ديني

القرحة والصيام

القرحة والصيام

القرحة والصيام

الصيام عبادةٌ عظيمٌ من العبادات التي شرعها الله -تعالى- لعباده، يتقرّبون بها إليه سبحانه، وقد جاءت النصوص الشرعيّة مبيّنةً أحكام الصيام، وتناول أهل العلم هذه الأحكام بالتوضيح والبيان، ومن بين هذه الأحكام؛ ما يتعلّق بمرض القُرحة وأثرها على الصيام، وفصّلوا الحكم الشرعي في صيام المصاب بالقرحة، وبيان ذلك فيما يأتي.

أثر القرحة على الصيام

ذهب أهل العلم إلى أنّ من عجز عن الصوم بسبب قرحة المعدة مطلقاً يفطر بلا حرجٍ، ولكن يلزمه إخراج فديةٍ، مقدارها إطعام مسكين مُدّاً من طعامٍ عن كلّ يومٍ أفطره، ويجوز إخراج قيمته، وأمّا إن كان بمقدوره الصوم في بعض أيّام الشهر دون الأخرى؛ فيلزمه صوم ما يستطيع من أيّامٍ، ويفطر في الأيام التي لا يقوى فيها على الصيام، ويقضي ما أفطره بعد انقضاء شهر رمضان، ولا تلزمه الفدية والأصل في المسلم أن يتحرّى قدرته على الصيام من عدمها من الطبيب الثقة المأمون في إخباره والخبير في فنّه، وعندها يتعيّنُ على المريض التزام ما نصحه الطبيب به؛ وذلك لقوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)، وقوله سبحانه: (لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا).

الصوم وصحّة الجهاز الهضميّ

الواقع الطبيّ يؤكّد أنّ الصيام ليس له تأثيرٌ على الجهاز الهضميّ السليم؛ فالجسم له قدرةٌ على التكيّف مع الظروف المستجدّة إلى حدٍّ كبيرٍ، غير أنّ هناك عوارض قد تظهر للصائم، وتقسم إلى قسمين؛ هما:

  • العوارض الوظيفيّة: وهذه تنتج عن اضطراباتٍ فسيولوجيّةٍ تحصل في الأيّام الأولى من الصيام، وتأتي نتيجةً للتغيّر المفاجى‏ء في النظام الغذائيّ المتّبع في رمضان، إضافةً للعادات السلبية التي ترافق شهر رمضان، مثل؛ الإفراط في تناول الطعام والشراب، والتنوّع الزائد فيهما بما لا حاجة للصائم فيه، ولكنّ كلّ هذه العوارض سرعان ما تزول بعد مرور الأيّام الأولى من الصيام.
  • العوارض العضويّة: وهذه تنتج في العادة عن أمراضٍ عضويّةٍ موجودةٍ أساساً عند الشخص، وتزداد عوارضها خلال الصيام، ومنها؛ نوبات وجعٍ في البطن، ومن مسبّباتها وجود قرحةٍ مزمنةٍ في الاثنى عشر، أو التهاباتٍ في المعدة؛ لذا ينصح الصائم عموماً بالإفطار على التمر؛ لأنّ الصائم بحاجةٍ إلى مصدرٍ سكّريٍّ سريعٍ، يدفع عنه الجوع، مثلما يكون بحاجةٍ إلى الماء، والمعدة بحاجةٍ إلى إيقاظٍ ليّنٍ لها، وتلطّفٍ معها؛ لذا يفضّل بعد تناول التمر أن يأخذ الصائم فترةً بسيطةً من الحركة، فيصلّي المغرب فيها، ثمّ يشرع في طعام الإفطار، ويستحسن شرب بعض الحساء الدافئ، وعليه مراعاة الاعتدال في وجبة الإفطار من حيث الكميّة والنوعيّة.
السابق
كيفية الصلاة والدعاء في ليلة القدر
التالي
كيفية الاستعداد لشهر رمضان المبارك

اترك تعليقاً