أدباء وشعراء

الشاعر غازي الجمل: عندما يصبح الوطن مصدرًا للإلهام

الشاعر غازي الجمل: عندما يصبح الوطن مصدرًا للإلهام

عندما تزيد الآلام ينزف القلب شعرًا، هكذا يمكننا وصف الشاعر غازي الجمل ، الذي ولد في قلب النكبة الفلسطينية فظلت تطارده ليكتب أجمل الأشعار التي تخرج طبيعية ومعبرة عن مأساة وطن كاملة، إن غازي الطفل الذي رحل عن وطنه يحمله والده بين ذراعيه، حمل هو في قلبه وطنه قبل رحيله.

غازي الجمل: هذا الشبل من ذاك الأسد

تشرّب غازي الجمل حب الشعر والأدب من والده، فالأب نفسه شاعرًا وأديبًا كتب عدد من المسرحيات التي اشتهرت في عصره، لذا فليس غريبًا على الطفل الصغير آنذاك أن يتعلق بالشعر ويحبه وأن يبدأ من الصغر في ثَقل موهبته وتنميتها.

فالطفل الذي ولد في اللد بفلسطين، ورحل والده عام 1950 بعد النكبة إلى غزة، ليضطر مرة أخرى للرحيل إلى الأردن في عام 1953، تشرّب الأحداث منذ المهد وتشرّب الموهبة بالوراثة والتربية ليخرج لعالم الأدب العربي شاعر مميز.

لُقب بالشاعر منذ كان طفلاً

كثيرون من الأطفال لا يمكنهم تحديد أهدافهم منذ الصغر، ولكن يبدو أن الشاعر غازي الجمل كان يعرف هدفه وهو الشعر ، فمنذ كان طفلا في المدرسة الإعدادية وهو يقوم بنَظم الشعر وإلقائه على أصدقائه حتى أسماه زملاء الدراسة ب”الشاعر”.

ورغم هذا فإن غازي ظل يعتبر الشعر فنًا وموهبة لا مصدر للرزق والعمل، فدرس الهندسة وسافر إلى يوغسلافيا ثم حصل على الماجيستير ليصبح مهندسًا ناجحًا ولكنه لم يترك الشعر يومًا.

الشعر بوصلة غازي الجمل وطريقه

قليل من الشعراء يمكنك وصفهم بالهدوء والروتينية، فالشعر يصنع دوّامات بالروح تجعل الروح قلقة، لذا إذا كان الشاعر غازي الجمل وجد هدفه في الشعر ، فإنه ظل روح قلقة في العمل، فما بين النجاح كمهندس ثم تركه للعمل بالتجارة ثم السفر للولايات المتحدة الأميركة فالعودة للبنان والتجارة، ظلت روحه قلقة وتجاربه كثيرة ولكن ظل الشعر هو الثابت الأكبر في حياته.

شعر الحماسة والحَكي عن الوطن

امتاز شعر غازي بالحماسة ووصف الوطن، فهو اللون المفضل لديه والذي برع به، وهو اللون المتفق مع خلفيّته الحياتيّة والمعبر عنها.

ومع هذا فلم يترك الشاعر غازي الجمل باقي مجالات الثقافة والأدب فقد عُرف بكثرة نشاطاته، فهو مساعد رئيس جمعية الكتاب الإسلامي وعضو بكل من: الهيئة الإدارية لرابطة الأدب الإسلامي، وجمعية المركز الإسلامي، وجمعية التربية الإسلامية.

رحل وهو يتغنى بفلسطين

رحل الجمل عن عالمنا في عام 2010م وهو في عُمر الـ60، وهو مازال يكتب ويتغنى بفلسطين ويحكي عن الوطن، وقد توفي أثر أزمة قلبيّة وترك ديوانين من دواوينه تحت الطبع لم يريا النور بعد.

أعمال الشاعر غازي الجمل

جمع غازي قصائده وأعماله بأكملها في 3 دواوين شعرية، وقد تم طباعة أولهما في حياته بينما كان الديوانين الآخرين تحت الطبع وهم:

  • ديوان دمع اليراع.
  • ديوان نفح الطيب.
  • ديوان قناديل العرش.

رحل الشاعر غازي الجمل عن عالمنا ليترك العديد من القصائد الجميلة التي يتذكرها محبيه ويرددونها كلما خطر بذهنهم جمال الأوطان وبراعة الشعر .

السابق
خدمات هيئة الإمارات للهوية الاستعلام عن حالة الطلب عند تجديد الهوية
التالي
طريقة مساعدات جمعية دار البر رأس الخيمة ..

اترك تعليقاً