القرآن الكريم

الأنفال ماذا تعني

ما معنى كلمة الأنفال في القرآن

سورة «الأنفال» تحمل الرقم 8 بين سور القرآن الكريم حسب المصحف العثماني المُتَّبعُ في كلِّ الأمصار الإسلامية، وهي سورة مدنية، إلا البعض من آياتها نزل في مكة، وعدد آيات هذه السورة 75 آية، وقد جاء ذكر الأنفال في قوله تبارك وتعالى: «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ» [الأنفال: 1].
والأنفال في أصل اللغة: مشتقة من نفل، ويقول صاحب معجم لسان العرب: « النَّفَلُ، بالتحريك: الغَنِيمة والهِبَة..، والجمع أَنْفالٌ ونِفالٌ..، نَفَّلَهُ نَفَلًا وَأَنْفَلَهُ إِيَّاهُ ونَفَلَهُ، بالتخفيف، ونفَّلْتُ فُلانًا تَنْفِيلًا: أَعْطَيْتُهُ نَفَلًا وغُنْمًا، وَنَفَّلَ الإمامُ الجُنْدَ: جَعَلَ لَهُم ما غَنِمُوا. والنَّافِلَةُ: الغَنِيمة.. وصلاةُ التطوع نافلة لأنها زِيادةُ أَجْرٍ لَهُم على ما كُتِبَ لهم من ثَوابِ ما فُرِضَ عَليهم..، وكُلُّ عَطِيَّةٍ تَبَرَّعَ بها مُعْطِيها من صدقةٍ أو عمل خير فهي نافلة، ابن الأعرابي: النَّفَلُ الغنائم، والنَّفَلُ الهبة، والنَّفَلُ التطوع”.
وقد أوضح أهل التفسير أن السبب في نزول الآية الأولى من سورة الأنفال هو تساؤل بعض المسلمين عن الغنائم التي غَنِمها المسلمون في يوم بدر، والنزاع الذي حصل بين بعضهم فيها، فبين الله تعالى في هذه الآية أن الأنفال هي لله والرسول.

لماذا سميت سورة الأنفال بهذا الاسم

سُميَّت سورة الأنفال بهذا الاسم نظرًا للمواضيع التي تحدّثت عنها، فقد تناولت السورة الأحكام المتعلقة بالأنفال، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنفال هي الزيادات التي يمنحها الإمام على نصيب من شارك في الغزوة، وبعد وقوع غزوة بدر اختلف الصحابة رضي الله عنهم في تقسيم الأنفال بعد قتالهم المشركين، ونظرًا لوقوع هذا الخلاف نزلت السورة لتوضيح الطريقة التي يتمّ من خلالها توزيع الغنائم على المسلمين بعد انتهاء القتال، وأشارت السورة إلى أنَّ الأنفال لله سبحانه وتعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد حكم الله جل وجلاله بها، وجعل لمن قاتل على فرس سهمًا ونصيبًا من الغنائم أكثر ممن قاتل راجلًا، وذكرت سورة الأنفال كيفية توزيع الغنائم على المسلمين بعد الغزوات بالتفصيل، وسميّت السورة بالأنفال نظرًا لورود كلمة الأنفال في أول آية من السورة، ومن الجدير بالذكر أنَّ السورة سُمِّيت بسورة الجهاد، وسورة بدر .

تفسير سورة الأنفال

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنفال

♦ الآية: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾.

♦ السورة ورقم الآية: الأنفال (1).

♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يسألونك عن الأنفال ﴾ الغنائم لمن هي؟ نزلت حسن اختلفوا في غنائم بدر فقال الشُّبان: هي لنا لأنَّا باشرنا الحرب وقالت الأشياخ: كنا رداء لكم لأنَّا وقفنا في المصافِّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو انهزمتم لانحزتم إلينا فلا تذهبوا بالغنائم دوننا فأنزل الله تعالى: ﴿ قل الأنفال لله والرسول ﴾ يضعها حيث يشاء من غير مشاركة فيها فقسمها بينهم على السَّواء ﴿ فاتقوا الله ﴾ بطاعته واجتناب معاصيه ﴿ وأصلحوا ذات بينكم ﴾ حقيقة وصلكم أَيْ: لا تَخَالفوا ﴿ وأطيعوا الله ورسوله ﴾ سلِّموا لهما في الأنفال فإنَّهما يحكمان فيها ما أرادا ﴿ إن كنتم مؤمنين ﴾.

♦ تفسير البغوي “معالم التنزيل”: ﴿ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ﴾ الْآيَةَ. قَالَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ: سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ هُوَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ: «مَنْ أَتَى مَكَانَ كَذَا فَلَهُ مِنَ النَّفْلِ كَذَا وَمَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ كَذَا وَمَنْ أَسَرَ أَسِيرًا فَلَهُ كَذَا» ، فَلَمَّا الْتَقَوْا تَسَارَعَ إِلَيْهِ الشُّبَّانُ وَأَقَامَ الشُّيُوخُ وَوُجُوهُ النَّاسِ عِنْدَ الرَّايَاتِ، فَلَمَّا فتح الله على المسلمين جاؤوا يَطْلُبُونَ مَا جَعَلَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الأشياخ: كنّا درءا لكم ولو انهزمتهم لا نحرفتم إِلَيْنَا، فَلَا تَذْهَبُوا بِالْغَنَائِمِ دُونَنَا، وَقَامَ أَبُو الْيَسَرِ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ أَخُو بَنِي سَلَمَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ وَعَدْتَ أَنَّ مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ كَذَا وَمَنْ أَسَرَ أَسِيرًا فَلَهُ كَذَا وَإِنَّا قَدْ قَتَلْنَا مِنْهُمْ سَبْعِينَ وَأَسَرْنَا مِنْهُمْ سَبْعِينَ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مَنَعَنَا أَنْ نَطْلُبَ ما يطلب هؤلاء زهادة في الآخرة ولا جبن عَنِ الْعَدُوِّ، وَلَكِنْ كَرِهْنَا أَنْ تعرى مصافك فيعطف عليك خَيْلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَيُصِيبُوكَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم. فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ كَثِيرٌ وَالْغَنِيمَةَ دُونَ ذَلِكَ، فَإِنْ تُعْطَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ذكرت لا يبقى لك ولا لأصحابك كثير شيء، فنزلت: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا فِي الْعَسْكَرِ فَجُمِعَ فَاخْتَلَفَ الْمُسْلِمُونَ فِيهِ، فَقَالَ من جَمَعَهُ: هُوَ لَنَا قَدْ كَانَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَّلَ كُلَّ امْرِئٍ مَا أصاب، وقال الذين يُقَاتِلُونَ الْعَدُوَّ: لَوْلَا نَحْنُ مَا أَصَبْتُمُوهُ، وَقَالَ الَّذِينَ كَانُوا يَحْرُسُونَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ رَأَيْنَا أَنْ نَقْتُلَ الْعَدُوَّ وَأَنْ نَأْخُذَ الْمَتَاعَ وَلَكِنَّا خِفْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرَّةَ الْعَدُوِّ، فقمنا دُونَهُ فَمَا أَنْتُمْ بِأَحَقَّ بِهِ مِنَّا. وَرَوَى مَكْحُولٌ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ عَنِ الْأَنْفَالِ، قَالَ: فِينَا مَعْشَرَ أَصْحَابِ بَدْرٍ نَزَلَتْ حِينَ اخْتَلَفْنَا فِي النَّفْلِ وَسَاءَتْ فِيهِ أَخْلَاقُنَا فَنَزَعَهُ اللَّهُ مِنْ أَيْدِينَا فَجَعَلَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَسَمَهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَنَا عَنْ بَوَاءٍ- يَقُولُ عَلَى السَّوَاءِ- وَكَانَ فِي ذَلِكَ تَقْوَى اللَّهِ وَطَاعَةُ رَسُولِهِ وَصَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ. وَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قُتِلَ أَخِي عُمَيْرٌ وَقَتَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَأَخَذْتُ سَيْفَهُ وَكَانَ يُسَمَّى ذَا الْكَثِيفَةِ، فَأَعْجَبَنِي فَجِئْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ شَفَى صَدْرِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَهَبْ لِي هَذَا السَّيْفِ، فَقَالَ: «لَيْسَ هَذَا لِي وَلَا لَكَ اذْهَبْ فَاطْرَحْهُ فِي الْقَبَضِ» ، فَطَرَحْتُهُ وَرَجَعْتُ وَبِي مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ مِنْ قَتْلِ أَخِي وَأَخْذِ سِلَاحِي، وَقُلْتُ: عَسَى أَنْ يُعْطَى هَذَا السَّيْفَ مَنْ لَمْ يُبْلِ ببلائي، فَمَا جَاوَزْتُ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى جاءني رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ الْآيَةَ. فَخِفْتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا سَعْدُ إِنَّكَ سَأَلْتَنِي السَّيْفَ وَلَيْسَ لِي وَإِنَّهُ قَدْ صَارَ لي فَاذْهَبْ فَخُذْهُ فَهُوَ لَكَ». وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَتِ الْمَغَانِمُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهَا شَيْءٌ، وَمَا أَصَابَ سَرَايَا الْمُسْلِمِينَ مِنْ شَيْءٍ أَتَوْهُ بِهِ فَمَنْ حَبَسَ مِنْهُ إِبْرَةً أَوْ سِلْكًا فَهُوَ غُلُولٌ. قوله: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ، أَيْ: عَنْ حُكْمِ الْأَنْفَالِ وَعِلْمِهَا، وَهُوَ سُؤَالُ اسْتِخْبَارٍ لَا سُؤَالُ طَلَبٍ. وَقِيلَ: هُوَ سُؤَالُ طَلَبٍ، قَالَهُ الضَّحَّاكُ وَعِكْرِمَةُ. وَقَوْلُهُ: عَنِ الْأَنْفالِ، أَيْ: مِنَ الْأَنْفَالِ، عَنْ بِمَعْنَى مِنْ. وَقِيلَ: عَنْ صِلَةٌ، أَيْ: يَسْأَلُونَكَ الْأَنْفَالَ، وَهَكَذَا قِرَاءَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ بِحَذْفِ عن. وَالْأَنْفَالُ: الْغَنَائِمُ، وَاحِدُهَا نَفَلٌ، وَأَصْلُهُ الزِّيَادَةُ، يُقَالُ نَفَلْتُكَ وَأَنْفَلْتُكَ أَيْ زدتك. وسمّيت الْغَنَائِمُ أَنْفَالًا لِأَنَّهَا زِيَادَةٌ مِنَ الله لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى الْخُصُوصِ. وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّ الْآيَةَ فِي غَنَائِمَ بَدْرٍ. وَقَالَ عَطَاءٌ: هِيَ مَا شَذَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ بِغَيْرِ قِتَالٍ مِنْ عَبْدٍ أو أمة أو متاع فَهُوَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ بِهِ مَا شَاءَ. قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ، يقسمانها كما شاءا وَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَقَالَ مُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ وَالسُّدِّيُّ: هَذِهِ الْآيَةُ مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ الآية ﴾[الأنفال: 41]. كَانَتِ الْغَنَائِمُ يَوْمَئِذٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَسَخَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْخُمُسِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: هِيَ ثَابِتَةٌ غَيْرُ مَنْسُوخَةٍ، وَمَعْنَى الْآيَةِ: ﴿ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ ﴾ مَعَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلِلرَّسُولِ يَضَعُهَا حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى، أَيْ: الْحُكْمُ فِيهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ مَصَارِفَهَا فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ ﴾ [الأنفال: 41] الْآيَةَ. ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ ﴾، أَيْ: اتَّقُوا اللَّهَ بِطَاعَتِهِ وَأَصْلِحُوا الْحَالَ بَيْنَكُمْ بِتَرْكِ الْمُنَازَعَةِ وَالْمُخَالَفَةِ، وَتَسْلِيمِ أَمْرِ الْغَنِيمَةِ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾.

سبب نزول سورة الأنفال

نزلت سورة الأنفال بعد غزوة بدر الكُبرى حتّى إنَّ بعض الصحابة قد لقّبها بسورة بدر، نظراً لعظيمِ ما جاءَ فيها عن هذهِ المعركة الفاصلة، وقد نزلت بدايات سورة الأنفال وهي التي يقولُ فيها الله تباركَ وتعالى: (يسألونك عن الأنفال قُل الأنفالُ للهِ والرَّسولِ فاتّقوا الله وأَصلحوا ذاتَ بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كُنتم مؤمنين) لتبيّن للمؤمنين أنَّ ما غنمهُ المُسلمون من الأنفال بعدَ المعركة هوَ لله ورسوله يُقسّمه بما يراه، وليسَ لأحدٍ أن يغلّ قبل أن توضعَ الغنيمة كاملةً من دونَ نقصان، وذلك عقب ما كانَ من طلبِ سعد بن أبي وقّاص رضيَ الله عنه حين انتهت غزوة بدر أن يأخذَ سيفاً أعجبهُ فطلبهُ من النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم، فقالَ لهُ رسولُ الله عليهِ الصلاةُ والسلام: (رُدَّهُ من حيثُ أخذته) وأعاد سعد الطلب من رسولِ الله صلّى الله عليهِ وسلّم فأعادَ عليه رسولُ الله صلّى الله عليهِ وسلّم الجواب نفسه، وكانَ بعدها أن أنزلَ الله في الأنفال هذهِ الآية الفاصلة.

وفي بقيّة آيات سورة الأنفال ما نزلَ أيضاً في غزوة بدر كمُعالجة قضية الأسرى في الإسلام وكذلك قصّة اشتراك الملائكة عليهم السلام في القتال مع المؤمنين في الغزوة، وغير ذلك من آيات السورة التي كانَ سببُ نزولها في إطارها العامّ غزوة بدر الكُبرى.

السابق
فضل سورة يوسف
التالي
أفضل وقت لقراءة القرآن

اترك تعليقاً