أدباء وشعراء

الشاعر خليل مطران .. الرجل الذي جدد الشعر والنثر

الشاعر خليل مطران .. الرجل الذي جدد الشعر والنثر

إنه الشاعر الذي ضاق عليه لقب شاعر القطرين فأصبح شاعر الأقطار العربية، إنه الرجل الذي عاش بين لبنان وطنه الأول ومصر وطنه الثاني ليَقرُض الشعر ويجدد منه، وليعتلي منصة الشعر بعد رحيل كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، إن موعدنا اليوم مع الشاعر خليل مطران ، الذي نقل الشعر والنثر إلى منطقة جديدة.

تغلغل الشعر في عروقه فجعله ثائرًا

بين والدته الفلسطينية التي نزحت إلى لبنان ووالدة اللبناني عاش خليل مطران يستقي الشعر، فوالدته كانت كاتبة وشاعرة جيدة جعلته يحب اللغة ويعشق الشعر الجيد. وتربيته جعلته شديد الثورية، فبدأ في انتقاد الدولة العثمانية، ممّا أثار قلق أسرته ولذلك أصروا على سفره إلى فرنسا لاستكمال دراسته.

وهكذا أصبحت ثقافة الشاعر خليل مطران مزيجًا من الثقافة العربية الأصيلة والفرانكفونية الغربية، وهو ما جعل منه هذه الشخصية التي تسعى للتجديد دون التقليل والاستهزاء بالقديم.

في مصر مزج الشعر بالصحافة

عندما غادر خليل مطران فرنسا كان على موعد مع مصر، ففي مصر عمل بجريدة الأهرام وتعرّف وأحب الصحافة. ومكّنته لغته العربية المتميزة من ذلك، كما مكّنته لغاته الأجنبية من الاطلاع والإلمام بثقافات أخرى.

بعد تجربة الأهرام أصرّ مطران على أن يكون له مشروعه الصحافي الخاص، فأنشأ مجلة الجوائب وهي مجلة يومية.

تجربة جديدة في الشعر والنثر

بعد وصول الشاعر خليل مطران إلى القاهرة وبعد أن ذاع صيته وتمكّنه الشعري أُطلق عليه شاعر القُطرين، فهو من أصل لبناني ويعيش في مصر، ويفتخر به كل من المصريين واللبنانيين، وقد أُعتبر مطران هو الشاعر الثالث في مثلث الموهبة الشعري في ذاك العصر بعد كلٍ من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، لذا بعد وفاتهما أطلق عليه الكثير من الأدباء شاعر الأقطار العربية.

وقد أسّس الشاعر خليل مطران المدرسة الكلاسيكية الجديدة في الشعر، ليس هذا فحسب بل أدخل أنواعًا شعرية جديدة، مثل الشعر القصصي، حيث تحكي القصيدة قصة متكاملة ومترابطة، كما طوّر من النثر ليختلف عن المدارس السردية السابقة.

الشاعر خليل مطران أثرى حركة الترجمة

لم يكتفي الشاعر خليل مطران بالشعر والنثر والصحافة بل اقتحم حركة الترجمة، ليكون من أشهر من ترجموا أعمال شكسبير ومنها؛ هاملت، وماكبث وعطيل، وكذلك عددًا من أعمال فيكتور هوجو.

وقد اقتحم مجال المسرح فقدم عددًا من المسرحيات كذلك، ليكون قد اهتم بالعديد من الألوان الأدبية المختلفة التي ثقلت براعته كشاعر.

وفاة الشاعر خليل مطران بعد معاناة مع المرض

تعرض خليل مطران لصدمة مادية شديدة، حيث خسر كافة ما يملك في نشاط تجاري لم يتحقق له النجاح، مما سبب له حالة من الاكتئاب والتي زادت من عنف مرضه.

فمطران الذي عُرف عنه إصابته بداء النقرس منذ شبابه، قد زاد الاكتئاب من حدة مرضه، وعلى الرغم من عمله في أماكن جديدة عوّضت له بعض الخسارة المادية التي لحقت به، إلا أنه بعد سنوات قليلة كان المرض قد ألم به ليتوفى عن عمر 77 سنة عام 1949م.

أعمال الشاعر خليل مطران

كتب مطران الكثير في الشعر والنثر والأدب والترجمات، وسنذكر أهم أعماله التي حفظت حتى اليوم وأعيد نشرها:

  • ديوان الخليل، وهو في 4 أجزاء كاملة تحوي أغلب أشعاره.
  • التاريخ العام، وهو كتاب هام من 6 أجزاء.
  • الموجز في علم الاقتصاد، وقد اشترك مع الشاعر حافظ إبراهيم في كتابته، حيث اهتم الاثنان بعلم الاقتصاد.
  • ترجمة عدة مسرحيات لشكسبير وأعمال لفيكتور هوجو.

وهكذا في الختام نجد أن الشاعر خليل مطران عاش حياةً زاخرةً بالأدب والشعر والموهبة وقد طوّر كثيرًا من النظرة الكلاسيكية للشعر ليخلق عالمًا متكاملًا بقي حتى اليوم.

السابق
الكاتب أحمد مراد من مصور الرئيس حتى قائمة الأعلى مبيعًا
التالي
خدمات هيئة الإمارات للهوية الاستعلام عن حالة الطلب عند تجديد الهوية

اترك تعليقاً