علم وعلماء

التكنولوجيا سلاح ذو حدين

يوجد مُصطلح يتردد كثيرًا في المحافل العلمية والمؤتمرات، وهو “التكنولوجيا سلاح ذو حدين”، الذي يشير إلى أن الوسائل التكنولوجية ليست إيجابية أو سلبية في حد ذاتها وأن الأمر يتوقف على طريقة استخدامها والاستفادة منها.

التكنولوجيا لا يتم تطويرها لتحقيق أهداف سلبية أو إيجابية بشكل مطلق، حيث يتم تطوير بعض الأشياء لهدف إيجابي، لكن سوء الاستخدام يحولها إلى أدوات سلبية تسبب أضرار للبشرية.

الأثر الإيجابي للتكنولوجيا على المجتمع

ساعدت التكنولوجيا في تسهيل الحياة اليومية للأفراد وتيسيرها، إذ يستطيع الفرد إنجاز أعمال كثيرة في وقت وجهد قليلين وبسرعة كبيرة، كما ارتبطت كثير من أعمال الأفراد وتحركاتهم وتوجهاتهم وتعاملاتهم المالية والحكومية وتعليمهم وأبحاثهم ومتابعتهم للأخبار والأحداث والكثير من التفاصيل بالتكنولوجيا التى سهلت عليهم القيام بها بطريقة لم يكونوا ليفعلوا لو لم تكن التكنولوجيا موجودة لديهم.

التكنولوجيا سلاح ذو حدين

تحقق التكنولوجيا عددًا كبيرًا من الآثار الإيجابية للفرد والمجتمع، أهمها:

  • جعلت التكنولوجيا العالم قرية صغيرة، حيث ساهمت في تقريب الدول والشعوب وسهّلت طرق التواصل فيما بينها.
  • تعمل التكنولوجيا على إضافة المزيد من المعلومات لثقافة الأشخاص.
  • تساعد التكنولوجيا التواصل بين الأشخاص بشكل أسرع.
  • تفيد التكنولوجيا في تجميع المعلومات والبيانات وحفظها وتسهل التعامل معها.
  • تعمل على تطوير قدرات الفرد التعليمية والإبداعية.
  • تساعد على تطوير التعليم والكثير من المجالات الطبية.
  • تساعد الطلاب والدارسين في الحصول على المعلومات اللازمة للأبحاث العلمية.
  • تساعد في تقدم الصناعات والطب والكثير من المجالات.

الآثار السلبية للتكنولوجيا

تتسبب التكنولوجيا في حدوث بعض الآثار السلبية على الرغم من أنها تحقق الكثير من الإيجابيات، إلا أنه يوجد الكثير من السلبيّات، منها:

  • الإصابة بالسمنة، حيث تتسبب في الكسل والجلوس لفترات طويلة عند استخدام أجهزة الكمبيوتر والموبايل التي تسبب السمنة وتراكم الدهون بسبب قلة الحركة.
  • إجهاد العين، عند التركيز على استخدام التكنولوجيا بكثرة يحدث إجهاد العيون وتقليل معدل الرمش، مما يؤدي لجفاف العين وإجهادها.
  • آلام العضلات، يتسبب الإفراط في استخدام الأجهزة التكنولوجية الشعور بآلام العضلات والعظام.
  • إضاعة الوقت، تتسبب التكنولوجيا في ضياع الوقت.
  • المواقع الرديئة، تحتوي شبكة الإنترنت على مواقع سيئة تسبّب الكثير من المشكلات لمن يستخدمها.
  • الاستخدام السيئ، حيث يسبب الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا حدوث الكثير من الأضرار الإقتصادية والبيئية والصحية والنفسية.

ابتكارات تحولت أهدافها الإيجابية إلى سلبية

يرصد التاريخ عددًا كبيرًا من الابتكارات التي تم ابتكارها في الأساس لتحقيق أهداف إيجابية، لكنها تحولت مع الوقت لأدوات سلبية تحقق أضرارًا ومشكلات، منها:

  • الطباعة ثلاثية الأبعاد، تستخدم لالتقاط الصور كما تستخدم في الأغراض الطبية، مثل تصنيع الأعضاء البديلة مثل عظام الجمجمة والفك، لكن أصبحت تستخدم في تصنيع الأسلحة المستخدمة في الحروب.
  • الديناميت، هذا الاختراع الذي ابتكره “ألفريد نوبل” وكان يستخدم في الأساس في عمليات التعدين والحفر وتفجير المحاجر للأغراض الصناعية، حيث سهّل عمليات حفر الأنفاق، لكنه تحول إلى مادة مدمّرة تسببت في مقتل الملايين من الناس.
  • صبغة الفوسجين، هي عبارة عن غاز سيء الرائحة بدون لون ويستخدم في الصناعات، لكن تم استخدامه في الحروب كغاز سام خانق.
  • خرائط جوجل إيرث، هي خرائط تساعد في الحصول على الأماكن وتسهل الوصول إليها، لكن أساء البعض استخدامها في القيام بعمليات السطو والسرقة والإرهاب وغيرها من الجرائم.
  • برامج الكمبيوتر، تم ابتكارها في الأساس بهدف تنظيم المعلومات وتسهيل استخدامها والتعامل معها وغيرها من الأهداف التعليمية، لكن أساء البعض استخدامها في ارتكاب جرائم القرصنة وإنتاج برامج الفيروسات الضارّة وبرامج التسلّل وسرقة البيانات.
  • طائرات بدون طيار، هذه التكنولوجيا التي استخدمت في الكثير من الأعمال السلمية، مثل إطفاء حرائق الغابات وإسعاف المصابين، تحولت لسلاح حربي فتاك تستخدمه الدول الكبرى في العدوان، مما اضطر الأمم المتحدة للإعلان عن أنها من الأسلحة المحظور استخدامها.

الحديث عن أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين لا يتوقف، حيث إن إساءة استخدام وسائل التكنولوجيا يتسبّب في إحداث الكثير من الأضرار للشعوب والأفراد والدول، لذا يجب الانتباه حتى لا ينقلب السحر على الساحر ويتحول الخير إلى شر.

السابق
الروبوت العسكري ودوره البارز في الحروب المعاصرة
التالي
تقنيات المكفوفين وتطبيقات عملية ومفيدة

اترك تعليقاً