ديني

اهداف دراسة السيرة النبوية

لماذا ندرس السيرة النبوية

أهمية دراسة السيرة النبوية

لدراسة السيرة النبوية الكثير من الأهمية، وهي من واجبات المسلم فلا يكتمل إسلام العبد ما لم يتعرّف على سيرته صلى الله عليه وسلّم، ومن فوائد دراسة السيرة:

  • معرفة التطبيق العمليّ للدين الإسلاميّ: فقد أنزل الله تعالى تعاليم الدين الإسلاميّ في القرآن الكريم ولكنّه لم يأتِ بالتفصيل على جميع الأمور، فمثلاً جاء الأمر بالصلاة ولكن لم تذكر الآيات عدد الركعات ومواعيد الصلوات وكيفية تأديتها، وإنّما قام النبي صلى الله عليه وسلّم بشرح جميع تفاصيل تأدية الصلاة بوحيٍّ من الله تعالى، وأداها أمام المسلمين، فأداها المسلمون من بعده كما فعل، وهكذا فإنّه عند دراسة سيرته صلى الله عليه وسلّم يستطيع المسلم فهم دينه بالتطبيق العمليّ ومن جميع الجوانب وبالتفصيل، ويتجمّع لديه أكبر قدرٍ من العلم الشرعيّ.
  • غرس محبته صلى اللله عليه وسلّم في النفس وتحقيق الإيمان الصادق به: فالسيرة النبوية تذكر جميع تفاصيل حياته عليه الصلاة والسلام وما مّر به من محنٍ ومصاعب حتّى استطاع تبليغ الدعوة، فلم يكن إيصال رسالة الإسلام إلى الناس بالشيء السهل وإنّما تعرّض للأذى وهُجِّر من بلده التي يحبها في سبيل إقامة الدولة الإسلامية، وقاوم جميع الإغراءات التي قُدمت له من مناصب وجاهٍ ومالٍ من أجل ترك الدعوة.
  • تحقيق الإيمان الصادق والسليم: فقد ذكر عليه الصلاة السلام شروط الإيمان في حديثه: (بُنِي الإسلامُ على خمسٍ : شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ)[صحيح البخاري]، فشهادة أنَّ محمداً رسول الله من تمام صحة إيمان العبد، وعند دراسة سنته عليه الصلاة والسلام يرسخ هذا اليقين في القلب.
  • الحصول على القدوة الحسنة: فالإنسان بطبيعته يبحث دائماً عن شخصٍ يتبّعه ويكون له القدوة، وليس هناك أروع من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم ليكون القدوة الحسنة التي توصل المسلم إلى الجنة، كما أنَّ حياته عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم مناسِبةً لجميع فئات الناس، من الملك إلى القائد إلى الفرد العادي، والغني والفقير، وتعلّم المسلم أسلوب الحياة السليم في داخل بيته وخارجه، وأسلوب التعامل مع الناس حلّ المشكلات.

أهمية دراسة السيرة النبوية PDF

اضغط هنا لتحميل ملف أهمية دراسة السيرة النبوية

فوائد دراسة السيرة النبوية

فوائد دراسة السيرة النبوية

تقدّم السيرة النبويّة الحلول المصطفويّة الجاهزة لبعض المواقف، العابرة للأزمان والأماكن؛ فالطريقة المثلى للتصدّي للباطل، وطريقة نشر الفكرة بين أشد المعادين، هما من أبرز ما يمكن للإنسان تعلّمه والاستفادة منه عند دراسة السيرة النبويّة والاستفاضة منها، فهذان الأمران يحتاج إليهما الإنسان طوال فترات حياته؛ إذ إنّ صراع الحق والباطل مستمر، ونشر الأفكار المخالف بين السائد هو أيضاً من الأمور التي يجب على الإنسان أن يعي طريقة القيام بها بشكلٍ جيّد حتى يستطيع تحقيق غاياته وأهدافه.

إنّ السيرة النبويّة الشريفة هي تبيان عملي وواقعي لدور الأخلاق في المجتمعات؛ فالأخلاق هي عامل رئيسي وأساسي لحياة كريمة وسعيدة لمختلف أصناف البشر، خاصّةً مع الأشخاص الذين لا يحملون الفكرة ذاتها، ومن هنا يمكن القول إنّ السيرة النبويّة تُعلّم الناس القدرة على التعامل مع الآخر المخالف، وتبيّن أنّه لا بدّ للإنسان أن يُعامل على أساس الأخوة في الإنسانية ما لم يعتد أو يظلم، وما لم يخرج عن القواعد العريضة التي تضمن أمن المجتمع وسلامته.

تعطي السيرة النبويّة المسلم مثالاً جيّداً على تطبيق الأخذ بالأسباب مع التوكّل على الله؛ ففي المعارك كلّها كان الرسول الأعظم والصحابة الكرام يخطّطون أفضل تخطيط قبل أن يخوضوا غمارها، مع بقاء قلوبهم متّصلةً بالله تعالى، ومع الاستمرار بالدعاء المستفيض من أجل أن يمنّ الله تعالى عليهم بالنصر من عنده.

تُقدّم السيرة النبويّة بعض النماذج التي يمكن للإنسان أن يتّخذ منها قدوةً له في حياته؛ فالمرأة بإمكانها أن تتّخذ من زوجات الرسول والصحابيّات الكريمات –رضوان الله عليهنَّ- قدوةً لها، وعلى رأسهنَّ السيدة العظيمة خديجة بنت خويلد التي كانت امرأةً بمليون رجل، والتي كانت المموّل الرئيسي للمشروع الإسلامي الناشئ، والرجل أيضاً بإمكانه أن يتّخذ من الصحابة الكرام – رضوان الله عليهم- قدوةً له؛ فالصحابة والصحابيّات هم بشر عاديون ولكنّهم يمتلكون همّةً عالية، ومن هنا فإنّ شخصياتهم تتعدد وتختلف بما يوفّر نماذج لمختلف أنواع الشخصيات التي قد تأتي على مر الأزمان والعصور.

ادلة على أهمية دراسة السيرة النبوية

  • اعتبارها طريق النبيّ الصحيح: فإنَّ التثبُّتَ والتأكّدَ من سيرة الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- أمرٌ ضروريٌّ، لأنَّ سيرتَهُ -صلَّى الله عليه وسلَّم- تعدُّ رسمًا لطريقِهِ التِي سلَكَها، وقد أمرَنَا الله تعالى باتِّباع هديه، فكان لابدَّ من توثيقِ وإثبات كلِّ ما يُنسب إلى سيرةِ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ لأنَّ ذلكَ أصلٌ منْ أصولِ الدينِ، لذلك امتلأ القرآن الكريم بذكرِ سيرِ الأنبياءِ السابقين، وقد ذكر الله تعالى الحكمةَ من ذلك في كثير من الآيات، كقولِهِ تعالى: “وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ”،.
  • الاقتداء بالنبيّ في جميع شؤون الحياة: فقدْ كانتْ سيرتُهُ -ولمّا تزلْ- تطبيقًا عمليًا لأحكامِ الإسلامِ وشَريعتِهِ، حتَّى لا يظنَّ ظانٌّ أنَّ هذه الأحكامَ غيرَ قابلةٍ للتَّطبيقِ، وقد قال الله تعالى: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ”، .
  •  معرفة عظمة الإسلام وقوته: فدراسة السيرة النبوية تجعلُ الإنسانَ يُدرك أنَّ هذا الدِّين قدْ أرسَى قواعِدَهُ وأحكامَهُ، وقلبَ موازينَ القِوى السِّياسية والاجتماعية والثقافية لأجزاء كبيرةٍ من الكرة الأرضية، ثمَّ قدَّم نموذجًا حضاريًا، ظلَّ عطاؤهُ مستمرًّا حتَّى هذا اليوم، وتظهر هذه العظمة جليةً، في أنَّ هذا البِناءَ الضَخْم قد تمَّ تشييدُهُ في فترةٍ وجيزةٍ، وهي مدة حياةِ الرسول -صلَّى الله عليه وسلّم- بعدَ الرِّسالة التي لم تتجاوزْ ثلاثةً وعشرينَ سنة.

أهمية السيرة النبوية في فهم الإسلام

أهمية السيرة النبوية في فهم الإسلام

ليس الغرض من دراسة السيرة النبوية وفقهها، مجرد الوقوف على الوقائع التاريخية، ولا سرد ما طرف أو جمل من القصص والأحداث ولذا فلا ينبغي أن نعتبر دراسة فقه السيرة النبوية من جملة الدراسة التاريخية، شأنها كشأن الاطلاع على سيرة خليفة من الخلفاء أو عهد من العهود التاريخية الغابرة .

وإنما الغرض منها؛ أن يتصور المسلم الحقيقة الإسلامية في مجموعها متجسدة في حياته صلى الله عليه وسلم، بعد أن فهمها مبادىء وقواعد وأحكاماً مجردة في الذهن.

أي إن دراسة السيرة النبوية، ليست سوى عمل تطبيقي يراد منه تجسيد الحقيقة الإسلامية كاملة، في مثلها الأعلى محمد صلى الله عليه وسلم.

وإذا أردنا أن نجزىء هذا الغرض ونصنّف أجزاءه، فإن من الممكن حصرها في الأهداف التفصيلية التالية:

1.فهم شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ( النبوية ) من خلال حياته وظروفه التي عاش فيها، للتأكد من أن محمداً عليه الصلاة والسلام لم يكن مجرد عبقري سمت به عبقريته بين قومه، ولكنه قبل ذلك رسول أيّده الله بوحي من عنده وتوفيق من لدنه.

2.أن يجد الإنسان بين يديه صورة للمثل الأعلى في كل شأن من شؤون الحياة الفاضلة، كي يجعل منها دستوراً يستمسك به ويسير عليه ولا ريب أن الإنسان مهما بحث عن مثل أعلى في ناحية من نواحي الحياة فإنه واجد كل ذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعظم ما يكون من الوضوح والكمال . ولذا جعله الله قدوة للإنسانية كلها إذ قال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].

3.أن يجد الإنسان في دراسة سيرته عليه الصلاة والسلام ما يعينه على فهم كتاب الله تعالى وتذوق روحه ومقاصده، إذ إن كثيراً من آيات القرآن إنما تفسرها وتجلّيها الأحداث التي مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم ومواقفه منها.

4.أن يتجمع لدى المسلم من خلال دراسة سيرته صلى الله عليه وسلم، أكبر قدر من الثقافة والمعارف الإسلامية الصحيحة، سواء ما كان منها متعلقاً بالعقيدة أو الأحكام أو الأخلاق، إذ لا ريب أن حياته عليه الصلاة والسلام إنما هي صورة مجسدة نيرة لمجموع مبادىء الإسلام وأحكامه.

5.أن يكون لدى المعلم والداعية الإسلامية نموذج حيّ عن طرائق التربية والتعليم، فلقد كان محمد صلى الله عليه وسلم معلماً ناصحاً ومربياً فاضلاً لم يأل جهداً في تلمس أجدى الطرق الصالحة إلى كل من التربية والتعليم خلال مختلف مراحل دعوته.

وإن من أهم ما يجعل سيرته صلى الله عليه وسلم وافية بتحقيق هذه الأهداف كلها أن حياته عليه الصلاة والسلام شاملة لكل النواحي الإنسانية والاجتماعية التي توجد في الإنسان من حيث إنه فرد مستقل بذاته أو من حيث إنه عضو فعال في المجتمع.

فحياته عليه الصلاة والسلام تقدم إلينا نماذج سامية للشاب المستقيم في سلوكه، الأمين مع قومه وأصحابه، كما تقدم النموذج الرائع للإسلام الداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، الباذل منتهى الطاقة في سبيل إبلاغ رسالته، ولرئيس الدولة الذي يسوس الأمور بحذق وحكمة بالغة، وللزوج المثالي في حسن معاملته، وللأب في حنو عاطفته، مع تفريق دقيق بين الحقوق والواجبات لكل من الزوجة والأولاد، وللقائد الحربي الماهر والسياسي الصادق المحنك، للمسلم الجامع-في دقة وعدل- بين واجب التعبد والتبتل لربه، والمعاشرة الفكاهة اللطيفة مع أهله وأصحابه.

لا جرم إذن، أن دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ليست إلا إبرازاً لهذه الجوانب الإنسانية كلها مجسدة في أرفع نموذج وأتم صورة.

مصادر السيرة النبوية

 تنحصر المصادر الرئيسية المعتمدة للسيرة النبوية في أربعة مصادر :

1-  القرآن الكريم :

وهو مصدر أساسي نستمد منه ملامح السيرة النبوية ، فقد تعرض القرآن الكريم لنشأته صلى الله عليه وسلم ( أَلَمْ يَجْدْكَ يَتِيماً فَآوَى ، وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى ) [ الضحى 5ـ6] كما تعرض لأخلاقه الكريمة العالية ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم ) [ القلم : : 4 ] . وقد تحدث القرآن عما لقيه عليه الصلاة والسلام من أذى وعنت في سبيل دعوته ، كما ذكر ما كان المشركون ينعتونه به من السحر والجنون صداً عن دين الله عز وجل ، وقد تعرض القرآن لهجرة الرسول كما تعرض لأهم المعارك الحربية التي خاضها بعد هجرته ، فتحدث عن معكرة بدر ، وأحد ، والأحزاب ، وصلح الحديبية ، وفتح مكة ، وغزوة حنين . وتحدث عن بعض معجزاته ، كمعجزة الإسراء والمعراج .

وبالجملة فقد تحدث عن كثير من وقائع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم  ، ولما كان الكتاب الكريم أوثق كتاب على وجه الأرض ، وكان من الثبوت المتواتر بما لا يفكر إنسان عاقل في التشكيك بنصوصه وثبوتها التاريخي ، فإن ما تعرض له من وقائع السيرة يعتبر أصح مصدر للسيرة على الإطلاق .

ولكن من الملاحظ أن القرآن لم يتعرض لتفاصيل الوقائع النبوية ، وإنما تعرض لها إجمالا ، فهو حين يتحدث عن معركة لا يتحدث عن أسبابها ، ولا عن عدد المسلمين  والمشركين فيها ، ولا عن عدد القتلى والأسرى من المشركين ، وإنما يتحدث عن دروس المعركة وما فيها من عبر وعظات ، وهذا شأن القرآن في كل ما أورده من قصص عن الأنبياء السابقين والأمم الماضية ، ولذلك فنحن لا نستطيع أن  نكتفي بنصوص القرآن المتعلقة بالسيرة النبوية لنخرج منها بصورة متكاملة عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم .

2ـ السنة النبوية الصحيحة :

السنة النبوية الصحيحة التي تضمنتها كتب أئمة الحديث المعترف بصدقهم والثقة بهم في العالم الإسلامي هي :  الكتب الستة : البخاري ،ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي والترمذي ، وابن ماجة . ويضاف إليها : موطأ الإمام مالك ، و مسند الإمام أحمد ، فهذه الكتب وخاصة البخاري ومسلم في الذروة العليا من الصحة والثقة والتحقيق ، أما الكتب الأخرى ، فقد تضمنت الصحيح والحسن ، وفي بعضها الضعيف أيضاً .

من هذه الكتب التي حوت القسم الأكبر من حياة النبي صلى الله عليه وسلم  ، ووقائعه وحروبه ، وأعماله ، نستطيع أن تتكون لدينا فكرة شاملة ـ وإن كانت غير متكاملة أحياناً ـ عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ،ومما يزيد الثقة بها والاطمئنان إليها أنها رويت بالسند المتصل إلى الصحابة رضوان الله عليهم ، وهم الذين عاشروا الرسول ولازموه ، ونصر الله بهم دينه ، وقد رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على عينة ، فكانوا أكمل أجيال التاريخ استقامة و أخلاق وقوة إيمان ، وصدق حديث ، و سُمو أرواح وكمال عقول ، فكل ما رووه لنا عن الرسول بالسند الصحيح المتصل يجب أن نقبله كحقيقة تاريخية لا يخالجنا الشك فيها .

ويحاول المستشرقون المغرضون وأتباعهم من المسلمين الذين رق دينهم ، وفتنوا بالغرب وعلمائه أن يشككوا في صحة ما بين ايدينا من كتب السنة المعتمدة ، لينفذوا منها إلى هدم الشريعة ، والتشكيك بوقائع السيرة ، ولكن الله الذي تكفل بحفظ دينه قد هيأ لهم من يرد سهام باطلهم ، وكيدهم إلى نحورهم وقد تعرضت في كتابي “السنة ومكانتها من التشريع الإسلامي ” إلى جهود علمائنا في تمحيص السنة النبوية ، وسردت شبة المشرقين ومن تبعهم ، وناقشتها نقاشا علمياً ، أرجو الله أن يثيبني عليه ، ويجعله في صفحات حسناتي يوم العرض عليه .

3-الشعر العربي المعاصر لعهد الرسالة :

مما لا شك فيه أن المشركين قد هاجموا الرسول ودعوته على ألسنة شعرائهم ، مما أضطر المسلمين إلى الرد عليهم على ألسنة شعرائهم ، كحسان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحة ، وغيرهما وقد تضمنت كتب الأدب ، وكتب السيرة التي صنفت فيها بعد قسطاً كبيراً من هذه الأشعار التي تستطيع أن نستنتج منها حقائق كثيرة عن البيئة التي كان يعيش فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ، والتي ترعرعت فيها دعوة الإسلام أو قيامها .

4- كتب السيرة :

كانت وقائع السيرة النبوية روايات يرويها الصحابة رضوان الله عليهم إلى من بعدهم ، وقد اختصر بعضهم بتتبع دقائق السيرة وتفاصيلها ، ثم تناقل التابعون هذه الأخبار ودونوها في صحائف عندهم ، وقد أختص بعضهم بالعناية التامة بها ، أمثال : أبان بن عثمان ابن عفان رضي الله عنه (32ـ 105هـ ) و عروة بن الزبير بن العوام ( 23ـ 93هـ ) ومن صغار التابعين عبد الله بن أبي بكر الأنصاري ( توفي سنة 135هـ ) ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ( 50 ـ 123هـ ) الذي جمع السنة في عهد عمر بن عبد  العزيز بأمره ، وعاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري ( توفي سنة 129هـ ) .

ثم انتقلت العناية بالسيرة إلى من بعهدهم، حتى أفردوها بالتصنيف ، ومن أشهر أوائل المصنفين في السيرة محمد بن إسحاق بن يسار (توفي سنة 152 هـ ) وقد اتفق جمهور العلماء والمحدثين على توثيقه ، إلا ما روي عن مالك ،وهشام بن عروة بن الزبير من تجريحه ، وقد حمل كثير من العلماء المحققين تجريح هذين العالمين الكبيرين له بعداوات شخصية كانت قائمة بينهما وبين أبن إسحاق .

السابق
صفات اولياء الله الصالحين
التالي
كم عدد اسماء الله الحسنى

اترك تعليقاً