ديني

اهمية الحوار في الاسلام

اهمية الحوار في الاسرة والمجتمع

يُعدّ الحِوار من أهمّ ما يميّز البشر عن باقي المخلوقات، ويُعدّ ميزة ليس لذاته وإنما لما يُحقّقه من مقاصد خلق البشر على هذه الأرض؛فالحِوار يحقق أموراً عِدّةً، منها:

  • التآلف بين الناس ونشر المحبّة بينهم، ممّا يُساهم في وجود مجتمعات صالحة؛ لما يولّده الحِوار من راحة للناس، والقدرة على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم ضمن بيئة آمنة.
  • بناء المجتمعات، فعن طريق الحِوار الفعَّال يتبادل أفراد المجتمع الأفكار والمعلومات، ويُقيّمونها، ويُعيدون بناءها، ممّا يساهم في تطوير المجتمع والأفراد.
  • الحِوار أسلوب فعَّال في التواصل مع أفراد الأسرة الواحدة، فعندما يكون الوالدان متحاورَين جيّدَين مع أبنائهما، تكون لديهما الفرصة للتعرُّف على الجوانب الإيجابيّة والسلبيّة لديهما ولدى أبنائهما، ويمكنهم بذلك المساهمة في تغييرها وتعديلها، فالحِوار الأسري ضروريّ جداً لتكوين أسرةٍ مثالية.
  • لا يمكن للعدالة أن تتحقّق إلا عن طريق استماع الأفراد وإصغائهم ونقاشهم لأيّ قضيّة أو مشكلة ما مشتركةٍ بينهم، فعدم وجود حوار فعَّال يعني حقيقةً ناقصةً، وعدالةً مُشوَّهةً.
  • تبادل المعلومات والثقافات والخبرات بين الناس، فلا يمكن تعلّم الخبرات وتبادلها إلا بالحِوار، ممّا ينعكس إيجابيًا على رُقيِّ المجتمعات وتقدّمها .
  • فهم حقيقة المشاعر التي ينبني عليها الخلاف بين الزوجين، ومن ثم تفهُّمها وتقبُّلها، ومحاولة الوصول إلى حلّ مُشترك. ويعُدّ الدكتور جون غراي أنّ هناك سلوكياتٍ تُدمِّر إمكانيّة الحِوار ينبغي تجنُّبها، مثل: المباشرة بالقتال والانتقام، أو الانسحاب من الجدل، ممّا يورِث ندوباً دون فائدة؛ حيث ينبغي أن يتَّخذ الإنسان حلّاً وسطاً بين الاثنين

اداب الحوار والتواصل في الاسلام

    لقد اهتم الإسلام بالحوار اهتماما كبيرا، وذلك لأن الإسلام يرى بأن الطبيعة الإنسانية ميالة بطبعها وفطرتها إلى الحوار أو الجدال كما يطلق عليه القرآن الكريم في وصفه للإنسان ﴿ وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ﴾، بل إن صفة الحوار أو الجدال لدى الإنسان في نظر الإسلام تمتد حتى إلى ما بعد الموت، إلى يوم الحساب كما يخبرنا القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ﴾.

من خلال ذلك نرى أن الحوار لدى الإنسان في نظر الإسلام صفة متلازمة معه تلازم العقل به؛ ولهذا فقد حدد الإسلام المنطلق أو الهدف الحقيقي الصادق الذي ينطلق منه المسلم في حواره مع الآخرين، فالإسلام يرى بأن المنطلق الحقيقي للحوار هو (ضرورة البحث عن الحق ولزوم أتباعه)، ﴿ فماذا بعد الحق إلا الضلال ﴾، ﴿ قل فاتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما اتبعه إن كنتم صادقين ﴾، وهذه إحدى القواعد الأساسية في الحوار الإسلامي. ولأن الحوار ضروري وملح في الدعوة الإسلامية فقد رسم الرسول الأكرم أروع الأخلاق في الحوار وأحسنها، بل وأسماها وأنبلها؛ لأنها أولا مطلب إلهي أوصى الله به رسوله في كثير من الآيات القرآنية العظيمة والتي من بينها قوله تعالى: ﴿ وجادلهم بالتي هي أحسن ﴾، وكذلك قوله: ﴿ ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ﴾. وثانيا: لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بطبعه على خلق كما وصفه القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ وإنك لعلى خلق عظيم ﴾. ولأنه – صلى الله عليه وسلم – كذلك فقد جاء بأفضل الأساليب في الحوار نورد أهمها:

أ‌- أسلوب الشك ووضع الأفكار موضع التمحيص والاختيار، واحترام الرأي الآخر وعدم إسقاطه: ﴿ وإنا أو إياكم لعلى هذه او في ضلال مبين ﴾.

ب‌- البدء في الحوار بالأفكار المشتركة: ﴿ قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد الله ولا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون

الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ﴾.

ج- إنهاء الحوار السلبي بالإيجابية والاتفاق: ﴿ قل يا أيها الكافرون لا أعد ما تعبــدون

و لا أنتم عابدون ما أعبد و لا أنا عابد ما عبدتم و لا أنتم عابدون ما أعبد لـكــــم

دينكم ولي دين ﴾. ﴿ وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون

مما أعمل وأنا بريء مما تعملون ﴾.

آيات الحوار في القرآن الكريم

كثيرة هي الآيات التي تتحدث عن الحوار.

نذكر منها وهي:

ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ

النحل 16/125

وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ

العنكبوت 29/46

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ

فصلت 41/33-34

فوائد الحوار

بعض من فوائد الحوار:

  • كسب حب الآخرين والتواصل معهمفالمؤمن يألف ويؤلف ، يحب ويتحبب إلى الناس من حوله . والحوار من أهم أدوات التآلف والتحبب وتكوين علاقات طيبة وقوية مع كل المحيطين به في المنزل والمدرسة والعمل .
  • الحوار من اهم وسائل الاتصال والتأثير في الآخرين : حيث الاتصال المباشرالمتبادل الذي يحقق سرعة التفاهم ويضمن توصيل القيم وتجلية الحقائق أكثر وأفضل وأسرع من وسائل الاتصال والتأثر الآخرى غير المباشرة مثل : المحاضرة ،الخطبة ،التلفاز ، ….
  • الحوار وسيلة للاصلاح بين الناس وإشاعة روح الحب والود بما يحقققوة المجتمع وتماسكه ويضمن السلام والأمن الاجتماعي من خلال تقريب وجهات النظروالتفاهم والتنسيق المشترك .
  • الحوار وسيلة لتغيير اتجاهات الآخرين وميولهم بعداقتناعهم عقلياً ووجدانياً بمفاهيم ومعان جديدة أو مغايرة لما يؤمنون به ويعتقدونه سابقاً من خلال الحوار المتبادل القائم على الحجج والبراهين والأدلة.
  • الحواروسيلة دعوية ناجحة فعن طريقه يمكن إجلاء الحقائق وإرشاد الناس لمصالحهم وتعليمهم أمور دينهم بتفسير المبهم والمتشابه وابراز الحقائق والرد على الشبهات .
  • الحواروسيلة للرد على الهجوم والشبهات بأسلوب حضاري بالحوار الهادف الذي يتناول هذه الشبهات بشكل موضوعي مركز دون اتهام دون اتهام أو بحث في أسباب ودوافع القائلينبهذه الشبهات .
  • عن طريق الحوار يمكن الحفاظ على الحقوق والمصالح حيث إن الحوارهو الأداة الرئيسية في التفاوض في جميع المجالات على المستويات كافة .
  • الحواروسيلة لتحقيق لعبودية وكسب رضا الله تعالى ومحبته وصحبة نبيه بالاهتداء بهدي القرآن في استخدام أسلوب الحوار فلاعجب أن تجد في معظم آيات القرآن حوارات متنوعة بين الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أو ملائكته او الأنبياء مع أقوامهم أو حتى مع الكافرين أنفسهم .
السابق
اهمية طلب العلم في الاسلام
التالي
عمل المراة في الاسلام

اترك تعليقاً