مواضيع دينية متفرقة

السور التي تقرأ في صلاة الشفع والوتر وفضل تأديتهما

السور التي تقرأ في صلاة الشفع والوتر من الأمور الإسلامية التي يهتم بمعرفتها الكثيرين وخاصةً الأشخاص الذين لا يعلمون بأنه يوجد سور محددة من المستحب قراءتها في صلاة الشفع والوتر.

وينبغي الإشارة إلى إن الصلاة هي وسيلة لتقرب العبد من ربه، وهي مدعاة لرضا الله وأول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة، وصلاة الشفع والوتر تعد من النوافل التي يثاب فاعلها.

وفي هذا المقال سنساعدكم في توضيح الإجابة على هذا السؤال بالتفصيل، وذلك بالاستدلال من الأحاديث النبوية الشريفة، كما أننا سنخبركم بجميع الأمور التي ترغبون في معرفتها عن صلاة الشفع والوتر من خلال موقعنا.

ما هي صلاة الشفع والوتر؟

إن معنى الشفع هو المثنى، أما الوتر فمعناه الفرد، وعليه فإن صلاة الشفع تكون عبارة عن ركعتان، وأما صلاة الوتر فتكون عبارة عن عدد ركعات فردية أي يمكن صلاتها في ركعة واحدة، أو ثلاث ركعات، وقد تصل حتى ثلاث عشر ركعة.

حيث قال الترمذي: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم الوتر بثلاث عشر ركعة، وإحدى عشر ركعة، وتسع، وسبع، وخمس، وثلاث، وواحدة، وفسره إسحق بن إبراهيم فقال:

معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث عشر ركعة، وأنه كان يصلي من الليل ثلاث عشر ركعة مع الوتر، يعني في جملتها الوتر، فتم نسب صلاة الليل إلى الوتر.

حكم صلاة الشفع والوتر

تعتبر صلاة الشفع والوتر سنة مؤكدة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والذي نصح بأدائها وحث على المداومة عليها.

حيث ذُكر عن علي رضي الله عليه أنه قال: “إن الوتر ليس بحتم كصلاتكم المكتوبة، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتر، ثم قال: “يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر” رواه أحمد وأصحاب السنن وحسنه الترمذي ورواه الحاكم وصححه.

والمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث بأن الله وتر، أي أنه تعالى يحب صلاة الوتر ويثيب عليها.

وقت صلاة الشفع والوتر

حدد العلماء بالإجماع وقت أداء صلاة الشفع والوتر يكون من بعد صلاة العشاء ويمتد حتى وقت صلاة الفجر، وذلك استنادًا للأحاديث المنقولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومنها عن أبي تميم الجيشاني رضي الله عنه، أن عمرو بن العاص خطب الناس يوم الجمعة فقال: إن أبا بصرة حدثني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله زادكم صلاة، وهي الوتر، فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر”. رواه أحمد بإسناد صحيح.

ويفضل أداء صلاة الوتر في بداية الليل بعد العشاء، وذلك في حالة أن يخشى الشخص من عدم القدرة على الاستيقاظ لأدائها، أما من يستطيع تأخير أدائها لآخر فيستحب أن يفعل.

وذلك للحديث عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من ظن منكم أنه لا يستيقظ آخره فليوتر أوله، ومن ظن منكم أنه يستيقظ آخره فليوتر آخره، فإن صلاة آخر الليل محضورة وهي أفضل”. رواه أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه.

طريقة أداء صلاة الشفع والوتر

إن صلاة الشفع والوتر كباقي الصلوات الفرض، تتطلب الوضوء قبل أدائها، مع الحرص على طهارة المكان والملبس، ويشترط فيها النية والتوجه إلى القبلة.

ويمكن أدائها جهرًا أو سرًا، وذلك استنادا إلى الحديث، عن عبد الله بن أبي قيس قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

فقالت: ربما أوتر أول الليل وربما أوتر آخره، قلت: كيف كانت قراءته؟ أكان يسر أم يجهر؟ قالت: وربما أسر وربما جهر، وربما اغتسل فنام وربما توضأ فنام (تعني من الجنابة). رواه أبو داود ورواه أحمد ومسلم والترمذي.

وهي تصلى الشفع ركعتين ثم تختم بركعة الوتر بتشهد وسلام، كما يجوز صلاتها بركعات متصلة ببعضها، على أن يتم قراءة نصف التشهد في الركعة قبل الأخيرة، ثم يقرأ التشهد ويسلم في الركعة الأخيرة، أو صلاتها جميعها متصلة، ويقرأ في الركعة الأخيرة التشهد ويسلم.

وذلك اقتداء بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستنادًا إلى حديث عائشة رضي الله عنها، أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل تسع ركعات، لا يجلس فيها إلا في الثامنة، فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة، ثم يقعد ويتشهد، ثم يسلم تسليمًا يسمعنا، ثم يصلي ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد، فتلك أحد عشر ركعة.

كما قال صلى الله عليه وسلم: “صلاة الليل مثنى، فإذا خشي الصبح أوتر بواحدة توتر له ما قد صلى”، والوتر اسم الركعة المنفصلة، فإن انفصلت الركعات الخمسة أو السبعة أو التسعة بسلامين، فإن الوتر هو يطلق على الركعة المفصولة وحدها.

ما هي السور التي تقرأ في صلاة الشفع والوتر؟

في العموم يترك للشخص اختيار ما يشاء من السور التي تقرأ في صلاة الشفع والوتر مما تيسر من القرآن الكريم، على أن يبدأ بالفاتحة في كل ركعة مثل بقية الصلوات الأخرى.

فلقد قال علي رضي الله عنه: “ليس من القرآن شيء مهجور، فأوتر بما شئت”، وفي ذلك دعوة للقراءة بالسور الواردة في القرآن الكريم دون التقيد بسور بعينها في صلاة الشفع والوتر.

وهو يهدف إلى عدم هجر البقية من سور القرآن في حال تفرد صلاة الشفع والوتر بسور بعينها، غير أن هناك من يفضل بتحديد السور التي تقرأ في صلاة الشفع والوتر بتلك التي كان يقوم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وذلك استنادًا إلى حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى بـ “سبح اسم ربك الأعلى”، وفي الثانية “قل يا أيها الكافرون”، وفي الثالثة “قل هو الله أحد” و “المعوذتين”. رواه أحمد والترمذي وأبو داود.

وعليه فإنه من المستحب لمن صلى الشفع والوتر ثلاث ركعات، أن يتأسى بأسوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في السور التي تقرأ في صلاة الشفع والوتر، أما من زاد عن ذلك فيقرأ فيها ما تيسر من القرآن الكريم من سور أخرى.

فضل صلاة الشفع والوتر

ذكرنا أن صلاة الشفع والوتر هي سنة مؤكدة، وعليه فإن فضلها يكون كفضل ثائر السنن والنوافل، وهو نيل حب الله تعالى ورضاه.

وذلك استنادًا إلى الحديث القدسي، قال تعالى: “وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه”.

كما أن من فضائل صلاتها هي وبقية الصلوات السنن تعويض التقصير في الصلوات المفروضة، كما في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة هو الصلاة، فيقول الله تعالى لملائكته: “انظروا إلى صلاة عبدي، أتمها أو نقصها”، فإن أتممها كتبت له تامة، وإن كان قد انتقصها قيل: “انظروا هل لعبدي من نافلة تكملوا بها فريضته؟”.

إلى جانب أن اتباع السنن وأداء صلوات النافلة تبلغ صاحبها الفوز بالجنة، لما رواه أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” من صلى اثنتا عشر ركعة في يوم وليلة، بُنيَ له بهن بيت في الجنة”.

خلاصة الموضوع في 7 نقط

  1. إن معنى الشفع هو المثنى، أما الوتر فمعناه الفرد، وعليه فإن صلاة الشفع تكون عبارة عن ركعتان، وأما صلاة الوتر فتكون عبارة عن عدد ركعات فردية.
  2. تعتبر صلاة الشفع والوتر سنة مؤكدة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والذي نصح بأدائها وحث على المداومة عليها.
  3. حدد العلماء بالإجماع وقت أداء صلاة الشفع والوتر يكون من بعد صلاة العشاء ويمتد حتى وقت صلاة الفجر.
  4. إن صلاة الشفع والوتر كباقي الصلوات الفرض، تتطلب الوضوء قبل أدائها، مع الحرص على طهارة المكان والملبس، ويشترط فيها النية والتوجه إلى القبلة.
  5. السور التي تقرأ في صلاة الشفع والوتر سورة الأعلى والكافرون والإخلاص وذلك في حالة صلاتها ثلاث ركعات.
  6. فضل صلاة الشفع والوتر يكون كفضل ثائر السنن والنوافل، وهو نيل حب الله تعالى ورضاه.
  7. يمكن قراءة أي سور يفضلها الشخص في صلاة الشفع والوتر وخاصةً في حالة صلاتها أكثر من ثلاث ركعات.
السابق
موضوع تعبير عن العمل بالعناصر سهل 2021
التالي
عدد اركان الاسلام الخمسة

اترك تعليقاً