ديني

السيدة أم حبيبة رضى الله عنها

صفات أم حبيبة رضي الله عنها

كانت رضي الله عنها ذات فطنة وذكاء، فصيحة بليغة، وقد كانت صابرة مجاهدة تشهد لها مواقفها في الهجرة مع زوجها، وتركها لأهلها وعشيرتها، وثباتها على الإسلام حين تنصّر زوجها، فثبتت حيث لا يثبت إلا قليل، وكانت بريئة من الشرك،[١]ومن مناقبها رضي الله عنها أنها هجرت في الله هجرتين فارَّة بدينها، وأنها منعت أباها من الجلوس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتى لعقد الهدنة بين قريش وبين النبي عليه السلام، فأكرمت فراش النبي عليه السلام بذلك

متى تزوج الرسول أم حبيبة

سنة 7 هجرية

أم حبيبة عند الشيعة

أم حبيبة هي رملة من زوجات النبي (ص)، وهي ابنة أبي سفيان، وأخت معاوية بن أبي سفيان من أبيه، وكذلك هي ابنة عمة الخليفة الثالث عثمان بن عفان، ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاماً وتوفيت سنة 44 للهجرة. أسلمت في مكة قديماً وهاجرت مع المسلمين في هجرة الحبشة الثانية، وقد تزوجها رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم في السنة السادسة للهجرة، نقلت أحاديث عن النبي الأكرم ونقل عنها أخواها معاوية وعتبة وآخرون.

وكان لها بعض الأدوار في الحوادث التي وقعت بعد وفاة عثمان بن عفان، حيث أنها وبعد أن قتل ابن خالها عثمان بن عفان، طلبت من أهله ثيابه الملطخة بالدماء، ثم أرسلت تلك الثياب إلى أخيها معاوية بن أبي سفيان في الشام.

وكذلك وعندما قتل محمد بن أبي بكر، أخو عائشة زوجة النبيصلى الله عليه وآله وسلم، شوت كبشاً وأرسلته لعائشة تشفياً فيها بموت أخيها.

قصة زواج النبي من أم حبيبة

عاشت أم حبيبة مسلمة ثابتة على دينها في بلاد الغربة ، بعد أن تنصر زوجها ومات ، ولكن هذه الحياة لم تطل ، إذ تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ، و تحكي لنا أم حبيبة رضي الله عنها قصة هذا الزواج فتقول رضي الله عنها رأت أمُّ حبيبة في منامها كأنَّ آتيًا يقول : يا أمَّ المؤمنين . ففزِعْتُ فأوَّلتُها أن رسول الله يتزوَّجني . قالت : فما هو إلاَّ أن انقضت عِدَّتي فما شعرت إلاَّ برسول النجاشي على بابي يستأذن ، فإذا جارية له – يقال لها : أبرهة – كانت تقوم على ثيابه ودهنه ، فدخلَتْ علَيَّ ، فقالت : إن المَلِكَ يقول لكِ : إن رسول الله كتب إلَيَّ أن أُزَوِّجَكه . فقالت : بشَّركِ الله بخير . قالت : يقول لك الملك وكِّلي مَنْ يُزَوِّجك . فأرسلتْ خالدَ بن سعيد بن العاص ، فوكَّلَتْه وأعطتْ أبرهة سواريْن من فضة وخَدَمتَين كانتا في رجليها ، وخواتيم فضة كانت في أصابع رجليها ؛ سرورًا بما بشَّرتها ، فلمَّا كان العشيّ أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومَنْ هناك مِن المسلمين فحضروا ، فخطب النجاشي فقال : الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار، أشهد أنْ لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمدًا عبده ورسوله ، وأنه الذي بشَّر به عيسى بن مريم؛ أمَّا بعد : فإن رسول الله كتب إلَيَّ أن أزوجه أمَّ حبيبة بنت أبي سفيان ، فأجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله ، وقد أصدقْتُها أربعمائة دينار . ثم سكب الدنانير بين يدي القوم فتكلَّم خالد بن سعيد ، فقال : الحمد لله، أحمده و أستعينه وأستنصره ، وأشهد أنْ لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحقِّ ؛ ليُظهره على الدين كله ، ولو كره المشركون . أمَّا بعد ، فقد أجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله وزوَّجته أمَّ حبيبة بنت أبي سفيان ، فبارك الله لرسول . ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها، ثم أرادوا أن يقوموا فقال : اجلسوا ؛ فإن سُنَّة الأنبياء إذا تزوَّجوا أن يُؤكل طعامٌ على التزويج . فدعا بطعام وأكلوا ، ثم تفرَّقوا هذا وقد أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري رسولاً إلى النجاشي يحمله طلباً في أن يزوج الرسول من أم حبيبة ، ولما تم العقد و قبض المهر قدم بها من الحبشة إلى المدينة شرحبيل بن حسنة ، ولما بلغ أبا سفيان زواج ابنته أم حبيبة من نبي الله عليه الصلاة و السلام سر وقال : ذلك الفحل لا يخدع أنفه

أم حبيبة سير أعلام النبلاء

السيدة المحجبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن [ ص: 219 ] عبد شمس بن عبد مناف بن قصي .

مسندها خمسة وستون حديثا . واتفق لها البخاري ومسلم على حديثين ، وتفرد مسلم بحديثين .

وهي من بنات عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، ليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها ، ولا في نسائه من هي أكثر صداقا منها ، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها .

عقد له صلى الله عليه وسلم عليها بالحبشة ، وأصدقها عنه صاحب الحبشة أربع مائة دينار ، وجهزها بأشياء .

روت عدة أحاديث .

حدث عنها ، أخواها : الخليفة معاوية ، وعنبسة ، وابن أخيها عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان ، وعروة بن الزبير ، وأبو صالح السمان ، وصفية بنت شيبة ، وزينب بنت أبي سلمة ، وشتير بن شكل ، وأبو المليح عامر الهذلي . وآخرون . [ ص: 220 ] وقدمت دمشق زائرة أخاها .

ويقال : قبرها بدمشق . وهذا لا شيء ، بل قبرها بالمدينة . وإنما التي بمقبرة باب الصغير : أم سلمة أسماء بنت يزيد الأنصارية .

قال ابن سعد : ولد أبو سفيان : حنظلة ، المقتول يوم بدر ؛ وأم حبيبة ، توفي عنها زوجها الذي هاجر بها إلى الحبشة : عبيد الله بن جحش بن رياب الأسدي ، مرتدا متنصرا

عقد عليها للنبي صلى الله عليه وسلم بالحبشة سنة ست ، وكان الولي عثمان بن عفان . كذا قال .

وعن عثمان الأخنسي : أن أم حبيبة ولدت حبيبة بمكة ، قبل هجرة الحبشة .

وعن أبي جعفر الباقر : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية إلى النجاشي يخطب عليه أم حبيبة ، فأصدقها من عنده أربعمائة دينار .

وعن عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، وآخر ، قالا : كان الذي زوجها ، وخطب إليه النجاشي : خالد بن سعيد بن العاص بن أمية ، فكان لها يوم قدم بها المدينة بضع وثلاثون سنة .

أم حبيبة الأشقاء

كان لها من الأشقاء أي إخوتها لأمها وأبيها شقيقان التابعي مصعب بن الزبير والي العراق، والتابعي حمزة بن الزبير بن العوام.

وكان لها من الإخوة من أبيها الكثير لا تُعرف أسماء بعضهم، والمعروف منهم الصحابي وأمير المؤمنين عبد الله بن الزبير، والتابعي الفقيه عروة بن الزبير، وراوي الحديث المنذر بن الزبير، وخديجة الكبرى بنت الزبير التي سماها أبيها على اسم عمته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، وأم الحسن بنت الزبير، وعائشة بنت الزبير التي سماها أبيها على اسم أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، جميعهم أمهم الصحابية ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر الصديق.

وأيضًا لها من الإخوة، عمرو بن الزبير، وخالد بن الزبير، وحبيبة بنت الزبير، وسودة بنت الزبير التي سمّاها أبيها على اسم أم المؤمنين سودة بنت زمعة، وهند بنت الزبير التي سماها أبيها على أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية، جميع هؤلاء أمهم الصحابية أم خالد بنت الصحابي خالد بن سعيد.

وأيضًا، عبيدة بن الزبير، وجعفر بن الزبير، وحفصة بنت الزبير التي سُميت على أم المؤمنين حفصة بنت عمر، جميعهم أمهم زينب بنت بشر. وهُناك زينب بنت الزبير، وأُمها الصحابية أم كلثوم بنت عقبة.

فضائل أم حبيبة

  • أنها كانت ممن هاجر في الله الهجرة الثانية إلى الحبشة فارة بدينها رضي الله عنها
  • أنها أكرمت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يجلس عليه أبوها لما قدم المدينة لعقد الهدنة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش ومنعته من الجلوس عليه لأنه كان يومئذ على الشرك ولم يكن قد أسلم
  • ما رواه ابن سعد والحاكم عن عوف بن الحارث قال: (سمعت عائشة تقول: دعتني أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند موتها فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك فقلت: غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحللك من ذلك فقالت: سررتيني سرك الله، وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك، وتوفيت سنة أربع وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما) ورضي الله عنها وأرضاها

 

السابق
السيدة صفية رضى الله عنها
التالي
السيدة جويرية رضى الله عنها

اترك تعليقاً