الاسره والمجتمع

بحث عن تشرد الأطفال

بحث عن تشرد الأطفال

يُعدّ أطفال الشوارع من الظواهر الاجتماعية الخطيرة المتمثلة بتشردهم في الأماكن العامة والشوارع؛ نتيجة ظروف مختلفة قد تكون اجتماعية أو أسرية. فهم يمضون وقتهم في الشارع طول النهار من أجل العمل؛ مثل: بيع علب العلكة، وبيع المناديل الورقية، ويعودون آخر اليوم للمبيت في البيت دون أن تكون هناك أية صلة مع أسرهم، أو رعايتهم والسؤال عنهم؛ مما يؤدي إلى ضعف الترابط الأسري. وعلى الوجه الآخر هناك أطفال تركوا أسرهم بوصف هذا وسيلة هروب منهم بفعل ضغوط اجتماعية؛ مثل: انفصال الوالدين، أو موتهما، أو موت أحدهما. بالتالي اختاروا العيش في الشوارع بشكل أبدي، مع البحث عن عمل لكسب لقمة العيش، أو اللجوء إلى طرق غير مشروعة لكسب المال أو الطعام؛ كالسرقة.

خصائص أطفال الشوارع

يشترك أطفال الشوارع على اختلاف توزعهم في مناطق شتى في العالم في العديد من الخصائص، ومنها ما يلي:

  • فئة مهمشة تحتاج إلى الرعاية الخاصة.
  • تكون أعمارهم بالعادة ما بين (7-14) سنة.
  • لم يكملوا المرحلة الأساسية من التعليم، أو هربوا من المدارس، بالتالي الكثير منهم من فئة الأمية.
  • أسرهم ذات دخل محدود، ومستواهم التعليمي منخفض.
  • ينتمون إلى أسر ذات عدد كبير، وعادة ما تكون منازلهم رديئة خالية من الشروط الصحية الآمنة، ورديئة التهوية.

نتائج التشرد

  1. يُعاني معظم المشرّدين من مشاكل صحيّة وأمراض متنوعة، والتي غالباً ما تكون مزمنة، منها: مرض السرطان، والأمراض التناسلية والمنقولة جنسياً، وأمراض تتعلق بسوء التغذية، والإصابة بالطفيليات، وأمراض الأسنان واللثة، وأمراض المفاصل التنكسية، والتهاب الكبد، والتليف الكبدي، والدوالي أيضاً ويُعزى إصابتهم بالأمراض السابقة إلى العديد من الأسباب، وهي: عدم تمكّنهم من زيارة المستشفى أو المراكز الصحية، وافتقارهم للنظافة الشخصية، بسبب قلة الوعي حول مدى أهميتها، إذ لا يكترث البعض منهم بالاستحمام، حتى وإن طالت المدّة والتي قد تصل إلى ثلاثة أشهر متتالية، هذا بالإضافة إلى النوم خارجاً بمختلف الظروف الجوية، وتناول الأطعمة قليلة القيمة الغذائية، والعيش مع آخرين يفتقرون للبيئة الصحية بشكل كامل.
  2. يُعد المشرّدون عرضةً للإصابة بالعديد من الأمراض النفسية، كانفصام الشخصية، والاكتئاب، والقلق، والاضطراب الثنائي القطب، والاضطرابات المُتعلقة بتعاطي المخدرات، ويُشير معظم العُلماء أنّ الأمراض العقلية والتشرد يخضعان لعلاقة وثيقة، والتي يمكن وصفها بالعلاقات المُعقدة الثنائية الاتجاه، إذ تسبّب الإصابة بالأمراض العقلية العديد من المشاكل المُصاحبة للسلوك والإدراك، والتي تُصعّب بدورها مُهمّة ممارسة الأنشطة اليومية، أو الحصول على دخل ثابت، ووفقاً لبعض الدراسات فإنّ المُصابين بأمراضٍ عقليةٍ معظمهم من المشردين الذين لا يجدون مسكناً للعيش فيه، ويجدر بالذكر أنّ العديد من حالات التشرّد الدائم يزداد وضعها سوءاً، عند مواجهة النظام القضائي الذي ينجم عنه دخول المشرّد إلى السجن.
  3. كما يتعرّض المُشرد للعديد من الظروف الصعبة والسيئة التي ينجم عنها تراكمات سلبية مستمرة ومتكررة تودي بصاحبها للتفكير بالانتحار، نتيجةً لما أصابه من ضغوطات نفسية، مثل الاكتئاب، ووفقاً للعديد من الدراسات فإن نسبة الانتحار مرتفعة عند المشردين مقارنة مع غيرهم، حيث أشارت دراسة أجريت في عام 2012 م إلى ازدياد معدلات الانتحار عند المشردين بما نسبته عشرة أضعاف عن غيرهم، وبشكل عام يُفكّر أو يُقبل على الانتحار ما يُعادل النصف من أعداد المتشردين.
  4. قد يتخذ المشردون المرافق العامة كالحدائق مأوى لهم، لا سيّما خلال ساعات النهار، إذ يجعلون مقاعد الحديقة على سبيل المثال مكاناً للاستلقاء، مما يؤثر على الإقبال على المرافق العامة، كما قد يؤدي هذا الأمر إلى نشوب الخلافات بين الزائرين والمشردين، إضافة إلى أنّهم قد يُلحقون الضرر بالممتلكات العامة من خلال تعطيل بعض خدمات هذه الأماكن كصنابير المياه، أو أماكن الشوي المخصصة لخدمة الزوار.
  5. تكون فرصة الحصول على العمل للمشرّدين أقلّ مقارنةً بغيرهم على الرّغم من امتلاكهم المهارات والمؤهّلات المناسبة للحصول على منصبٍ وظيفيّ ما، حيثُ يتعرّضون للعديد من التحديات والعقبات التي تحول دون حصولهم على الوظيفة، ويرتبط هذا الأمر بعدّة عوامل تُساهم في ذلك، مثل: عدم الاهتمام بالنظافة، وسوء إدارة الوقت، وعدم القدرة على الارتباط بمكان معين، وارتفاع معدلات القلق لديهم، وتردي الصحة الجسدية، وعدم الثقة بالذات، وعدم استقرار الجو العائليّ، والتي تحول بشكلٍ مباشر دون حصول المشردين على عمل ملائم، بالإضافة إلى أنّ اتباع ممارسات خاطئة، مثل تعاطي المخدرات، أو عدم القدرة على التعامل مع المشاكل، قد تسبب إشكالاً حولهم أيضاً.
السابق
أسباب حوادث السير ونتائجها
التالي
ما هو دور العلماء في المجتمع

اترك تعليقاً