ديني

بركة ام ايمن رضى الله عنها

متى ولدت أم أيمن

ولدت أم أيمن في الحبشة، فهي حبشية، غنتمها قريش مع من جاؤوا يريدون هدم البيت. فأصبحت مولاة لعبد الله بن عبد المطلب، وعاشت في مكة. لا يُعرف الكثير عن سنة مولدها وحياتها قبل النبي لكونها جارية.

زواج زيد من أم أيمن

فإن معرفة أخبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرهم العطرة مما ينير القلب، ويبعث على حبهم والتأسي بهم، فهم أئمة يقتدى بهم، وأعلام يهتدى بهم.
ومن هؤلاء الأعلام سيدنا زيد بن حارثة قال عنه الذهبي: الأمير الشهيد النبوي المسمى في سورة الأحزاب أبو أسامة الكلبي، ثم المحمدي سيد الموالي وأسبقهم إلى الإسلام، وحِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو حبه، وما أحب صلى الله عليه وسلم إلا طيباً، ولم يسم الله تعالى في كتابه باسمه من الصحابة إلا زيداً.. وعيسى ابن مريم الذي سينزل حكماً مقسطاً.
عاش زيد في بيت النبوة، وكان يدعى زيد بن محمد، فلما نزل قول الله تبارك وتعالى: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ) نسب إلى أبيه فدعي زيد بن حارثة الكلبي، وكان صلى الله عليه وسلم أكبر من زيد بعشر سنين.
وهو أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من الموالي، وهو الذي نزل فيه قوله تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ) [الأحزاب:37]. أنعم الله عليه بالإسلام، وأنعم عليه صلى الله عليه وسلم بالعتق، وزوجه مولاته أم أيمن بركة الحبشية كانت أمة، ورثها صلى الله عليه وسلم من أبيه عبد الله، وكانت تحسن إليه في صغره، وتحضنه في حياة أمة وبعدها، وفي بعض الروايات أنه كان يقول لها: أمي، وقد أعتقها أيام زواجه خديجة، وقد تزوجها قبل زيد.. عبيد بن الحارث، فولدت له أيمن، واستشهد أيمن يوم حنين رضي الله عنه.
وكان زواج زيد منها ليالي بعث النبي صلى الله عليه وسلم، فولدت له أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن حبه.
وعلى هذا، فيكون عُمر زيد أيام زواجه من أم أيمن رضي الله عنها حوالي ثلاثين سنة، لأنه أصغر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، كما ذكر الذهبي وابن سعد، ومعلوم أن الوحي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة. وسقط زيد شهيداً في مؤتة، وهو أحد الأمراء الثلاثة الذين سقطوا شهداء في ذلك اليوم هو وجعفر وابن رواحة في جمادى الأولى سنة ثمان، وهو ابن خمس وخمسين سنة.
وأما أم أيمن رضي الله عنها، فتوفيت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر، ولم نطلع على من ذكر تاريخ ولادتها، ولا كم تكبر زيداً، ولا كم عاشت، ولكن فارق السن بينها وبين زيد فارق كبير، فقد كانت حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزيد أصغر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنوات.
والله أعلم.

هل أم أيمن أرضعت الرسول

فقد بينا أن مرضعاته صلى الله عليه وسلم أربعة على ما ذكره أصحاب السير وهن: أمه آمنة، وثويبة مولاة أبي لهب، وحليمة السعدية، ورابعة من بني سعد أيضاً كانت مرضعة لحمزة فأرضعته معه،

وليست منهن أم أيمن وإنما هي مولاته و حاضنته ولم ترضعه، وقد أعتقها لما تزوج خديجة رضي الله عنها وزوجها لحبه زيد رضي الله عنه بعد النبوة كما ذكر الحاكم في مستدركه، فولدت له أسامة بن زيد رضي الله عنه حب النبي صلى الله عليه وسلم وابن حبه. وذلك قبل زواجه بزينب بنت جحش رضي الله عنها.

والله أعلم.

أم أيمن شربت بول الرسول

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فروى الدارقطني في سننه والحاكم في مستدركه عن عامر بن عبد الله بن الزبير أن أباه عبد الله حدثه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم فلما فرغ قال: “يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراه أحد فلما برزت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمدت إلى الدم فحسوته فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : “ما صنعت يا عبد الله؟” قال: جعلته في مكان ظننت أنه خافٍ على الناس ، قال:” فلعلك شربته؟” قال : نعم ، قال: ” ومن أمرك أن تشرب الدم ، ويل لك من الناس وويل للناس منك”. وفي رواية: ” لا تمسك النار ومسح على رأسه “. والحديث رواه البزار في مسنده وأبو يعلى كما في المطالب العالية وأبو نعم في الحلية والبيهقي في سننه ، وقال البيهقي في مجمع الزوائد : ورجال البزار رجال الصحيح غير حنيد بن القاسم وهو ثقة ، وحسن البوصيري إسناده . وروى البيهيقي في سننه عن أميمة بنت رقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره فبال فوضع تحت سريره فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء ، فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة : “أين البول الذي كان في القدح؟” ، قالت :شربته يا رسول الله ، وفي رواية عبد الرزاق عن ابن جريج مثله وفيه قال:” صحة يا أم يوسف”. وكانت تكنى أم يوسف ، فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه ، وروى نحوه الحاكم والدارقطني والطبراني وأبو نعيم . والله أعلم .

زيد بن حارثة

هو زيد بن حارثة بن شراحيل وهو من من قبيلة عربية قحطانية  وهو حِبُّ رسول الله ومولاه الذي وهبته أمُّ المؤمنين خديجة بنت خُويلد -رضي الله عنها- له حين طلبه منها، وقد أعتقه النبيُّ وتبناه قبل الإسلام حتى صار يُعرف باسم زيد بن محمد، والسبب في تبنِّيه أنَّه عندما خُيِّر بين أبيه ورسول الله اختار رسول الله وقال له: ما أنا بالذي أختار عليك أحد أنت الأب والعم وبقي يُدعى باسم زيد بن محمد حتى حُرِّم التبني ونزلت الآية الكريمة {ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}، وقد كان زيد ثاني من دخل في الإسلام، وزوَّجه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من زينب بنت جحش التي قبلت به حياءً من رسول الله ثم انفصلا بسبب تعثُّر الحياة الزوجية بينهما فتزوَّج بعدها من أم كلثوم بنت عقبة. وقد ذُكر اسمه صراحةً في القرآن الكريم قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً}. وبذلك عاد زيد لاسمه الأول، وقد آخى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بين زيد وحمزة بن عبد المطلب وكان زيدٌ قصيرًا وأسمرًا وكان أنفه أفطس.

مربية الرسول

فمربيات النبي صلى الله عليه وسلم وحواضنه هن اللواتي ذكرهن ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد فقال: فصل في حواضنه صلى الله عليه وسلم: فمنهن أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب. ومنهن ثويبة وحليمة، والشيماء ابنتها، وهي أخته من الرضاعة، كانت تحضنه مع أمها، وهي التي قدمت عليه في وفد هوازن، فبسط لها رداءه، وأجلسها عليه رعاية لحقها. ومنهن الفاضلة الجليلة أم أيمن بركة الحبشية، وكان ورثها من أبيه، وكانت دايته، وزوجها من حبه زيد بن حارثة، فولدت له أسامة.

والله أعلم

السابق
دواء ايميمايسين emimycin علاج التفاقم الحاد في التهاب الشعب الهوائية المزمن
التالي
دواء إينابريل enapril علاج فرْطُ ضغْطِ الدمّ

اترك تعليقاً