نصائح طبية

الطفل الوحيد ما بين المميزات والعيوب

الطفل الوحيد

يختلف الأشخاص في عدد الأطفال الذين يرغبون في إنجابهم، فالبعض يُفضل إنجاب أكثر من طفل، أمّا البعض الآخر فقد يكتفي بطفل واحد فقط، كما يوجد بعض الأشخاص الذين أُجبروا على إنجاب طفل وحيد بسبب ظروف معينة مثل بعض المشكلات الصحية أو الاجتماعية أو الضغوطات المالية، وقد يشعر هؤلاء الأشخاص بالذنب تجاه هذا الطفل لكونه وحيدًا لا يملك أشقاء، إلا أنه لا داعي للشعور بالذنب، فقد لا يكون الطفل الذي ينتمي إلى الأسرة ذات الطفل الواحد أقل حظًا من الاطفال الآخرين الذين يملكون أشقاء، إذ إن ذلك لا يؤثر عليهم بدرجة كبيرة إذا حصلوا على أساليب التربية المثالية التي تُنّمي وتدعم شخصيتهم، إلا أنه في الواقع قد يكون لإنجاب طفل وحيد العديد من المميزات والعيوب، وفي هذا المقال سنتطرق إلى هذه المميزات والعيوب وإلى نصائح تساعد في تربية الطفل الوحيد.

مميزات الطفل الوحيد

على الرغم من أن بعض الأباء قد يشعرون بالأسف والذنب حيل إنجابهم طفل واحد، إلا أن كون الطفل وحيد يحمل بعض الإيجابيات والمميزات، ومنها ما يأتي:

إن إنجاب طفل وحيد يسمح للوالدين بالتحكم أكثر في تربيته بالطريقة التي يرونها مناسبة.

يحصل الطفل الوحيد على كامل اهتمام الأم والأب، إذ لا يوجد أي شخص يقاسمه الرعاية والحنان.

يشعر الطفل بأنه محبوب للغاية ومحط الاهتمام.

وجود طفل واحد يسمح للوالدين بأن يكون أكثر انسجامًا مع الاحتياجات العاطفية الفردية للطفل الوحيد لأنه لا يوجد طفل آخر يشاركه هذه الاحتياجات.

يملك الوالدان الذي ينجبان طفل وحيد وقتًا وطاقةً إضافيين ليصبحوا متناغمين أكثر مع الطفل بالإضافة إلى تمكنهما من التّواصل المستمر معه.

يسمح ذلك للوالدين الحفاظ على علاقتهم الزوجية، إذ تكون لديهم عوائق أقل للقيام بالأنشطة المختلفة كل السفر معًا، إذ إنه من السهل أخذ طفل واحد معهم، كما أنه من السهولة جعل الوالدان الطفل يتماشى مع حياتهم.

لا يتعرض الطفل الوحيد للمقارنة أو المنافسة مع أخوانه.

عيوب الطفل الوحيد

على الرغم من مميزات إنجاب طفل وحيد المذكورة أعلاه، إلا أن لذلك بعض العيوب، التي تتضمن ما يأتي:

يحتاج الوالدان إلى قضاء المزيد من الوقت مع الطفل، إذ إن عبء الترفيه عن الطفل يقع بالكامل على عاتق الوالدين.

يفقد الطفل الوحيد أحد أهم العلاقات التي يمكن للفرد أن يتمتع بها في حياته، وهي العلاقة بين الأشقاء.

يفقد الطفل الوحيد أحد مصادر الآمن، إذ إن الأطفال عادةً ما ينظرون إلى إخوانهم أنهم حليفهم الأقوى والأكثر ثقة، حتى لو كانوا يتشاجرون أحيانًا.

قد يتعرض الطفل لضغوطات شديد من قبل الوالدين، نظرًا أنه طفلهم الوحيد ويرغبان في أن يكون الافضل في كل شيء.

قد يواجه الطفل الوحيد صعوبة في تكوينالصداقات والعلاقات الاجتماعية، خاصةً إذ لم يراعي والديه ذلك خلال تربيته.

قد يشعر الطفل بالمسؤولية تجاه والديه لتحقيق السعادة لهم وتحقيق طموحاتهم.

متلازمة الطفل الوحيد

هل الطفل الوحيد يعاني من اضطراب نفسي بالضرورة؟
الصورة النمطية للطفل الوحيد أن يكون مدللاً بشكل مفرط، أناني، متسلط، يطلق أحكاماً مطلقة على الآخرين، متبلد المشاعر إلى حد بعيد، غالباً ما يتميز بتفكير مادي، انتهازي وغايته تبرر الوسيلة… إلى آخره من الصفات السلبية، لكن هل هذا حقيقي؟.
يعتبر مصطلح متلازمة الطفل الوحيد Only-Child Syndrome من أكثر المصطلحات التربوية النفسية إثارة للجدل، حيث بدأت الإشارة إلى وجود مميزات خاصة بالطفل الوحيد في القرن التاسع عشر من خلال دراسة استقصائية تم من خلالها استطلاع آراء 200 شخص عن الأطفال الوحيدين الذين يعرفونهم، أربعة أشخاص فقط لم يوافقوا على أن الطفل الوحيد مدلل بشكل مفرط وأناني.

هذه الدراسة كانت مستفزة بشكل كبير، خاصة وأنها استطلعت آراء المشاركين ولم تقم على دراسة الأطفال الوحيدين أنفسهم، ما جعل مجموعة كبيرة من الباحثين يقومون بدراسات مختلفة حول متلازمة الطفل الوحيد، ويمكن استخلاص العناوين الرئيسية لنتائج الدراسات كالتالي:
1- قد يظهر الطفل الوحيد قدراً أقل من التسامح مع الآخرين مقارنة بالأطفال الذين تربوا مع أشقاء.
2- عادة ما يكون الطفل الوحيد أكثر تعلقاً بوالديه.
3- يفتقد الأطفال الوحيدون وجود أخوة يشاركونهم حياتهم بإخلاص.
4- الطفل الوحيد أكثر قدرة على إنشاء صداقات خيالية، وهذه نقطة إيجابية نسبياً.
5- يمتلك الطفل الوحيد قدرة أكبر على حل المشاكل وابتكار الأفكار الإبداعية نتيجة اختلاف بتركيبة الدماغ!.
6- لا يوجد ما يثبت أن الطفل الوحيد أقل استجابة مع الأنماط التربوية المختلفة، بمعنى أن تأثير التربية على الطفل وحيداً كان أم مع أشقاء يلعب دوراً حاسماً في تكوين شخصيته.

الخلاصة إذاً أن ارتباط الطفل الوحيد بصفات المتلازمة المذكورة ارتباط ذهني إلى حد بعيد، لا يمكن الاعتماد عليه كدلالة أكيدة، وأن صفات مثل الأنانية والاتكالية والنرجسية يكتسبها الطفل الوحيد كما يكتسبها الأطفال الآخرون الذي يعيشون مع أخوة، فما يقوم به الأهل هو ما يحدد إن كان الطفل الوحيد سيتأثر بالمتلازمة أم لا

صفات الطفل الوحيد

ما هي السمات الشخصيّة التي تميّز الطفل الوحيد عن غيره؟

– لا توجد سمات معيّنة، وإن وجدت فهي تختلف من طفل لآخر،

كأن يتعرّض الطفل بسبب الاضطرابات الشخصيّة لأن يصبح شخصيّة هيستيريّة يتخذ من البكاء وسيلته الوحيدة لجذب الانتباه.

و الطفل الوحيد قد يكون عرضة للشخصيّة النرجسيّة، أي الأنانيّة، وقد يساهم الآباء فى ارتقاء هذا الشعور عندما يعوّدونه على تلبية كلّ مطالبه، فيشعر أنّه مميّز عن الآخرين، فيكبر الطفل، وتتكوّن عنده الشخصيّة النرجسيّة.

كما أن الطفل قد يتعرّض للشخصيّة الأحاديّة ” الانطوائيّة “؛ فالطفل الذي يفتقد لحنان الأبوين وعدم الاهتمام به بسسب انشغالهما بأعمالهما، يشعر بالوحدة، ويصبح شخصا انطوائيّا ، يرى أنّه لا داعي لتكوين علاقات مع الآخرين ، ويكون بذلك لديه ضعف في مهارات التواصل مع الآخرين، وعرضة للخوف الاجتماعيّ.

طفل منطوٍ

شخصيّة قياديّة

هل الطفل الوحيد يعاني من ضعف المهارات الاجتماعيّة ؟

– ليس بالضرورة أن يعاني الطفل الوحيد من ضعف المهارات الاجتماعيّة، بل قد يصبح شخصيّة قياديّة ، ونابغة ، إذا طبّق الآباء التوازن بين الحزم والرفق، وألا يعاملوه على أنّه طفل مسكين لأنّه يشعر بذلك.

سيكولوجية الطفل الوحيد

نعتقد أننا من خلال الشرح السابق لأزمات الطفل الوحيد المحتملة، ولدور الأهل في تغذية وتنمية الصفات السلبية في حياة الطفل الوحيد؛ قد قدَّمنا بشكل غير مباشر أهم ما يجب أن يراعيه الأهل المربون في التعامل مع الطفل الوحيد، وفي السطور التالية سنحاول أن نقدم أهم النصائح التي تساعد على التعامل مع الطفل الوحيد:

لا تبالغ بحماية الطفل الوحيد
وحيداً كان طفلك أم بين أشقاء، فإن المبالغة بحماية الأطفال من الممارسات التربوية الخاطئة التي تنعكس بشكل سلبي على الطفل، فقد يعاني الطفل من وساوس ومخاوف متنوعة نتيجة شعوره الدائم بالخطر، كما أنَّ الحماية المفرطة للطفل تجعله أقل قدرة على مواجهة العالم وحده، إلا إذا كنت تعتقد أنك ستبقى معه إلى الأبد!.

دلل طفلك بحدود
حقك أن تدلل طفلك الوحيد، لكن لا تجعل هذا الدلال مفرطاً، ضع نظاماً عادلاً للثواب والعقاب، وحاول أن تجعل من احتفالك بإنجازات طفلك على قدر الإنجازات نفسها، وتوقف عن المديح المبالغ به، توقف عن مشاركة صوره على وسائل التواصل الاجتماعي وكأنه نجم سينمائي، واحرص على الحديث معه عن أخطائه بشكل جدي.

كن صديقاً قريباً
من المهم أن يشارك الأب وتشارك الأم طفلهما الوحيد حياته كأصدقاء، يشاركانه اللعب، النشاطات، القراءة، الحديث، القرارات….إلخ.

علِّم طفلك تحمُّل المسؤولية
عندما تربي الأم ثلاثة أطفال مثلاً ونتيجة ضيق الوقت تجبرهم على الاعتناء بأنفسهم وببعضهم من خلال ترتيب أغراضهم وألعابهم وأداء بعض المهمات المنزلية وغيرها من الأمور، في حالة الطفل الوحيد قد يكون الأهل أكثر تهاوناً، لكن الأفضل أن يكون الطفل الوحيد مسؤولاً عن أغراضه، ومسؤولاً عن بعض الأدوار المنزلية المناسبة لعمره.

لا تتهاون بقواعد البيت
إن شعورنا بالمحبة تجاه الطفل الوحيد وربما شعورنا بالذنب يجعلنا نتهاون بالقواعد المنزلية، انسى أنه طفل وحيد وتذكر أنه طفل، يكتسب ويتعلم من خلال التربية، ويتعرَّف إلى الخطأ والصواب من خلال القواعد المنزلية، لذلك تأكَّد أن هناك قواعد منزلية واضحة تنطبق عليه ولا يمكن التهاون بها.

أجب عن أسئلة الطفل الوحيد
للطفل الوحيد أسئلة محرجة أكثر من غيره أحياناً، ربما أبرزها “لماذا لم تنجبوا لي أخاً أو أختاً؟!”، لا تتردد بالإجابة عن أسئلة الطفل الوحيد إجابة مقنعة وواضحة ومناسبة لعمره، لا تخدعه ولا تكذب عليه.

أمِّن لطفلك بيئة اجتماعية مناسبة
إن وجود بيئات اجتماعية مختلفة يتفاعل بها الأطفال مع بعضهم أمر مهم لجميع الأطفال بغض النظر عن ترتيبهم في البيت أو كونهم وحيدين، لذلك تأكد من ارتياد ابنك لروضة الأطفال في المرحلة المناسبة، وتأكد من انضمامه إلى أطفال من سنه في نشاطات رياضية أو موسيقية، وحاول أن تهتم بشكل جيد بقدرته على إنشاء الصداقات.

اطلب المساعدة
إذا كنت تعاني من مشاكل معينة في تربية ابنك الوحيد، أو كنت تعتقد أنك غير قادر على أداء مهامك التربوية بالشكل الأفضل؛ فلا تتردد بطلب المساعدة من المختصين، كما يمكنك التواصل مع خبراء موقع حلوها للحصول على الدعم والمساعدة.

معاناة الطفل الوحيد

الوحدة والغيرة القاتلة!

غالباً ما يعاني الطفل الوحيد من المشاكل النفسية الكثيرة، بداية من الشعور بالوحدة التي تؤدي إلى شعوره بالغيرة الشديدة من الأطفال الآخرين ممن لديهم إخوة، لأنه سيشعر بالتالي بأنهم أفضل منه ويملكون رفقة للعب والتسلية. وهنا نشير الى أن هذه الحالة قد تقود الطفل الى العزلة، التي يصاحبها الشعور بالاكتئاب والقلق.

التعلّق بالأشخاص

الطفل الوحيد يكون في مجمل الحالات شديد التعلق بالآخرين حتى وإن كانوا غرباء عنه لأنهم يكونون بالنسبة له مصدر تسلية وسعادة، كما أنّه يصبح غير قادر على مفارقة أهله لا سيما أمه التي يجب عليها أن تفصل طفلها عنها وتعلّمه على النوم بمفرده، والخروج مع رفاقه بعيداً عنها لتفادي التعلّق الزائد بها.

العصبية الشديدة

غالباً ما يكون هذا الطفل شديد العصبية نتيجة عدم قدرته على تفريغ طاقته، ما يجعله يقوم بأعمال التخريب وتكسير الأشياء داخل المنزل للتعبير عن ذاته ولفت النظر إليه.

الدلال المفرط

إن إنصياع الأهل لتلبية كل رغبات وحيدهم لتعويض شعوره بالنقص، هو عامل سلبي يؤدي الى التدليل المبالغ فيه، ما يوقع الطفل في العديد من المشاكل النفسية كالأنانية وحب الذات وعدم التقدير. وهنا نشير الى أنه على الأهل عدم تلبية كامل طلبات ورغبات طفلهم، وبالمقابل منحه الاهتمام الكافي الذي يساعده على تقليل الشعور بالوحدة وتقوية شخصيته.

اكتئاب الطفل الوحيد

سردنا في السابق الحديث عن بعض المشكلات النفسية التي قد يعاني منها الطفل الوحيد في حال انتهج أبويه أسلوبا خاطئا في تربيته. وكل هذه المشكلات بالطبع تتسبب في كونه منطويا على نفسه يشعر بالاكتئاب في معظم الأوقات. ويمكن بسهولة تجنيب الطفل الوحيد مشكلة الاكتئاب وغيرها من المشاكل النفسية الشائع معاناته منها من خلال اختيار أسلوب التربية الصحيح وإعطائه احتياجاته من الرعاية والاهتمام حتى يشعر بالأمان ولا يعاني الوحدة. ويمكن كذلك مساعدة هذا الطفل على تكوين صداقات وعمل علاقات تساعده على أن يكون اجتماعيا منذ الصغر، لا انطوائيا يعاني العزلة.

كيف أسلي طفلي الوحيد؟

هناك الكثير من طرق تسلية الطفل الوحيد وشغل وقته، بحيث لا تكون لديه مشاكل نفسية واجتماعية ناتجة عن كونه وحيد والديه. ومن أهم الأنشطة التي يسلي الأبوين طفلهما الوحيد بها هو قضاء وقت معه للعب وإفراغ طاقته، سواء داخل المنزل أو خارجه. كذلك يمكن تعويد الطفل على القراءة منذ الصغر وتحبيبه فيها، وذلك بالبدء في ممارستها معه منذ سن صغيرة. ويحدث تكوين صداقات خارج المنزل وزيارة الأهل والأقارب بصفة دورية فارقا كبيرا في نفسية الطفل، فهو لا يعاني من الوحدة ويشعر بالسعادة والأنس لمرأى الناس الذي يحبهم. ومن المهم للغاية اكتشاف مواهب الطفل منذ الصغر حتى تكون مصدر تعلم وتسلية له في الوقت ذاته. وعموما لكل طفل شخصيته الفريدة، وعلى الأبوين متابعة طفلهما لمعرفة الأشياء التي يحبها ويستمتع بها ليوفروها له، ولكن دون إفراط. وفي النهاية، أنوه على أن التفكير السلبي المطلق في الطفل الوحيد هو أمر غير صحيح على الإطلاق، فقد أثبتت الدراسات أنه في حال رعاية والديه له وتربيته بشكل سليم فإنه يفوق أقرانه ويحقق إنجازات ونجاحات غير طبيعية لمن هم في مثل سنه.

السابق
شيرى تيجو 7 2020 اتوماتيك / Baseline
التالي
جفاف الفم عند الحامل

اترك تعليقاً