ديني

الفرق بين النفس والروح عند علماء المسلمين

الفرق بين النفس والروح والجسد

الفرق بين الروح والنفس والجسد
الانسان يتكون من ثلاثة أشياء اساسيّة ( روح … ونفس … وجسد ),,
اولاً : ماهي الروح ؟
عجِز العلم والفكر عن دِراسة هذا المكوّن الأساسي في حياة الإنسان والذي بفضله أصبحنا نتحرك كسائر الكائنات الحيّة وبدونه لايصبح هناك فرقاً بيننا وبين سائر ” الجمادات ” اذ ان الروح أصبحت ذلك الشيء المحرّك لأجسادنا ،
فهي التي تجعل ( خلايا ) الجسد تعمل لكي ننبض بالحياة
قال عزّ وجلّ :
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85
ولهذا السبب ربما لايوجد احداً قد تعمّق في دراسة الروح وأوجد كامل تفاصيلها !
وربما ان وجدت لاتتعدى ” الاعتقادات ” والاستنتاجات ( الذهنية ) دون التطبيقية العملية!
لذا ربما لنا ان نعرف ماهو دورها ، من طريقة عملها ،
وبعد الوفاة وخروج الروح قد يتضح مالذي فقدناه وماذا كان دوره ؟!
لهذا الروح هي تلك الطاقه التي تعمل في جسدنا ( ولكن مانوعها وكيف اوُجدت )
فهذا من شأن الله سبحانه وتعالى .
(فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ) الحجر :29
ثانياً : ماهي النفس ومن هي ؟
النفس هي المُكلّفة دائماً والمُخاطبة في القرآن والنفس هي ( الذات ) وهي
الأساس في الإنسان وما الجسد إلا ثوباً للنفس ترتديه كي يكون الوسيط فيما بينها
وبين العالم المادي وذلك من خلال الحواس الخمس .
أما الروح فهي التي تجعل خلايا الجسد حيّة وهي التي تجعل القلب ينبض
والدم يجري والمعدة تهضم والشعر ينمو وغير ذلك من جميع العمليات ( اللا إرادية ) .

قال تعالى في كتابه الكريم :
(الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) غافر : 17
ثالثاً : شرح حول الإنسان والفروقات بين الجسد والروح والنفس :
ليست مقارنة ولكن فيها تشبيه مع فارق الإختلاف ( ليسهل علينا الفهم ) …
سوف نشبه الإنسـان ( بالسيـارة ) ؟
1 – الهيكل/ الخارجي للسيارة = ( الجســد )
2 – الطـاقة / التي تعمـل بها = ( الــروح )
3 – السائـق / الذي يحرّكهـا = ( النفــس )
أ – هيكل السيارة لايُعتبر سوى وسيط بين السائق وعالمه الخارجي المحيط به ..
كذلك جسد الإنسان يُعتبر وسيط بين النفس والعالم الأرضي المادي .
ب – عند خروج السائق من سيارته تبقى هناك علاقة تربطهم ..
وانه سوف يعود إليها في الحال إذا ما شعر بوجود أي مؤثر عليها !
كذلك النفس تربطها علاقة ما بالجسد .. ستعود إليه بأسرع وقت ( بمشيئة الله ) إذا أصابه مؤثرٍ ما .!
ج – لا يُمكن أن تستجيب السيارة للمؤثرات الخارجية إذا خرج منها السائق
كذلك لا يُمكن للجسد فاقد الوعي أو النائم أن يستجيب للمؤثرات الخارجية
إذا خرجت النفس منه ؟!
سؤال : عندما يخرج السائق من سيارته مالذي يحصل ؟!
الذي يشعر ويُدرك ويفكر ليس هيكل السيارة ولا طاقتها بل السائق وحده
كذلك النفس في الإنسان هي التي تشعر وتفكر وتدرك باستخدامها أعضاء الجسد
والتي تحركها الروح وتبعث في خلاياها الحياة.
– انعدام وانقطاع الطاقة عن السيارة يعني النهاية لها مع بقاء سائقها يتحرك
مشياً على الأقدام ، كذلك انقطاع أو خروج الروح من الجسد
يعني النهاية للجسد مع بقاء النفس تتحرك وتحيا بطريقة أخرى !
– إجراء عملية جراحية للإنسان ونقل أو زراعة أي عضو جديد لجسده
بدل عضو مريض منه او تالف ، يُشبه إلى حدٍ كبير صيانة وتصليح السيارة
واستبدال القطعة التالفة منها بقطعة جديدة .
ركوب الجن للإنسان واستخدامه لجسده يُشبه إلى حد كبير اختطاف لص لسيارة مع سائقها والسيطرة على قيادتها
توضيح : مـالذي يحـدث للإنسـان أثنـاء نومـه ؟
عندما ينام الإنسان ، يُصبح كأنه جثة هامدة !
مع أن قلبه لا يزال ينبض ودمه يسري في العروق ورئتيه تعملان دون توقف
هو يغوص أثناء نومه في عالم آخر : عالم الأحلام الغريب ما الذي يحدث معه بالضبط ؟
سؤال : هل تخرج روحه من جسده أم تخرج نفسه وتبقى روحه ؟
قال تعالى :
( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مِوْتِـهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَافَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )الزمر : 42
الجواب هو : تبقى روح الإنسان في الجسد أثناء نومه ..
بدليل أن قلبه لا يتوقف عن العمل !
أما فقدان الوعي والإدراك للإنسان النائم فسببه هو : خروج النفس من الجسد ..!
إذ ان الروح لاتخرج من الجسد في النوم كما كان معتقد وسائد !
فلو خرجت الروح من الجسد أثناء النوم ذلك يعني ( الموت ) ؟!
اما خروج النفس من الجسد فهذا يعني ( النوم ) وفقدان الوعي المؤقت للجسد !
مع بقاء -الادراك النفسي- الواعي في عالمٍ آخر ومجهول !
لماذا تخرج النفس من الجسد خلال النوم ( وهل في ذلك حكمة ) ؟
نعم ، لان النفس لا تتعب ولا تهرم ولا تحتاج للراحة التي يحتاجها جسد الإنسان !
لهذا السبب تخرج النفس من الجسد في كل مرة ننام فيها ، بينما تقل العمليات
التي تحدث بين خلايا الإنسان بسبب النوم والراحة .
أما النفس فتكون خلال النوم في عالمٍ آخرو مجهول
قد يكون هذا العالم شبيه بحياة البرزخ والتي يُذكرنا بها عزّ وجل
في كل ليلة ننام فيها عسانا ان نتفكّر أكثر ونتذكر الموت والبعث
(أَن تَقُولَ نَفْسٌ يحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ) الزمر : 56
النفس مكلفة بالعمل فقط عندما تكون داخل الجسد …
ذلك يعني أن النفس غير مُكلفة أو مسؤولة عن الأعمال التي تقوم بها خلال النوم مهما كانت سيئة..!
ولأن الإنسان ينام ثلث حياته تقريباً, فلا يبقى لديه للعمل إلا ثلثي حياته!
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ”
(رواه ابن ماجة والترمذي وحسنه الألباني – صحيح الترغيب والترهيب )
ومن هنا يتبين أن التوبة لا تقبل إذا طلعت الشمس من مغربها
وإذا بلغت الروح الحلقوم .. اي اذا ( قبض الله على النفس ) ..!
ولم يعد بإمكانها ان تعود ” لجسد الذي تعطّل ”
لتعمل به ( وتقوده ) إلى فعل الخيرات من جديد !
فالقبر هو مصير جسد الإنسان الزائل …

إذن ما الهدف من الحياة إن كان الموت هو المصير؟
لا مغزى ولا هدف ولا طعم لحياة الإنسان إذا حقاً هو انتهى واندثر بالموت …
ولكن هل حقاً يندثر الإنسان من الوجود ؟! وهل تختـفي جميع مكوناته ؟
لا يندثر من الإنسان عند موته سوى جسده المادي الذي يعود إلى تراب
الأصل الذي خـُلق منه جسد الإنسان ، أمّا الروح التي نـُفخت من الله
فتعود إلى الملكوت الأعلى ، ولا يتبقى من الإنسان سوى النفس
التي كانت تشعر وتدرك والتي تنتقل بموت الجسد إلى المرحلة الرابعة من حياتها ! مرحلة حياة البرزخ وهي المرحلة الوسيطة بين دار الدنيا ودار الآخرة ؟!
هي مرحلة العلم اليقين والتي لا يُمكن فيها العمل !
اليقين بأن حياة الدنيا ما كانت الإ دارٌ للعمل !
قال تعالى :
حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ{99} لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{100} سورة المؤمنون

الفرق بين النفس والروح PDF

‘ما_هو_الفرق_بين_النفس_والروح.

ما الفرق بين النفس والروح للشعراوي

الفرق بين الروح والنفس والعقل

مِن أحسن مَن تكلّم عن القلب والرُّوح والنفس والعقل الإمام الغزالي في كتابه “إحياء علوم الدين” في شرح عجائب القلب، وقال: اعلم أن هذه الأسماء الأربعة تستعمل في هذه الأبواب، ويقل في فحول العلماء مَن يُحيط بهذه الأسامي واختلاف معانيها وحدودها ومسمّياتها، وأكثر الأغَاليط منشؤها الجهل بمعنى هذه الأسامي واشتراكها بين مسمّيات مختلفة، ثم أخذ يتحدث عن كل منها بما موجزه:

1 ـ الرُّوح لها معنيان:
أحدهما: جسم لطيف منبَعه تجويف القلب الجسماني يَسري في جميع أجزاء البدن سَريان نور السِّراج إلى كل أجزاء البيت، فالحياة مثل النور الواصل للجدران، والرُّوح مثل السِّراج، وسريان الروح وحركته في الباطن لمثل حركة السِّراج في جوانب البيت، وهذا المعنى يهتمُّ به الأطباء.

والمعنى الثاني للروح: هو لطيفة عالمة مدركة من الإنسان، وهو المعنى الثاني للقلب، وما أراده الله بقوله: (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) (سورة الإسراء : 85) وهو أمر عجيب ربانيٌّ تعجز أكثر العقول والأفهام عن دَرك حقيقته.

2 ـ النفس: لفظ مشترك بين عدة معانٍ، يُهِمُّنا منها اثنان:
أحدهما: أن يراد به المعنى الجامع لقوة الغضب والشهوة في الإنسان، ويَهتم أهلُ التصوّف بهذا المعنى؛ لأنّهم يُريدون بالنفس الأصل الجامع للصفات المذمومة من الإنسان، فلابد من مجاهَدتها.
والمعنى الثاني: هي اللّطيفة التي ذكرناها، التي هي الإنسان بالحقيقة، وهي نفس الإنسان ذاته، ولكنّها توصف بأوصاف مختلفة بحسب اختلاف أحوالها، فإذا سكنت تحت الأمر وفارَقها الاضطراب بسبب معارَضة الشهوات سُمِّيت النفسَ المطمئنة ، قال تعالى: (يا أيّتُها النَّفْسُ المُطْمَئِنّة . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيةً مَرْضِيّة) (سورة الفجر: 27 ـ 28).
والنفس بالمعنى الأول لا يتصوّر رجوعها إلى الله فهي مبعثرة عنه وهي من حزب الشيطان.
وإذ لم يتمّ سكونها ودافعت الشهوات واعترضت عليها سمّيت النفس اللوامة، وإن تركت المدافعة والاعتراض وأطاعت الشهوة والشيطان سمّيت النفسَ الأمارة بالسوء.

3ـ العقل: وهو أيضًا مشترك لمعان مختلفة ذكرناها في كتاب العلم، ويُهِمّنا هنا معنيان.

أحدهما: أنّه يُراد به العلم بحَقائق الأمور، فيكون العَقل عِبارة عن صفة العلم الذي محله القلب.
والثاني: أنّه المدرك للعلوم، فيكون هو القلب بمعنى اللطيفة الربانيّة المدركة العالمة.

ثم يقول الغزالي بعد ذلك: إن معاني هذه الأسماء موجودة، وهي القلب الجسماني والروح الجسماني والنفس الشهوانيّة والعلوم “كذا” فهذه أربعة معانٍ يُطلَق عليها الألفاظ الأربعة، ومعنى خامس وهي اللطيفة العالمة المُدركة من الإنسان، والألفاظ الأربعة بجملتها تتوارَد عليها، فالمعاني خمسة والألفاظ أربعة وكل لفظ أطلقَ لمعنيين، وأكثر العلماء قد التبس عليهم اختلاف هذه الألفاظ وتوارُدها، فتراهم يتكلّمون في الخواطر ويقولون: هذا خاطر العقل وهذا خاطر الرُّوح وهذا خاطِر القلب وهذا خاطِر النفس، وليس يدري الناظر اختلاف معاني هذه الأسماء.
ثم يقول: وحيث ورد في القرآن والسُّنّة لفظ القلب فالمراد به المعنى الذي يفقهُ من الإنسان ويعرف حقيقة الأشياء، وقد يكنَّى عنه بالقلب الجسماني الذي هو في الصدر لأنه بينهما علاقة.
هذا ملخص ما قاله الإمام الغزالي في كتابه “إحياء علوم الدين” لنعرف أن أي لفظ من هذه الألفاظ قد يُراد به أي معنى من هذه المعاني، وللاجتهاد مجال فيه.
والذي يهتمُّ بذلك هم العلماء النفسيُّون والتربويّون، وفي ذلك دراسات مستفيضة ومتخصِّصة وتكفي هذه النبذة لمعرفة بعض ما يتعلق بهذه الألفاظ ومعانيها.

النفس ليست الروح

اختلف العُلماءُ في الروح والنفس، وهل الرُوح جسمٌ أم لا، فقال النّظّام: الروح جِسمٌ وهي النّفس، وزعم النّظّام أنّ الروح حيٌ بنفسه، وأنكر أن تكون الحياة والقوة معنى غير الحي القوي، وقال آخرون منهم جعفر بن حرب: لا ندري الروح جَوهرٌ أم عَرَضٌ، واستدلّوا بقوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)؛ حيث لم يُخبر عنها ما هي، هل هي جوهرٌ أم عرض، وقال آخرون: ليست الروح شيئاً أكثر من اعتدال الطبائع الأربع، فلم يُثبتوا في الدنيا شيئاً إلا الطبائع الأربع وهي: الحرارة، والبُرودة، والرطوبة، واليُبوسة.

لقد ذَهَب بعض العلماء إلى أنّ الروح معنىً خامسٌ، فهي غير الطبائع الأربعة، فليس في الدنيا غير الطبائع الأربعة غير الروح، وقال آخرون: بل النّفس معنىً موجودٌ، وذو حدودٍ، وأركانٍ، وطُول، وعَرض، وعمق، وذَهب البعض إلى أنّ للنّفس معنى غير الرّوح، وأنّ الروح غير الحياة، والحياةُ عَرض؛ حيثُ ذهب إلى هذا أبو الهذيل، وقد زعم أنَّه يجوز أن يكون الإنسانُ أثناء نومه مَسلوب النفس والروح دون الحياة، واستشهد على ذلك بقوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)،[٢] وقال جعفر بن حرب أنّ النفس عَرَضٌ من الأعراض يُوجد في الجسم، وهو من الآلات التي تُعينُ الإنسانَ على الفِعل؛ كالصِحة، والسَلامة وما شابههما، وأنّها ليست موصولةً بشيءٍ من صفات الأجسام، والجواهر، وهو قول الأشعري.

ذهبت طائفةٌ من العلماء إلى أنّ النّفس هي النسيم الذي يتنفّسه الإنسان، ويَدخل ويَخرج بالتنّفس، وأضافوا بأنّ الرُّوح عَرَضٌ وهو الحياة فقط، وأنّ الروح شيءٌ غير النفس وهو قول أبو بكر الباقلاني، وتابعه في هذا القول بعض الأشاعرة، وقالت طائفةٌ: ليست النّفس جِسماً، ولا عَرَضاً، وليست النّفس مُحددةٌ في مكانٍ، وليس لها طولٌ، ولا عَرضٌ، ولا ارتفاعٌ أو عُمقٌ، ولا لونٌ؛ فهي لا تتجزّأ، ولا هي في العالم، ولا خارجهُ، ولا مُجانبةٌ لهُ، ولا مُباينةٌ، وهو قول المشائين، وحكاه الأشعري عن أرسطو، وزعم هؤلاء أنّ تَعلُّقَها بالبدن ليس بالحُلول فيه، ولا بالمُجاورة، ولا بالمُساكنة، ولا بالالتِصاق، ولا بالمُقابلة، وإنَّما العلاقة هي التدبير والتصريف للبدن فقط، واختار هذا القول والمَذهب كلٌ من: البسنجي، ومحمد بن النُّعمان المُلّقب بالمُفيد، ومُعمّر بن عبّاد الغزالي، وابن سينا وأتباعه.

الفرق بين النفس والذات

اختلف أهل العلم من أهل السنة في إثباتها على قولين: –
القول الأول: أن النفس المذكورة في الآيات هي الذات نفسها وليست صفة لها.
قوله سبحانه : ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ﴾ أي تعلـم ما عندي ولا أعلم ما عندك ﴿وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي﴾ أي لذاتي لي. ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ﴾ أي و يحذركم الله ذاته. وهذا ليس من التأويل حتى يقال : كيف تؤولون؟ ! لكن يقال إن لسان العرب يطلق النفس ويريد به الذات. فيقال : سقط الجدار نفسه ومعلوم أن الجدار ليس له نفس والمقصود ذاته.
فهذا جار على لسان العرب. أن يطلق لفظ النفس ويراد به الذات نفسها يراد به الذات هي وهذا القول مال إليه شيخ الإسلام رحمه الله وقال : إنه قول جماهير أهل العلم.

والقول الثاني: أن النفس صفة للذات كالسمع والبصر وغيرها من الصفات.
وهذا القول قال به جمع من أهل السنة من أبرزهم إمام الأئمة ابن خزيمة رحمه الله في كتابه “التوحيد ” وكذا الشيخ ابن خفيف رحمه الله في كلامه.
فهذان قولان في المسألة والراجح منهما القول الأول وهو قول الجماهير

ما الفرق بين النفس والروح في المسيحية

ما الفرق بين الروح والنفس؟

وما المقصود بالجسد الحيوانى والجسد الروحانى؟

الجواب:

هناك حقيقة أولية علينا أن ندركها وهى أن الإنسان مركب من جسد ونفس وروح (تسالونيكى الأولى 5: 23).

والمحقق كتابياً وعلمياً أن الجسد فى ذاته عديم الحياة لهذا فإنه يحيا بالنفس الحية التى يشترك فيها البشر والحيوانات (تكوين 1: 24 +2: 7) وهذه النفس الحية هى الدم (لاويين 17: 11 – 14) (تثنية 12: 23).

وقد ثبت علمياً أن الدم مادة حية ذات صبغات تنفسية وهى علة حياة الجسد (تكوين 9: 4).

هذا عن النفس أما عن الروح فإنها جوهر عاقل لا يفنى ولا يموت، وهى مركز الشخصية الإنسانية التى تشخص الجسد الحيوانى (أى النفسانى) أى الحى بالدم، وتصيره جسدها الخاص، وتخضعه لإرادتها ليفعل ماتشاء.

فالروح هى مركز الشخصية والإدراك والوجود والذاتية وهى تسكن الجسد الحيوانى وتستعبده وتسوسه ليفعل مشيئتها، وهى خالدة لاتفنى ولاتموت. لذلك فإن عقاب الروح التى تقتاد جسدها ليخطىء يكون بموت النفس الحيوانية القابلة للموت أى الدم. لهذا قيل النفس التى تخطىء تموت. (حزقيال 18: 4 – 13).

فالنفس الحية هى التى تمنح الحياة للجسد لا الروح. فلو كانت الروح هى التى تحيى الجسد لكان معنى هذا أن للحيوانات أرواحاً تحيا بها, وإلا فكيف تحيا بدون روح، وإن قلنا أن الموت هو خروج الروح من الجسد. فهذا يعنى أن للحيوانات أرواح, وإلا كيف تموت الحيوانات.

وأيضاً لو أن الروح البشرية قادرة على منح الحياة للجسد لما مات الإنسان أبداً لأن الروح لاتموت.

فالجسد يموت لأنه حى بالدم أى بالنفس الحيوانية وهى حياة نفسانية أى متنفسة قابلة للموت والفساد والفناء الأبدى.

وبموت النفس يفقد الجسد حيويته وطاقته الحركية وتعجز الروح عن تحريك الجسد أو إقامته فتمسك منه (أعمال 2: 24) وتصير سجينة الجسد العديم الحياة.

هذا هو الموت الذى ملك على الجميع من آدم إلى المسيح، والذى إذ إلتقى بالمسيح فى الجسد لم يستطع أن يملك عليه فبطل الموت.

لهذا أسلم الرب جسده للموت لكى يظهر أنه أقوى من الموت بإظهار أن جسده عديم الموت لأنه وحده الذى له عدم الموت (تيموثاوس الأولى 6: 16).

فالمسيح الذى هو واهب الحياة لا يمكن أن يسود عليه الموت ولا أن يمسك منه إذ هو رب الحياة, وهذا كان ممكناً أن يحدث لو أن المسيح كان إنساناً عادياً لأن البشر بحسب طبيعتهم خاضعون للموت. إذ الموت يسود على أجسادهم دون أن تستطيع أرواحهم أن تقيمه فتتوجع لذلك.

أما المسيح فهو وحده الذى لا يمكن أن يسود عليه الموت بل أن له وحده سيادة أن يبطله متى إلتقى به فى جسده.

لهذا أخذ الكلمة جسداً بشرياً مثل أجسادنا أى جسداً حياً بالدم، وهى مادة نفسانية قابلة للموت والفناء بطبيعتها, ولكنه أى الجسد إذ صار خاصاً بالكلمة لم يعد خاضعاً للموت بل خرج من دائرة الموت بسبب الكلمة الذى أتى وحل فيه[1].

فالمسيح آدم الأخير ليس نفساً حية مثل آدم الأول بل روحاً محياً (كورنثوس الأولى 15: 45).

لهذا لم يكن ممكنا أن يموت مثل آدم الأول، ولا أن يسود عليه الموت مثله (أعمال 2: 24) (بطرس الأولى 3: 18) (كورنثوس الثانية 13: 4) فروح آدم الأول كانت تحتاج إلى نفس حية لإبقاء الجسد حياً، فلما ماتت النفس التى فى الدم عجزت روحه عن إحياء الجسد وإقامته مباشرة فصارت سجينة الجسد المائت فملك عليها الموت وأخضعت له قسراً.

أما المسيح آدم الثانى فهو وحده الذى لا يحتاج إلى دم لإحياء جسده لأن روحه الذاتى هو الروح المحيى أى روح الحياة ذاتها الذى هو الروح القدس. لهذا لم يكن ممكنا للجسد الذى صار هيكلاً لهذا الذى به نحيا ونتحرك ونوجد أن يسود عليه الموت مثلنا. لهذا وإن ذاق موتنا بموت الدم إلا أنه فى ذات اللحظة أقام جسده ناقضاً أوجاع الموت بروحه الذاتى. لأنه وحده الذى له عدم الموت، وأعطى كل من يشترك معه بالمعمودية فى شبه موته أن يشترك معه أيضاً بقيامته، وذلك بإشراكنا معه فى روحه المحيى الذى سيحيى أجسادنا المائتة (رومية 8: 9 – 11) فنولد ثانية ليس من دم يموت كما فى الميلاد الأول بل مما لا يموت بالروح القدس المحيى الذى هو روح القيامة والحياة. الذى سيقيمنا فى اليوم الأخير.

لأنه فى لحظة فى طرفة عين عند البوق الأخير سيقام الأموات عديمى فساد ونحن نتغير بأن يتحول الجسد الحيوانى إلى جسد روحانى بأن تموت النفس الحيوانية أى الدم فى لحظة وفى طرفة عين يصير الجسد مقاماً بالروح القدس روح القيامة والحياة الذى نلناه فى المعمودية (كورنثوس الأولى 15: 35 – 57).

فيصير الجسد روحانياً أى مقاماً بالروح القدس الذى قام مقام الدم فى إحياء الجسد المائت, وبهذا الجسد الروحانى أى المحيى بالروح القدس نصير مثل الملائكة شركاء الروح القدس المحيى[2].

مما تقدم يتضح أن المقصود بالجسد الحيوانى الجسد النفسانى أى الجسد الحى بالدم الذى هو نفس حية. أما الجسد الروحانى فهو الجسد المقام بالروح القدس الذى هو روح القيامة والحياة.

السابق
السنافر
التالي
مفهوم علم السياسة

اترك تعليقاً