أمراض

السكري وصحة الفم والأسنان

السكري وصحة الفم والأسنان

يعتبر مرض السكري واحد من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فقد بلغ عدد المصابين بالسكري في عام 2019، 463 مليون مصاب ومن المتوقع أن يستمر هذا الرقم بالازدياد حتى عام 2045. يحدث مرض السكري ببساطة عندما تكون نسبة الجلوكوز أو السكّر في الدم أعلى من معدلاتها الطبيعية.

الجلوكوز هو المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم يحصل عليه الجسم عن طريق الغذاء ليقوم بعدها البنكرياس بإفراز هرمون الإنسولين الذي يوم بدوره على إدخال الجلوكوز إلى خلايا الجسم لتستخدمه كمصدر للطاقة. يحصل مرض السكري عندما يكون البنكرياس غير قادر على إفراز الإنسولين وهو ما يحصل في السكري من النوع الأول أو عندما يصبح الجسم غير قادر على استعمال الإنسولين بشكل فاعل كما يحصل في السكري من النوع الثاني.

السكر والاسنان

يؤثر داء السكري في جميع أجزاء الجسم بما في ذلك الفم والأسنان، حيث أظهرت الدراسات ازدياد معدل الإصابة بأمراض اللثة لدى مرضى السكري، مما جعل أمراض الفم والأسنان تدخل ضمن المضاعفات التي يمكن أن تصيبهم (مثل اعتلال النظر والكلى والأعصاب وغيرها). كما قد يؤدي التهاب اللثة الشديد إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم مثل الالتهابات الأخرى، وهذا بدوره يزيد صعوبة السيطرة على داء السكري. وبطريقة عكسية فإن معالجة أمراض اللثة تؤدي إلى تحسن في ضبط مستوى السكر في الدم.

اضرار السكر على الأسنان

يُعاني مرضى السكري من احتمالِ الإصابةِ بمشاكلَ صحيةٍ في الفمِ والأسنانِ أكثرَ مِن غَيرِهم، حيثُ إنّهم عُرضةٌ للإصابةِ بالتهابَ اللّثة وعظامِ الفكّ بصورةٍ أكبر من الإنسان السليم ويُعزى ذلك إلى ضَعْف التّروية الدّموية للّثة بسبب ارتفاع مستوى السكر في الدّم، واحتلّت أمراضُ اللّثةِ – كأحدِ مضاعفاتِ مرضِ السكري – المرتبة السّادسة مِن حيثُ الإنتشارِ والحدوثِ بين مرضى السكري مقارنةً بالمضاعفات الأخرى للمرض، وسيتم ذكر فيما يأتي عدّة أمثلة لتأثيرِ مرضِ السكري على الأسنانِ خاصّةً والفم عامّةّ:

  • تسوس الأسنان: يحتوي الفم بشكلٍ طبيعي على عدّةِ أنواع من البكتيريا، وعند تناولِ الأطعمةِ والمشروباتِ التي تحتوي على السكر فإنّ هذه البكتيريا تتفاعلُ مع السكر وتُنتِجُ طبقةً حمضيةً تترسّبُ على سطحِ الأسنانِ وتلتصقُ بها، والحمضُ بدوره يهاجمُ سطحَ الأسنانِ ويؤدّي إلى ما يُعرفُ بتسوسِ الأسنان، و يظهرُ تأثيرُ مرضِ السكري على الأسنانِ كلّما كانت مستوياتُ السكر في الدّمِ عاليةً عندَ مريضِ السكري وغيرَ مُسيطرٍ عليها حيثُ يزيدُ احتمالُ تكّونِ طبقةِ الحمضِ على الأسنان وبالتّالي تسوس الأسنان.
  • أمراض اللّثة: وتعد أكثرَ الأمثلةِ انتشارًا لتأثيرِ مرضِ السكري على الأسنانِ حيثُ إنّ الإصابةَ بمرضِ السكري يُضعِفُ قدرةَ الجسمِ على محاربةِ البكتيريا، وإذا لم يُحافظ مريضُ السكري على نظافةِ أسنانه من خلالِ استخدامِ فرشاةِ الأسنانِ والخيطِ السنّي يوميًا للتّخلصِ من الطّبقةِ التي تترسّبُ على الأسنانِ فإنّها تتصلّبُ على الخطِّ الفاصلِ – والذي يُشكّلُ قاعدةَ السنِّ – بين الأسنان واللّثة وهذا يُسبّبُ التهابَ هذه المنطقة، ومع مرورِ الوقتِ فإنّ الوضعَ يزدادُ سوءًا فتلتهبُ اللّثةُ وتصبحُ عُرضةً للنّزيفِ، وإن لم تُعالج المشكلةُ فإنَّ الضّررَ سيصلُ إلى الأنسجةِ والعظمِ الموجودِ حولَ السّنِ فيفقدُ السّنُ الدّعامةَ التي كانت توفّرها اللثةُ والعظمُ، وهذا يؤدّي بدوره إلى سقوطِ السّنِ من مكانه في المراحلِ المتقدّمةِ من المرضِ.
  • الالتهابات الفطرية: مرضى السكري يعانون من احتمالِ الإصابةِ بالتهاباتٍ فطرية في الفمِ أكثرَ من غيرِهم، ومن أعراضِ وعلاماتِ الإصابةِ بهذه الإلتهاباتِ هو ظهورُ بقعٍ بيضاءَ أو حمراءَ مؤلمةٍ داخلَ الفم.
  • جفاف الفم: بعض مرضى السكري يُعانون من نقص إفراز اللُّعاب وهذا بدوره يُسبب جفافًا في الفم، كما أنّه بدون وجود اللُّعاب الذي يُرطّب الفم والأسنان واللّثة فإنّ احتمال الإصابة بتسوس الأسنان وأمراض اللّثة والالتهابات الفطرية يزداد.

السكر وتسوس الأسنان

يعاني مريض السكري غالباً من جفاف بالفم، وقلة كمية اللعاب، الذي له دور كبير في التنظيف الطبيعي للأسنان، ولأن هذه الكمية قليلة لديهم، فهم عرضة للتسوس بشكل أكبر من غيرهم.

مريض السكر وخلع الأسنان

بالنسبة إلى خلع الأسنان لمريض السكري، وخاصة ضرس العقل، يقول الأطباء بأنه ليس من الضروري خلع ضروس العقل إذا لم تتأثر أو تُدفن، أو تحتوي على طعام يمكن أن يؤثر على الأسنان المجاورة، وعموماً فإن هناك عدد من الإرشادات التي يجب الانتباه إليها كما يلي:

  1. إذا كان هناك نزيف غير خاضع للسيطرة بعد خلع الأسنان، فقم بالعض بإحكام على شاش أو منديل نظيف يوضع فوق الجرح، لمدة 15-30 دقيقة على الأقل.
  2. تجنب ممارسة التمرينات الرياضية القوية أو تناول المشروبات الكحولية أو الطعام الساخن أو الشراب لبقية اليوم لتقليل خطر النزيف الزائد بعد العملية.
  3. لا تشطف منطقة الجرح بشكل غير ضروري، أو تمتص مكعبات الثلج بعد خلع الأسنان، لأن هذا سيؤدي إلى إزعاج جلطة الدم التي تشكلت داخل الجرح وتنشيط النزيف مرة أخرى.
  4. إذا استمر النزيف الغزير على الرغم من العض على الشاش، يمكنك العودة إلى عيادة الأسنان أو الذهاب إلى قسم الحوادث والطوارئ في أقرب مستشفى.

هل ألم الأسنان يرفع السكر

تأثير داء السكري على اللثة, فإن أمراض اللثة قد تؤثر على توازن السكري في الدم، أيضا. وقد أثبتت دراسة أجريت على مدى سنتين أنه لدى الأشخاص المصابين بداء السكري النوع الثاني والذين يعانون أيضًا من أمراض اللثة المزمنة يكون إحتمال تفاقم السكري أكبر بستة أضعاف بالمقارنةً مع مرضى السكري الذين لا يعانون من أمراضٍ في اللثة.

أمراض اللثة لدى مرضى السكري هي أمراض خطيرةٌ, وذلك لأنها قد تزيد من المقاومة للإنسولين، مما قد يسبب بالتالي تدهورًا في مستوى السيطرة على تركيز السكر في الدم. ومن المعروف أن العدوى الجرثومية أو الفيروسية تزيد من مقاومة الخلايا للإنسولين, الأمر الذي يصعب من مهمة الحفاظ على مستوى السكر في الدم. لذلك فإن علاجات اللثة المتكررة تساعد في تقليل المقاومة للإنسولين.

علاج ألم الأسنان لمرضى السكر

  • زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري يساعد على كشف المرض مبكرا، ما يسهل علاجه عن طريق إزالة الرواسب الجيرية التي تتسبب في التسوس والتهاب اللثة.
  • الانتظام في تناول العلاج المناسب للمرض.
  • استخدام فرشاة الأسنان والمعجون الموصوف من قبل الطبيب، واستخدام المسواك يساعد في الوقاية من أمراض متعددة في الفم واللثة.
  • استخدام المضمضة الطبية أو الماء والملح والخيط الطبي السني لإزالة بقايا الطعام، وتعتبر من العوامل التي تساعد على الحد من جيوب اللثة وأمراض اللثة.

علاج لثة مريض السكر

يتم علاج التهاب اللثة لمرضى السكر عن طريق تحسين نظام إزالة البلاك، وذلك عن طريق الإجراءات والطرق التالية:

  1. التأكد من تنظيف الأسنان بفعالية مرتين يوميًا واستخدام فرش صغيرة أو خيط لتنظيف الأسنان بين الأسنان لإزالة البلاك يوميًا.
  2. يمكن لطبيبك أو أخصائي صحة الأسنان تقديم المشورة لك حول برنامج رعاية صحة الأسنان المنزلية، والذي سيتضمن وجود نمط حياة صحي.
  3. وقف العادات السيئة مثل التدخين.
  4. إبقاء مستويات الجلوكوز في الدم تحت السيطرة سيساعد أيضًا في منع التهاب اللثة، ومنعه من التدهور إلى مرض اللثة.
  5. عندما تبدأ التنظيف بفعالية قد تنزف اللثة أكثر وهذا أمر طبيعي، إذا واصلت التنظيف بانتظام فسيقل النزيف ويتوقف في النهاية.
  6. يمكن لطبيب الأسنان أو أخصائي الصحة أيضًا إزالة الجير من حول خط اللثة، وذلك باستخدام أدوات خاصة وتلميع أسنانك.
  7. بمجرد علاج التهاب اللثة، ستحتاج إلى الصيانة من خلال إجراء فحوصات منتظمة للأسنان للتأكد من أن تنظيفك فعال وأن التهاب اللثة لا يعود مجدداً.

علاج تقرحات الفم لمرضى السكر

تعتبر أمراض اللثة والأسنان وباطن الفم من المضاعفات الشائعة لداء السكري غير المضبوط بشكل جيد، فالتهابات اللثة الخمجية والتهابات النسج المحيطة بالسن شائعة عند المرضى.

كما أن الإصابة الفطرية بداء المبيضات البيض (candida albicans) شائع أيضاً، ويدخل في التشخيص التفريقي لقرحات الفم عند مريضتك أيضاً كل من الحزاز المنبسط والقلاع.

ويؤدي جفاف الفم المزمن إلى حدوث تقرحات في اللسان والفم أيضاً، لذا أنصحك بمراجعة طبيب الأمراض الجلدية لتشخيص الحالة بدقة كما أنصحك بمراجعة طبيب السكري لضبط المرض عند مريضتك.

كما أن ضبط السكري وترك التدخين والعناية بالفم عن طريق استعمال فرشاة أسنان طرية مع معجون بالفور مرتين يومياً هي من الأسس الجيدة للوقاية من مضاعفات السكري.

السابق
إلتهاب الملتحمة الربيعي (الرمد الربيعي)
التالي
علاج الصلع الوراثي

اترك تعليقاً