الحياة والمجتمع

الفروق الفردية في التفكير والذكاء

العوامل المؤثرة في الفروق الفردية

إن الأفراد يختلفون عن بعضهم البعض في جوانب الشخصية المختلفة اختلافاً

كمياً سواء أكان ذلك في الجانب الجسمي أم العقلي أم الإنفعالي

فلابد من البحث عن العوامل التي تولد هذه الفروق المؤثرة

في مداها و تكوينها ..

و من هذه العوامل :-

. الوراثة و البيئة .

_ العمر الزمني .

_ الجنس .

. المستوى العقلي المعرفي _

_ العمر الزمني :-

تتراكم الخبرات و تزداد مع النمو في العمر فعمر الإنسان بحد ذاته

خبرات زمنية متراكمة . و كلما ازداد العمر ازدادت الفروق بين الناس فالفروق

الزمنية في أعمار الناس من شأنها أن تشكل فروقا في المعرفة و الخبرات

ففي السلوك الحاضر نعكس آثار ماضينا و بما أنه لكل فرد ماضيه

هذا يؤدي إلى أنه كلما تراكمت أحداث الماضي زادت تبعا لذلك الفروق الفردية بين الناس

هذا و قد قامت فكرة الإختبارات النفسية التي تحدد المستويات العقلية

للأفراد بالنسبة لأعمارهم الزمنية . و تهدف إلى الكشف عن المثيرات العقلية

التي تزداد استجاباتها تبعا لزيادة السن .

و التمايز في الفروق الفردية بين الناس يؤثر عليه العمر الزمني و بذلك

تبعا لزيادة العمر تزداد هذه الفروق .

و تلك الفكرة أدت إلى إمكانية توجيه الأفراد للمراحل التعليمية المختلفة

و الصناعات و الحرف و المهن المتعددة . كلما سارت أعمارهم بهم إلى المراهقة

و الرشد . و كان لتلك الفكرة أثر مباشر في نشأة و تطور المقياس الأول

للذكاء الذي أعده بيـنيـه ( 1905 م ) .

. الجـنـس :-

الفروق الفردية تتأثر بالذكورة و الأنوثة كما أكدت الدراسات المختلفة ذلك . فالنمو العقلي

عند الإناث أعلى منه عند الذكور حتى سن المراهقة كما دلت عليه البحوث

التجريبية . بينما الذكور يزداد النمو لديهم أكثر من الإناث في سن المراهقة

و بعد ذلك تتقارب المستويات في النمو عند الجنسين ( النمو العقلي ) و خاصة الذكاء .

وفي تفسير لـ جراندال ( 1967 م ) أشار فيها إلى أن الفروق الفردية بين الناس

الذكور و الإناث تتواجد في دوافع الإنجاز و تقدير الذات .

و مهما تكن الفروق في متوسط الذكاء بين الذكور و الإناث فالحقيقة تشير إلى

أن هذه الفروق ضئيلة و غير متسقة في الإتجاه حيث يتضح أن الإناث نموهم

العقلي ( الذكاء ) في الأعمار الصغيرة أكبر نموه لدى الذكور .

و الذكور يظهرون نمواً في قدراتهم العقلية في مراحل الدراسة الثانوية

و المراهقة المتأخرة و سن الرشد .

أيضا هناك اختلاف بين الجنسين بالتفوق و مستوياته في بعض المهارات مثلاً :-

_ الذكور :- يتفوقون في القدرات العددية و الميكانيكية و العلوم الطبيعية .

_ الإناث :- يتفوقون في أعمال السكرتارية و التذكر و القدرات اللغوية و اختبارات الدقة

و الخفة في استعمال الأصابع .

_ المستوى العقلي المعرفي :-

أكد العديد من العلماء الذين قاموا بدراسات تجريبية في هذا المضمار

بأنه كلما ازدادت العمليات العقلية تعقيداً و صعوبة ازدادت تبعا لذلك الفروق

العقلية القائمة بين الأفراد . و لذلك قام كلاً من بـيـنـيت وَ هنـري ببحوث أثبتت بأن

مدى تباين سلوك الأفراد بالنسبة لتباينهم في العمليات العقلية العليا.

و هذا يعني أن الفروق القائمة بين تفكير الناس أكثر من الفروق القائمة بين

تمييزهم الحسي. .والمدرب يمكن أن يراعي ذلك إذا تفهم هذه الأمور بشكل خاص وتناولها بما يتناسب مع هذه الفروق. .

اسباب الفروق الفردية

الوراثة: و المتمثلة في إمكانات الفرد التي اكتسبها من أبويه.
البيئة: عن طريق الخبرات و الممارسات التي مر بها الفرد.
درجة الدافعية لدى الفرد: حيث تحدد مدى استفادة الفرد من هذه الممارسات، و درجة إقباله على هاته الخبرات.

قياس الفروق الفردية

مفهوم أداة القياس:

ظهرت تعريفات وتفسيرات متعددة لمفهوم أداة القياس وقد أجمعت كلها على أنها تمثل الطريقة أو الأسلوب الذي تقاس به صفة ما أو ظاهرة ما.

وتظهر في عدد من الصور ، الاختبار (Test) والمقياس (Scale) وقائمة التقدير (Rating Checklist). وغيرها.

وفي مجال التربية الخاصة أمثلة على أدوات القياس سوف يتم الحديث عن بعضها في الجزء القادم.

شروط أدوات القياس:

تعتبر عملية القياس، عملية أساسية في عمل الأخصائي النفسي الذي يعمل في هذا الميدان بصفة عامة ، وفي ميدان التربية الخاصة بصفة خاصة. وذلك نظراً لطبيعة وظروف عملية القياس وإجراءاتها مع الأطفال غير العاديين. حتى تعطي عملية القياس نتائج تساعد أصحاب القرار القدرة على اتخاذ القرارات الناسبة. ولذلك لابد وأن تتوفر في هذه الأدوات بعض الشروط من أهمها الصدق والثبات.

صدق الاختبار:

يعتبر صدق الاختبار شرطاً أساسيا من شروط أدوات القياس الفعالة ويقصد بصدق الاختبار أن هذا الاختبار يقيس بالفعل ما وضع لقياسه.

ثبات الاختبار:

يعتبر ثبات الاختبار ثاني أهم شروط المقياس الفعال ويقصد به أن هذا المقياس يعطي نتائج متماثلة أو متقاربة عند قياسه لأحد المظاهر السلوكية وذلك عند إعادة تطبيقه من خلال نفس الفاحص أو من خلال فاحصين مختلفين.

الفروق الفردية بين الأطفال

الفروق الفردية هي تلك الصفات التي يتميز بها كل إنسان عن غيره من الناس سواء كانت صفات جسمية ( عقلية ،عضلية ،خلقية ،خلقية …) أم نفسية أم اجتماعية . تتكون الفروق الفردية من عدة عوامل متداخلة ومتشابكة ، بحيث يصعب تحديد أي منها له علاقة وثيقة ومباشرة بتكوين هذا النوع من الفروق او ذاك . وهذه العوامل هي عوامل وراثية وعوامل بيئية

العوامل التي يرثها الفرد عن والديه وأجداده ، وتسمى بعوامل الاستعداد الفطري ومنها :

1 – الجسم وأجهزته .

2 – الجهاز العصبي ، ومن وظائفه القيام بالوظائف العقلية المميزة للإنسان .

3 – الجهاز الهرموني ، ويتكون من الغدد والافرازات ، ولها دور كبير في تنسيق وظائف الجسم المختلفة .

ثانيا : العوامل البيئية :

وهي العوامل التي يكتسبها الفرد من بيئته التي يعيش فيها ، وتسمى بعوامل الرعاية البيئية

نظريات الذكاء المختلفة المرتبطة بالفروق الفردية

نظريات الذكاء

أنواع العوامل:
العامل العام: هو العامل المشترك الذى يوجد فى جميع الإختبارات التى تخضع للتحليل العاملى.
العامل الطائفي: هو العامل الذى يوجد فى بعض الاختبارات التى تخضع للتحليل، وليس فى كلها،.
العامل الخاص أو النوعى: هو العامل الذى يختص بنوع واحد من أنواع النشاط العقلى ويوجد فى اختبار واحد فقط، أو عدة اختبارات تعكس جميعاً نفس المتغير المقاس.
تفسير العوامل:
تخضع عملية تفسير العوامل الناتجة عن التحليل العاملى للخصائص المشتركة التى تميز الإختبارات الخاضعة للتحليل من ناحية, ولطبيعة المجال الذى تشمله هذه الإختبارات من ناحية ثانية, وللمدى العمرى لأفراد العينة التى يجرى عليها التحليل العاملى من ناحية ثالثة.
ومعنى تفسير العوامل أى إعطاء معان للعوامل الناتجة عن التحليل.

نظريات التكوين العقلى:
– نظريات العامل الواحد: (ألفريد بينيه).
– نظرية العاملين: (تشارلز سبيرمان).
– نظريات العوامل المتعددة: (ثورنديك) و(ثرستون).
– نظرية (كاتل).
– نموذج التكوين العقلى لـ (جيلفورد).
– نموذج التكوين العقلى المعدل لـ (جيلفورد).
– نظرية (جاردينر) للذكاء المتعدد.

نظرية العامل الواحد (ألفريد بينيه):
حيث يتناول النشاط العقلى بوصفه عاملاُ أحادياً يقف خلف أساليب النشاط العقلى, ويمكن فى ضوئه الحكم على مستوى النمو العقلى للفرد. فقد كانت نظرة علماء النفس الأوائل بما فيهم (ألفريد بينيه) تقوم على إفتراض أن الذكاء أحادى الأصل أو أحادى عام (ع). وهذا الذكاء يمثل أحد الأبعاد المميزة للشخصية والتى تتضح مع النمو الفردى.

نظرية العاملين (تشارلز سبيرمان):
فى عام 1903م صاغ عالم النفس الإنجليزى (تشارلز سبيرمان) طريقة إحصائية علمية جديدة لتحديد الإسهامات الكمية للأجزاء المكونة للذكاء, وقد عرفت هذه الطريقة بإسم “التحليل العاملى”, وقد أتاحت هذه الطريقة إمكانية تصميم مجموعة من الإختبارات لقياس أنماط العوامل الناتجة, ويفترض (سبيرمان) أن هناك عاملاً عاماً يقف خلف جميع أساليب النشاط العقلى, بالإضافة إلى عدد من العوامل العقلية الخاصة التى يختص كل منها بنوع معين من النشاط العقلى.
قرر سبيرمان عام 1927م أن النشاط العقلى يتكون من عاملين يمكن من خلالهما تفسير تباين أداء الفرد من نشاط عقلى إلى نشاط عقلى آخر, وهذان العاملان هما:
– العامل العام: وهو يشكل الأساس لجميع أساليب الأداء العقلى أو الإمكانية العقلية اللازمة أو الضرورية لجميع صور النشاط العقلى.
– العامل الخاص: وهو الذى يختص بنوع واحد من أنواع النشاط العقلى فهو جزئياً يكون مشتركاً مع العامل العام وجزئياً يكون مستقلاً عنه.
يقيم سبيرمان نظريته على الإفتراضات التالية:
– أن هناك علاقات موجبة بين مختلف صور النشاط العقلى التى تتأثر بالتكوين العقلى للفرد من حيث المستوى والمحتوى.
– أنه أياً كان أسلوب النشاط العقلى فإنه يتمايز فى عاملين: عامل عام وعامل نوعى خاص, ويختلف إسهام كل منهما فى النشاط العقلى بإختلاف صور هذا النشاط العقلى.
– أن وجود العوامل الخاصة أو النوعية يفسر لنا عدم حصولنا على معاملات إرتباط موجبة (+1) بين الإختبارات العقلية التى تقيس مختلف مظاهر النشاط العقلى.
– أن تباين الوزن النسبى لإسهام كل من العامل العام والعامل النوع الخاص فى مختلف صور النشاط العقلى يؤدى إلى حصولنا على مدى واسع من معاملات الإرتباطات الموجبة أعلى من الصفر وأقل من الواحد الصحيح.

منهج سبيرمان:
إستخدم سبيرمان للتحقق من الفروض التى تقوم عليها نظريته مجموعة من الإختبارات التى تقيس عدد من الأنشطة الحسية (سمعية, وبصرية, ولمسية) وطبقها على عينة صغيرة تفتقر إلى التمثيل الصحيح من أطفال المدارس الإنجليزية (57 طفلاً) تتراوح أعمارهم الزمنية من 9 – 12 سنة بالإضافة إلى تقديرات المعلمين لذكاء هؤلاء الأطفال, وكذا درجات التحصيل المدرسية, ثم حساب معاملات الإرتباط بين هذه المتغيرات.

نتائج سبيرمان:
– وجود عامل يرتبط بمختلف صور النشاط العقلى وهو العامل العام, وهذا العامل ضرورى لحل أى نمط من أنماط المشكلات أياً كانت مكوناتها ومحتواها.
– وجود عدد من العوامل النوعية التى تشترك مع العامل العام فى التباين, ولكنها فى نفس الوقت مشتقلة جزئياً عنه.
– إسهام كل من العامل العام والعوامل الطائفية أو النوعية الخاصة فى التباين الكلى للنشاط العقلى يختلف من نشاط عقلى إلى نشاط عقلى آخر.

نقد نظرية سبيرمان:
– صغر حجم العينات التى طبق عليها سبيرمان إختباراته سبيرمان, وعدم تمثيلها جيداً للفئات العمرية المفترض تمثيلها.
– أن طبيعة النمو العقلى لأطفال المرحلة العمرية الممثلة فى العينة هو نمو كتلى يقاس كمفهوم عام, ومن ثم لا تسمح خصائص العينة بظهور تمايز القدرات العقلية التى تحدث فيما بعد 12 سنة.
– أن ظهور العامل العام يرجع إلى طبيعة العينة أكثر مما يرجع إلى طبيعة الظاهرة.

نظرية العوامل المتعددة (ثرستون):
فى عام 1938م خرج (ثرستون) بإتجاه معارض تماماً لما نادى به (سبيرمان) حول طبيعة الذكاء, حيث يرى (ثرستون) أنه لا وجود لما يسمى بـ (العامل العام) الذى يقف خلف جميع أنواع النشاط العقلى, وإنما إعتقد بوجود عدد من العوامل أطلق عليها “القدرات العقلية الأولية”, وأن السلوك الذكى يعد نتيجة لهذه القدرات العقلية الأولية التى تختص كل منها بوظيفة عقلية معينة.
ومن ثم يمكن قياس الذكاء من خلال عينات من أداء الفرد فى كل مجال من المجالات الست التالية:
– عامل لفظى: ويتمثل فى القدرة على فهم معانى الكلمات والعلاقة اللفظية وتركيب الألفاظ, ويقاس بإختبار معانى الكلمات.
– عامل عددى: ويتمثل فى القدرة على إجراء العمليات الحسابية الأساسية بدقة وسرعة ويقاس بإختبارات العدد.
– عامل مكانى: ويتمثل فى القدرة على التعرف على الأشكال والمرئيات والعلاقة المكانية ويقاس بإختبار الإدراك المكانى.
– عامل طلاقة الكلمات: ويتمثل فى القدرة على التداعى بالكلمات بسرعة ويقاس بإختبار التداعى اللفظى.
– عامل الذاكرة: ويتمثل فى القدرة على تذكر الأشكال والمقاطع والأرقام والكلمات والعلاقات ويقاس بإختبارات الذاكرة.
– عامل الإستدلال: ويتمثل فى القدرة على إستنتاج قانون أو قاعدة من عدة امثلة أو قواعد حل المشكلات ويقاس بإختبارت الإستدلال.

فروض نظرية العوامل المتعددة لـ (ثرستون):
– أن النشاط العقلى يتكون من مجموعة متمايزة من العوامل المتعددة يختص كل منها بنوع معين من أنواع النشاط العقلى.
– أنه ليس هناك ما يسمى بالعامل العام على النحو الذى نادى به سبيرمان.
– أن الوزن النسبى لإسهام العوامل المتعددة فى التباين الكلى للنشاط العقلى المعرفى متقارب وعلى نفس الدرجة من الأهمية.
– أن الإرتباطات البينية بين العوامل المتعددة للنشاط العقلى لا تفسر بالضرورة وجود العامل العام.

منهج ثرستون:
– إستخدم ثرستون (65 إختباراً), طبقت على (240 طالب جامعى), وكون مصفوفة معاملات الإرتباط بين درجات هذه الإختبارات.
– أخضع ثرستون مصفوفة معاملات الإرتباط للتحليل العاملى بإستخدام الطريقة المركزية فى التحليل مع التدوير للمحاور.

نتائج ثرستون:
– أن العامل العام الذى أشار إليه سبيرمان ليس له وجود فى نتائج التحليل العاملى, وأن النشاط العقلى عبارة عن مجموعة من العوامل المتعددة أطلق عليها ثرستون (القدرات العقلية الأولية).
– أن التشبعات العاملية للعوامل الناتجة تشير إلى تمايزها كقدرات عقلية متعددة أكثر مما تشير إلى إنتظامها معاً مكونة العامل العام.

نقد نظرية ثرستون:
– يرى المؤيدون لنظرية (سبيرمان) أن مجرد وجود إرتباطات بين الإختبارات التى طبقها (ثرستون) يشير إلى وجود عامل عام.
– أن صغر إسهام العامل العام فى التباين الكلى للعوامل الناتجة يرجع إلى خصائص عينات (ثرستون) من طلاب الجامعة, حيث تميل القدرات العقلية إلى التمايز والإستقلال.
– أن الدراسات التى قام بها (ثرستون) وزوجته عامى 1941م , 1948م تتفق مع فرض (سبيرمان) بوجود العامل العام, وخاصة مع إستخدام التحليل العاملى للإرتباطات بين العوامل.

نموذج التكوين العقلى لـ (جيلفورد):
إستطاع عالم النفس الأمريكى “جيلفورد” أن يثبت وجود بعض العوامل التى أشار إليها “ثرستون” من قبل. وقد تحقق “جيلفورد” من وجود سبعة عوامل أخرى, كما إقترح خمسة عشر عاملاً آخر ذات قيمن من خلال بعض البحوث الإضافية. وأخيرا وفى عام 1959م قدم “جيلفورد” نموذجه عن التكوين العقلى (بنية العقل) المكعب الشكل ذى الثلاث أبعاد.

يقوم نموذج التكوين العقلى لجيلفورد على الإفتراضات التالية:
– يمكن النظر إلى الذكاء بوصفه معالجه وتجهيز للمعلومات وأن المعلومات هى شئ يمكن أن يميزه الإنسان ويقع فى مجاله الإدراكى.
– أن الذكاء طاقة كيفية تعكس مدى كفاية الوظائف العقلية لدى الفرد.
– أن النشاط العقلى يتكون من عدد من القدرات العقلية المتمايزة (120) قدرة.
– أن النشاط العقلى متعدد الأبعاد: البعد الأول يتعلق بمحتوى النشاط العقلى, والبعد الثانى يتعلق بكيفية عمل النشاط العقلى, والبعد الثالث يتعلق بنواتج النشاط العقلى.

ويرى جيلفورد أن الأخذ بفكرة العامل الواحد كان لها ما يبررها فى الماضى وأنه فى ضوء ناتج هذه البحوث قد حان الوقت للأخذ بوجهة نظر العوامل المتعددة.

أبعاد التكوين العقلى عند “جيلفورد”:
البعد الأول (بعد المحتوى): ويقصد به فئات أو أنماط المعلومات التى تخضع للمعالجة العقلية من خلال العمليات, ويشمل أربعة أنواع هى:
1- محتوى الرموز. 2- محتوى الأشكال. 3- محتوى المعانى. 4- المحتوى السلوكى.
البعد الثانى (بعد العمليات): ويقصد به المعالجة العقلية للمعلومات, ويشمل خمسة أنواع هى:
1- المعرفة. 2- الذاكرة التسجيل. 3- التفكير التقاربى. 4- التفكير التباعدى. 5- التفكير التقويمى.
وينشأ عن معالجة العمليات العقلية للمحتوى نواتج معينة تمثل البعد الثالث وهو بعد النواتج.
البعد الثالث (بعد النواتج): ويقصد به الصيغ التى تأخذها المعلومات كناتج لعملية التجهيز والمعالجة, أو بمعنى آخر مخرجات النشاط العقلى أو ما ينتجه, وتشمل ستة أنواع:
1- الوحدات. 2- الفئات. 3- العلاقات. 4- المنظومات. 5- التحويلات. 6- التضمينات.

نموذج التكوين العقلى المعدل لـ (جيلفورد):
أعاد (جيلفورد) صياغة نموذجه للتكوين العقلى (SOI) الثلاثى الأبعاد المتعدد القدرات وفقاً للمحددات التالية:
البعد الأول (بعد المحتوى): ويتعلق بالمادة أو المحتوى موضوع المعالجة, وينقسم هذا البعد إلى خمسة مكونات أو تصنيفات فرعية:
1- المحتوى البصرى. 2- المحتوى السمعى. 3- المحتوى الرمزى. 4- محتوى المعانى. 5- المحتوى السلوكى.
البعد الثانى (بعد العمليات): ويتعلق بالعمليات التى تعالج المحتوى, وينقسم هذا البعد إلى ست عمليات هى:
1- المعرفة. 2- ذاكرة التسجيل. 3- ذاكرة الإحتفاظ. 4- الإنتاج التباعدى. 5- الإنتاج التقاربى. 6- التقويم.
البعد الثالث (بعد الناتج): ويتعلق بالصيغ التى تنتج عن معالجة العمليات للمحتوى, وتأخذ النواتج المختلفة لهذا البعد ست صيغ:
1- الوحدات. 2- الفئات. 3- العلاقات. 4- المنظومات. 5- التحويلات. 6- التضمينات.

منهج جيلفورد:
– إستخدم (جيلفورد) فى التحقق من الفروض التى أقام عليها نظريته عدداً من الإختبارات, التى تعتمد على صدق التكوين فقط, وتفتقر للأنواع الرئيسية الأخرى للصدق.
– إعتمد (جيلفورد) على النتائج التى أسفر عناه التحليل العاملى.

تعرضت نظرية (جيلفورد) لعدد من الإنتقادات أهمها:
– عدم توافر شرط الإستقلال النسبى فى إختبارات (جيلفورد) وتعدد الأبعاد التى يقيسها الإختبار, مما أدى إلى إرتباطات بينية كثيرة بين الإختبارات المستخدمة.
– جاءت تشبعات العوامل غير نقية تماماً, مما أدى إلى صعوبة فى تسمية بعض العوامل وتفسيرها.

تقويم نظرية جيلفورد:
عرض موجز لما للنظرية وما عليها:
– خضعت العوامل الناتجة عن نظرية (جيلفورد) لأكبر قدر من التحقيق إذ ظل يعمل (جيلفورد) ومعاونوه فى بناء هذه النظرية قرابة العشرين عاماً.
– قدمت هذه النظرية أساساً رصيناً للكشف عن القدرات الإبداعية, من خلال بطارية (جيلفورد) لقياس هذه القدرات.
– نظرية جيلفورد ذات بناء محكم ومنطقى, وتنطوى على نوع من الإتساق فى بنائها, ولكن هناك بعض الشك حول النتائج التطبيقية لها.

نظرية (جاردينر) للذكاء المتعدد:
فى عام 1983م قدم (جاردينر) نظرية عن الذكاء تسمى (نظرية الكاء المتعدد) والتى تقول نظرية (جاردينر) للذكاء المتعدد بأن الأفراد العاديين قادرين على القيام بسبعة أشكال مستقلة من الإنجازات العقلية وهى:
1- الذكاء اللغوى اللفظى. 2- الذكاء المنطقى الرياضى. 3- الذكاء المكانى البصرى. 4- الذكاء الجسمى الحركى.
5- الذكاء الموسيقى الإيقاعى. 6- الذكاء الشخصى الإجتماعى. 7- الذكاء الشخصى الذاتى.

1- الذكاء اللغوى اللفظى:
ويرتبط هذا الذكاء باللغة المقروءة والمكتوبة, والمفردات التى تنتشر فى الأنظمة التربوية ذات العلاقة باللغة.
ومن خصائص مرتفعى هذا الذكاء:
– يفكروا فى الكلمات – لديهم مهارات سمعية عالية.
– يلعبون بالأصوات واللغة. – لديهم براعة فى رواية القصص والحكايات.
– يحبون رؤية وقول وسماع الكلمات يحب الكتب والكتابة.
ويتمثل هذا الذكاء: فى المعلمين والصحفيين والكتاب والمحامين والمترجمين.

2- الذكاء المنطقى الرياضى:
وغالباً ما يدعى بالتفكير العلمى, ويتعامل مع التفكير الإستقرائى والإستنتاجى والأعداد والتعرف على المفاهيم المجردة.
ومن خصائص مرتفعى هذا الذكاء:
– التفكير التصورى والمفاهيمى. – ماهرون فى التفكير المنطقى وحل المشكلات.
– مولعون بإكتشاف الأنماط والعلاقات. – يقبلون على الخبرات التجريبية ومعالجة البيئة.
– يسألون ويبحثون فى أحداث البيئة.
ويتمثل هذا الذكاء: فى العلماء والمهندسين ومبرجى الحاسب الآلى والمحاسبون.

3- الذكاء المكانى البصرى:
ويقع هذا الذكاء ضمن حاسة البصر, والقدرة على تخيل الأشياء, والتعامل مع الفنون البصرية والملاحظة.
ومن خصائص مرتفعى هذا الذكاء:
– يفكرون فى الصوت والتخيلات. – يوضحون التخيلات البصرية ويأتون بها.
– يعرفون مواقع الأشياء الفراغية. – مغرمون بالميكانيكا وأعمال الفك والتركيب.
ويتمثل هذا الذكاء: فى المخترعون والمصممون والمهندسون والميكانيكيون.

4- الذكاء الجسمى الحركى:
ويرتبط هذا الذكاء بالقدرة الحركية, وسيطرة الفرد على حركته الجسمية, والقدرة على إستخدام الجسم للتعبير عن الإنفعالات.
ومن خصائص مرتفعى هذا الذكاء:
– يعالج المعارف والمعلومات بإحساسه الجسمى. – بارع فى الحركات الدقيقة والتى تتطلب التآزر.
– لديه مشاعر عن الأشياء. – عندما يكون زائد النشاط والحركة.
– يؤدون حركات بهلوانية بخفة وبراعة.
ويتمثل هذا الذكاء: فى الرياضيون والمهرجون والممثلون والراقصون ومدربوا الحيوانات.

5- الذكاء الموسيقى الإيقاعى:
ويركز هذا الذكاء على التعرف على نماذج النغمات الموسيقية, والتى تتضمن الأصوات البيئية المختلفة, وأصوات الآلات الموسيقية.
ومن خصائص مرتفعى هذا الذكاء:
– يستجيبون للموسيقى والإيقاعات الموسيقية فور سماعها. – يغنون لأنفسهم ويدندنون ويصدرون موسيقى بالصفير.
– يفكرون فى الأصوات الإيقاعية. – يؤدى الموسيقى ويقدرها وتدفعه إلى الغناء.
– حساس إلى سماع الأصوات للكائنات البيئية. – لديهم آراء قوية فى تقييم موسيقى الآخرين.
ويتمثل هذا الذكاء: فى الأروكسترا والمغنيين والفرق المسرحية والكورس.

6- الذكاء الشخصى الإجتماعى:
ويتضمن هذا الذكاء إقامة العلاقات والتواصل والتعاون الإجتماعى مع الناس.
ومن خصائص مرتفعى هذا الذكاء:
– يفكرون ويعالجون العلاقات مع الآخرين – لديهم حس للسلوك التعاونى والإتصال بالآخرين.
– نجوم إجتماعيين بين أقرانهم. – لديهم قوة قوية للإحساس بمشاعر ونوايا الآخرين.
– منظمين إجتماعياً ومحاورين ومناورين أحياناً. – يتسموا بالأناقة واللياقة الإجتماعية.
ويتمثل هذا الذكاء فى: المستشارين ورجال الأعمال ورجال السياسة ومنظموا الجاليات.

7- الذكاء الشخصى الذاتى:
ويرتبط هذا الذكاء القدرة على تشكيل نموذج صادق وواعى عن الذات, مشتملاً التفكير فيما وراء المعرفة والوعى بمفاهيم ما وراء الطبيعة.
ومن خصائص مرتفعى هذا الذكاء:
– ماهرين فى التركيز بداخلهم وفى مشاعرهم وإنفعالاتهم. – فى حاجة إلى وقت خاص بهم يخلون فيهإلى أنفسهم.
– يتمتعون بشخصيات قوية. – يميلون إلى الأعمال الفردية ويبتعدون عن الفريق.
– يعرفون نقاط القوة والضعف لديهم. – لديهم عمق فى وعيهم بمشاعرهم الداخلية.
ويتمثل هذا الذكاء فى: أصحاب المهن الحرة والباحثين والمنظرين والفلاسفة.

فوائد ومنافع نظرية جاردينر للذكاء المتعدد:
– تقييم وزيادة الوعى بالفروق الفردية بين الطلاب والأفراد بشكل عام.
– التقييم الأصيل والواضح للتعلم.
– إعداد المناهج الشاملة والمتكاملة والمتحدية للذكاءات وقدرات الطلاب.
– تحسين عملية التعلم وإمتدادها لما بعد التحصيل الدراسى.
– زيادة الثقة للطالب فى القدرة على التعلم بإستخدام أى نوع من الذكاءات لديه.
– إعداد المتعلمين للحياة وممارسة مشكلاتها.
– خلق مناخ دراسى مدعم ودافع لعملية التعلم.
– تحسين وتوسيع الإستراتيجيات المستخدمة فى العملية التعليمية.
– زيادة أهمية التعاون بين المدرسة والمنزل.

التضمينات والتوجيهات التربوية لنظرية جاردينر:
– كل منا يستخدم السبعة أنواع من الذكاءات فى التعلم وإن كانت بدرجات متباينة.
– كل أنواع الذكاءات تحتاج إلى أخذها فى الحسبان عند التقييم لنواتج التعلم.
– كل الذاكاءات يمكن تربيتها وتعليمها وتقويمها فى مجال التعلم.
– كل منا يتعلم بطرق مختلفة وبنسب مختلفة ولأسباب مختلفة.
– الذكاءات الأقوى يمكن إستخدامها لتقوية الذكاءات الأضعف.
– القوة فى الذكاء يمكن أن تظهر وتعبر عن نفسها بطرق مختلفة.

السابق
كيف أنسى الحزن
التالي
الفرق بين الابتكار والاختراع

اترك تعليقاً