السرطان

المرحلة الأولى لسرطان الثدي

سرطان الثدي الخبيث

سرطان الثدي هو من أكثر الأمراض التي تخيف النّساء، لكنّه قد يصيب الرجال أيضاً بنسبٍ أقل. والآن ومع تطوّر العلم ثمّة ما يبعث الأمل والتفاؤل أكثر ممّا كان عليه في السّابق، ففي السّنوات الثلاثين السّابقة توصّل الأطباء لإنجازات كبيرة في مجالي العلاج والكشف المبكر لمرض سرطان الثّدي، وانخفض بالتالي عدد الوفيات النّاتجة عن سرطان الثّدي.

وقد يصيب سرطان الثّدي ثُمن النّساء خلال فترة حياتهنّ. ويعدّ من أكثر أنواع السّرطانات شيوعاً لدى النّساء حول العالم. غير أنّ هناك عدداً كبيراً من العوامل التي قد تشكّل خطورةً، وتسبّب الإصابة المباشرة بهذا المرض.

مراحل سرطان الثدي

تتراوح مراحل سرطان الثدي من 0 إلى IV، مع العديد من الفئات الفرعية. يشير الرقم الأقل إلى المراحل المبكرة من السرطان، بينما تعكس الأرقام الأكبر السرطان في مراحله المتأخرة.

المرحلة 0 : تصف هذه المرحلة سرطان الثدي غير المنتشر (موضعي).

المرحلة الأولى :  هي مرحلة مبكرة من سرطان الثدي الانتشاري والذي فيه:

  • لا يزيد قطر الورم عن 2 سم، أو حوالي 3/4 بوصة.
  • لم ينتشر إلى العقد الليمفاوية؛ أي لم ينتشر خارج الثدي.

المرحلة الثانية : تصف هذه المرحلة سرطان الثدي الانتشاري الذي يتحقق فيه واحد مما يلي:

  • لا يزيد قطر السرطان عن 2 سم (حوالي 3/4 بوسة) ولكنه انتشر إلى العقد الليمفاوية تحت الذراع.
  • لا يوجد ورم في الثدي ولكن الخلايا السرطانية موجودة في العقد الليمفاوية تحت الذراع.
  • يتراوح قطر الورم من 2 إلى 5 سم (من 3/4 بوصة إلى بوصتين تقريبًا) وقد يكون انتشر إلى العقد الليمفاوية الموجودة تحت الذراع أو لا.
  • قطر الورم أكبر من 5 سم (حوالي 2 بوصة)، ولكنه لم ينتشر إلى أي عقد ليمفاوية.

المرحلة الثالثة : تنقسم المرحلة الثالثة من سرطان الثدي إلى ثلاث فئات فرعية، IIIA وIIIB وIIIC، وذلك حسب عدد من المعايير. وبحكم التعريف، فإن سرطان المرحلة الثالثة لم ينتشر إلى أي مواضع بعيدة.

  • فورم المرحلة الفرعية IIIA، مثلاً، أكبر من 5 سم (بوصتين) وانتشر من عقدة ليمفاوية واحدة إلى ثلاث عقد تحت الذراع. وقد تكون الأورام الأخرى للمرحلة الفرعية IIIA في أي حجم وقد تنتشر إلى العديد من العقد الليمفاوية. وتتكتل العقد الليمفاوية أو تلتصق ببعضها أو بالأنسجة المحيطة.
  • في المرحلة IIIB من سرطان الثدي، يكون الورم في أي حجم وقد انتشر إلى الأنسجة المحيطة بالثدي – الجلد وعضلات الصدر – وقد يكون انتشر إلى العقد الليمفاوية الموجودة في الثدي أو تحت الذراع. تشمل المرحلة IIIB أيضًا سرطان ثدي التهابي، وهو غير شائع ولكنه نوع عدواني من سرطان الثدي.
  • سرطان المرحلة IIIC عبارة عن ورم في أي حجم قد انتشر إلى:
  1. 10 عقد ليمفاوية أو أكثر موجودة أسفل الذراع
  2. عقد ليمفاوية موجودة فوق الترقوة أو تحتها وقرب العنق
  3. عقد ليمفاوية موجودة داخل الثدي نفسه وإلى عقد ليمفاوية موجودة تحت الذراع

المرحلة الرابعة :

المرحلة الرابعة من سرطان الثدي يكون السرطان قد انتشر إلى أجزاء بعيدة من الجسم، مثل الرئتين أو الكبد أو العظام أو الدماغ.

أعراض سرطان الثدي المرحلة الأولى

إذا ظهرت أيّ من الأعراض الآتية لدى المريضة، فيجب عليها استشارة الطبيب على الفور، ومنها:

  • إفراز الثدي لمادة شفافة، ويمكن أن تكون مشابهة للدّم من الحلمة، والتي قد تترافق أحياناً مع ورم في الثّدي.
  • تغيّر واضح في حجم أو شكل الثّدي؛ وربّما تلاحظ المريضة الفرق ما بين حجم أو لون الثّديين، وقد تلاحظ زيادةً في حجمِ واحد من الثّديين.
  • تجعّد سطح جلد الثّدي، وظهور احمرار مشابه لقشرة البرتقال.
  • تراجع في الحلمة وتسنُّنِها.
  • وقد تلاحظ المريضة تغيّراً في مكان الحلمة، إمّا إلى اليمين أو الشمال، مع ظهورِ تسنّنات واضحة على سطح الثّدي، وذلك بمجرد اللمس.
  • تسطح الجلد الذي يغطي الثّدي، وقد يؤدّي جفاف الثّدي إلى تسطحه، ويمكن للمريضة أن تلاحظ ذلك من خلال مقارنة ملمسه بملمس الثّدي الآخر.
  • الآم في الصّدر أو الإبط غير مرتبطة بفترة حيضِ المرأة. حيث تختلف آلام سرطان الثّدي عن آلام فترة الحيض بأنّ آلام الحيض تختفي بمجرد انتهاء الحيض، بينما آلام سرطان الثّدي تبقى مستمرةً طيلة الوقت.
  • توّرم في إحدى الإبطين، وظهور انتفاخ واضح يمكن رؤيته لدى المريض.

أعراض سرطان الثدي المتقدم

في المرحلة الأخيرة لسرطان الثدي ينتشر سرطان الثدي إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتختلف الأعراض التي يُسبّبها في هذه المرحلة بحسب العضو الذي انتشر إليه السرطان، ويمكن بيان ذلك على النحو الآتي:

أعراض نقيلة العظام:

  • ألم في العظام أو المفاصل، والذي يمكن أن يكون مزمناً أو يزداد مع ممارسة الأنشطة المختلفة.
  • ألم في الظهر والرقبة.
  • زيادة خطر الإصابة بالكسور.
  • الشعور بالخدران والضعف في أجزاء معيّنة من الجسم.
  • الشعور بالغثيان.
  • المعاناة من مشاكل في التبول.
  • فقدان الشهية.
  • العطش الشديد.
  • الإصابة بالإمساك.

أعراض انتشار السرطان إلى الرئتين:

  • ضيق التنفس.
  • سماع صوت صفير في الصدر.
  • ألم في الصدر.
  • الإصابة بالسعال الجاف المزمن.
  • وجود دمٍ ومخاطٍ في السعال.

أعراض انتشار السرطان إلى الدماغ:

  • الصداع.
  • اضطرابات الذاكرة.
  • الإصابة بمشاكل في الرؤية.
  • الإصابة بالنوبات.
  • صعوبة تحريك بعض أجزاء الجسم.
  • تغيرات في الشخصية والمزاج.
  • الارتباك.
  • اضطراب السمع.
  • الإصابة بالسكتة الدماغيّة.
  • الدوخة.
  • اضطراب التوازن.

أعراض انتشار السرطان إلى الكبد:

  • ألم في الجزء العلويّ من البطن.
  • فقدان الوزن والشهية.
  • تورّم البطن؛ بسبب تجمع السوائل فيه.
  • اليرقان.

أعراض انتشار السرطان إلى الغدد اللمفاوية:

والتي تشمل ظهور كتل أو تورّم في المناطق الآتية: تحت الإبط. الذراع أو اليد. عظمة الصدر أو الترقوة.

كم يستغرق علاج سرطان الثدي

تبدأ رحلة العلاج بعد تشخيص المرض والتأكّد من وجود الخلايا السّرطانية في الثدي، وتختلف المدّة التي تستغرقها العلاجات الفرديّة مثل الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي وغيرها، إذ قد تحتاج الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم إلى تناولها يوميًا لمدّة 5-10 سنوات، وتعدّ علاجًا أوليًّا وليست بمثابة علاج فعّال، لذا يُنصح بمعرفة كيفية التعايش مع المرض وعلاجه، وإعطاء العلاج الوقت اللازم، وعدم إهمال مواعيد الطبيب، أمّا علاجات سرطان الثدي الأكثر تقدمًا فتكون مدّة الشفاء منها كما يأتي:

الشفاء من الجراحة:

يعتمد مقدار الوقت الذي يستغرقه التّعافي من الجراحة على نوع الجراحة، سواءً كانت خزعةً للعقدة الليمفاوية الخبيثة أم تشريح العقدة الإبطية، ويكون التّعافي كما يأتي:

  • استئصال الورم: يستغرق 7-14 يومًا للتّعافي، إذ يجري استئصال الورم، ويمكن العودة إلى المنزل في نفس يوم الجراحة في حال عدم وجود صديد من الجرح، وقد يستغرق التّعافي مدّةً أطول في حال إزالة العقد الليمفاوية أثناء استئصال الورم، فسيستغرق الشّفاء وقتًا أطول من أسبوع واحد، لذا يُنصح بأخذ قسط من الرّاحة، وتأجيل العمل والرّياضة.
  • استئصال الثدي: تستغرق مدة الشفاء من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، مع البقاء في المستشفى ليوم أو يومين بعد الجراحة، وقد يستمرّ الجرح بالتّصريف لمدّة 5-7 أيّام وأحيانًا تصل إلى 3 أسابيع، إذ يجب أن تلتئم الجروح خلال 3-4 أسابيع.
  • إعادة الاستئصال: لن يحتاجها جميع المرضى، وتُجرى للتأكّد من عدم وجود بقايا للخلايا السّرطانية، ويمكن العودة إلى المنزل بعد الجراحة مباشرةً.
  • إعادة بناء الثدي: تختلف أوقات الشّفاء من شخص إلى آخراعتمادًا على مدى تعقيد طريقة إعادة بناء الثّدي، إذ تتضمّن بعض أنواع إعادة البناء عمليّتين أو ثلاث عمليّات جراحيّة منفصلة لاستكمال الثّدي الجديد.

الشفاء من العلاج الكيميائي:

يُعطى العلاج الكيميائي للسرطان في مواعيد محدّدة حسب المكان المراد علاجه، وعادةً ما يُعطى نوع واحد من العلاج الكيميائي كلّ أسبوعين لمدّة 4 دورات، ثمّ يُعطى العلاج الكيميائي التالي كلّ أسبوعين لمدّة 4 دورات، أو أسبوعيًا لحوالي شهرين؛ أي يستغرق العلاج الكيميائي حوالي 4-6 أشهر، يجري خلالها إجراء فحوصات الدّم، والالتقاء باختصاصي الأورام قبل كلّ جلسة، إذ يستغرق إعطاء حقنة العلاج 3-4 ساعات، ويستطيع المريض العودة إلى نشاطه الطبيعي إذا كانت الآثار الجانبية خفيفةً.

قد يصف الطّبيب بعد العلاج جرعةً من الدّواء لزيادة عدد خلايا الدم البيضاء في اليوم التالي للعلاج الكيميائي، وقد تسبّب هذه الأدوية أحيانًا ألمًا في العظام قد يستمرّ لمدّة 3-4 أيام، ويجب التنويه إلى أنّ أوقات الشّفاء من العلاج الكيميائي تختلف من شخص إلى آخر، إذ إنّه علاج شامل يؤثّر على الجسم بأكمله.

الشفاء من العلاج الإشعاعي:

تعتمد مدّة الشّفاء من الإشعاع على نوع العلاج الإشعاعي المستخدم، إذ يجري التّجهيز لعلاجات إشعاع الثدي بعد الجراحة لكلّ يوم من أيام الأسبوع لمدّة 6-7 أسابيع، وتكون الآثار الجانبيّة تراكميّةً ومزعجةً، لذا يجب التّخطيط لأخذ قسط من الرّاحة بعد العلاج، كما يمكن الانتهاء من تسارع الإشعاع الجزئي للخلال ثلاثة أسابيع أو أقلّ، ويمكن إجراء العلاج الإشعاعي الموضعيّ أو إشعاع الثّدي الدّاخلي في غضون خمسة أيّام، مع آثار جانبيّة أقلّ وفترة نقاهة قصيرة.

كم سنة تعيش مريضة سرطان الثدي

إن العمر المتوقع في المرحلة 4 يمكن أن يكون سنة واحدة، وبعض المريضات يعيشن 7-8 سنوات.

نسبة شفاء سرطان الثدي المرحلة الرابعة

يعيش حوالي 27% من مرضى المرحلة الرابعة من سرطان الثدي في الولايات المتّحدة لمدة خمس سنوات على الأقلّ من تشخيصهم بهذه المرحلة، ويلعب عدد من العوامل دورًا في مدى بقاء الأشخاص على قيد الحياة بعد إصابتهم بهده المرحلة المتقدّمة من سرطان الثدي، مثل: نوع سرطان الثّدي والخيار العلاجيّ المناسب لهذا النوع، وموقع الورم الخبيث، وقد يسهم تلقّي الأشخاص للعلاج الفوري للسّرطان مثل العلاج الكيميائي أو الجراحة أو العلاج الهرمونيّ بالإضافة إلى اتباع نمط حياة صحّي في تحسين إمكانية عيشهم لمدى طويل بعد بلوغهم هذه المرحلة.

ويتضمن علاج هذه المرحلة مجموعة من الخيارات، كما أنّ العلاج لا يُعد واعداً بالشفاء بل إنّه يقلص من حجم الورم السرطاني، ويبطّئ نموه، ويخفف من الأعراض، ومن هذه العلاجات ما يأتي:

  • العلاج الجراحي: غالباً لا تكفي الجراحة في هذه المرحلة المتقدمة من المرض للتخلص من السرطان، ويمكن اللجوء إليها لتخفيف الأعراض والألم في الأماكن التي امتدت إليها الخلايا السرطانية، وكذلك الأمر في العلاج الإشعاعي.
  • العلاج الكيماوي: يُعد خط العلاج الأول لإبطاء نمو الخلايا السرطانية، وغالباً ما يُستخدم مع العلاج الهرموني.
  • العلاج الهرموني: في هذا العلاج يتم ثثبيط الهرمونات المغذية للورم السرطاني فتمنعه من النمو، ومن الأمثلة عليه دواء تاموكسيفين ، ومثبطات الأروماتاز (Aromatase inhibitors).
  • العلاج الموجّه: في هذا النوع من العلاج يتم إيقاف عمل البروتين المعروف اختصاراً (HER2)، والذي يحفز الخلايا السرطانية على النمو السريع لدى المصابات اللواتي يتوافر هذا البروتين في أجسامهن بكثرة، كما أنّه يعزز الجهاز المناعي لمحاربة الخلايا السرطانية، ومن الأمثلة عليه دواء تراستوزوماب.
السابق
أعراض ورم في الحنجرة
التالي
أعراض بداية سرطان الرحم

اترك تعليقاً