الطب البديل

بماذا كان يعالج العرب النزيف

النزيف و الجروح

يدور في جسم الشخص البالغ حوالي 5 ليترات من الدم، حاملة الأوكسجين والأغذية الضرورية للحياة إلى أنسجة الجسم وخلاياه، عن طريق أوعية دموية متينة هي الشرايين، التي تتفرع إلى أوعية تتناقص في الحجم حتى تصبح شعيرات دموية، تحمل نفايات الخلايا وغاز الفحم عودا إلى القلب، عن طريق أوعية رقيقة اسمها الأوردة، ثم يضخ القلب الدم الوريدي إلى الرئتين حيث يتم طرح غاز الفحم ويتلقى الدم الأوكسجين من الهواء، قبل عودته إلى القلب حيث يدفعه إلى أنسجة الجسم من جديد.

عندما يصاب الإنسان بجرح، يتسرب الدم خارجا من عروقه بسبب الضغط داخل الأوعية الدموية، فإذا كان النزف صادرا من أحد الشرايين، كان لون الدم أحمر قانيا، واندفاع الدم متزامنا مع نبضات القلب.
وإذا كان الدم صادرا من أحد الأوردة، كان لون الدم أحمر قاتما ومائلا إلى السواد، وانصبابه أقل اندفاعا، وإذا كان مصدر الدم الشعيرات الدموية، كانت كميته قليلة وكان النزف على شكل نزح دموي.

وفي جسم الإنسان آليات طبيعية لتوقيف النزف أو تخفيفه، فعند حدوث جرح تتقلص نهايات الأوعية الدموية مكان النزف لتحد من غزارة النزف، ثم تتشكل الخثرات الدموية بهدف سد الأوعية المقطوعة، لكن هذا يكون فعالا في نزف الشعيرات الدموية والأوردة وحسب، لأن تدفق الدم يكون عندها بطيئا.

أما في نزف الشرايين، فيزداد احتمال انجراف أية خثرات تكون قد تشكلت تلقائيا، ما يدعو لاستمرار النزف.

أسباب نزيف الجرح

من الأمراض والحالات الصحية التي من المحتمل أن تحدث نزيفاً للمصاب ما يلي:

  • نقص الصفائح الدموية: يتكون الدم من عدة أنواع من الخلايا التي تطفو في سائل يسمى البلازما. وعند حدوث جرحٍ في الجلد تتجمع الصفائح الدموية معاً مُشكلةً خثرة لوقف النزيف، ولذا في حال انخفاض عدد الصفائح الدموية، لا يمكن للجسم أن يشكّل خثرات، فيستمر النزيف. وقد ينتج نقص الصفائح الدموية بسبب بعض الأمراض كفقر الدم اللاتنسجي، ونقص فيتامين ب12، ونقص حمض الفوليك والحديد، والإصابة بفيروس عوز المناعة البشري، والتعرّض للإشعاع أو المواد الكيميائية السامة، والتليف الكبدي، وغيرها.
  • نقص عوامل التخثر: تعتبر عوامل التخثر بروتينات تقوم بمساعدة الدم على التجلط، لذا يتسبب نقص أحدها كالعامل السابع (Factor VII) أو العامل العاشر (Factor X) بحدوث نزيف مفرط أو النزف لفترات طويلة بعد التعرّض لإصابة أو الخضوع لجراحةٍ ما. ويحدث النقص في عوامل التخثّر نتيجة لعدم إنتاج الجسم ما يكفي منها، أو بسبب تداخل أمراض أو أدوية في عملها.
  • الهيموفيليا: و هي اضطراباً وراثياً نادراً، وتتمثّل بعدم قدرة الدم على التخثر بشكل طبيعي لافتقاره لما يكفي من عوامل التخثر ، ولذا قد ينزف المريض لفترة أطول بعد إصابته بجرح، ويُشكّل قلقأ في حال تسبّبه بنزيف داخل الجسم، وخاصة في الركبتين، والكاحلين، والمرفقين؛ إذ قد يُحدث النزيف الداخلي تلفاً وضرراً للأعضاء والأنسجة، وقد يكون مهدداً للحياة.
  • الإجهاض المُهدّد: و هو نزيف مهبليٍّ في الأسابيع العشرين الأولى من الحمل، ويتعرض حوالي 20 إلى 30 بالمئة من النساء لذلك؛ إلا أنّ 50% من هؤلاء النساء يكملن حملهن حتى الولادة. وعادة ما يكون السبب الرئيسي للتعرّض للإجهاض المهدد غير معروفٍ تماماً، إلا أنه يكون أكثر شيوعاً في النساء اللاتي تعرّضن للإجهاض سابقاً، وتجدر الإشارة إلى أنّ النزيف عادة ما يمكن مرفقاً بمغصٍ في البطن، وبذلك يكون الإجهاض محتملاً.
  • نزيف الرحم اللاطمثي: يعتبر نزيف الرحم عند المرأة لا طمثيّاً عندما يحدث خارج فترة الدورة الشهرية العادية، ويحدث عادة خلال سن البلوغ وفي مرحلة انقطاع الطمث، وفي أي وقت يختلّ به توازن الهرمونات عند الأنثى. ومن الحالات الطبية التي تتسبّب بنزيف الرحم غير الطبيعي متلازمة تكيس المبايض، والانتباذ البطاني الرحمي، والسلائل الرحمية، وبعض الأمراض المنقولة جنسياً.
  • نزيف الدوالي المريئية: عند حدوث نقص في الدم المتدفق إلى الكبد نتيجة حدوث انسداد ما، يتجمّع الدم في الأوعية الدموية القريبة بما فيها أوردة المريء، ولاستيعاب كمية الدم المتدفق لها تتمدّد وتتوسّع، وتسمى هذه الأوردة المتورمة دوالي المريء، وعند تعرّضها للتمزّق يحدث ما يسمى بنزيف الدوالي المريئية، وقد يرافق ذلك النزيف أعراض تظهر على الشخص كالتقيؤ الدموي، وآلام المعدة، والبراز الأسود، أو البراز الدموي في الحالات الشديدة، والصدمة التي تعبّر عن انخفاض ضغط الدم بشكل مفرط نتيجة فقدان الدم.
  • القرح الهضمية: وهي القروح التي تتشكّل في بطانة المعدة، أو أسفل المريء، أو الأمعاء الدقيقة، وعادة ما تحدث نتيجة الالتهاب الناجم عن جرثومة المعدة، وكذلك من التآكل الناتج عن أحماض المعدة، وقد تسبّبها عوامل أخرى كالتدخين، وشرب الكثير من الكحول، والعلاج الإشعاعي، وسرطان المعدة، وغيرها، وبعدم الخضوع للعلاج المناسب قد يتعرّض المصاب لمضاعفات القرحة الهضمية، ومنها النزيف الداخلي.
  • التهاب القولون التقرحي: الذي يعتبر أحد أمراض الأمعاء الالتهابية، ويحدث نتيجة التهاب الأمعاء الغليظة، والمستقيم، فيسبّب قروحاً صغيرة على بطانة القولون قدّ تتسبّب بحدوث نزيف، وعادة ما يبدأ في المستقيم وينتشر صعوداً، ويمكن أن يؤثر في القولون بأكمله. ومن أعراض القولون التقرحي وجع البطن، وزيادة أصوات البطن، والبراز الدموي، والإسهال، وألم المستقيم، وفقدان الوزن، وسوء التغذية.
  • حالات مرضية أخرى: كالتهاب القصبات الحاد، والبواسير، والانخفاض الشديد لحرارة الجسم.

كيف أوقف النزيف

من الإسعافات الأولية المفيدة في حالات النزيف:

  • رفع اليد أو الساق فوق مستوى القلب في حال كان النزيف ناتجاً عن جرح بأحدهما.
  • مساعدة الشخص على المحافظة على الهدوء، ويُنصح بمساعدة الشخص على الاستلقاء في حال كان النزيف شديداً.
  • محاولة إزالة الأوساخ في حال وجودها في منطقة الجرح.
  • غسل الجرح بالماء والصابون في حال كان الجرح صغيراً، مع تجنّب غسل الجروح الكبيرة.
  • تطبيق ضغط خفيف فوق منطقة الجرح باستخدام ضمادة طبيّة، أو قطعة ملابس لعشر دقائق، وفي حال امتلائها بالدم؛ يمكن استخدام قطعة نظيفة أخرى لعشر دقائق أخرى، ويجب عدم إزالة الضمادة أو قطعة الملابس للنظر إلى الجرح خلال هذه المدّة لمنع عودة النزيف.
  • إلصاق ضمادة طبيّة نظيفة على الجرح بعد توقف النزيف.
  • عدم إزالة أي جسم مغروز في الجرح.
  • الحرص على جلوس المصاب وحني رأسه للأمام في حال الإصابة بنزيف الأنف لمنع نزول الدم إلى المعدة، وكذلك لتخفيف الضغط على أوردة الأنف للمساعدة على إيقاف النزيف.

إيقاف نزيف الدم من الاصبع

إصابات الاصبع متعددة و يتعرض لها الكثير من الأفراد يومياً. و يجب اتباع هذا الخطوات لايقاف نزيف الدم من الاصبع:

1- اغسل يديك قبل أن تلمس الجرح للتقليل من تلوث الجرح.

2- نظف الجرح بالماء الجاري و الصابون.

3- لاحظ ما إذا كان الدم ينبثق من الجرح بقوة أو يخرج منه ببطء.

  • قد يكون هناك جرح بأحد الشرايين وسيتطلب هذا عنايةً طارئةً في الحال إذا كان الدم ينبثق من الجرح. لن تتمكن من إيقاف النزف بمفردك ف بهذه الحالة. اضغط على جرح الشريان بقطعة قماش نظيفة أو منشفة أو قطعة شاش معقمة واذهب للطوارئ ولا تحاول إيقاف النزيف.
  • ستكون قد جرحت وريدًا إذا كان الدم يتسرب من الجرح. تتوقف جروح الأوردة عن النزيف بعد عشر دقائق ويمكن علاجها في المنزل غالبًا بتوفير الرعاية المناسبة.

4- تفقد عمق الجرح لمعرفة هل إذا كان الجرح يتطلب جراحة أم لا . حيث أنه بشكل عام يعد الجرح بسيطًا ويمكن علاجه دون خياطة إذا كان طوله أقل من 3 سم وعمقه أقل من 1/2 سم ولم يصل لأي بنية سفلية.

5- أوقف النزيف.عن طريق رفع الاصبع فوق مستوى القلب و استخدم قطعة قماش نظيفة أو ضمادةً معقمةً للضغط على الجرح برفق إذا كان يتسرب منه الدم.

6- ضع كريم أو مرهم مضاد حيوي على الجرح.

7- ضمد الجرح. قم بتغطية الجرح بضمادة لإبقائه نظيفًا ومنع البكتيريا الضارة من دخوله.

8- تناول مسكنات الألم المتاحة. و لكن انتبه و لا تتناول الأسبرين لأنه يُعرَف بكونه مسيلًا للدم وقد يسبب زيادة النزف من الجرح.

كيف اوقف نزيف جرح الموس

سنذكر فيما يلي بعض من الطرق البسيطة التي تساعد على وقف النزيف:

  • الماء عادةً ما يعمل الماء وتحديداً البارد على إيقاف النزيف من خلال وضع المكان المصاب تحت ماء متدفق لعدة دقائق، أو إحضار مكعبات ثلجية ووضعها على الجرح في حال كان النزيف من أكثر من مكان في الجسم، أو إذا كان الجزء المصاب من الصعب وضعه تحت الماء، وتعتبر هذه الطريقة الأسرع في علاج نزيف الدم، كما يمكن أيضاً أخذ حمام بارد مع إضافة كمية قليلة من الملح إلى البانيو؛ لأنها تقتل الجراثيم وتضمد الجرح.
  • الفازلين بحيث يعمل الفازلين على إغلاق الجروح ومنع خروج الدم، فيتجلط الدم تلقائياً ويتوقف عن النزف من كافة أماكن الجروح، ويتم ذلك من خلال وضع كمية من الفازلين على المكان المجروح وتركه مدة من الزمن حتى يجفّ.
  • الخل نظراً لامتلاكه خصائص تعمل على قبض الأوعية الدموية؛ يعمل على قتل العديد من الميكروبات كالبكتيريا وتحديداً الضارة، فيتمّ استخدامه في تطهير العديد من الجروح وبالتالي إيقاف نزيف الدم، ويتم استخدامه من خلال وضع كمية من الخل على قطنة نظيفة ومعقمة، ليتم بعد ذلك وضعها على المكان المجروح علماً بأنّه يسبب القليل من الألم ولكنه يكون مؤقتاً.
  • السكر يعتبر السكر كالخل من ناحية احتوائه على مواد مطهرة ومعقمة، إلا أنّه لا يسبب أي ألم على عكس الخل، ويعتبر من أفضل المواد الطبيعية التي تعمل على تعقيم الجروح وإيقاف نزيفها وخاصّة بالنسبة لتلك التي تصيب الأطفال، ويتمّ استخدامه فقط بوضع كمية منه على الجرح وتركها حتى تجف.
  • النشا يعتبر أيضاً مادة مطهّرة ومعقّمة، ويتم وضع طبقة رقيقة منه على الجروح وتركها دون أي ضغط أو فرك، بل يتم تركها لتجف ومن ثم غسلها بالماء.
  • الكحول لا يقوم الكحول فقط بإيقاف النزيف، بل يعمل على تعقيم مكان الجرح أو الإصابة وحماية الجسم من الالتهابات أو مضاعفات الجرح، ويتم استخدامه بتبليل قطنة بكمية كحول، ثم مسح المكان المصاب بها، ويمكن استخدام العطور غير الزيتية لنفس الغرض؛ لأنها تحتوي على نسبة جيدة من الكحول.

ما الذي يوقف النزيف

تعاني بعض النساء من نزيف في الرحم، وخاصة النساء اللواتي تجاوزت أعمارهن الأربعين عاماً بسبب حدوث تغيّرات هرمونية في الجسم مما يسبب الاضطرابات والقلق وحدوث مشاكل في الرحم، وقد يحدث النزيف بسبب حدوث مشاكل في الرحم، والجهاز التناسلي عند المرأة، وربما بسبب حدوث حمل خارج الرحم، أو بسبب الإجهاض.

كيفية وقف النزيف عند النساء

  • وقف النزيف بالأعشاب خلط عقد متاع القصب مع ماء الورد، ويتم شربه على الريق.
  • شرب مسحوق لب التمر الهندي.
  • غلي قشر الرمان، ويستخدم كغسول مهبلي.
  • خلط دقيق القمح مع العفص غير المسحوق، ثمّ يتم غليه كشراب، ويتم وضعه على السرة.
  • خلط مقدار ستة وثلاثين غراماً بكميات متساوية لكلٍ من البقدونس والكرفس، ثمّ يتم غليهما بالماء حتى يذوبان، ويصفّى، ويشرب منه ثلاث مرات خلال اليوم.

حالات النزيف الطارئة

يجب الانتباه في حال النزيف الشديد إلى ظهور أعراض معينة على المصاب، مثل البرودة، أو ضعف النبض، أو فقدان الوعي، والتي قد تدلّ على وصول المريض إلى حالة الصّدمة، ومن المهم التأكيد على أنّه حتى في الحالات الطارئة يجب المحافظة على الضغط على الجرح حتى وصول المساعدة، بالإضافة إلى الطلب من المصاب الاستلقاء، ورفع القدمين لمستوى أعلى من مستوى القلب إن أمكن له ذلك، وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال الشك بوجود نزيف داخليّ، أو في حال وجود جسم ما مغروز في المنطقة حول الجرح، يجب الذهاب إلى الطوارئ مباشرةً، ومن الحالات الأخرى التي تتطلب تدخّل الطوارئ ما يأتي:

  • الجروح العميقة، أو المسنّنة، أو التي تكون على شكل ثقب.
  • جروح الوجه.
  • الجروح الناجمة عن عضة أحد الحيوانات.
  • وجود أوساخ داخل الجرح، لم تخرج بعد تنظيف الجرح.
  • النزيف المستمر مدة 15-20 دقيقة بعد إجراء الإسعافات الأولية.
السابق
فوائد طين البحر الميت للشعر
التالي
طريقة عمل الممبار المصري

اترك تعليقاً