نصائح طبية

الطب اليوناني

اليونان

هناك عدد من الدول العربيّة والغربية حول العالم التي تتمتّع بتاريخٍ وحضارة عريقة، ولكلٍّ منها تاريخها الخاص الذي يجعلها تتميّز عن غيرها، ومن هذه الدول الغربية اليونان. سنتطرّق في هذا المقال إلى تاريخ اليونان بشكل عام.

تاريخ اليونان

عاصمتها أثينا، تقع شرق غرب أوروبا، تحدّها شمالاً؛ بلغاريا، ومقدونيا، وألبانيا، وتركيا، وشرقاً بحر إيجة، وغرباً وجنوباً البحر الأيوني والبحر الأبيض المتوسط. تعتبر مهد الحضارة الغربيّة، وتبلغ مساحتها 131,990كم2، لغتها الرسمية والأولى اليونانية؛ التي يرجع تاريخها إلى 3,500 عامٍ. يُطلق على سكانها يونانيون أوهيلينيون، وعلى بلادهم هيلاس؛ وباللغة الحديثة إلاس. نظام الحكم فيها جمهوري برلماني، ورئيس جمهوريتها بروكوبيس بافلوبولوس، وعملتها الرسمية اليورو.

الطب اليوناني

يعد الطب اليوناني (يشاراليه عادة الطب اليوناني العربي أو الطب اليوناني)  فرعا من الطب التقليدي البارز والذي يمارس في شبه القارة الآسوية ، ولم يتمكن أن يحتل في قائمة الطب الرئيسي لأسباب عديدة ، وفي السيناريو الحالي نال الطب اليوناني مكانا مرموقاً في مجال العلوم الطبية كما أن الملايين يعتمدون عليه للعلاج ، ويوجد في جميع أنحاء الهند عديد من كليات الطب اليوناني والمستشفيات والمستوصفات وعديد من مراكز البحوث سواء كانت في القطاع الخاص أو القطاع الحكومي ، وفي الوقت الحالي اشتهرت ولاية كيرالا في معالجة عديد من الممارسات الطبية الناجحة لكثير من العلاجات البديلة وفي مجال تقديم نتائج إيجابية لأمراض الضعف مثل إلتهاب المفاصل والاضطراب في الجهاز الهضمي والعقم والبهاق والأمراض المعدية بالجنس وغيرها.. ، وأما الحجامة والعلاج الفوج والعلاجات الجراحية في الطب اليوناني فهي أكثر شعبية ومقبولا على نطاق واسع ، كما أن الأسعار المعقولة والعلاج الطبيعي بدون أي آثار جانبية للجسم تعتبر سمة بارزة لهذا الفرع الطبي الذي ينجذب اليه الفقراء بشكل واسع ، ورغم أنه يوجد هناك عديد من المستوصفات اليونانية في المناطق الريفية والحضرية تحت القطاع الحكومي في ولاية كيرالا إلا أنه لا توجد كلية للطب اليوناني في أراضيها مع وجود كليات عديدة لأنظمة أخرى من الطب ، وتعتبر مستشفى كلية الإمارة الخيرية أول كلية للطب اليوناني في الولاية.

الطب اليوناني في الهند

يعد الطب اليوناني(يشاراليه عادة الطب اليوناني العربي ) أحد أبرزفروع العلوم الطبية البديلة في الهند، والتي تقوم على تعاليم الأطباء اليونانين أبقراط وجالينوس، واللتي تطورت كثيرا في العصور الوسطى من قبل الأطباء العرب والفرس كالرازي ، وابن سينا ، الزهراوي وابن نفيس

و قد عرفت الهند الطب اليوناني عن طريق الفرس والعرب في القرن الـ12، وبلغ أوجه في القرن الـ17 خلال الحكم الإسلامي في الهند ،التي شهدت اهتماما بممارسي مهنة الطب اليوناني والاستعانة بهم كأطباء للبلاط الملكي

ويعد الطبيب والمناضل السيد حكيم أجمل خان (المتوفي 1927م) حفيد أحد أطباء ملوك المغول ،أول من قام بإحياء هذا النوع من الطب بمساهمته في تأسيس جامعة أيورفيدا والطب اليوناني في نيودلهي (أيورفيدا نوع من أنواع الطب التقليدي الذي ترعرع في الهند )،وتوسيع الجامعة إلى أكثر من 50 فدانا. وقد ثم افتتاحها في 13 فبراير 1921 من طرف الزعيم الهندي مهاتما غاندي

حاليا هناك حوالي ن 40 كلية لطلاب المرحلة الجامعية والدراسات العليا تدرس الطب اليوناني في الهند ومعترف بها من قبل الحكومات في كل من الهند و باكستان و بنغلاديش،و 150 مستشفى و1.500 مستوصف تستخدم الطب اليوناني في الهند
تقدم الكليات دورة دراسية منتظمة مدتها خمس سنوات ونصف السنة،تشمل مستويات الدراسة، علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء، وهما من العناصر الأساسية للطب اليوناني، وعلم الأدوية اليوناني والطب السريري وعلم التشخيص باستخدام أساليب الطب اليوناني والطرق الحديثة. وعلاوة على ذلك، يجرى إمداد الطلاب بالمعرفة التفصيلية والفهم لموضوعات مثل الطب الداخلي والاعتلال الذي يصيب العين والأنف والأذن والحنجرة والجراحة وطب النساء والتوليد وطب الأطفال، وغيرها من الأمور الأخرى

وقد تطور الطب اليوناني في الهند من حيث إنها دولة ذات كفاءة من الناحية الإستراتيجية وقابلة للنمو في المجال الطبي من خلال العلاقات التجارية مع الدول العربية المجاورة ، وقام معظم الحكام من مختلف السلالات الحاكمة بتعزيز هذا النظام من العلاج في مختلف العصور ، كما ظهر من خلالها عديد من الحكماء كما أنشأت فيها الكليات والجامعات الطبية للتعليم العالي والدراسات العليا للبحث والتطوير ، وحسب التقرير الجديد يوجد في الهند مائات من كليات الطب اليوناني وآلاف من المشتشفيات والمستوصفات اليونانية  وكثير من مراكز البحوث تحت القطاع الحكومي ، وكذلك يوجد هناك آلاف من المستشفيات والعيادات اليونانية تحت القطاع الخاص في جميع أنحاء البلاد .

أبو الطب اليوناني

يُعرف أبقراط بأنه أبو الطب عند اليونان، وقد عاش في الفترة ما بين 460 إلى 375 ما قبل الميلاد، وفي الوقت الذي كانوا فيه يُرجعون أسباب المرض إلى الخرافات، كان أبقراط يعلم أن جميع أشكال المرض لها أسباب طبيعية، وقد أسس أول مدرسة لتدريس الطب، ويوجد أكثر من 60 وثيقة طبية لأبقراط حتى يومنا هذا، بما في ذلك قَسَم أبقراط الطبي (بالإنجليزية: Hippocratic oath)، وقد تم تجميع الوثائق في مجموعة تعرف باسم كوربوس أبقراط (Hippocratic Corpus).

إنجازات أبقراط في مجال الطب

تتمثل إنجازات أبقراط فيما يأتي:

كوربوس أبقراط: (بالإنجليزية: Hippocratic Corpus)، وهذه المجموعة عبارة عن مكتبة، أو أجزاء من مكتبة، وعلى الرغم من أن هذه المجموعة نُسبت إلى أبقراط، إلا أن الدارسين هذه الأيام يقولون أنها تعود للكتابات بين القرنين الرابع والسادس ما قبل الميلاد.

جراحة العظام: (بالإنجليزية: Orthopaedics)، قدم أبقراط ثلاث أطروحات في مجال جراحة العظام؛ في المفاصل، والكسور، والجراحة، وعلى الرغم من أن هذه الأعمال الأصلية لم تعد موجودة، إلا أنه تم تقديم محتواها للعالم الغربي من خلال المخطوطات التي تم جمعها في القرنين الأول والثاني الميلادي، ومن الجدير بالذكر أن هذه المخطوطات التي تعالج خلع المفاصل والكسور تعد من أقرب الطرق إلى الممارسات الحديثة.

الطب اليوناني القديم في الطب اليوناني القديم كان المرض يُعتبر عقاباً والشفاء يعتبر هدية، وبحلول القرن الخامس قبل الميلاد بدأت المحاولات لتحديد الأسباب المادية للمرض وليس الروحية، مما أدى إلى الابتعاد عن الخرافات، والاتجاه نحو البحث العلمي، وبعد ذلك بدأ الأطباء بدراسة الجسم، واكتشاف العلاقة بين الأعراض، والإصابة بالمرض، ودراسة نجاح أو فشل الأنواع المختلفة من العلاج.

ومن الجدير بالذكر أن الطب في اليونان لم يكن يعتمد على المعرفة فقط، وإنما كان يعتمد على مجموعة من العوامل والمُعتقدات مثل التقاليد المحلية، والطبقة الاجتماعية، وجنس المريض.

الطب والصيدلة في العصر اليوناني

عندما دخل الإسكندر الأكبر مصر وحكم من بعدُ البطالسةُ وكوَّنوا دولة مصرية قوية، حاوَلَ اليونانيون والمصريون أن يخلطوا بين الآلهة الإغريق والآلهة المصريين، وأن يهضموا هذا الخليط ليخرجوا منه صورًا موحدة تتناسب مع طبائع الاثنين، وتتمشى مع العقائد والتقاليد الدينية السائدة في تلك الأزمان، وأمكن للفكر المصري اليوناني في ذلك الوقت أن يعبد آلهة يرى فيها الاثنان وحدةً وتضامنًا.

ومن بين هذه الآلهة من قدسه المصريون واليونانيون للطب والصيدلة، أهمها:

(١) الإله هرمس

هو إله اليونان الذي شابه تحوت المصري، وكانوا يشيرون إليه بالزنبق، وكانوا يسمونه سكرتير أورويس وصديقه الحميم، ويقول Eusebius المؤرخ إن هرمس هو موسى. وكانوا يعتقدون أنه مؤلف ٦ كتب مقدسة، وكان أحد هذه الكتب خاصٌّ بالصيدلة. ويقول Jamblicus الذي أرَّخ حكم الإمبراطور جوليان، إن الكهنة المصريين قد حقَّقوا ٤٣ مؤلفًا للإلهة هرمس. وقد نشأت أسطورة هرمس في القرن الأول الميلادي في إسكندرية.

(٢) أبولو Opollo (شبيه حورس)

هو ابن جيوبتر ولاتونا، وكانت عبادته متحدة مع الشمس، وسهامه لا زال الناس يتحدثون عنها، وكان إله الطب والصيدلة كما كان مخترع الموسيقى والشعر، ويقول اليونان إن أبولو تلقَّى أول تجاربه العلاجية في مصر، وقد كتب عنه هومير في الجزء الخامس من الإلياذة، وإنه شفى جراح Diomed التي أصابه بها مارس إله الحرب.

(٣) أسكليياس Aesculapius

هو ابن أبولو وكورونيس، وهو أكثر علاقة بالطب والدواء من والده، وتلقى علومه على يد شيرون، ويقولون إنه عاش حوالي عام ١٢٥٠ق.م، ويقولون إنه هو جدعون الذي ذُكِر في التوراة. وقد ترك بعده أبناء ثلاثة وأربع شقيقات، وقد تعاطى أبناؤه صناعة الدواء.

وقد أصبحت معابد أسكليياس مستشفيات لجميع الأمراض يؤمها الكثير، ويخرجون منها بقوة وعافية، وكان بين أدويتهم الشائعة في ذلك الوقت المغليات والمنقوعات واللبخ والحمامات.

وأصبح كهنة أسكليياس هم رجال الدواء في ذلك الوقت وكان لهم مركز عظيم ممتاز، ونهجوا نهج قدماء المصريين والأشوريين والبابليين في تعليق لوحات الأدوية في معابدهم.

وأول الصيادلة الذين يتغنى بهم الإغريق هو الإله Prametheus الذي قال عنه شعراؤهم إنه علَّم الناس كيف يحضِّرون الدواء.
ومن أظرف أساطيرهم أن Melampus هو الذي أدخل نبات الخربق Helebore لأنه لاحَظَ تأثيره على الغنم عندما كان يرعاها، وهو الذي وصف صدأ الحديد في النبيذ الذي يشبه نبيذ الحديد.
ويقولون إن نساء الأرجوس قد أُصِبن بجنون جعلهن يهربن إلى الحقول عراة، وكان بينهن ثلاث أخوات لبروتس الملك، فشفاهن ميلامبوس بلبن الماعز بعد إطعامه بهذه النبات Hellabore.
ويُعتبَر شيرون الإغريقي سيد الصيادلة؛ إذ لقَّبه بذلك هوميرس في الإلياذة، وكان اسمه Chiron the centaur، وينسبون إليه نبات القنطريون أو الوطب Centaurium.
وكان Morpheus الذي قال عنه شعراء الرومان إنه ابن أورنيس وزراء إله النوم Samnus، وقد اشتق مورفيدس اسمه من Morpheus التي تعني شكل Form or shape لمقدرته على التشكل والظهور في الأحلام.

ويرمزون لهذا الإله بنبات الخشخاش في يده، ومن اسمه يعتقدون أن النوم إلا لمن يلمسه مورفيوس بثمرة الخشخاش.

وكان فيثاغورس الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد موضع كثير من أساطيرهم، فكانوا يقولون إنه يروِّض الوحوش بكلمة واحدة، وإنه زار جهنم. وكما كان عالمًا رياضيًّا كان صيدليًّا ماهرًا، فهو أول مَن اخترع بصل العنصل، وله وصفة مشهورة مكونة من:

  • السوسن أو عرق الطبيب Orris.
  • جنتيانا Gentian.
  • جنزبيل Cinger.
  • فلفل أسود Black pepper.
  • عسل كمية كافية Honey q. s..

تطوّر الطب اليوناني

بمرور الوقت بدأ الأطباء يكتسبون مبادىء التشريح البشري الأساسية، إذ بدأ الأمر بتشريح الحيوانات منذ القرن الرابع قبل الميلاد، لكن كان هناك بعض الاحتجاجات التي تعترض على استخدام الحيوانات لهذا الغرض بوصفه قاسياً، وفي الحقيقة فإنّ نقص المعرفة العلمية أدّى إلى حدوث عدّة أخطاء أساسية، فمثلاً كان أرسطو يعتقد أنّ القلب وليس الدماغ هو من يتحكم في الجسم، وأنّ الألم الجسدي يجعل الجسم غير قادر على استيعاب بعض الأطعمة.

على الرغم من أنّ الطب اليوناني قد اشتمل على العديد من الأخطاء، التي كانت قاتلة في بعض الأحيان، لكن عموماً فإنّ اتجاه مهنة الطب كان يتجه في الاتجاه الصحيح، من الملاحظة ثمّ التجربة، وقد تابعت العصور التالية من الرومانية والهلنستية ما أسسه اليونانيون، واستمرت المعرفة العلمية لجسم الإنسان تتطور بصورة أكثر دقة، وازداد التوسّع المعرفي حول الأمراض التي يتعرّض لها الإنسان، والإمكانات المحتملة لجميع العلاجات.

الإجراءات الجراحية في الطب اليوناني

بسبب الحروب المستمرة في ذلك الوقت فإنّ الأطباء أصبح لديهم خبرة عملية في الإسعافات الأولية، وفي تدبير العظام المكسورة، أو الأطراف الملتوية، بالإضافة لعمليات البتر التي تُجرى بهدف وقف انتشار الغرغرينا، وقد كانوا يغلقون الجرح باستخدام الخيوط، ثمّ وضع اسفنجة منقوعة بالخل أو النبيذ أو الزيت أو الماء، أو العسل، أو النباتات المُجفّفة، ويُنصح المريض بعد ذلك بتناول الأطعمة التي لها خصائص مضادّة للالتهاب، مثل الكرفس وغيره.

لم يكن هناك إدراك لفكرة انتشار العدوى، فمثلاً كانوا يعتقدون أنّ القيح مفيد لإزالة السموم من الجسم، وظلّت هذه الفكرة منتشرة حتى العصور الوسطى، ويجدر بالذكر أنّه بسبب عدم وجود أدوية مخدرة ومطهرة فعّالة، فإنّ اليونانيين القدامى لم يتمكنوا من إجراء عمليات جراحية داخل جسم الإنسان.

أمّا فيما يخصّ جراحة العظام؛ فإنّ أبقراط قدّم ثلاث أطروحات في جراحة العظام، وهي المفاصل، والكسور، والجراحة، وقد تمّ تقديم محتوى هذه الأعمال إلى العالم الغربي، عن طريق المخطوطات التي جُمعت في القرنين الأول والثاني الميلادي، علماً أنّ الأعمال الأصلية لم تعد موجودة، وتهتم جراحة العظام بالحدّ من التشوّهات الجسدية، ومحاولة إعادة تنظيمها، وما زالت الأطروحات التي قدّمها أبقراط تُظهر تقارباً في الممارسات الحديثة، لتقنية معالجة الاختلالات والكسور.

السابق
شيفروليه بيك اب 2020 مانيوال
التالي
كارثة الإدمان

اترك تعليقاً