أسماك وبرمائيات

الأخطبوط

كيف يتنفس الأخطبوط

يتفاوت الأخطبوط في حجمه بين الصغر والكبر، منه ما هو في حجم قبضة اليد، وما هو كبير يصل إلى ستة أمتار، ومنه العملاق الذي يصل طوله إلى 18 مترا، ويعيش قرب سواحل أستراليا بين المحيطين الهادي والهندي، وقد استخدمه مخرجو السينما في إنتاج أفلام الرعب حيث تحول فيها إلى كائن أسطوري يحطم السفن ويخوض المغامرات .

يعيش الأخطبوط في أماكن كثيرة من بحار العالم ومحيطاته، منها بحر الصين، والمحيط الهادي، والمحيط الهندي والبحر المتوسط، وسواحل هاواي وأستراليا وأمريكا الشمالية، وجزر الإنديز الغربية، ويعد وجبة شهية في المناطق التي يوجد فيها، نظراً لقيمته الغذائية العالية .

يتنفس الأخطبوط بالخياشيم مثل الأسماك، ويسبح بطريقة الدفع، يسحب الماء إلى الداخل، ثم يخرجه بقوة من فتحة أو أنبوب أسفل الرأس بطريقة تشبه حركة الطائرات النفاثة، وله غطاء ناعم قوي يحمي جسمه من الخارج لأنه بلا أصداف، ويعرف هذا الغطاء باسم الحجاب . وترتبط الأذرع مع الجسم بنسيج قوي من الخلايا، تجتمع عند قاعدتها على مجموعة من العضلات المستديرة، وإذا فقد الأخطبوط ذراعاً نما مرة أخرى من جديد .

تضع أنثى الأخطبوط عنقوداً كبيراً من البيض يحمل حوالي 200 ألف بيضة، تثبتها على الصخور، وتتولاها بالعناية والرعاية والحماية حتى تفقس، وتخرج الصغار بعد شهرين تقريبا، وتتوقف الأم طوال هذه الفترة عن تناول الطعام، وتتفرغ لأداء رسالتها، حتى تشرف على الهلاك، من أجل الجيل الجديد .

ويتم التكاثر بواسطة أنبوب في طرف أحد الأذرع، يمده إلى داخل الأنثى ويفرغ خلاياه الذكرية في مكان قريب من المبايض، وتحتفظ بها مدة عشرة شهور، وعندما تجد المكان المناسب تضع البيض .

للأخطبوط قدرة هائلة على المناورة والاختفاء من فرائسه، وأيضاً الهروب من أعدائه، خاصة أسماك القرش، يفرز الأخطبوط مادة تشبه الحبر الأسود، ينشرها من حوله فتصنع سحابة سوداء، فلا يراه أحد، وكان هذا الحبر يستخدم في الكتابة، في الأزمنة الخالية، ويحتوي جسمه على مجموعة كبيرة من أكياس الأصباغ الملونة، التي تتصل بالجهاز العصبي، تساعده هذه الألوان على الاختفاء، ويستطيع أن يتحول إلى الألوان الخضراء، والحمراء، والزرقاء، والسوداء، وكذلك اللون الشفاف .

يبحث الأخطبوط عن فرائسه بغير كلل أو ملل، ولا يعرف الخمول أو الكسل، ولا تعييه الحيل، يصب سمه في جسم الفريسة فيصيبها بالشلل، وللأخطبوط شبكة قوية من الخلايا العصبية، تتكون من 240 أنبوبا يتحسس بها مكانه، ويتذوق طعامه .

ومن أشهر أنواع الأخطبوط وأخطرها، الأخطبوط ذو الدوائر الزرقاء، الذي يوجد على سواحل أستراليا، ويتراوح قطره بين 4 و6 سنتيمترات، وقد مات عدد كبير من الناس بسم هذا الأخطبوط، وعلامة الإصابة هي وجود بقعة دموية على الجلد بعد عضة الأخطبوط، يفقد الإنسان بعدها الوعي، ويتوقف التنفس الطبيعي تقريباً، ويجب الإسراع في وضع المصاب على أجهزة التنفس الصناعي مدة ثلاث ساعات، وحتى الآن لا يوجد علاج ناجع لسم الأخطبوط .

ينافس الأخطبوط العقارب والثعابين في خطورته، يشتمل لعابه على سم قاتل، يكفي للقضاء على حياة الإنسان والحيوان .

أنواع الأخطبوط

هناك العديد من المخلوقات الغريبة والرائعة في المحيط الأزرق العظيم، ولكن القليل منها يلفت إنتباهنا مثل الأخطبوط، وربما تكون أنواع الأخطبوطات جذابة للغاية لأنها ذكية للغاية، وداخل هذه المجموعة المتميزة من الحيوانات هناك تباين كبير في المظهر والسلوكيات، وتؤكد أنواع الأخطبوطات الثمانية على مجموعة متنوعة من الجمال والغرابة في رتبة الأخطبوطيات.

1- أخطبوط جوز الهند من أنواع  الأخطبوطاط

إسم هذا النوع من أنواع الأخطبوطات بسبب سلوكه الغريب، حيث يسكن أخطبوط جوز الهند في المحيط الهادي الإستوائي حيث الشواطئ المحيطة التي تصطف بها أشجار جوز الهند، وقد إكتشف أخطبوط جوز الهند كيفية جمع قشور جوز الهند وغيرها من الصدف وإستخدامها في المأوى، وسوف يحمل أخطبوط جوز الهند القشور التي عثر عليها من مكان إلى آخر، حيث يحملها بستة أذرع والسير عبر قاع المحيط ويسير على قدمين.

إن الحركة من خلال القدمين جذابة، ولكنها أيضا محيرة للعقل، ويزعم بعض الباحثين أنه بإستخدام القشور والأصداف للمأوى والدفاع، فإن هذا النوع من الأخطبوط يشارك في إستخدام الأداة، وعلى الرغم من أن فكرة إستخدام الأداة غير مقبولة عالميا، فمن المؤكد أن الأخطبوط له غرض مخطط له لأصداف جوز الهند هذه ويضع مجهودا كبيرا وتعثر أثناء السير على الرمال معها.

2- أخطبوط المحيط الهادئ العملاق :

 

ربما هذا هو واحد من أكثر أنواع الأخطبوطات شهرة ومحبوبة أيضا، وهو أكبر أنواع الأخطبوطات في العالم، حيث يصل وزنه إلى 68 كيلوجرام ويبلغ طوله حوالي 15 قدما، وأخطبوط المحيط الهادئ العملاق معروف أيضا بقدرته على تغيير اللون، وهي مهارة يتشاركها العديد من رأسيات الأرجل، على الرغم من أن أخطبوط المحيط الهادئ العملاق (المعروف أيضا بإسم أخطبوط شمال المحيط الهادئ العملاق) يقوم بذلك بشكل خاص.

ويستخدم القدرة على الإندماج مع البيئة المحيطة به، ويصبح غير مرئي عمليا، كما أنه يستخدم ذلك للتعبير عن المزاج، وقد وجدأخطبوط المحيط الهادئ العملاق في كل مكان من برك المد والجزر إلى عمق 600 متر تحت سطح المحيط، وهذا النوع من الأخطبوطات يبحث عن مجموعة كبيرة من الفرائس من القشريات مثل الروبيان والكركند، وسوف يصطاد أيضا الأسماك وغيرها من الأخطبوطات ويتغذى عليها.

3- أخطبوط دامبو :

أخطبوط دامبو من أنواع الأخطبوطات

ما عليك سوى الإستماع إلى أصوات الباحثين عند وصولهم إلى هذا الأخطبوط أثناء المسح العميق، وسوف تعرف سبب وجود هذا النوع في القائمة، فهو من أنواع الأخطبوطات الرائعة والغريبة، العالم يحب دامبو هكذا يقول أحد الأصوات من الباحثين، وأخطبوط دامبو هو في الواقع اسم لمجموعة من أخطبوطات المظلة في أعماق البحار، وكلها لها زعانف مميزة تشبه آذان الفيل دامبو.

وقد تم العثور عليه في أعماق تصل إلى 13100 قدم مما يجعل هذا العمق أكبر مسكن لجميع أنواع الأخطبوطات، وفي حين أن معظم الأنواع صغيرة جدا، فإن أكبر عدد من أخطبوطات دامبو يبلغ 5 أقدام و 10 بوصات ويزن 13 رطلا، على عكس أنواع الأخطبوطات الأخرى، ولا يحتوي أخطبوط دامبو على أكياس حبر، لأنه من المفترض أنه لا تواجه أكبر عدد ممكن من الحيوانات المفترسة في مثل هذه الأعماق.

4- الأخطبوط ذو الحلقات الزرقاء

الأخطبوط ذو الحلقات الزرقاء بالتأكيد واحد من أجمل أنواع الأخطبوطات، مع حلقات زرقاء زاهية تجعلك ترغب في الوصول إليه ولمس الأذرع الثمانية الصغيرة العجيبة، ولكن لا، على محمل الجد لا تلمسها، فتلك الحلقات الزرقاء تشبه إلى حد كبير العلامات الحمراء على ضفدع السهم أو عنكبوت الأرملة السوداء، وتشير إلى الخطر، وهذا تحذير لا تفكر في الأمر.

على الرغم من أن جميع الأخطبوطات سامة، إلا أن الأخطبوطات ذو الحلقات الزرقاء في رابطة خاصة به، وسمه أقوى 1000 مرة من السيانيد، وكمية السم كافية لقتل 26 شخصا في غضون دقائق، وليس من المستغرب أن يتم الإعتراف به كواحد من أخطر الحيوانات في المحيط.

هناك أربعة أنواع من أنواع الأخطبوطات ذات الحلقات الزرقاء وجميعها مميتة بشكل لا يصدق، ومع ذلك، فهي أيضا غير معادية، وهي منتشرة في أحواض المد والجزر الضحلة في المحيط الهادئ والمحيط الهندي، وعادة ما تلدغ عندما تشعر بالتهديد، وطالما أنك لا تسحقها عن طريق الخطأ أو تحاول (التعامل معها، فيجب أن تكون آمنا تماما عند مشاركة المياه معها.

5- الأخطبوط القزم الأطلسي :

 

معظم أنواع الحيوانات التي تختلط إسمها بكلمة القزم هي حيوانات رائعة، وهذا بالتأكيد صحيح بالنسبة لأنواع الأخطبوطات، ويبلغ طول الأخطبوط القزم الأطلسي نحو 5.5 بوصات، ويقول الباحثون أنه مرحو للغاية ويبدو أنه ذكي للغاية، ويمكنه حل المشاكل لجعل بيئته بيئة تناسب إحتياجاته، ويتضمن ذلك استخدام الأصداف والأشياء الأخرى كأماكن للإختباء، وسحب الرمل لأعلى للتمويه، والأخطبوط القزم الأطلسي يحب القشريات لأكثر من مجرد المأوى كما أنه يحب أكلها، وبإستخدام أداة خاصة فإنه يحفر حفرة في القشرة، ويبصق اللعاب السام بالداخل لشل ضحيته، ثم يشرع في تناول وجبة خفيفة.

6- الأخطبوط المقلد :

 

ربما يكون هذا هو أكثر أنواع الأخطبوطات المحيرة للعقل بفضل مهارته المذهلة في تمثيل الكائنات البحرية الأخرى، ويمكن لأحد الأخطبوطات معرفة كيفية محاكاة ما يصل إلى 15 نوعا آخر في محيطه وهو النوع الوحيد في المحيط المعروف بتقليد هذا العدد الكبير من الحيوانات الأخرى.

تشير ناشيونال جيوغرافيك إلى أن الأخطبوط يغير لونه ليحجب نفسه مثل غيره من المقلدين لإخفاء نفسه، وبشكل أكثر غرابة، يمكن أن يتحكم في جسمه كي يقلد شكل وسلوك العديد من الحيوانات، بما في ذلك أسماك الأسد وقناديل البحر وثعبان البحر والروبيان والسلطعون وغيرها، ولن يقتصر الأمر على محاكاة الحيوانات مثل أسماك الأسد للتهرب من الحيوانات المفترسة المحتملة، بل سيحاكي الحيوانات في جهودها المفترسة، على سبيل المثال يمكن أن يحاكي السلطعون ويقترب من رفيقة محتملة فقط لأكل الخدعة.

7- أخطبوط الشعاب المرجانية الكاريبي :

أ

يمكن لأخطبوط الشعاب المرجانية الكاريبي تغيير ألوانه وأنماطه وملمسه الجلدي سريعا حتى يمتزج تماما بمحيطه وهو يتحرك حول الشعاب المرجانية، وهناك عدد من أنواع الأخطبوطات ماهرة في التمويه، ولكن هذا النوع يعتبر أحد الأسياد، وهو يطابق الخلفية حتى لو كان مستريحا على سطح متعدد الألوان، وأخطبوط الشعاب المرجانية المموه في منطقة البحر الكاريبي يمكن أن يكون شبه مستحيل أن يرى، وهو بحاجة إلى مثل هذا المستوى العالي من القدرة على التمويه لأنه فريسة للأسماك العظمية الكبيرة وأسماك القرش التي تعيش في الشعاب المرجانية، وفي الليل يصطاد الأسماك والقشريات تحت غطاء الظلام.

8- الأخطبوط ذو الأذرع السبعة :

 

أخيرا وليس آخرا، الأخطبوط ذو السبعة أذرع، والذي على الرغم من اسمه لديه ثمانية أذرع، يأتي التسمية الخاطئة من حقيقة أنه في الذكور تكون الذراع المعدلة بشكل خاص والمستخدمة لتخصيب البويضات موجودة في كيس أسفل أحد عينيه، وهذا يجعله يبدو وكأن لديه سبعة أذرع، وللإناث من ناحية أخرى ثمانية أذرع واضحة،و يطابق هذا النوع الأخطبوط العملاق في المحيط الهادئ حيث يصل طوله إلى 12 قدما و 175 كيلوجرام.

وعلى الرغم من حجمه الكبير فهو من أنواع الأخطبوطات الغير معروفة جيدا، وكونه من أنواع الأخطبوطات التي تعيش في أعماق، تم رصده فقط بعدد قليل من المرات من قبل الباحثين الذين يستخدمون الغواصات، ولكن في المرة الأخيرة التي رصدها الباحثون، كان يتناول قنديل البحر وهي وجبة مدهشة للأخطبوط.

عين الأخطبوط

يحمل الرأس ظهريا عينين اثنين وقد تعتبر عين الأخطبوط من أكثر الأعين تطورا عند اللافقريات حيث تضاهي من حيث بنيتها عين الإنسان، بينما يحمل المعطف كل أحشاء الأخطبوط وأمعائه. أما الرجل فهي تتحول جزئيا عند الأخطبوط لتعطي ثمانية أدرع تحمل كل منها صفا أو صفين من المحاجم وتحيط بفم مركزي مسلح بفكين قويين على شكل “ منقار ببغاء “ وبعدد كبير من الأسنان الصغيرة والحادة. أما الجزء الباقي من الرجل فهو يتحول إلى قمع يصل داخل الحيوان بالعالم الخارجي.

الأخطبوط ويكيبديا

التشريح
للأخطبوط ثلاثة قلوب، اثنان منهما يضخان الدم إلى الخياشيم، في حين أن الثالث يضخ الدم إلى باقي الجسم. يحتوي دم الأخطبوط على بروتين الهيموسيانين الغني بالنحاس وذلك من أجل نقل الأكسجين.

الذكاء
محدود ولم يتميز

السابق
أين تقع دولة الفاتيكان
التالي
مايضر الحامل في الشهور الاولى