منوعات

تاريخ النقود

تاريخ العملة الورقية

ظهرت العملة الورقية أو الأوراق النقدية (بالإنجليزية: banknote)‏ بسبب المشاكل المتعلقة بتكلفة تخزين ونقل النقود السلعية (التي كان من أهمها معدني الذهب والفضة)، والتي كانت تستخدم لأغراض التبادل السلعي. ومن هنا تم ابتكار العملة الورقية لتكون بمثابة وعد من الجهة المصدرة بتحويلها إلى نقود سلعية متى ما أراد حاملها ذلك. ومن بعد ذلك تطورت الأوراق النقدية بتطور النقد فأصبحت قيمتها ليست نابعة من القدرة على تحويلها إلى نقود سلعية إنما أصبحت تستمد قيمتها من ضمان الحكومات المصدرة لها، وبهذا أصبحت تدعى (النقود القانونية).

تاريخ النقود pdf

اضغط هنا لتحميل ملف تاريخ النقود الاسلامية

أول من اخترع النقود

لا يمكن تحديد مخترع العملة لأن الناس يستخدمون أنواعاً مختلفة من العملات منذ 600 سنة قبل الميلاد. وليس هناك شخص واحد يمكن أن يأخذ الفضل في اختراع العملة. ولكن هناك العديد من الأشخاص الذين يمكن أن يُنسب لهم الفضل في إنشاء نظام معياري للعملة.

فنجد المجموعة الأولى من الناس الذين كانوا مهمين في تطوير العملة جاءت من مملكة تدعى ليديا. كانت هذه المملكة تقع في آسيا الصغرى ، في بلد يعرف الآن باسم تركيا.

وكانوا ناجحين في تجارة العطور ومستحضرات التجميل. لم يتبعوا نظام المقايضة بل استخدموا العملات المعدنية. وكانت عملات ليديا مصنوعة من معدن يسمى “electrum”. كان هذا مزيجًا من الذهب والفضة. نتيجة لذلك أصبحت هذه المملكة غنية جدا.

العصر البرونزي: أموال  السلع والائتمان والديون

  • طورت العديد من الثقافات في جميع أنحاء العالم استخدام أموال السلع ، أي الأشياء التي لها قيمة في حد ذاتها وكذلك القيمة في استخدامها كأموال وقد استخدمت  الصين القديمة ، وأفريقيا ، والهند القذائف الصدفية .
  • طورت حضارة بلاد ما بين النهرين اقتصادًا واسع النطاق يعتمد على أموال السلع وهو الشيكل الذي اتخذ  كوحدة الوزن والعملة وسجلت لأول مرة ج. 3000 قبل الميلاد ، مشيرا إلى وزن معين من الشعير ، وكميات مكافئة من الفضة والبرونز والنحاس وغيرها.

1000 قبل الميلاد – 400 م

نقود موحدة

منذ حوالي 1000 سنة قبل الميلاد ، كان يتم استخدام المال على شكل سكاكين صغيرة وبستوني مصنوع من البرونز وذلك في  الصين خلال عهد أسرة تشو

يبدو أن القطع النقدية الفعلية الأولى المصنعة قد ظهرت بشكل منفصل في الهند والصين والمدن  الواقعة حول بحر إيجه بين 700 و 500 قبل الميلاد و تم ختم هذه العملات من بحر إيجه ( حيث تم تسخينها وتطويقها بشارات)

تم تصنيع العملات المعدنية الأخرى المصنوعة من (سبيكة من الذهب والفضة) على نطاق أوسع حوالي 650 BCE في  ليديا (على ساحل ما هو الآن تركيا).

ملاحظات عامة

كان الذهب والفضة أكثر أشكال النقود شيوعا على مر التاريخ  في العديد من اللغات ، مثل الإسبانية والفرنسية والإيطالية و في بعض الأحيان كانت تستخدم معادن أخرى على سبيل المثال ، سلبت العملات المعدنية من الحديد لثني المواطنين عن الانخراط في التجارة الخارجية.

بدأت العملات الذهبية بالظهور مرة أخرى في أوروبا في القرن الثالث عشر.حيث  يرجع الفضل إلى فريدريك الثاني في إنتاج عملات ذهبية خلال الحروب الصليبية. وخلال القرن الرابع عشر ، تغيرت أوروبا من استخدام الفضة بالعملة إلى سرقة الذهب وقد أجرت فيينا هذا التغيير في عام 1328.

تطور النقود في الإسلام

النقود هي بمثابة وثائق تاريخية، تحمل في النقوش والعبارات المضروبة عليها حضارات شعوب العصور الغابرة وحياتها السياسية والاقتصادية ومعتقداتها.

بعد أن كان الناس في المجتمعات القديمة يتداولون بأنياب الفيلة والفراء وجلود الحيوانات والزواحف والطيور والأسماك والدواجن، حلت المعادن كأول وسيط في عمليات البيع والشراء، وقد استعملت على شكل سبائك، إلى أن تدخلت السلطات ووحدت الأوزان والمعايير وصادقت عليها بعلامة رسمية وحولتها إلى قطع. ومن سكان آسيا الوسطى، مروراً بالإغريق والفرس والبابليين وغيرهم، وصولاً إلى مطلع الإسلام، كان للنقد مراحل وتطورات تلونت بتاريخ الحقب التي مر بها، وحفظ جوانب مهمة من حياة المجتمعات التي سادت يومذاك.. في هذا التحقيق نسلط الضوء على النقود الإسلامية عبر التاريخ.

العملة النقدية في التاريخ

كان الليديون، وهم سكان آسيا الوسطى، أول من ضرب نقوداً معدنية خاصة بهم في عهد الملك كرويسيوس (561 – 546 ق م) قارون عند العرب، حيث كانت النقود تسك بواسطة أقراص مطبوعة في المعدن وتوضع فوق سندان وفوقها قالب محفور بالرسم المطلوب، ويضرب بوساطة مطرقة فيطبع الرسم على القرص. ثم جاء الإغريق أو سكان بحر إيجة ليحذوا حذوهم في سك النقود، فسكان حوض البحر الأبيض المتوسط وبلاد فارس والهند. أما في مصر فيعود تاريخ النقود إلى حوالي ألف عام قبل الميلاد، وفي الشرق الأدنى قام البابليون بوضع أول نظام نقدي متطور وعنهم نقل اليونان والرومان. وقد لقيت العملة المعدنية رواجاً لسهولة حملها وقابليتها للتجزئة والحفظ.

النقود بدل المقايضة:

بدأ تاريخ سك النقود المعدنية من الذهب والفضة منذ أكثر من 3 آلاف عام، بهدف استخدامها في التبادل التجاري مكان «المقايضة» التي كانت تقوم على تبادل السلع مباشرة. وفي البداية كانت تنقش عليها أسماء الذين يملكونها إلى أن تدخلت الدولة ووضعت عليها ختمها الرسمي وأعطتها الصفة القانونية وحمتها من التزييف. أما المسلمون فتعاملوا بالدراهم والدنانير البيزنطية والفارسية حتى بعد أن جاء فرض الزكاة، من دون أن يطرأ على هذه النقود أي تعديل في شكلها الفني أو في مضمون الكتابات الموجودة عليها.

بداية النقود الإسلامية:

النقود والعملات الإسلامية هي جزء من التراث الثقافي الإسلامي، تكشف عن جوانب مهمة في حياة المجتمع التي سادت فيه، وتحدد زمن الممالك والأقطار ونوع الحكم فيها وقد مرت بمراحل كثيرة من التطور والتغيير منذ مطلع الإسلام حتى يومنا هذا. ففي عهد الخليفة عمر بن الخطاب (634-644 م) وعلى الرغم من انشغال المسلمين حينها بالفتوحات، أرادوا إبراز شخصيتهم المستقلة على النقود فأضافوا إلى طابعها الأصلي كلمات عربية مثل «الحمد لله» و«محمد رسول الله» وأسماء الخلفاء الراشدين، ولكن أكبر تغيير حدث في النقود الإسلامية حصل في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان جراء خلاف بينه وبين ملك الروم، دفعه إلى استبدال النقد الرومي بنقد إسلامي، وأصبح النقد يُضرب في بلاد الإسلام وتسك النقود يدوياً، إلى أن ظهرت الآلة التي تُسك بها القطع المستديرة عام 1870 في اليابان لتنتقل منها إلى بلدان العالم.

مراحل تطور النقود الإسلامية:

كانت النقود التي سكها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ثلاثة أنواع وهي:
– الدينار وأجزاؤه كالنصف والثلث وكانت من الذهب.
– والدرهم من الفضة.
– والفلس من النحاس.
وبعد أن كانت هذه النقود متأثرة في أوزانها بالإضافة إلى أسمائها بالنقود البيزنطية والساسانية، حل محل الصور على الوجه والظهر نصوص دينية مع ذكر مكان السك وتاريخه واسم الوالي ولقبه.
مع بداية عهد العباسيين اختلف الدينار العباسي عن باقي الدنانير بالعبارة التي جاءت في الدائرة الوسطى في الوجه الخلفي للدينار، والتي نقش فيها «محمد رسول الله عليه السلام»، كما قام عدد من الخلفاء العباسيين بوضع صورته على العملة مثل المتوكل والمقتدر.
في العصر الطولوني، حكمت الأسرة الطولونية بلاد مصر ما يقرب الأربعين عاماً وفي هذا العهد سك دينار ذهبي جاء في وسطه عبارة «لا إله إلا الله وحده لا شريك له».
وتميزت في العهد الفاطمي صعوبة قراءة نقوش النقود ووفرة أطواقها. وجاءت الكتابات في الطوق الأول «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وفي الطوق الثاني «محمد خير المرسلين عليّ أفضل الوصيين»، وفي الطوق الثالث «محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله»، وبالإضافة إلى عدد من الأطواق في الخلف ما جعل تلك النقوش صعبة القراءة.
أما في عهد السلاجقة فكانت الكتابة التي نُقشت على الدينار السلجوقي أول كتابة نقشت بخط الثلث، بعكس سائر النقود التي نقشت بالخط الكوفي، إلا أن العملة الأيوبية هي التي اختلفت كثيراً عن غيرها من العملات الإسلامية، حيث لم يعد يكتب عليها شهادة التوحيد.
وفي عهد العثمانيين كتبت النقود الذهبية والفضية والمعدنية بالخط الثلث سهل القراءة، وظلت الليرات العثمانية الذهبية قيد التعامل لفترة طويلة من الزمن، وتميزت بأنها تحمل على الوجه «الطغراء»، وهي عبارة عن كتابة خاصة تضم شعار السلطان العثماني بشكل زخرفي معين، وتحمل في الخلف عبارة «عزّ نصره ضرب في القسطنطينية»، مع ذكر تاريخ الضرب. واستمر التطور في سك العملات الإسلامية، حتى بداية عصر الطباعة التي ساعدت على ظهور النقود الورقية الحديثة التي نتداولها في يومنا هذا.

كيف ظهرت النقود

مشكلة النقود الثقيلة وسبب ظهور النقود الورقية 

انتشرت العملات النفيسة من الذهب والفضة – كما ذكرنا في المقال السابق عن سك العملة – وأصبحت هي محور التعامل الذي يلقى قبولًا عامًا بين الناس وبين الدول في التعاملات التجارية؛  وذلك للأسباب التي تم ذكرها في المقالات السابقة، ولم يؤثر كثيرًا تفضيل أحدهما على الآخر؛ كتفضيل الذهب في أوربا وتفضيل الدول الأسيوية للفضة.

ولكن سرعان ما ظهرت المشاكل؛ حيث سببت العملات الذهبية والفضية عدة مشاكل نظرًا لوزنها الثقيل وقيمتها العالية، منها:

  • صعوبة النقل : فأنت اليوم تستطيع أن تنفق الملايين ومحفظة نقودك خالية تمامًا إلا من دفتر شيكات، ولكن الأمر كان ليختلف لو كنت تتعامل بالعملات المعدنية.
  • الأمن : فلم يكن الرقم السري لبطاقتك البنكية أمرًا متاحًا قبل القرن الأخير، فالنقود الذهبية كانت عرضة للسرقة، أينما تمَّ وضعها، سواء في بيت صاحبها أو إذا صحبها معه في سفره، فضلًا عن عبء تكلفة حمايتها.

الحل

كان الناس إذا أرادوا السفر ولديهم فائض في العملات المعدنية قاموا بإيداعها لدى أشخاص ليحفظوها لهم في غيابهم مقابل أجرة محددة (وقد تم فيما بعد تسمية هؤلاء بالصيارفة).
فكان المسافر قبل سفره يذهب إلى الصراف ومعه المال الذي يريد أن يحفظه ثم يودعه لديه، إضافة إلى مبلغ إضافي كأجر ثم يستلم منه صكًّا فيه قيمة المبلغ والفترة التي سيعود بعدها لأخذه.

ومع زيادة واتساع حجم التعاملات العالمية وكذلك كثرة الترحال والسفر ازدادت هذه الودائع بشكل كبير لدى الصيارفة. ومع مرور الوقت لاحظ هؤلاء الصيارفة أن هناك نسبة من هذه الودائع تظل عندهم دون أن يطلبها أصحابها (فهي آمنة عندهم على أي حال)،  وأن أصحاب هذه الودائع لا يتقدمون لسحب ودائعهم دفعة واحدة بل بنسب معينة حسب احتياجهم لها، فما لبث أن فكر البعض في استخدامها في صورة قروض لأناس آخرين مقابل نسبة زائدة على المبلغ المقروض (الفائدة) وقد أدى نجاح هذه الفكرة إلى انتشارها بشكل كبير، وبالتالي إلى زيادة أرباح هؤلاء الصيارفة بشكل ملحوظ.

ومع تزايد الأرباح لجأ الصيارفة إلى حيلة تسويقية جديدة؛ وهي طباعة إيصالات إيداع مزخرفة  نمطية لها شكل ثابت وذلك لتسهيل وتشجيع عملية الإيداع مع أقل جهد وتكلفة كذلك اكتساب ثقة وقبول الجمهور .. وأمام تضخم الأرباح الناتج عن العملية وفي محاولة لجذب أموال أكثر؛ تغاضى الصيارفة عن الحصول على الأجر مقابل الإيداع، وعوضًا عن ذلك أصبح الصيارفة هم من يعطون نسبة فائدة للمودعين، واكتفوا بالأرباح الناتجة عن عملية الإقراض.
فبعد أن كان الغرض من عملية الإيداع هو حفظ المادة النفيسة من السرقة والضياع أصبح المودِع يتطلع إلى الحصول على فائدة.

كيف ربح الصرافون؟

لم تكن نسبتَي الفائدة على الودائع (النسبة التي يحصل عليها صاحب المال الأصلي) والقروض (نسبة الزيادة التي يجب أن يدفعها من يريد الاقتراض من الصراف) متساويتين، فالنسبة على القروض أعلى من النسبة على الودائع، وبالتالي يكون ربح الصرّاف عبارة عن الفرق بين النسبتين.

مثال :

  • إذا ذهب أحد التجار إلى الصراف وأودع لديه مبلغ 1000 عملة ذهبية، فيتعاقد الصرّاف معه على أن يعطيه نسبة 5% على المبلغ، أي يحصل صاحب المال على 50 عملة إضافية فوق ما يملكه.
  • فإذا جاء تاجر آخر يريد أن يقترض 1000 عملة ذهبية، هنا يتعاقد معه الصراف على نسبة فائدة زائدة عن أصل القرض قيمتها 10%، أي أن التاجر يجب عليه أن يرد المبلغ 1000 قطعة ذهبية، مضافة إليها 100 قطعة ذهبية كفائدة.
  • وفي هذه الحالة يكون الصراف قد ربح الفرق بين الفائدة التي أعطاها للتاجر الأول والفائدة التي أخذها من التاجر الثاني، أي ببساطة 50 قطعة ذهبية.

يمكن اعتبار هذا  أول ظهور لتعاملات البنوك التجارية المعاصرة، والمقصود هنا هو تحقيق الربح من الفرق بين نسبة الفائدة على الودائع ونسبة الفوائد على القروض.

تجارة رابحة – أكثر من اللازم
دعونا نلخص ما سبق ببساطة:

  • بسبب مشكلتي التنقل والأمن؛ لجأ الناس إلى وضع نقودهم لدى أفراد – في بادئ الأمر- بهدف حمايتها من السرقة وتسهيل أمور حياتهم.
  • يحصل صاحب المال -المُودِع- على صكّ مزخرف بقيمة الوديعة واسم المودَع لديه.
  • استخدم الصيارفة أموال الناس في المعاملات التجارية مقابل الحصول على مبلغ إضافي (فائدة)، بعدما فطنوا لعدم رغبة الناس في الاسترداد السريع لأموالهم.
  • لتسهيل هذه العملية ولتسريع وتيرتها أصبح الصيارفة هم مَن يدفعون نسبة فائدة للمودِعين تشجيعًا لهم على زيادة المبالغ المودَعة وتجنبًا للسحب السريع.
  • أصبح ربح الصيارفة هو الفرق بين نسبة الفائدة التي يدفعونها على الودائع و نسبة الفائدة التي يتقاضونها على القروض.

كان هذا النظام قادرا على تمكين الصيارفة من تحقيق أرباح من كل قطعة نقدية يتم إيداعها لديهم، بدون أن يقوموا بعمل سوى حفظ الودائع من السرقة وإجراء بعض المعاملات الورقية. لكن يبدو أن ذلك لم يكن كافيا.
فبعد زيادة الطلب على القروض لم تكفِ الودائع التي لدى الصيارفة لإقراض كل من يريد (وبالتالي زيادة ربح الصيرفي). وأصبح الصيارفة غير قادرين على تجاوز حد معين من القروض.

ما الحل يا ترى؟
ببساطة، ولأن  الصكوك المزخرفة التي كان يصدرها الصرافون أصبحت تحظى بثقة الجميع (فبمن تثق إنْ لم تثق بمن تضع كل ثروتك لديه؟) وبالتالي بعد انتشار عملية الإيداع والإقراض وانتشار الصكوك وزيادة ثقة الناس فيها، أصبحوا  يتبادلونها فيما بينهم عوضًا عن النقود الحقيقية، فقد أصبحت هذه الصكوك توفى بالغرض  كالذهب، فمن يمتلك صكّا بقيمة 50 قطعة ذهبية، كمن يمتلك 50 قطعة ذهبية فعلا، لا يحتاج حامل الصك إلا الذهاب للبنك لأخذ القطع النقدية مقابل الوصل.

ومن هنا جاءت الفكرة الجهنمية، إقراض الناس دون ودائع فعلية موجودة في المصرف! فما الذي يجعل المصارف تكتفي بإقراض الناس بشكل متناسب مع ما تملكه من ذهب و فضة، إذا كان يمكنها أن تعطي الناس قروضًا عن طريق الصكوك؟
و بما أن  الناس لا يستردون أموالهم مرة واحدة، فلن يكتشف أحد الأمر.  بالتالي يمكن أن نعتبر هذه الحقبة هي بداية نشأة البنوك التجارية.
فمع ازدياد أرباح الصيارفة تم تحويل هذه المصارف البدائية  إلى مؤسسات يتم التعامل من خلالها بعمليات الإيداع والإقراض، حيث ظهر أول بنك وهو بنك البندقية سنة 1157 م،  كذلك ظهر مصرف الودائع في برشلونة عام 1401 م ثم مصرف أمستردام سنة 1690 م

أهمية النقود

ظهرت الحاجة إلى وجود النقود كوسيلة لعملية التبادل وذلك لصعوبة التعامل بنظام المقايضة الذي كان سائداً منذ القدم، بالإضافة إلى التزايد الكبير في الاحتياجات، والناتجة عن التطورات الكبيرة الحاصلة في المجتمعات، فالنقود تقوم بالعديد من الوظائف والتي تتمثّل فيما يلي:

  • الوظائف الأساسية لها: وتشمل على العديد من الأمور كجعلها وسيط مهم لعمليات التبادل، بالإضافة إلى أنّه مقياس مشترك للقيمة.
  • وظائف ثانوية: وتتمثل في كونها تستخدم كمستودع للقيمة، ومعنى ذلك أنه بإمكان الشخص القيام بحفظ وخزن النقود لأيّ فترة زمنية يريدها، وينفقها في الوقت المناسب له، دون تعرضها للتلف أو الفساد على عكس تخزين السلع التي تتعرّض للتلف مع مرور الوقت، بالإضافة إلى أنّه يمكن استعمالها في العمليات المتعلقة بالمدفوعات الآجلة كالشيكات والسندات، وتستعمل أيضاً في عملية التخزين لمنح القروض من خلال البنك.

يتم استعمال النقود من قبل جميع الأفراد ويشتركون في القيام بذلك في جميع مجالات حياتهم المختلفة، فهم يعملون من أجل الحصول على هذه النقود، والتضحية بجزء منها للحصول على السلع والخدمات التي يحتاجون لها، حيث ظهرت العديد من الأشكال والأنواع الخاصة بها مع مرور الوقت، فكانت بداياتها بالنقود المعدنية ثم تطورت إلى النقود الورقية ثم إلى النقود المصرفية والشيكات من خلال البنوك، وجميع هذه الأنواع يلقى قبول من جميع الأفراد عند قيامهم بعمليات التبادل.

أسماء النقود قديما

الدينار

أصل كلمة الدينار هي من العملة الرومانية ديناريوس، وجمع الكلمة باللاتيني هي ديناري، وقد كانت من الفضة وظهرت في 211 قبل الميلاد، وقد تم استخدام الدينار في عدد من الدول العربية منها مثلا الكويت والأردن وأيضا البحرين وتونس والجزائر.

 الليرة

ان كلمة الليرة في اللغة اللاتينية تعني الجنيه، ويعود أصلها الى الكلمة التي تعرف باسم ليرة طروادة، وقد كانت تصنع قديما من الفضة الخالصة، وهي أيضا من العملات التي لاتزال تستعمل الى يومنا هذا في عدد كبير من الدول، حتى انها تعرف في اللغة الإنجليزية باسم باوند، وفي اللغة الإيطالية باسم ليرة وفي اللغة الفرنسية باسم ليفر.

حتى ان الاسم قد تم اخذه في القرن التاسع عشر من قبل الإمبراطورية العثمانية وأيضا في مصر، وقد صار يعادل 100 قرش، وتستخدم الليرة حتى الان في عدد كبير من الدول، مثل لبنان وسوريا، وعدد من الدول الاوروبية منها تركيا مثلا.

 

 الجنيه

أصل الكلمة في اللغة اللاتينية والتي تعني الوزن، ويتم استخدام الجنيه المصري في مصر وفي السودان حتى اليوم، ولكن له نفس القيمة والصفات مع الليرة التي يتم استخدامها في لبنان وفي سوريا وأيضا تركيا.

 الريال

هي أيضا أصلها لاتيني وهي تعني الملكي، والريال عبارة عن صكوك وبعض العملات الفضية، وهي كانت عادة ما يتم استخدامها في التجارة العالمية، وقد كان اول ظهور لها في عام 1741م، كما ان الريال يتم استخدامه اليوم في عدد من الدول العربية منها المملكة العربية، وقطر، وأيضا عمان

 الدرهم

ان الاسم مشتق من الكلمة اليونانية وهي دراخما، وقد كان قديما بها التعامل بها أيام الجاهلية وأيضا في الاسلام، وهي اليوم واحدة من العملات الرسمية التي تستخدم في الامارات العربية وفي المغرب.

 

 

 

 

السابق
مقالة عن تاريخ الفيزياء
التالي
تاريخ عيد الأب

اترك تعليقاً