المعجزات

بحث عن سورة الكهف

فضائل سورة الكهف

يُستحب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، وقد قال بهذا الاستحباب جمهور الفقهاء من الشافعية، والحنابلة، والحنفية، ومن الجدير بالذكر أن الفضل يثبت عند قراءة كامل السورة يوم الجمعة، وليس الاقتصار على بعضها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ، أضاء له من النورِ ما بين الجمُعتَينِ)، ويُستحب قراءتها للكبير والصغير، والرجل والمرأة، والمسافر والمقيم، حتى الحائض يجوز لها أن تقرأها عن ظهر قلب أو من المحصف بحائل ودون أن تمسّه، وذلك لعموم الخبر الوارد فيها، والمريض الذي كان يحافظ على قراءتها كل جمعة، ثم منعه عذر شديد أو مرض من تلاوتها، فإنه يُرجى له نفس الأجر والثواب، إذ يُكتب له ما كان يعمل من الصالحات حال عدم مرضه، وكذلك المسافر، وهذا من فضل الله ورحمته

وقد وردت الكثير من الفضائل لسورة الكهف، ومنها ما يأتي:

  • حفظ أول عشر آيات من سورة الكهف سبب في العصمة من فتنة المسيح الدجال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ من أوَّلِ سورةِ الكَهفِ، عُصِمَ من فِتنَةِ الدَّجَّالِ) وكذلك من قرأ آخر عشر آيات منها.
  • قراءة سورة الكهف يوم الجمعة تضيء للمؤمن نورا ما بينه وبين البيت العتيق، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورةَ الكهفِ يومَ الجمعةِ أضاء له النُّورُ ما بينَه و بين البيتِ العتيقِ).
  • قراءة سورة الكهف سبب في نزول السكينة والراحة والطمأنينة على قارئها.

سبب نزول سورة الكهف

إن سبب نزول سورة الكهف ذكره عدة مفسرين كابن كثير وغيره : فعن ابن عباس قال: “بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة، فقالوا لهم: سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته وأخبروهم بقوله، فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم علم ما ليس عندنا من علم الأنبياء، فخرجا حتى قدما المدينة فسألوا أحبار يهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفوا لهم أمره وبعض قوله، وقالا: إنكم أهل التوراة، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا، قال، فقالت لهم: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن، فهو نبي مرسل، وإن لم يفعل، فالرجل متقول، فروا فيه رأيكم. سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم، فإنهم قد كان لهم شأن عجيب. وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح ما هو؟ فإن أخبركم بذلك، فهو نبي فاتبعوه، وإن لم يخبركم فإنه رجل متقول، فاصنعوا في أمره ما بدا لكم، فأقبل النضر وعقبة حتى قدما على قريش، فقالا: يا معشر قريش قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد، قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أمور، فأخبروهم بها، فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد أخبرنا، فسألوه عما أمروهم به، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبركم غدا عما سألتم عنه ولم يستثن، فانصرفوا عنه، ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يحدث الله له في ذلك وحيا، ولا يأتيه جبريل عليه الصلاة والسلام، حتى أرجف أهل مكة وقالوا: وعدنا محمد غدا واليوم خمس عشرة ليلة، وقد أصبحنا فيها ولا يخبرنا بشيء عما سألناه، وحتى أحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي عنه، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة، ثم جاءه جبريل عليه الصلاة والسلام من الله عز وجل بسورة الكهف، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية، والرجل الطواف، وقول الله عز وجل: وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ”.

تفسير سورة الكهف

قصص سورة الكهف

ذكر الله في سور القرآن الكثير من القصص، وتمتاز القصّة في القرآن؛ أنّ الله لا يذكر فيها إلّا ما يحتاجه المسلم في طريقه إلى الله، ومن السور التي ذكر الله فيها العديد من القصص سورة الكهف، والقصص التي وردت فيها هي:

  • قصّة أصحاب الكهف، وسمّيت السورة باسمها، وهم فتيةٌ آمنوا بالله في مجتمعٍ كافرٍ، وحاول من حولهم إبعادهم وصدّهم عن الإسلام، ولكنهّم رفضوا التخلّي عن دينهم، وتبرأوا ممّا يعبد قومهم، وذهبوا إلى كهفٍ؛ ليعبدوا الله فيه، فنجّاهم الله من قومهم، وكانت لهم كرامةٌ على مرّ الأزمنة.
  • قصّة ذي القرنين؛ وهو رجلٌ حكم مشارق الأرض ومغاربها، وسخّر كُلّ ما يملك دفاعاً عن الحقّ وإقامةً للعدل، فجاءه قومه يشكون إليه ظلم يأجوج ومأجوج، وطلبوا منه أن يجعل لهم حاجزاً مقابل مالٍ يدفعونه له، ورفض أخذ المال منهم، ونسب الفضل كُلّه لله.
  • قصّة أصحاب الجنتين؛ وهما رجلين أعطى الله واحداً منهم جنتين من عنبٍ ونخيلٍ وجعل بينهما نهراً، ولكنّه بسبب غناه ابتعد عن الله وطاعته، فجاءه صاحبه يعظه ويُذكّره بالله وأنّه المُنعم عليه، فجحد فضل الله عليه، وبعث الله عليه عذاباً على جنّته حتى أصبحت خراباً.
  • قصّة موسى والخضر؛ فضّل الله نبيّه موسى بالكثير من الفضائل؛ فهو كليمه، كما أيّده بالكثير من المُعجزات، ومع ذلك بقي مُتواضعاً، ورحل في طلب العلم من الخضر.

سبب تسمية سورة الكهف

هذه سورة الكهف التي نقرؤها كل جمعة، هذه التي أرشد النبي صلى الله عليه وسلم من يريد الوقاية من فتنة الدجال إلى حفظ مطلعها، وأن يقرؤه على الدجال إذا خرج، سميت السورة بأعجب ما فيها على عادة العرب في التسمية، واختيار الكلمة العجيبة اللافتة للنظر في تسمية قصائدهم، وهذا نزل بلسان عربي مبين، فإذا بالسورة تسمى بسورة الكهف، لماذا؟ لأنه ذكر فيها قصة أصحاب الكهف، ما هو الكهف؟ من هم أصحابه؟ ما هي القصة؟ إنها سورة تلفت العقول، والقلوب إليها، من اسمها العجيب، سورة الكهف، أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِسورة الكهف9.الرقيم، المرقوم المكتوب، (إلا رقماً في ثوب) كِتَابٌ مَّرْقُومٌسورة المطففين9. مكتوب فيه ما هو مكتوب.

مقاصد سورة الكهف

يتبين من مقاصد سورة الكهف أنّها من السور التي أتى الله -تعالى- فيها على ذكر أمورٍ تتعلق باليوم الآخر والحساب والأجر والعقاب، وأمورٍ أخرى تتعلق بما يهمّ المسلمين من أمور الدنيا، فقد ابتدأ الله -جلّ وعلا- سورة الكهف بقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا}[٤]، وفي هذا تأكيدٌ على وجوب الحمد والشكر والثناء لله -تعالى- على نعمه التي لا تحصى ومن بينها القرآن الكريم الذي يحقّ الحق ويبطل الباطل، وختم -جلّ وعلا- سورة الكهف بقوله: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}، وبهذا يلتقي أول السورة وآخرها في المعنى والمقصد والذي يتركز في الحديث عن الآخرة ودعوة الناس للعمل الصالح الذي جزاؤه جنات النعيم.

تحدثت الآيات الأولى من سورة الكهف عن إنذار الذين أشركوا بالله وقالوا أنّ له ولدًا وبذلك تأكيدٌ على وحدانيته -جلّ وعلا- فقد قال: {وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} ويُلاحظ أنّه -عزّ وجل- ختم هذه السورة العظيمة بتأكيد توحيد الله في قوله: {أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ} وبهذا تلتقي البداية مع النهاية أيضًا وتتجلى عظمة الله -تعالى-، ومن مقاصد سورة الكهف أيضًا أنّها بينت أنّ الله -جلّ وعلا- قد تحدّث في مجمل السورة وفي أكثر من موضع عن أمر البعث بعد الموت، وذلك لبيان عظمته -جلّ وعلا- وأنّه هو وحده القادر على هذا، فقد قال في حديثه عن أصحاب الكهف {وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} فقد بعثهم الله بعد أن أماتهم ثلاثمئة وتسع سنوات وبعثهم ليثبت للناس أنّ وعد الله حقٌ وأن الساعة قائمةٌ لا محال كما قال -تعالى-: {وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا}.

وورد أمر البعث أيضًا في سياق حديث الله -جلّ وعلا- عن صاحب الجنتين وصاحبه فقد أنكر عذاب الله ووجود الساعة وظنّ أنّ ما يملكه لن يهلك أبدًا فقد قال -تعالى-:{وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا} فجاء عقاب الله له وإثباته عظمته بأنّ أهلك تلك الجنتين وأثبت أنّه وحده القادر على كلّ شيء يُحيي ما يشاء ويميت ما يشاء وذلك بقوله: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا}. ويتبين من مقاصد سورة الكهف أيضًا أنّ الله -جلّ وعلا- ذكر العديد من الأمثلة والقصص التي تبيّن تصريفه للكون وغايته من كلّ ما يدور فيه، وأنّ كل شيءٍ بأمره فمنه ما يظهر للناس تصريفه وأسبابه ومنه ما يخفى عليهم، وذلك ما كان في قصة نبيّ الله موسى -عليه السلام- مع العبد الصالح.

ومما تضمنته سورة الكهف أيضًا قصة ذي القرنين التي تبيّن أنّ الله -جلّ وعلا- آتاه قوةً وعلمًا تمكّنه من القيام بأعمالٍ لا يستطيع الناس القيام بها وكان هذا من رحمة الله بعباده، ثمّ بيّن الله -تعالى- في ختام سورة الكهف عاقبة الكافرين وأنّهم هم الأخسرون وأنّ جهنّم أُعدت لهم إنّ لم يرجعوا عن كفرهم هذا وعصيانهم وأنّ وعد الله حقٌ، وفي المقابل وعد الذين أمنوا وعملوا الصالحات بأنّ لهم الجنات خالدين فيها وذلك في قوله: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا * ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا}.

السابق
ما الحكمة من قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
التالي
كم قصة في سورة الكهف

اترك تعليقاً