قصص

الخنازير الثلاثة و الذئب

الخنازير الثلاثة و الذئب

قصة الاخوة الثلاثة والذئب مكتوبة

كان يعيش في إحدى المزارع الجميلة ، ثلاثة أخوة مع والدهم وكانوا يقومون بمعظم الأعمال لمساعدة والدهم ، ولكن كانوا يتشاجرون كثيراً مما كان يحزن الأب ، ولم يتوقف الأخوة عن المشاجرة ، حتى في طريقهم إلى السوق لبيع محصول مزرعتهم ، من الخضار .

فكان منهم من يقود العربة ومنهم من يمسك بصناديق الخضار ، لئلا تسقط على الأرض فكانوا يتشاجرون حول أي منهم ، من يمسك العربة وأي منهم من يمسك ، صناديق الخضار لئلا تسقط على الأرض .

حتى وصلوا أخيراً إلى السوق فوقفوا في منتصف السوق ، لبيع الخضار وكان الطقس ذلك اليوم حار ، والشمس تطلق أشعتها الساخنة ، فذهب الأخ الأوسط لتناول كوب من العصير ، وأوصى أخيه الأكبر وأخيه الأصغر بالبيع ، والاهتمام بالعربة والخضار لحين عودته .

وبعد قليل شعر الأخ الأصغر بشدة الحرارة ، فقرر الذهاب للسباحة في البحيرة الموجودة بالقرب من سوق القرية ، وترك أخيه الأكبر يهتم بالبيع لكن الأخ الأكبر ، اغتاظ من الأخ الأوسط والأخر الأصغر لتركهما له وحده ، يبيع الخضار .

ففضل النوم مستنداً على العربة وترك العربة والخضار ، وراح في نوم عميق حتى جاء الكثير من الناس لشراء الخضار ، لكنه ظل نائماً فتركه الناس وبحثوا عن بائع آخر ، وعند غروب الشمس عاد الأخ الأصغر من البحيرة ، بعد أن قضي اليوم كله يسبح ويمرح هناك ، وقال في نفسه أن أخيه الأكبر سيهتم بالبيع ، فقرر عدم العودة له إلا بعد غروب الشمس وعندما تصبح ماء البحيرة باردة .

وعندما عاد وجد أخيه الأوسط يتشاجر مع الاخ الأكبر ، لأن عربة الخضار قد سرقت وكل ما عليها لم يعد موجوداً ، وعلم أنه كان نائماً ولم يراقب العربة فبدأ الأخوة الثلاثة يتشاجرون ويلوم ، كل واحد الأخر .
وعندما عادوا إلى والدهم وعلم بسرقة العربة والخضار ، وما لحق به من خسارة كبيرة بدل من مكسب توقعه ، اجتمع بهم ليعرف من تسبب في سرقة العربة والخضار ، فبدأ الأخ الأكبر يلوم الأصغر لأنه تركها ، وذهب للسباحة .

وبدأ يلوم الأخ الأوسط لأنه ذهب لشرب العصير ، ولام الأخ الأصغر الأخ الأكبر لأنه نام ولم يهتم بمراقبة العربة والخضار ، وزادت حدة الشجار فصاح الأب وطلب منهم الكف عن الجدل والصياح ، وقال لهم : انتم لستم أخوة .

ودخل الأب إلى غرفته وأخبرهم بأنه غداً هو يوم هام للحصاد ، وعليهم العمل في الصباح الباكر ولا مجال للكسل ، ولا مجال للشجار وفي صباح اليوم التالي ، وقد كان يوم الحصاد استيقظ الأب ، ولكن لم يستيقظ الاخوة الثلاثة .

فكل واحد قال في نفسه يكفى أن يصطحب والدهم واحداً منهم فقط ، وظن كل واحد أنه سيصطحب الأخر وليس هو ، فغضب الأب من كسلهم وحاول إيقاظهم لكنهم كانوا متعبين من شجارهم بالأمس .
فرحل الأب هو وزوجته ليحصد المحصول ، وترك أولاده نيام وعندما عاد الأب قرر أن يلقن أولاده ، درساً لا ينسى فأجتمع بهم مرة أخرى ، وأعطى لكل واحد عصا خشبية ، وطلب من كل واحد محاولة كسرها .

فتمكن كل من الثلاثة من كسر العصا كل واحد بمفرده ، ثم أعطاهم مجموعة مربوطة من العصي الخشبية ، وطلب من كل واحد كسرها ولن يتمكن أي منهم كسرها ، فقد كانت مجموعة قوية من الاخشاب ، لن يتمكن أحد من كسرها .

وهنا أوضح الأب اهمية تعاونهم ، واتحادهم معاً لانجاز الامور فالتعاون فيه قوة وإتقان ، وسرعة في إنجاز العمل فتعلم الاخوة الثلاثة ، أن الشجار والخصومة ما هو إلا مضيعة للوقت ، وعليهم التعاون والاتحاد لأن فيه تكمن القوة .

قصة الأطفال الثلاثة

https://www.youtube.com/watch?v=KXpS3-wT-Vo

ليلى والذئب

الفصل الأوّل

يُحكى أن هناك فتاة صغيرة وجميلة تدعى ليلى كانت تعيش مع والدتها في قرية صغيرة تحيط بها غابة جميلة، وكانت تلقب بصاحبة الرداء الأحمر؛ وذلك لأنها كانت تحب دائماً أن تلبس معطفها الأحمر الذي أهدتها إياه جدتها في عيد ميلادها، وفي صباح أحد الأيام الربيعية قالت لها والدتها بعد انتهائها من صنع الكعك ووضعه في سلة صغيرة: طفلتي الحبيبة، ضعي معطفك الأحمر وخذي هذه السلة لجدتك كي تطمئنّي عليها، فقد وصلني أنها مريضة وبحاجة لمن يرعاها في مرضها.

الفصل الثاني

بعد أن ارتدت ليلى معطفها الأحمر وحملت السلة بحماس متجهة إلى باب المنزل، أوقفتها والدتها قائلةً: احذري يا ليلى من الابتعاد عن الطريق، واذهبي مباشرة لبيت جدتك، وعند وصولك ألقي عليها التحية وكوني مهذبة وودودةً عند الحديث معها، فقبّلت الصغيرة والدتها وطمأنتها قائلة: لا تقلقي يا أماه، سأكون بخير، ثم سارعت بالخروج، والتزمت بكلام أمّها إلى أن وصلت الغابة التي تعيش فيها جدتها وهناك رآها الذئب، فلم تشعر الصغيرة بالخوف عندما رأته؛ فقد كانت طفلة لا تعرف سوى الحب ولا تدرك معنى خبث هذا الكائن.

الفصل الثالث

اقترب الذئب من ليلى وسألها: ما اسمك أيتها الصغيرة؟ قالت: اسمي ليلى، ويلقبني أهل القرية بذات الرداء الأحمر، فقال الذئب: إلى أين أنت ذاهبة يا ليلى في هذا الوقت المبكر من اليوم؟ فأخبرته أنها ذاهبة لرؤية جدتها المريضة كما طلبت منها والدتها، وأنها قد أحضرت لها سلة من الكعك، فقال الذئب بابتسامة خبيثة: هذا جميل يا ليلى، يا لكِ فتاة مطيعة، لم تشعر ليلى للحظة بمكر هذا الذئب، ولكنها شعرت بالإطراء وظنّت أنه كائن لطيف مثلها وابتسمت له ابتسامة بريئة، ثم قالت: شكراً لك أيها الذئب، أنت مخلوقٌ لطيف، وكم أود لو نصبح أصدقاء. ففرح الذئب لأنه استطاع أن يخدعها ويجعلها تثق به؛ فذلك سيجعل تنفيذ خطته أسهل، ثم انتهز الفرصة قائلاً: لم لا تخبريني يا صغيرتي أين تسكن جدتك، حتى نتسابق أنا وأنت إلى هناك، ولنرى من سيصل أولاً؟ فأجابته ليلى بكل براءة: جدتي تسكن في بيت خشبي صغير ومميز في آخر الغابة، فقال لها الذئب وابتسامته الخبيثة لا تفارق وجهه: حسنا إذاً، سأذهب أنا من هذا الطريق، واذهبي أنتِ من الطريق الآخر. سارع الذئب بالتحرك بأقصى سرعة ممكنة، وفي هذه الأثناء كانت ليلى منطلقة إلى بيت جدّتها كذلك، ولكنها رأت في طريقها أزهاراً جميلة جداً تبعد عن الطريق بمسافة صغيرة، ولعشقها للأزهار الملونة، لم تستطع ليلى مقاومة جمال تلك الأزهار، وأرادت أن تحضر بعضاً منها لجدتها المريضة؛ فهي تعلم كم تحب جدتها الأزهار أيضاً، وكم سيجعلها ذلك تشعر بالسعادة وينسيها مرضها، كما أنها لم تر جدتها منذ فترة وظنت بأنها ستكون هدية جميلة، وبعد لحظات من التردد قررت ليلى تجاهل تحذير أمها لها، وظنت بأن سعادة جدتها بالأزهار ستنسي أمها ما فعلته. في هذه الأثناء كان الذئب قد وجد بيت الجدة، ولم تكن ليلى قد وصلت بعد؛ فالذئب يعيش في الغابة منذ زمنٍ ويعرف طرقها جيّداً، ولذلك فقد سلك أحد الطرق المختصرة وغير الوعرة، وعندما وصل إلى البيت أسرع ودق على الباب، فلم تستطع الجدة النهوض من الفراش بسبب مرضها، فسألت من الداخل: من يطرق الباب؟ فقال الذئب محاولاً التنكر في صوته: أنا ليلى حفيدتك يا جدتي، قالت الجدة بتردد متجاهلة شعورها بغرابة الصوت: حسنا تفضلي يا عزيزتي. دخل الذئب الماكر للمنزل فذعرت الجدة عند رؤيته، وحاولت أن تصرخ طالبة النجدة، لكن أحداً لم يسمعها، فأمسك الذئب بها وقام بحبسها في الخزانة، وأمرها أن لا تصدر صوتاً وإلا فسيأكلها، ثم أخذ معطفها وارتمى على سريرها متنكراً وقد شعر بحماس شديد وهو ينتظر وصول ليلى حتى يتم خطته بنجاح، وفي هذه اللحظة وصلت ليلى لمنزل الجدة ولم تجد الذئب هناك، ولكنها لم تهتم للأمر كثيراً فهي ما زالت سعيدة بالأزهار الجميلة التي التقطتها من أجل الجدة وبدأت تطرق الباب.

الفصل الأخير

قال الذئب محاولاً تقليد صوت الجدة: من بالباب؟ فقالت ليلى بحماس: أنا ليلى يا جدتي، أحضرت لك مفاجأة جميلة، فقال الذئب: حسناً تفضلي يا عزيزتي، دخلت ليلى وقبّلت رأس جدتها كالعادة، لكنها شعرت بشيء مريب عزته إلى أنها لم تر جدتها منذ فترة من الزمن، ثم شعرت بهدوء غريب؛ ففي العادة تكون جدتها سعيدة لرؤيتها، فقاطع الذئب الأفكار التي كانت تدور في رأس ليلى قائلاً: ما أجمل هذه الأزهار يا ليلى، شكراً لك يا حبيبتي. اطمأنت ليلى لوهلة، ووضعت الأزهار في كأس ماء كان على طاولة صغيرة إلى جانب السرير بعد أن ملأته بالماء، ثم عادت للجلوس بجانب السرير، والتفتت لجدتها وقد لاحظت شكلها الغريب، فقررت ببراءة أن تسألها: جدتي، لم عيناك كبيرتان؟ فقال الذئب المتنكّر: حتى أستطيع أن أراك جيداً يا صغيرتي، فلاحظت ليلى شيئاً غريباً آخراً في جدتها وسألت مرة أخرى: ولم أذناك كبيرتان؟ قال الذئب بمكر: حتى أستطيع سماع صوتك الجميل بهما يا عزيزتي، ثم نظرت ليلى إلى فم الجدة: جدتي، لم فمك أصبح كبيراً؟ فقال الذئب وهو ينزع عنه ثياب الجدّة ومكشّراً عن أنيابه: حتى آكلك به! وهمّ الذئب بليلى يريد أن ينقضّ عليها ويأكلها، فصرخت بأعلى صوتها طالبة النجدة، فسمع صراخها صيادٌ كان يمر بالصدفة قرب بيت الجدة، فركض الصياد ودخل بقوة للمنزل، وأطلق النار من بندقيّته على الذئب ونجح في قتله. بكت ليلى بحرقةٍ وهي تبحث عن جدتها مع الصياد، وبقيت تبكي إلى أن عثرت عليها في الخزانة، فساعدها الصياد على إخراجها من الخزانة، وحضنت ليلى المسكينة جدتها وهي تشعر بالندم لأنها لم تسمع وصيّة والدتها، وأخبرتها جدتها بأن عليها الالتزام بكلام أمها في الأيام القادمة، فمسحت ليلى دموعها وقبّلتها وعاهدتها بأن ذلك لن يحدث مجدداً، وأنها قد تعلمت درساً لن تنساه أبداً، وأخيراً قامتا بشكر الصياد على إنقاذه لهما وبقيت ليلى في صحبة الجدة في ذلك اليوم لترعاها وهي ممتنة وسعيدة بأن جدتها لا زالت بخير.

قصص اطفال

المزارع المخادع

يُحكى أن مزارعاً مخادعاً قام ببيع بئر الماء الموجود في أرضه لجاره مقابل مبلغ كبير من المال، وعندما جاء المزارع الذي اشترى البئر ليستخدم الماء الموجود فيه في اليوم التالي قال له الرجل المخادع: اذهب من هنا أيها الرجل فأنا قد بعتك البئر لكنني لم أبعك الماء الموجود فيه، دُهش الرجل مما سمع وتوجه إلى القاضي ليشتكي المزارع المخادع له بعد محاولات عديدة لإقناعه بأن البئر والماء الذي فيه من حقه، سمع القاضي القصة وأمر الرجل المخادع بالحضور، ثمّ طلب منه أن يعطي الرجل بئره إلّا أنّه رفض، فقال له القاضي: حسناً، إن كانت الماء لك والبئر لجارك فهيّا قم وأخرج ماءك من بئره إذن، جُنّ جنون الرجل المخادع وعرف أنّ الخديعة لا تضرُّ إلّا بصاحبها.

الدجاجة الذهبية

يُحكى أنّ مزارعاً وزوجته كانا يملكان في مزرعتهما دجاجة جميلة ذهبية اللون، وكانت هذه الدجاجة تضع كل يوم بيضة ذهبية يبيعانها ويسدا بها حاجتهما، إلى أن فكّر هذا المزارع يوماً بأن يقوم بذبح الدجاجة لاستخراج ما يحويه بطنها من بيضات ذهبية يبيعها ويحصل من خلالها على الكثير من المال، أخبر المزارع زوجته بما ينويه فحاولت نصحه بألّا يفعل ذلك إلّا أنّه لم يقبل، أعد المزارع السكين وشقّ بطن الدجاجة للحصول على البيضات الذهبية التي تخيّلها، فلم يجد فيه إلأ الدم والأحشاء، فجلس وزوجته يبكيان ويندبان حظهما، فقد خسرا بسبب الطمع دجاجتهما الذهبية التي كانت مصدر رزقهما اليومي.

الأسد ملك الغابة والفأر الصّغير

يُحكى أن الأسد ملك الغابة وأقوى سكّانها كان ذات يوم نائماً، عندما بدأ فأرٌ صغيرٌ يعيش في الغابة نفسها بالركض حوله والقفز فوقه وإصدار أصوات مزعجة، مما أقلق نوم الأسد ودفعه للاستيقاظ، وعندما قام الأسد من نومه كان غاضباً، فوضع قبضته الضخمة فوق الفأر، وزمجر وفتح فمه ينوي ابتلاع الفأر الصغير بلقمة واحدة، صاح الفأر عندها بصوت يرتجف من الخوف راجياً أن يعفو الأسد عنه، وقال: “سامحني هذه المرة، فقط هذه المرّة ولا غيرها يا ملك الغابة، وأعدك ألا أعيد فعلتي هذه مجدّداً، وألّا أنسى معروفك معي، وكذلك أيها الأسد اللطيف، فمن يعلم؟ فلربما أستطيع ردّ جميلك هذا يوماً ما”، ضحك الأسد من قول الفأر، وتساءل ضاحكاً: “أيّ معروف يمكن أن يقدّمه فأرٌ صغير مثلك لأسد عظيم مثلي؟ وكيف يمكنك مساعدتي وأنا الأسد ملك الغابة وأنت الفأر الصغير الضعيف؟” قرّر الأسد أن يطلق سراح الفأر لمجرّد أنه قال له ما أضحكه، فرفع قبضته عنه وتركه يمضي في شأنه.مرّت الأيّام على تلك الحادثة إلى أن استطاع بعض الصيّادين المتجوّلين في الغابة أن يمسكوا بالأسد ويربطوه إلى جذع شجرة، ثم انطلقوا ليحضروا عربة كي ينقلوا الأسد فيها إلى حديقة الحيوانات، وعندما كان الصيادون غائبين يبحثون عن العربة، مرّ الفأر الصغير مصادفة بالشجرة التي كان الأسد مربوطاً بها، ليرى الأسد وقد وقع في مأزق لا يُحسد عليه، فقام الفأر الصغير بقضم الحبال التي استخدمها الصيادون لتثبيت الأسد وأَسره، حتّى قطع تلك الحبال جميعها محرّراً الأسد، ثم مضى الفأر بعدها متبختراً وهو يقول بكل سعادة: “نعم لقد كنت محقّاً، يستطيع فأرٌ صغيرٌ مساعدة أسد عظيم مثلي، فالمرء يقاس بفعله لا بحجمه، ولكلٍ منّا عازته في هذه الحياة”.

الوطن

كان هناك عصفورتان صغيرتان رقيقتان تعيشان في بقعة من أرض الحجاز شديدة الحرّ قليلة الماء، وفي أحد الأيّام بينما كانتا تتجاذبان أطراف الحديث وتشكيان لبعضهما صعوبة ظروف الحياة، هبّت عليهما نسمة ريح عليلة آتية من أرض اليمن، فسعدت العصفورتان بهذه النسمة وأخذتا تزقزقان نشوة بالنسيم العليل، وعندما رأت نسمة الريح العصفورتين الجميلتين تقفان على غصن بسيط من شجرة وحيدة في المنطقة، استغربت من أمرهما وقالت: “أيتها العصفورتان الجميلتان، عجباً لأمركما، فكيف تَقبلان وأنتما بهذا الحسن وهذه الرقّة أن تعيشا في أرض مقفرة كهذه؟ لو شئتما لحملتكما معي وأخذتكما إلى اليمن من حيث أتيت، فهناك المياه عذبة باردة، طعمها ألذّ من العسل، والحبوب تكاد لحلاوة طعمها أن تكون سكّراً، وإن أخذتما بنصيحتي، وعدتكما أن نكون هناك خلال وقت قصير جدّاً، فما قولكما؟”قامت العصفورة الأذكى بين الاثنتين وأجابت بفطنة وبداهة: “يا نسمة الريح، أنت ترتحلين كل يوم من مكان إلى مكان، وتنتقلين من أرض إلى أرض، وذلك يجعلك لا تدركين معنى أن يكون للواحد منّا وطن يحبّه، فارحلي أيّتها النسمة مشكورةً، فنحن لن نبدّل أرضاً ولو كانت جنّة على الأرض بوطننا ولو كانت الأجواء فيه قاسية والطعام فيه شحيح”

قصة الخراف السبعة

في يومٍ من الأيام في غابة بعيدة، حدثت قصة الذئب والخراف السبعة، حيث كان لنعجةٍ سبعةُ خرافٍ صغيرة، وكانت النعجة تخاف على صغارها وترعاهم وتوفر لهم الطعام، وكانوا ينشرون البهجة من حولها ويلعبون بمرحٍ، وفي إحدى المرات أرادت النعجة الأم أن تُحضر لخرافها الصغيرة طعامًا من الغابة، فأوصت صغارها قائلة: خرافي الصغيرة، سأحضر لكم طعامًا من الغابة، وعليكم أن تحذروا من الذئب الشرير في غيابي، فإن جاء إليكم وطرق الباب فلا تفتحوا له أبدًا حتى لا يأكلكم ويقضي عليكم، وانطلقت النعجة الأم إلى الغابة وهي خائفة على صغارها، لكن لم يكن أمامها خيارٌ أبدًا سوى أن تذهب لتحضر لهم الطعام. ما إنْ ذهبت النعجة الأم إلى الغابة، وأوشكت الشمس على المغيب، حتّى اختبأت الخراف السبعة في البيت، وأغلقت الباب، وفجأة وإذْ بصوت قويّ يطرق الباب عليهم، فسأل أحد الخراف الصغيرة: من بالباب؟، فقال الطارق: افتحوا يا صغاري، أنا أمُّكم وقد جئت بطعام لذيذ لكم، افتحوا بسرعة، لكن الخراف الصغيرة لم تألف هذا الصوت أبدًا، إذْ إنّ صوت أمّهم النعجة لم يكن مفزعًا وأجشّ مثل هذا الصوت، فخافوا ولم يفتحوا الباب، وقالوا له: إن صوت أمنا جميل وحنون، وأنت الذئب الشرير، لن نفتح لك الباب، فأعاد الطرق مرة أخرى وهو يقول: افتحوا البابَ بسرعة قبل أن أكسره عليكم، وفي هذه اللحظة عرفت الخراف السبعة أنّ هذا هو صوت الذئب الشرير، خصوصًا عندما رآه أحد الخراف من النافذة، إذ كان لونه أسود وله أنيابٌ مرعبة، ومخالب مخيفة، فخافت الخراف الصغيرة خوفًا شديدًا. عندما تأكّدَ الذئب الشرير أنّ النعجة الأم ليست في البيت مع أبنائها الصغار، حاول أن يخلعَ الباب على الخراف، وأخذ يشدّ بكلّ عَزْمِهِ كي يفتحَ الباب بالقوّة، وفي هذه اللحظة، أشارت الخراف السبعة على بعضها بضرورة التصدّي للذئب الشرير ومنعه من الدخول، فتجمعوا كلهم خلف الباب، ودفعوه بكلّ قوتهم كي يمنعوا الذئب من الدخول، وفجأة جاءت النعجة الأم، ورأت الذئب يحاول الدخول على صغارها، فأصابها الهلع، وجرت بسرعة كبيرة إلى الصيّاد الذي يسكن في الجوار، وطلبت منه النجدة، فجاء إليهم، ورأى الذئب والخراف السبعة يقاومونه، وتمكّن من إصابة الذئب الشرير وقَتله. بعد موت الذئب الشرّير، فتحت النعجة الأم على أبنائها الصغار، وأزالت الخوف عنهم، وشكرت الصياد على نجدته، وأثنت على صغارها السبعة وعلى شجاعتهم في التصدّي للذئب، وقالت لهم بكل فخر: الآن يا صغاري الأعزاء، ستكون قصتكم على كلّ لسان، وسيتحدث جميع الناس عن قصة الذئب والخراف السبعة الذين سمعوا كلام أمهم ولم يفتحوا الباب للغريب، ففي قصة الذئب والخراف السبعة عبرة رائعة، وهي أن في الاتحاد قوة، وفي الفرقة ضعف، فعندما اجتمعت الخراف السبعة خلف الباب، استطاعوا أن يهزموا الذئب ويمنعوه من الدخول على الرغم من قوته وبطشه.

قصة الخنزير الثلاث بالعربي مكتوبة

وجد الأخوة الخنازير الثلاثة أن اللحظلة قد حانت ليبني كل منهم منزله الخاص.
فذهبوا إلى السوق وابتاعوا كل ما هو ضروري.
بنى الأصغر بيته من الأغصان والقش لكي ينتهي بسرعة ويعود لاهتماماته
المفضلة وهي اللعب والغناء.
انتهى منزل القش بسرعة فائقة وأعلن مالكه الخنزير.
ركض باحثا عن أخيه الأكبر فرحًا بالنتيجة.آه؛ يا لها من مفاجأة؛
كان أخوه قد أنهى أيضا منزله .منزلٌ من الخشب لكنه خفيف وصغير.
جلس الأخوان بهدوء يتحدثان عن المستقبل وهنأ واحدهما الآخر بالسهوله
التي بنى فيها منزله دون أن يقلقا لكون المنزلين هشين.
وقبل أن يذهبا لزيارة أخيهما الأكبر تنزها في الغابة وتسليا وغنا وعزفا على آلتيهما.
كان الأخ الأكبر وهو خنزيرٌ صغيرٌ وحريصٌ يبني منزلاً متيناً من الآجر والاسمنت.
لم يفهم الأخوان سبب إصراره على العمل بدلاً من اللعب معهما.
تركاه لينجز عمله وعادا إلى الغابة مترنمان‘ ولكن بغتة صادفهم ذ ئبٌ يتضور
جوعاً وينوي أن يأكل حتى الشبع.
ركض كلمنهما مذعوراً إلى منزله‘ فقرر الذ ئب اللحاق بالأصغر والأكثر ليونة.
وعندما مثل الذ ئب أمام منزل القش هدد الخنزير قائلاًّّ (افتح لي وإلا ستندم سأنفخ وأنفخ إلى أن يطير المنزل).
ماكان هذا إلا تهديد لكن الذ ئب نفخ بقوة فطار قش المنزل.
ركض الخنزير الصغير المسكين بأقص المصنوع من الخشب إلا أن الذ ئب اقتف أثره وقام بنفس الخشبية الرقيقة آه…..كلا…..سيتمكن الذ ئب من الهام الخنزيرين الصغيرين ارتعدت فرائصهم خوفاً فركضا لبيت أخيهما الأكبر المنجز للتو‘ لقد سر الأخ لأنه تمكن من حمايتهما فقال للخنزيرين الصغيرين المرتجفين ليهدَأ روعهما(لاتخافا لن يتمكن الذ ئب أبداً من هدم هذا المنزل).
في الواقع كن الذ ئب قد نفخ ونفخ ولكن ما من قرميدة تزعزت من مكانها لن يستسلم للخنازير وها هو يفكر …آه..فكرة سيدخل من المدخنة لكن الأخ الأكبر دائما بالمرصاد أشعل في الموقد قدراً مملوءاً بالماء فحرق الذ ئب قدميه وذيله
عندما أراد الدخول ومن شدة الألم خرج بقفزة واحدة من المدخنة وهرب إلى أبعد مكان في الغابة ولللأبد واعداً بألا يتعرض للخنازير الثلاثة.
وها قد تمكن الخنازير الثلاثة الناجين من الد ئب أن يعيشوا سعداء إلى الأبد..؟

 

قصص اطفال قبل النوم

القطة الحائرة

في أحد الأيام كانت هناك قطةٌ لطيفةٌ وجميلة تدعى قطقوطة، إلّا أنّها كانت لا تحبّ شكلها، فكانت تتذمّر في كلِّ مرّةٍ في تنظر فيها إلى المرآة، وكانت تقضي وقتها في مراقبة الحيوانات الأخرى، فيوماً تحلم أنّها تستطيع الطيران كالطيور، ويوماً تحلم أنّها تستطيع السباحة كالأسماك، ويوماً تحلم أنّها تستطيع الجري بسرعةٍ كالفهد في الغابات، وكانت خيالاتها تلك تمنعها من إدراك ما تتميز به عن المخلوقات الأخرى من نعم خصّها الله بها، وفي أحد الأيام كانت قطقوطة تلعب قريباً من البحيرة، فرأت بعض البطّات الصغيرة التي تسبح في البحيرة، فتمنّت لو أنّها قادرةً على السّباحة كالبط، وحاولت ذلك إلّا أنّها لم تستطع أن تسبح ببراعتهن، فنفضت جسمها من الماء وسارت غاضبة تكمل طريقها نحو المنزل حتى شاهدت أرنباً يقفز بمرحٍ ويتناول الجزر بشهيّة، فتمنّت أن تصير أرنباً، وعندما حاولت القفز مثله لم تستطع فعل ذلك، فقالت: سأتناول الجزر مثله إذن، إلّا أنّ طعمه لم يعجبها أبداً؛ فالقطط لا تحبُّ الجزر، أدرات قطقوطة ظهرها عائدة إلى المنزل فشاهدت قطيعاً من الخراف التي أعجبها صوفها الكثيف وشكلها المستدير وتخيّلت جمال شكلها إن هي أصبحت خروفاً، فأسرعت تبحث في دولاب البيت عن قطعة من الصوف، وما إن وجدتها حتى لفَّت نفسها بها وبدأت تمشي فرحة مع القطيع، ولكنّ هذا الصوف جعلها تشعر بالحرّ الذي لم تتمكن من احتماله، فحزنت وأزالته عن جسمها وهربت. سارت القطة حزينة في طريقها لا تدري ماذا تفعل، فقررت أن تجلس تحت الشجرة لتستريح قليلاً، وأثناء جلوسها أرادت أن تُسلَي نفسها فأخذت تموء بصوتها اللطيف وتصدر أنغاماً عدّة، فمرّت عليها زرافة طويلة اقتربت منها وقالت لها: يا إلهي ما أجمل صوت موائك! أتمنى لو أنني أمتلك حبالاً صوتيةً تمكنني من الغناء مثلك أيّتها القطة، ابتسمت قطقوطة وعلا صوت موائها من شدّة الفرح بما قالته لها الزرافة، إلّا أنَّها سمعت صوت عجوز تنادي: أنقذوني أنقذوني فهعرت بسرعة إلى مكان الصوت لتجد أفعى كبيرة تحاول لدغ هذه العجوز التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها، فوثبت القطة مسرعة ونالت من هذه الأفعى الشريرة بمخالبها القوية وأبعدتها عن العجوز، فرحت العجوز كثيراً وشكرت القطة على ما فعلته لأجلها، وطلبت منها أن تشكر الله على نعمة المخالب التي أنعم بها عليها، وبعد وقت ليس بقصير نظرت العجوز والقطة إلى الباب فرأتا سلحفاة يبدو عليها التعب، فسألتاها ما خطبك أيتها السلحفاة؟ فأجابت بحزن: لقد سمعت صوتك أيتها الجدّة فأتيت مسرعة لأنقاذك إلا أنني لم أستطع الوصول في الوقت المناسب لبطء حركتي، فشكرت قطقوطة الله على سرعة حركتها في سرّها، وقالت الجدّة: هوني عليك يا سلحفاتي العزيزة فقطقوطة الجميلة قد أنقذتني بما أنعم الله به عليها، وأنا متأكدة بأنني سأحتاج مساعدتك يوماً ما، فلكل مخلوق منّا وظيفة في هذه الحياة خلقه الله لأجلها، ومنحه ما يمكِّنه من القيام بها، فلنشكر الله جميعاً ولنُذكّر بعضنا بمحاسن البعض دوماً، ابتسمت قطقوطة والسلحفاة وقالتا بصوت واحد: نعم أيتّها الجدّة نحن محظوظتان بما خلقَنا الله عليه، ولن ننسى أن نشكره على نعمه بعد الآن، ثمّ عادتا إلى منزلهما سعيدتين.

القنفذ والحيوانات الصغيرة

كان هناك قنفذٌ صغيرٌ يعيش في غابةٍ جميلة، وكان يحب اللعب مع الحيوانات، إلّا أنّ الحيوانات كانت تخشى اللعب معه، فظهره مليءٌ بالشوك الذي يؤذي الحيوانات عند اقترابها من القنفذ الصغير، وفي أحد الأيام كان الأرنب يلعب بكرته الجديدة، فنظر القنفذ الصغير إلى الكرة الجميلة وأراد أن يلعب بها بشدة، فطلب من الأرنب أن يشاركه اللعب بها، فنظر إليه الأرنب ثمّ ردّ عليه قائلاً: “أنا آسفٌ أيها القنفذ، ولكنّني لا أستطيع السماح لك باللعب معي، أتذكر ما حدث لبالون الأسد الذي كنا نلعب به، وقفزتَ كي تردّ له البالون فانفجر، وحزن الأسد كثيراً، ولذلك أنا آسفٌ جداً، ولكنني لا أستطيع السماح لك باللعب معي”. حزن القنفذ كثيراً ورجى الأرنب قائلاً: “أرجوك أن تسمح لي باللعب، وأعدك أنّني لن أخرب كرتك”، ولكنّ الأرنب أصرّ على قراره وقال للقنفذ: “أتذكر ما فعلتَ الأسبوع الماضي لعوامة صديقنا الفيل؟ فقد كان يسبح باستخدامها ولكنّك ثقبتَها بسبب شوكك، أرجوك أن تذهب وتلعب بعيداً عني حتى لا تثقب كرتي الجديدة”. ابتعد القنفذ باكياً، وقرر العودة إلى منزله، فقابل قطةً صغيرةً في طريقه، فقال لها: “هل تلعبين معي يا صديقتي القطة؟”، ردّت القطة بضيق: “لا، فأنا لا أريد اللعب معك أبداً أيها القنفذ، أتذكر عندما لعبتُ معك فدخلت أشواكك في قدميّ؟ وقد آلمني ذلك جداً، ابتعد عني من فضلك كي لا تؤذيني مرةً أخرى”، شعر القنفذ بحزن شديد وعاد إلى منزله وهو يبكي بشدة. حين وصل القنفذ إلى منزله وجد أمّه تطهو الطعام، فرأته يبكي وقالت له بقلق: ” لماذا تبكي يا صغيري العزيز؟” ردّ القنفذ بحزن: “إنّ حيوانات الغابة لا ترضى أن تلعب معي بسبب الشوك الذي يغطي ظهري، لماذا خلقنا الله بذلك الشوك المؤذي لجميع الكائنات؟” ردت الأم: “ولكن ألا تدري أنّ هذا الشوك يحمينا من اعتداء أعدائنا، ويجعلهم يخشون الاقتراب منا؟ فإنت عندما تشعر بالخطر يهددك تستطيع إطلاق الشوك على أعدائك، فتحمي نفسك وأصدقاءك وعائلتك، فاحمد الله على نعمه يا بنيّ، ويوماً ما سيعرف أصدقاؤك قيمتك فلا تحزن”. بعد مرور يومين كان الأرنب والأسد والفيل والقطة يلعبون معاً، فاقترب منهم أحد الصيادين والذي كان يريد اصطياد الأرنب كي يأكله، فهرب أصدقاؤه الحيوانات لأنّهم كانوا غير قادرين على حمايته، ولكنّ النفذ كان قريباً منهم، فسمع صوت استغاثتهم، وهرع إلى المكان الذي يوجد فيه الصياد، وبأ يقذف شوكه عليه، تألّم الصياد بشدة، وبدأ بالصراخ من شدة الألم، وأفلت الأرنبَ الذي هرب مبتعداً مع القنفذ عن الصياد. وبعد أن أصبح الجميع بأمان تجمّعت الحيوانات حول القنفذ يُحيّونه على شجاعته، ويشكرونه على إنقاذ حياة الأرنب، فقد عرفوا الآن أهميّة الشوك الذي يغطي ظهر القنفذ ويحميه من الأعداء، واعتذروا منه لأنّهم كانوا لا يرغبون باللعب معه، وبعد ذلك أصبحت جميع صغار الحيوانات تلعب مع القنفذ، والذي تعلّم كيف يكون حذراً ومنتبهاً أثناء اللعب حتى لا يؤذي أصدقاءه أو يخرب ألعابهم.

الثعلب الماكر

في أحد الأيام كانت هناك غابةٌ كبيرة، وكان فيها أسدٌ يخيف الحيوانات ويؤذيها، فاجتمعت حيوانات الغابة وقررت التعاون معاً والتصدي لبطش الأسد وأذاه، وخرجوا بخطةٍ ذكية تقضي بحبسه في قفص، وبالفعل نجحت خطتهم الذكية، فحبسوا الأسد، وأصبحوا يعيشون في سعادةٍ وأمان. وفي يومٍ ما مرّ أرنبٌ صغير بجانب القفص الذي حُبس فيه الأسد، فقال الأسد للأرنب: “أرجوك أيها الأرنب الصغير أن تساعدني على الخروج من هذا القفص” ردّ عليه الأرنب: “كلا، لن أخرجك أبداً، فأنت تعذب الحيوانات وتأكلهم”، قال الأسد: ” أعدك أنّني لن أعود إلى هذه الأفعال، وسأصبح صديقاً لجميع الحيوانات، ولن أؤذي أيّاً منهم”. صدّق الأرنب الصغير الطيّب كلمات الأسد ففتح له باب القفص وساعده على الخروج، وبمجرد خروج الأسد وثب على الأرنب وأمسك به، ثمّ قال: “أنت فريستي الأولى لهذا اليوم!” بدأ الأرنب بالصراخ والاستغاثة مذعوراً، وكان هناك ثعلبٌ ذكيٌّ قريبٌ منهم، فسمع استغاثات الأرنب وهرع مسرعاً كي يساعده، وحين وصل ذهب إلى الأسد وتوجه إليه بالكلام قائلاً: “لقد سمعتُ أنّك كنت محبوساً في هذا القفص، فهل ذلك حقيقيٌّ حقاً؟” فقال الأسد: “أجل، لقد حبَسَتني الحيوانات فيه”. ردّ الثعلب: “ولكنّني لا أصدق ذلك، فكيف لأسد كبيرٍ وعظيمٍ مثلك أن يتّسع داخل هذا القفص الصغير؟ يبدو أنّك تكذب عليّ”. ردّ الأسد: ” لست أكذب، وسأثبت لك أنّني كنت داخل هذا القفص”. دخل الأسد القفص مرةً أخرى كي يُري الثعلب أنّه يتّسع داخله، فاقترب الثعلب من باب القفص سريعاً وأغلقه بإحكام، وحبس الأسد فيه مرةً أخرى، ثمّ قال للأرنب: “إياك ان تصدق هذا الأسد مرةً أخرى”.

العصفور والفيل

في غابةٍ بعيدةٍ مليئةٍ بالأشجار الكبيرة والجميلة، والحيوانات الكثيرة والمتنوعة، عاش عصفورٌ صغيرٌ مع أمّه وإخوته في عشٍ صغيرٍ مبنيٍّ على قمم إحدى الأشجار العالية، وفي أحد الأيام ذهب العصفورة للأم للبحث عن طعامٍ لأبنائها الصغار، والذين لا يستطيعون الطيران بعد، وأثناء غيابها عن العش هبت ريحٌ شديدةٌ هزت العش، فوقع العصفور الصغير على الأرض. لم يكن العصفور الصغير قد تعلم الطيران بعد، فبقي مكانه خائفاً ينتظر عودة أمّه، وأثناء ذلك مرّ فيلٌ طيّبٌ يتمشّى في الغابة بمرح، ويضرب الأرض بأقدامه الكبيرة، ويُغنّي بصوتٍ عال، شعر العصفور بالفزع الشديد، وأخذ يحاول الاختباء من الفيل، إلّا أنّ الفيل رآه، فقال له: “أأنت بخيرٍ أيها العصفور الصغير الجميل؟ هل سقطتَ من الشجرة؟” ولكنّ العصفور كان خائفاً جداً فلم يستطع أن يُجيب الفيل بأيّ كلمة، كان يرتعد بشدّة من الخوف والبرد، فحزن الفيل لمنظره وقرر إحضار بعض أوراق الأشجار ووضعها حوله كي يدفئه. حضر ثعلبٌ مكارٌ ورأى الفيل يتحدث مع العصفور ثم يذهب مبتعداً ليحضر له الأوراق، فاقترب من العصفور عند ذهاب الفيل، وسأله: “لماذا أنت هنا على الأرض أيّها العصفور الصغير؟” أخبره العصفور الصغير أنّه سقط من عشه، قال الثعلب بمكر: “إنّني أعرف مكان عشك أيها العصفور وسأعيدك إليه، ولكن عليك في البداية أن تتخلص من الفيل، فهو حيوانٌ شرير ويريد أن يؤذيك”. في هذه اللحظة عاد الفيل يحمل الأوراق، فابتعد الثعلب واختبأ خلف الأشجار يراقب العصفور. وضع الفيل الأوراق حول العصفور، والذي شعر بالدفء، ثمّ قال للفيل: “أيها الفيل الطيب، أنا أشعر بالجوع، أيمكنك أن تحضر لي بعض الطعام؟” كانت هذه فكرة العصفور لإبعاد الفيل عنه حتى يستطيع الثعلب إعادته إلى عشه وإخوته، فالفيل كبيرٌ ومخيفٌ جداً، أمّا الثعلب فإنّه يبدو طيباً، ويمتلك فرواً جميلاً ذي ألوان رائعة. ردّ الفيل: “بالتأكيد أيها العصفور، سأحضر لك بعض الحبوب، ولكن كن حذراً من الحيوانات الأخرى ولا تتحرك من مكانك حتى أعود”. اقترب الثعلب من العصفور عند ذهاب الفيل وقال له: “فلنذهب كي أعيدك إلى عشك أيها العصفور” وحمله وابتعد خلف الشجرة، وفجأة تغيرت ملامح الثعلب، ورمى العصفور على الأرض ثمّ هجم عليه يهمّ بافتراسه وأكله، بدأ العصفور بالصراخ عالياً: “أنقذوني! أرجوكم أنقذوني!” سمع الفيل صوت العصفور فعاد مسرعاً ورأى الثعلب يحاول افتراس العصفور، فركض بسرعة وضرب الثعلب الذي هرب مبتعداً، حمل الفيل العصفور وقال له: “ألم اخبرك ألّا تبتعد أيها العصفور؟”. اعترف العصفور: “في الحقيقة لقد كنت أشعر بالخوف منك أيها الفيل، فأنت كبير ضخمٌ وكبير الحجم، وأنا عصفورٌ صغيرٌ جداً”، ردّ الفيل بحزنٍ شديد: “أيها العصفور، أنا لا آكل الحيوانات الصغيرة، ولست أريد سوى مساعدتك، عليك أن تتعلّم أنّه لا يجب الحكم على أحد لشكله أو حجمه، بل بأفعاله فقط” ثمّ أخذ الفيلُ العصفور وأعاده إلى الشجرة التي سقط منها، وكانت أمّه تبحث عنه بخوفٍ شديد، ففرحت جداً عندما رأته، وشكرت الفيل على مساعدتها.

قصة

كما تدين تُدان

قرر رجل التخلص من أبيه العجوز المسن بوضعه في بيت لرعاية المسنين، بعد أن ضاق ذرعاً من كثرة استياء زوجته منه، وتذمّرها من تلبية حاجاته، وحرجها من المواقف التي يسببها لها أمام صديقاتها بسبب ما يعانيه من نسيان، فأخذ الرجل يُلملم حاجيات أبيه باكياً لما سيؤول إليه حاله، ناسياً ما قدّمه له هذا الأب له من حب وتضحية عندما كان في صحته وقوّته، لكنّ إلحاح الزوجة في كل حين أجبره على ما سيقوم عليه، تناول الرجل بعض الطعام والملابس ودسّها في حقيبة، وحمل معه قطعة كبيرة من الإسفنج لينام عليها والده هناك، وأخذ بيد أبيه متوجهاً إلى بيت الرعاية، إلّا أنّ إصرار ابنه الصغير عليه ليترك جزءاً من قطعة الفراش التي يحملها معه أثار عجبه، ودفعه للتوقف وسؤاله متذمراً: وماذا تريد بهذا الجزء من الفراش أنت؟! فقال له الطفل ببراءة: أريد أن أبقيه لك حتى تجد ما تنام عليه عندما أصطحبك إلى دار الرعاية في كبرك يا أبي! وقف الرجل صَعِقاً لما سمعه من طفله الصغير، وبكى بكاء ابتلت منه لحيته، واستذكر ما قام به أبوه لأجله في طفولته وما قدمه له، فرمى الحاجيات أرضاً وعانق أباه عناقاً طويلاً وتعهّد أمام الله ثم أمام ابنه برعايته بنفسه ما دام على قيد الحياة.

السابق
فوائد حب الرشاد
التالي
فوائد القرفة للبشرة

اترك تعليقاً