نصائح طبية

كارثة الإدمان

ما هو الإدمان؟

يعتبر الإدمان مرضًا معقدًا، غالبًا ما يكون مزمنًا بطبيعته، ويؤثر على عمل كمياء الدماغ والجسم .

كما أنه يتسبب في أضرار جسيمة للعائلات والعلاقات والمدارس وأماكن العمل والأحياء، ومن أكثر أعراض الإدمان شيوعًا فقدان التحكم الشديد والاستمرار في الاستخدام على الرغم من العواقب الوخيمة والانشغال باستخدامه ومحاولات الإقلاع عنه واعراضه الانسحابية .

ما هو المدمن؟

المدمن كما ذكر في السابق هو شخص لديه إعتماد كلى على تعاطي المخدرات، أو أى من السلوكيات الإدمانية الأخره، ويعيش فقط من أجل البحث والتعاطي للمخدرات، ولكي نتعرف على الشخص المدمن بشكل أدق :

  • هو شخص أنانى يركز على ذاته دون أدنى إهتمام بصالح الآخرين ولا يهتم حتى بمشاكله الخاصة .
  • مشكلته الرئيسية الحفاظ على مورد المخدرات أو الإشباع الفورى لرغبته للمخدرات ويتبع أى وسيلة مهما كانت خطورتها لأشباع تلك الرغبة الملحة الشديدة .
  • يفتقر إلى النظام الذاتى والاداره والطموح ولا تتوفر لديه الثقه بالنفس ولا الأيمان بشخصيته ودائمًا ما يتجنب المسئولية .
  • درجة استعداده للألم بكل أنواعه عالية للغاية ولا يستطيع تحمل النقد ولا إحتمال الإحباط .
  • فاشل فى تطوير علاقاته الإنسانية الطبيعية وتميل علاقاته الشخصية إلى الإقتصار على الأعضاء الآخرين فى عالم مدمنى المخدرات وهكذا يصبح منبوذاً إجتماعياً ويعيش فى وحدة قاسية .

من هو المدمن؟ نحن نعلم ! تمركزت حياتنا وتفكيرنا بالكامل في المخدرات بشكل أو بآخر الحصول عليها وتعاطيها وإيجاد الطرق و الوسائل للحصول علي المزيد، لقد عشنا لنتعا طي وتعاطينا لكي نعيش .

بمنتهي البساطة، المدمن هو ” رجل أو امرأة ” تسيطر المخدرات علي حياته، نحن أناس وقعنا في قبضة مرض مستمر ومتفاقم نهايته دائماً هي نفسها: السجون، المصحات و الموت .

أنواع الادمان

يعرف الإدمان بأنه فقدان السيطرة على التحكم بفعل أو تناول أو استعمال شيءٍ ما، لدرجة يصبح ذلك مؤذياً للمدمن.

يرتبط الإدمان في ذهن الناس بالمقامرة والمخدرات والكحول والنيكوتين، لكن قد يدمن الشخص على أي شيء، بما فيها:

  • العمل: ينتاب المدمنون على العمل هوس لدرجةٍ يعانون فيها من الإنهاك الجسدي. ويكون المرءمدمناًعلى العمل إذا كان الالتزام به يؤثر سلباً على علاقته بعائلته وحياته الاجتماعية، وإذا كان لا يأخذ أي عطلة.
  • الإنترنت: ازداد انتشار مدمني الإنترنت والحواسيب بازدياد انتشار استخدام الحواسيب والهواتف النقالة. فقديقضي الناس ساعاتٍ في النهار والليل يتصفحون الإنترنت أو يلعبون بألعابه، مع إهمالهم لباقي الأمور الأساسية في حياتهم.
  • المواد الطيارة: يحدث الإدمان على المواد الطيارة –مثل الغراء وطلاء الاظافر والنفط والوقود الخفيف-عندما يستنشقها المرء فتعطيه شعوراً بإزالة السمية من جسده. وقد يكون الإدمان على المحلات قاتلاً.
  • التسوق: يصبح التسوق إدماناً عند شراء أشياء لا حاجة لها أو عند الرغبة بالحصول على الشهرة من وراء التسوق. ويتبع ذلك مباشرة شعور بالذنب أو الخجل أو اليأس.

مسببات الادمان

بالتأكيد هناك مجموعة عوامل وأسباب تدفع الشخص إلي  الوقوع في طريق الإدمان.
ربما تكون تلك المسببات هي عوامل يمكن للشخص أن يقوم بتغييرها، والبعض الأخر عوامل لا يمكن تغييرها ودائما ما يهتم الباحثون والأطباء النفسيين بكل تلك المسببات والعوامل التي من شأنها تقوم بإيجاد أفضل الطرق لمنع وعلاج إدمان المخدرات.
معرفة تلك المسببات والعوامل أيضا يعني الوقاية لكل فرد وتوفير مستوى من التوجيه الفردي والصحي لإدارة تلك المخاطر والمسببات وفقا لأحدث الدراسات التي تمت داخل المعهد الوطني لإدمان المخدرات من عوامل الخطر يمكن تحديد أسباب الإدمان في فئتين أساسيتين وهما:

  • أسباب بيولوجية.
  • أسباب بيئية.

من المعروف أن تواجد تلك الأسباب في فرد ما فإن احتمالية تعرضه للإدمان تكون كبيرة جدا سوف نقدم شرح مختصر عن كل سبب من تلك الأسباب لمعرفة مدى علاقتها بالإدمان بوجه عام.

أولا:الأسباب البيولوجية:

يقصد بالأسباب البيولوجية هي مدى قابلية الشخص من الناحية الصحية والوراثية للدخول في عالم الإدمان.
حيث أشارت العديد من الدراسات أن العوامل الوراثية واستعداد الشخص النفسي  للإدمان تمثل ما بين نسبة 40 إلى 60 % من تعرض الشخص للإدمان.
حيث أن الجنيات الشخصية يكون بها خللا ما ويقبل على المخدرات.ثانيا:الأسباب البيئية:

لا شك أن هناك مجموعة من عوامل الخطر البيئية التي يمكن أن تؤدي إلى الإدمان وما أكثرها في الوقت الحالي.
من أمثلة تلك الأسباب البيئية هي ضغط الأفران لتناول المواد المخدرة خاصة في المناسبات المختلفة، التعرض إلي الإجهاد لفترات طويلة وخاصة في الأعمال التي تتطلب مجهود ذهني وبدني كبير.
وجود أحد الأفراد داخل العائلة والذين يتناولون المواد المخدرة بشكل مستمر.
كلها أسباب من شأنها أن تدفع الشخص إلى تناول المخدرات.
توصلت تلك الدراسة أيضا إلي أن الجمع ما بين العوامل والأسباب البيئية وبين الأسباب البيولوجية يجعل الشخص أكثر عرضة من الإدمان بنسبة 25 %.

ادمان المخدرات

إدمان المخدرات، ويُسمى أيضًا اضطراب استخدام المواد، مرض يؤثر على مخ الشخص وسلوكه ويؤدي إلى العجز عن التحكم في استخدام العقار أو الدواء القانوني أو غير القانوني. كما تُعتبر مواد مثل الكحول والماريجوانا والنيكوتين من المخدرات. عندما تكون مدمنًا، قد تستمر في تعاطي المخدرات على الرغم من الأذى التي تسببه.

يمكن أن يبدأ إدمان المخدرات بالتعاطي التجريبي لمخدر على سبيل التسلية في مواقف خاصة ومن أجل بعض الناس، ويصبح تعاطي المخدرات أكثر تكرارًا. بالنسبة إلى آخرين ـ وخاصة مع المواد الأفيونية ـ يبدأ إدمان المخدرات بالتعرف على أدوية بوصفة طبية أو الحصول على أدوية من صديق أو قريب تم وصف الدواء له طبيًا.

يختلف خطر الإدمان وسرعة تحولك لمدمن على حسب العقار. تنطوي بعض العقاقير مثل المسكنات الأفيونية على خطر اعلى وتتسبب في الإدمان بسرعة أكبر من غيرها.

مع مرور الوقت، قد تحتاج إلى جرعات أكبر من العقار لتصل إلى النشوة. وسرعان ما تحتاج إلى العقار لمجرد أن تشعر بأنك في حالة جيدة. مع زيادة استخدامك للعقار، قد تجد صعوبة متزايدة في الاستمرار بدون العقار. قد تؤدي محاولات التوقف عن استخدام العقار إلى إحساس قوي بالرغبة فيه وتجعلك مريضًا بدنيًا (أعراض الانسحاب).

قد تحتاج إلى مساعدة من طبيبك وأسرتك وأصدقائك أو مجموعات الدعم أو برنامج علاجي منظم للتغلب على إدمانك للعقار والاستمرار بدون عقار.

الإدمان المادي

نبدأ من الإدمان المادي مع الطبيب النفسي الدكتور فؤاد طحان الذي يحدّد الإدمان على المخدرات والكحول «بحالة تعاطي المخدرات أو الكحول بشكل مستمر وصولاً الى التبعية الجسدية أو النفسية أو الإثنتين معاً».
ويضيف:
«المخدر يمنح المتعاطي في المرحلة الأولى شعوراً بالسعادة والهدوء، فيندفع الى زيادة الجرعة تدريجاً ليدخل في دائرة الإدمان ويصبح أسيراً للمخدر، هاجسه الوحيد الحصول عليه مهما كلفه ذلك. فمدمن المخدرات والكحول يحاول التهرّب من المناسبات الاجتماعية، يصبح إنفعالياً وقد يلجأ الى السرقة أو حتى القتل من أجل الحصول على المادة التي أدمن عليها».
أسباب الإدمان متعددة، ويقول الدكتور طحان: «بعض هذه الأسباب يرتبط بالعوامل الإجتماعية والثقافية وبالمشاكل والضغوطات التي يعيشها الفرد، ومنها ما يرتبط بالحشرية وبمعشر السوء الذي يدفع الشباب خصوصاً الى تعاطي المخدرات.
وقد تكون أسباب الإدمان نفسية، إذ يلجأ الى المخدرات أو الكحول بعض من يعاني مرضاً نفسياً أو حالات إكتئاب وقلق مزمن، أو أمراضاً عصبية، أو من يكونون ذوي شخصية مَرَضية، غير متزنة، أو لا إجتماعية».

الإدمان السلوكي

يمكن تحديد الإدمان السلوكي بأنه سيطرة فكرة على شخص ما لتتحوّل الى هوس، فتسرق الكثير من وقته واهتماماته، ويسعى للوصول اليها مستخدماً الوسائل كافة، على الرغم من وعيه الى نتائجها ومخاطرها. وهذا النوع من الإدمان كثير الإنتشار لكنه غير ظاهر وجلي كما في حالة الإدمان المادي.
المسبب الرئيس لهذا النوع من الإدمان هو التسلية لكنه يتحوّل شيئاً فشيئاً الى مرض متأثراً بعامل الوقت. في هذا الإطار تتحدث المعالجة النفسية الدكتورة رانيا فيصل عن إدمان الانترنت والكمبيوتر والجنس والعمل وسوى ذلك من نشاطات طبيعية تتحول الى إدمان عندما تتخطى ممارستها الحدود المعقولة، وتؤثر بشكل سلبي على حياة الشخص وعلاقاته.

التحديات التي تواجه المدمن خلال علاج الادمان

الادمان او علاج المخدرات  كان ومازال المشكلة الأساسية والكبرى للكثير من الأسر، فهو العدو الذي لا تكاد تواجهه في مكان حتى يظهر في مكان آخر، وخلال رحلة علاج الادمان توجد بعض التحديات التي تواجه المدمن، وأهمها: 

العوامل الاجتماعية

تظل وصمة العار تلاحق المدمن سواء على المستوى الأسري أو المجتمعي، ويعاني من رفض سوق العمل ، وربما ترفضه زوجته ويُحرم من أبنائه، مما يجعل المدمن يعاني من التدني العاطفي، ثم لا تُطفيء هذه المشاعر سوى بالعودة إلى التعاطي  مرة أخرى.

وجود خلل في خطط علاج الادمان

من أبرز التحديات التي تواجه علاج الادمان خطط العلاج الخاطئة غير المناسبة لحالة المريض، لأن ما بني على خطأ سوف يفسد بسهولة، وهو ما يعود على المدمن بضرر كبير ويفقده الثقة في برامج علاج الادمان كلها، مما يترتب عليه في النهاية استمراره في معاناته، وربما تماديه في تعاطيه دون توقف.

دور العائلة في علاج الادمان

دور العائلة هو الأهم في رحلة مواجهة التحديات التي تواجه علاج ادمان المخدرات، فـ العائلة هي الحصن الأول الذي يساند المدمن، وتقبل العائلة للمدمن من أبرز العوامل التي تمهد للنجاح فى علاج ادمان المخدرات حيث أن مراحل العلاج تتطلب مساندة حقيقية لمنع الانتكاسة، ولابد أن يكون هناك دعم مستمر للمدمن حتى يكمل علاجه بنجاح.

دور البرامج العلاجية :

يظن البعض أن الانتكاسة تأتي فجأة بلا مقدمات، ولكن هذا غير صحيح، فـ الانتكاسة تحدث نتيجة توارد أفكار التعاطي وآثاره من نشوة ووهم على ذهن المدمن، ليقتنع أنه ينسى بذلك همومه وآلامه ، وقد يؤدي تراكم هذه الأفكار على ذهن  المدمن دون التزامه بأحد البرامج العلاجية إلى وقوعه في خطر الإدمان مرة أخرى، وانتكاسته التي تجعله يفقد السيطرة على مرضه وسلوكياته.

التخلص من الادمان

تقدم مستشفى الامل للطب النفسي وعلاج الادمان المراحل الأساسية لعلاج الادمان، في 3 خطوات، وتشمل :-

  • مرحلة التقيم والتشخيص لحالة المريض ووضع الخطه العلاجية المناسبة لحالة كل مريض :

في هذه المرحلة يتم توقيع الكشف الطبي على مريض الإدمان، وإجراء كافة الفحوصات والتحاليل الطبية، ومعرفة نسبة سموم المخدرات في الجسم، ويقوم طبيب علاج الإدمان بتحديد البرنامج العلاجي المناسب، والبدء في رحلة العلاج.

  • الضبط الدوائي والتعامل مع الاعراض الانسحابية لمريض الادمان سواء كانت النفسية او الجسدية :

تتضمن هذه المرحلة سحب السموم من الجسم عن طريق بروتوكول دوائي وعلاجي يستهدف التخلص من سموم المخدرات بدون آلم، حيث يواجه المدمن في هذه المرحلة مجموعة من الأعراض الانسحابية، نتيجة التوقف عن تعاطي المخدر، ويتم متابعة المريض من خلال الفريق العلاجي لحظة بلحظة، وملاحظة أي تغييرات تطرأ على الحالة المرضية.

  • علاج الادمان عن طريق احد برامج التأهيل النفسي السلوكي والتي تضمن عملية التعافي والتغير المطلوبه لتحقيق العلاج الكامل :

تعتبر هذه المرحلة من أهم مراحل علاج الادمان وتسمى العلاج النفسي، وهي تأهيل مرضى الإدمان نفسياً وسلوكياً عن طريق عقد جلسات فردية وجماعية تستهدف معرفة الأسباب النفسية التي دفعت الشخص إلى الإدمان، كما تستهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة واللجوء بجانب علاج الادمان الى العلاج النفسي،

واستبدال السلوكيات والأفكار السلبية بأخرى إيجابية، كما تتضمن معرفة أضرار إدمان المخدرات، لعدم التعرض للانتكاسة. لا تنتهي فترة علاج الإدمان بمجرد الخروج من مستشفى علاج الادمان،

  • علاج الادمان عن طريق احد برامج التأهيل النفسي السلوكي (العلاج النفسي) والتي تضمن عملية التعافي والتغير المطلوبه لتحقيق العلاج الكامل :

تعتبر هذه المرحلة ذات اهمية كبيرة فى مراحل علاج الادمان، وهي تأهيل مرضى الإدمان نفسياً وسلوكياً عن طريق عقد جلسات فردية وجماعية تستهدف معرفة الأسباب النفسية التي دفعت الشخص إلى الإدمان، كما تستهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة، واستبدال السلوكيات والأفكار السلبية بأخرى إيجابية، كما تتضمن معرفة أضرار إدمان المخدرات، لعدم التعرض للانتكاسة وهنا يأتى دور العلاج النفسي. لا تنتهي رحلة علاج الإدمان بمجرد الخروج من مستشفى علاج الادمان،  حيث يتم المتابعة والتواصل مع الفريق العلاجي على فترات، وتقديم الدعم المعنوي لحل أي مشاكل أو ضغوطات قد تصادفها.

ودائما يجب عليك معرفة الاتى :

علاج الادمان او علاج مدمن المخدرات او علاج المخدرات بشكل عام  ايان كان نوع المخدر ليس كأي علاج لمرض عضوي يحدث للإنسان لأن الشخص المريض بمرض الادمان يحتاج الي المرور بخطوات ورحلة لما يسمي التعافي من الادمان والتعافي أو الإستشفاء من الادمان يعني التغير السلوكي والنفسي لمريض الادمان

وهذا لايحدث إلا عبر المرور بثلاث مراحل اساسية فيما نسميه 3 مراحل أساسية لعلاج الإدمان وسنقوم بشرح تفصيلي لهذه الخطوات لاحقا بالتفصيل وذلك لأهمية هذه الخطوات لعلاج الادمان سواء كان ادمان المخدرات او حتي الإدمانات الاخري ولكن دعونا نلقي الضوء علي بعض الإحصائيات قبل الخوض في تفاصيل أكثر عن رحلة وخطوات علاج الادمان .

السابق
الطب اليوناني
التالي
أضرار التدخين وانعكاساته على صحة المجتمع انفوجرافيك

اترك تعليقاً