علم وعلماء

الروبوت التعليمي.. طفرة في العملية التعليمية

لقد أصبح الروبوت التعليمي أحد أهم الوسائل التعليمية في العصر الحديث منذ حدوث الثورة التكنولوجية الكبيرة التي طالت العالم منذ تسعينيات القرن العشرين، ونجح توصيل الحاسوب بالشبكة العنكبوتية، والذي أدى إلى ضرورة التغيير في كثير من الأنماط التقليدية ومنها التعليم.

التطور التقني الكبير ساهم في إنتاج الروبوت التعليمي

وقد مهد التطور التقني في العالم إلى إنتاج آلات وأدوات متطورة تتلاءم مع التقدم التكنولوجي، والذي ساعد على التخلص من أساليب التعليم البالية والتي اعتمدت على الحفظ والتلقين، إلى وسائل جديدة للبحث عن المعلومة واكتشافها من قبل الطالب، وتابع ذلك توفير الأدوات التي تساعده على الوصول لهذا الهدف.

الروبوت من الخيال العلمي إلى معامل الطلبة في المدارس

بدأ الروبوت في الظهور كفكرة في عدد من أفلام الخيال العلمي، والتي قامت بتصميم إنسان آلي قادر على أداء الكثير من المهام الصعبة، وانتقل الخيال إلى الواقع عندما بدأ إنتاج الروبوت واستخدامه في رحلات الفضاء، وتكليفها (برمجتها) لأداء مهام محددة، مثل إحضار عينات من المواد، أو تنظيف سفن الفضاء من المخلّفات، وتبع ذلك استخدامات متعددة للروبوت مع التطور الكبير الذي حققته في مجالات الأجهزة التعويضية والعمليات الجراحية، وفي مجالات الزراعة والصناعة، ثم دور الروبوت التعليمي في العملية التعليمية.

الروبوت التعليمي وتطوير التعليم

يمكن حصر دور الروبوت التعليمي في العملية التعليمية في النقاط التالية:

  • تجهيز وإعداد نماذج متعددة من الروبوت التعليمي تكون في متناول الطلبة والتعود على التعامل معها، وفي هذه المرحلة يتعرف الطالب على ماهية الروبوت، وكيف يمكن توجيهه لأداء مهام محدّدة من خلال تزويده بالمعلومات المطلوبة، واستخدام البرمجة المناسبة لذلك.
  • إعداد وتجهيز مختبرات الروبوت، وفيها يتعلم الطالب مبادئ التصميم، وعمليات البرمجة المختلفة، والتي تتناسب مع مجالات استخدام الروبوت، وفي هذه المرحلة يتعرّف الطالب على مكونات الروبوت، والأجزاء الأساسية التي من خلالها يمكنه تجميع الروبوت وفق المواصفات والاحتياجات المطلوبة منه.

ومن هنا ينشأ جيل جديد متشبع بروح العصر، قادر على التفكير والابتكار، وملمّ بعلم جديد من شأنه المشاركة في عملية نهضة شاملة تتخطى المجال التعليمي، ليكون الروبوت في المستقبل القريب عنصرًا هامًّا وأساسيًّا يستعين به الطالب والمعلم والمهندس والعالم والطبيب.

إعداد المدرسة والمدرّس والطالب لمرحلة الروبوت التعليمي

لكي يمكننا الوصول إلى الروبوت التعليمي، لابد للعملية التعليمية أن تمر بعدة تغييرات تتناسب والطفرة العلمية الحديثة، ويدخل في هذه المعادلة كل من المدرسة، والمعلم، والطالب.

  • إعداد المدرسة: لابد من تهيئة المدرسة للنظام التعليمي الجديد، ويستلزم ذلك إنشاء المختبرات والمعامل المناسبة، وتجهيزها بكل الأدوات والآلات اللازمة لأداء العملية التعليمية بنجاح، وإعداد الوسائل التعليمية المناسبة سواء كانت أفلام أو صور أو شرائح تتناول شرح المادة العلمية وتفاصيلها بشكل واضح ومشوق.
  • إعداد المعلم: حيث المعلم هو مايسترو العملية التعليمية، ولابد أن يحصل على التدريب والإعداد المناسب لأداء دوره بنجاح، وأن يكون ملمًّا بماهيّة الروبوت التعليمي، ودوره في إلهام العملية التعليمية، وأن يكون لديه القدرة والكفاءة على توصيل المعلومة للطالب بسلاسة وبأسلوب مشوّق يستنفر الحسّ العلمي للطالب.
  • إعداد الطالب لاستقبال العملية التعليمية: لقد نشأ الطالب وتعود على أسلوب الحفظ والتلقين من أجل الحصول على المادة العلميّة، ومع الطفرة العلميّة والتعليميّة في العالم، فقد حان الوقت لإعادة تأهيله لاستخدام الوسائل الحديثة في التعليم، والتي تعتمد عليه بالدرجة الأولى من أجل الوصول إلى المعلومة عن طريق البحث والتجريب، فوجب التمهيد له والتدرّج معه، حتى لا يمثّل الانتقال المفاجئ له من نظام اعتاد عليه إلى نظام جديد إلى صدمة معرفية. ولابد من استخدام أساليب مشوّقة وجذابة، وفي إطار من المنافسة بين الزملاء، ومساعدتهم على التعبير عن آرائهم بوضوح وحرية دون خجل، أو الاستخفاف بآراء يعرضونها.
السابق
تعرف على “دافينشي” الروبوت الجراحي الأشهر في العالم
التالي
شروط العمل عن بعد للمرأة .. رابط وظائف للنساء والرجال عن بعد

اترك تعليقاً