معلومات عامة

الذكاء العاطفي .

مفهوم الذكاء العاطفي :

إن الذكاء العاطفي هو مجموعة من السمات قد يسميها البعض صفات شخصية، و هي قدرات أرقى، تحدد كيفية استخدام المهارات التي نتمتع بها كالذكاء المنطقي أو الأكاديمي مثلا.

تشهد كثير من الأحداث أن الأشخاص المتميزين في الذكاء العاطفي الذين يعرفون جيدا مشاعرهم الخاصة و يقومون بإدراكها جيدا، و يتفهمون و يتعاملون مع مشاعر الآخرين بصورة ممتازة، هم أنفسهم من نراهم متميزين في كل مجالات الحيات. أما من لا يستطيعون التحكم في حياتهم العاطفية، فنراهم يدخلون في معارك نفسية داخلية تدمر قدرتهم على التركيز في مجالات عملهم، و تمنعهم من التمتع بفكر واضح.

طبيعة الذكاء العاطفي.

إن الذكاء الأكاديمي ليس له سوى علاقة محدودة مع النجاح، فقد يفشل الشخص اللامع بيننا من حيث الذكاء، و يخفق في حياته، نتيجة عدم سيطرته على انفعالاته و دوافعه الجامحة. و يمكن أن يفتقر الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى ذكاء مرتفع إلى القدرة على تسيير حياتهم الخاصة على نحو يبعث على الدهشة.

ان التقديرات تشير الى أن معامل الذكاء يسهم في 20 % فقط من العوامل التي تحدد النجاح في الحياة، تاركا 80 % من العوامل الأخرى .و كما لاحظ أحد المراقبين “فإن الغالبية العظمى من الحاصلين على مراكز متميزة في المجتمع، لم يحدد معامل الذكاء تميزهم هذا، بل عوامل أخرى كثيرة. إنها قدرات الذكاء الانفعالي أو العاطفي، مثل القدرة على حث النفس على الاستمرار في مواجهة الاحباطات، و التحكم في النزوات، و تأجيل الإحساس بإشباع النفس و إرضائها، و القدرة على تنظيم الحالة النفسية، و منع الأسى أو الألم من شل القدرة على التفكير، و أن تكون قادرا على التعاطف و الشعور بالأمل. إن تنمية هذه القدرات في مرحلة الطفولة هي التي تشكل الاختلاف الكبير بين شخص و آخر.

مبادئ الذكاء العاطفي:
إن مهارة التعرف على مشاعر الآخرين هي أحد أربع مكونات الذكاء المتفاعل بين الأفراد. هذه المكونات هي:
‌أ) تنظيم المجموعات: تستلزم المهارة اللازمة للقائد، أن يبدأ بتنسيق جهود مجموعة مشتركة من الأفراد، هذه القدرة العقلية التي يتمتع بها المخرجون، أو منتجو الأعمال المسرحية، و العسكريون و رؤساء المنظمات و الوحدات المختلفة المؤثرون في العاملين معهم. كما نراهم على أرض الملاعب، مثل الطفل الذي يأخذ زمام القيادة بتحديد مركز كل طفل في الملعب أو ينصب نفسه كابتن الفريق.
‌ب) الحلول التفاوضية: موهبة الوسيط الذي يستطيع أن يمنع وقوع المنازعات، أو يستطيع إيجاد الحلول للنزاعات التي تنشب بالفعل. هؤلاء الوسطاء الذين لديهم هذه القدرة، يتفوقون في عقد الصفقات، و في قضايا التحكيم، و التوسط في المنازعات، و في السلك الدبلوماسي، أو في التحكيم القانوني، أو يتفوقون كسماسرة، أو مديرين تنفيذيين. هؤلاء جميعا هم أنفسهم من نجحوا و هم أطفال في حل الخلافات على أرض الملعب.
‌ج) العلاقات الشخصية: إن مهارة التعاطف و التواصل تسهل القدرة على المواجهة، أو التعرف على مشاعر الناس و اهتماماتهم بصورة مناسبة. إنه فن العلاقات بين البشر. هؤلاء الأشخاص نراهم بارزين في الفرق الرياضية، أو أزواجا يعتمد عليهم، أو أصدقاء طيبين، أو مديري شركات أعمال، أو معلمين ممتازين.
‌د) التحليل الاجتماعي: القدرة على اكتشاف مشاعر الآخرين ببصيرة نافذة، و معرفة اهتماماتهم و دوافعهم لمعرفة الناس، و كيف يشعرون بهم. هذه القدرة تؤدي إلى سهولة إقامة العلاقات الحميمية و الإحساس بالوئام.
إن هذه القدرات الأربع تعتبر المكونات الضرورية للجاذبية، و النجاح الاجتماعي، بل و أيضا “الكاريزما”.لا,

تعزيز الذكاء العاطفي:

هنالك مجموعة من المهارات التي تساعد على تعزيز الذكاء العاطفي مع الآخرين، مثل: ممارسة الاستماع العميق والمركّز عند التواصل مع الطرف الآخر، وسؤاله عن مشاعره، وملاحظة لغة الجسد وعلامات الاتصال غير اللفظي لديه، ومراقبة ردود أفعال الآخرين وتحليلها، وكذلك التجاوب بصورة مناسبة مع محتوى رسائلهم، بالإضافة إلى القدرة على بناء علاقات قوية مع الآخرين والزملاء.

وختاما..

إن مفتاح السر للذكاء العاطفي هو عي الانسان لنفسة وفهمه لمشاعره في وقتها ؛ فاذا ماتامل الشخص وتفكر في مشاعرة , لاستطاع السيطرة عليها وقرر رد الفعل المناسب ,والذي لن يجعلة يخسر اي شي . التخفيف عن النفس والتخلص من الضغوط هو أحد فنون الحياة التي يجهلها الكثيرون , وهي اهم الادوات النفسية .

لاشك ان مفتاح سعادتنا يكمن في ضبط انفعالاتنا المزعجة باستمرار , وتلك هي المعاناة البناءة في تهذيب الروح .

السابق
دواعي استخدام الاكامول
التالي
فوائد الفراولة

اترك تعليقاً