في تشتت انتباهه كما يؤثر على مهارة التكلم لديه، نتيجة لتعرضه لبرامج كرتونية تحتوي على كلمات مختلفة تماماً عن واقع حياته الطبيعية.
  • بالإضافة لكثرة العروض الغنائية والموسيقية في برامج الأطفال وسرعة الحركة فيها، مما يشكل صعوبة بالغة على عقل الطفل في مجاراتها وتخزينها الأمر الذي يزيد من تعلق الطفل بالتلفاز والتصاقه به محاولاً مجاراة ما يعرض من خلاله.
  • وبعد شهور قليلة تقل استجابة الطفل لأية مؤثرات خارجية بعيداً عن الشاشة الصغيرة، ويفقد رغبته في اللعب مع الآخرين أو التواصل معهم، بالإضافة لتعرضه لنوبات صراخ أو ضحك هستيرية مفاجأة وفرط في الحركة على غير المعتاد.
  • بالإضافة لتوقف نمو وتطور مهارات التفاعل مع الآخرين لديه فيستقبل فقط دون إبداء أي رد فعل، وشخصية الطفل تنمو وتتطور من خلال مهارات الإدراك والتفاعل معاً، وملاحظة أياً من السلوكيات السابقة يستدعي عرض الطفل في أسرع وقت على أخصائي نفسي.
  • لذلك توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بضرورة عدم تعرض الأطفال دون الثانية لمشاهدة التلفاز مطلقاً، ومن هم أكبر سناً يتوجب ألا تزيد فترة تعرضهم للتلفاز وما يشابهه عن ساعة أو ساعتين كحد أقصى متفرقة على مدار اليوم.
  • مع ضرورة وجود رقابة من الأبوين على ما يشاهده الأطفال والتأكد من خلوه من مشاهد العنف وملائمته لمرحلتهم العمرية.
السابق
وصفة طبيعية لعلاج ألم الرقبة بفاعلية
التالي
طرق العلاج الطبيعية لتخفيف ألم الكعبين

اترك تعليقاً