ديني

الفرق بين الاسراف والتبذير .. مظاهر الإسراف والتبذير

الفرق بين الاسراف والتبذير .. مظاهر الإسراف والتبذير

الفرق بين الاسراف والتبذير ، هو من الأسئلة الشّائعة في الأوساط المُجتمعية، التي تتعلّق بمظاهر الحياة الاقتصاديّة فيها، وما يُبنى عليها من غنى فاحشٍ، و وتَرَفٍ لا يُوصف، يترتّب عليه مظاهرٌ لا تنتهي عقباه من الجشع وحبِّ الذّات، والطّمع في الحصول على الكثير من المال، وهذا يؤدّي إلى وقوع النّفسِ في اشباع رغباتها، بما لا يرضي الله تعالى.

الإسراف والتبذير في الإسلام

المال هو نعمة من نعم  الن الله-تعالى- على الإنسان ليكون زينة الحياة الدنيا، حيث قال تعالى{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً}[1] وقد أمر الله-تعالى-  عباده المسلمين بكسبه بطرق الحلال، والإبتعاد عن كسبه الحرام، وعن الإسراف فيه بطريقة تؤدّي إلى تبذيره، وقد نهى الله-تعالى- عن الإسراف في المال لما له من أضرارٍ تعود على الفرد والمجتمع، حيث قال سبحانه{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[2][3]، وسيتكلّم المقال عن الفرق بين الاسراف والتبذير.

الفرق بين الاسراف والتبذير

الفرق بين الاسراف والتبذير هو حديثٌ يُذكر عندما يقرأ المسلم القرآن الكريم، فيُلاحظ أنّ الله-تعالى- ذكر الكلمتين في آياته الكريمة، وبيّن ما هي مدلولاتها، بوجود قرائن تدلّ عليها، ولكن قد يختلط على القارئ مفهوم كلًا من الإسراف والتّبذير، فهما كلفظين لا يوجد بينهما اختلاف في الأقوال والأفعال.

فهما من ناحية اللغوية والشرعية لا فرق بينهما، وقد قال ابن الأعرابي (أسرف الرجل إذا جاوز الحدّ وأسرف إذا أخطأ وأسرف إذا غفل وأسرف إذا جهل  والإسراف في المال هو التّبذير في النفّقة لغير حاجة أو في غير طاعة الله، و تبذير المال: تفريقه إسرافًا)، وبعض العلماء فرق بينهما فقالوا التّبذيرهو الجهل بمواقع الحقوق، والسّرف هو الجهل بمقادير الحقوق، وقال فريقٌ آخر من العلماء أنّ التّبذير هو إنفاق المال في المعاصي، وتوزيعه في غير حق، وقالوا كذلك أنّ الإسراف هو مجاوزة الحدّ، سواء كان في الأموال أم في غيرها، كالإسراف في القتل والكلام وغير ذلك.[4]

حكم الإسراف والتبذير

إنّ الفرق بين الاسراف والتّبذير هو فرق يسير، فالإسراف هو صَرف فيما ينبغي، وزائد على ما ينبغي، وأمّا التّبذير فهو صَرف الشَّيء فيما لا ينبغي، وقد ذكر الله-تعالى- حكم التّبذير والإسراف من خلال آياته، حيث وصف -سُبحانه- أنّ أيّ مُبذرٍ أو مُسرفٍ يُعدّ أخًا للشّياطين، حيث قال: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}[5] فهنا جاء النّهي عن التّبذير حتى لا يكونوا إخوانًا للشّياطين بأفعالهم، وقد صرّح الله-تعالى-بأنّه لا يُحبُّ المسرفين[6]

مظاهر الإسراف والتبذير

الفرق بين الإسراف والتبذير هو فرقٌ في بيان مفاهيم المحافظة على نعمة الله-تعالى- بالمال الذي أوجده للبشر، وقد بيّن -سُبحانه- أنّ الحل في هذا الأمر هو الاقتصاد والتّوسط في المال، واعتماده منهجًا في الحياة، فإذا ظهرت مظاهر الإسراف والتبذير على المسلم، فليرجع إلى القاعدة الأساسية في الاقتصاد، ومن هذه المظاهر:

  • الإسراف والتبذير في الأكل، لدرجةٍ تصِل إلى إلقاء الطّعام في المُهملات.
  • الإسراف والتبذير في المبلس، فمن النّاس من يُنفق ماله على ملابسه بشكلٍ فاحشٍ، حتى أنّ خزائن ملابسه تفيض من كثرة ما فيها من ملابس، وتجده يشكي دائمًا بقلة ملابسه.
  • الإسراف والتبذير في اقتناء ما هو جديد، حتى ولو لم يكن بحاجة إليه.

أضرار الإسراف والتبذير

إنّ من يعلم الفرق بين الاسراف والتبذير  يُدرك المعنى الحقيقي لمعنى الاقتصاد المالي، وكيف يستطيع الإنسان أن يحدّ من صرفه حتى لا يكون من المسرفين الذين لا يحبهم الله-تعالى- ومن أضرار الإسراف والتبذير:[7]

  • عدم محبة الله للمُسرفين والمُبذّرين.
  • الإسراف والتبذير في الأكل يضرُّ بالجسم.
  •  المسرفين والمبذرين يشاركون الشيطان في حياته.
  • الإسراف والتبذير من صفات إخوان الشياطين.
  •  المال من الأمور التي يُسأل عنه يوم القيامة.
  • الإسراف والتبذير فيه ضياع للمال.

ما الفرق بين الاسراف والتبذير  هو فرقٌ بين مدى قدرة الإنسان على ضبط نفسه في تحكمه بماله الذي رزقه الله-تعالى- والتي يجب على المسلم المحافظة عليه، وعدم تضييعه.

السابق
كيف اقدم على وظائف الاحوال المدنية للنساء
التالي
بحث عن السنة الهجرية الجديدة

اترك تعليقاً