التفسير

تفسير (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا)

في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا في هذا المقال سوف نعرض لكم تفسيرات خاصة بالآية الكريمة من سورة البقرة، وهي: بسم الله الرحمن الرحيم: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا، فسوف نتحدث عن من هم الذين في قلوبهم مرض فزادهم الله بهذا المرض، وأيضا سننقل لكم تلك هذه التفسيرات عن علماء كثيرون قد فسروا الآية ببساطة، فتابعونا.

في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا

  • بسم الله الرحمن الرحيم: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا.
  • التفسير الميسر: في قلوبهم الشك والريبة والفساد، فكان عاقبتهم أن الله إبتلاهم بالذنوب والمعاصي، لكي يستحقوا العقوبة.
  • فجعلهم يزدادوا شكا، فكان لهم عقوبة شديدة وبها آلام وأوجاع كثيرة بسبب الكذب والنفاق الذين كانوا يفعلونه.

تفسير آية في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا

هناك تفسيرات مختلفة ومتنوعة للعديد من العلماء بشأن هذه الآية، ومنهم التالي:

  • السعدي: بسم الله الرحمن الرحيم: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا، ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون: صدق الله العظيم.
  • فعن قول الله تعالى، في قلوبهم مرض: المرض هنا تعني، الشك والشبهات والنفاق، حيث أن القلب يكون موطن كل ذلك.
  • أيضا قد يعني مرض الشبهات الباطلة، ومرض الشهوات الذي يفعلها الإنسان ولا يرجع عنها.
  • الأمراض التي يفعلها الإنسان مثل: الزنا، وحب الذنوب والمعاصي،
  • فقال الله تعالى، بسم الله الرحمن الرحيم: فيطمع الذي في قلبه مرض: فهذه الشهوة المقصود بها الزنا، فالإنسان الذي عفا الله عنه من هذه الشهوة، فكان ينول اليقين والإيمان.
  • أيضا أن الشخص الذي يصبر على ترك المعصية، فرضي الله عنه وألبسه ثوب العافية.
  • أما عن المنافقين: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا، فهنا بين الله تعالى حكمته في قدرة العاصيين على فعل المعاصي، وأن ذنوبهم هي التي وضعتهم في هذه المكانة.
  • قد يبتلي الله المنافقين بالمعاصي التي يستحقون عليها العقاب، كما قال الله تعالى: ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة.
  • قال الله تعالى أيضا: فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم، وأيضا قال الله تعالى: وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم.
  • حيث أن عقوبة المعاصي الذين يفعلونها، هو الإستمرار في المعاصي إلى أن يتوفاه الله.

الوسيط لطنطاوي

  • بسم الله الرحمن الرحيم: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا، ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون.
  • أظهر الله سبحانه وتعالى السبب في خداع المنافقين له وللمؤمنين فقال: في قلوبهم مرض.
  • المرض هنا تعني النفاق والكفر لأن هذه الأمراض تكون مانعة للفضائل، حيث أن مرض البدن يمنعها من التصرف بشكل كامل.
  • كما ذكر القرآن أن قلوبهم هو ظرفا للمرض، حيث أن الإشعار يجعله متمكنا بشكل كبير.
  • أيضا ذكر الله جل وعلا، أن المنافقين بسبب سوء عملهم فانهم زادهم الله ضلالا وخسرانا، ولذلك قال تعالى: فزادهم الله مرضا.
  • حيث أن المنافقين كانوا يستمروا في النفاق والشك، وفي سنة الله تعالى أن الإنسان المريض إذا لم يقوم بعلاج هذا المرض.
  • فسوف يزيد ذلك المرض دون شك، بل يجعلونه يزيدوا في إنحرافهم في كل مرة.
  • فيزيد الله المنافقين رجسا على رجسهم، ومرضا على مرضهم، وحسدا على حسدهم، حيث أنهم عموا وصموا عن كل الحق.
  • كما كانوا يحزنون عندما يرون نعمة تنزل على المؤمنين، فقال الله تعالى: إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها.
  • ففسر وبين الله تعالى سوء العاقبة لهم فقال: ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون.
  • أليم: ومعني أليم الوجع والألم الشديد.
  • أما عن الكذب: فهو الإبلاغ عن الشيء عكس ما يحدث في الحقيقة، فكان المنافقون كاذبون في قولهم: آمنا بالله وباليوم الآخر، وهم لا يؤمنوا بالله.
  • هذه الآية الكريمة جعل العذاب الأليم هو عقاب على كذبهم مع أنهم كافرين، حيث أن الكفر معصية أكبر من معصية الكذب.
  • هؤلاء المنافقون جمعوا بين هاتين الصفتين القبيحتين، فالكفر قد وعد الله لهم بالعذاب العظيم، ووعد الله الكاذبين بالعقاب الأليم.
  • كانوا يكذبون: فذلك يعني التكرار في هذه الصفة القبيحة والبذيئة.

البغوي

  • بسم الله الرحمن الرحيم: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا، ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون: صدق الله العظيم.
  • في قلوبهم مرض: قد فسر الغوي بأن في قلوبهم مرض تعني، الشك والنفاق، وأساس المرض هو الضعف للإنسان.
  • فالشك في الدين يعتبر مرضا، حيث أن هذه الخصلة تضعف الدين، مثل ضعف المرض في الجسم.
  • فزادهم الله مرضا: فهذه الآية نزلت بعد أن كان المنافقين يزيدادون نفاقا وكفرا يوما بعد يوم.
  • أما عن قول الله تعالى: وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم.
  • ولهم عذاب أليم: يعني أن المنافين توعد الله لهم وبإخلاص بالعذاب الأليم.
  • بما كانوا يكذبون: توعد الله العذاب الكبير والأليم بتكذيب الله ورسوله.

إبن كثير

  • بسم الله الرحمن الرحيم: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا، ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون: صدق الله العظيم.
  • قال السدي، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن إبن عباس، وعن مرة الهمداني عن إبن مسعود، وعن أناس من أصحاب النبي المصطفي صل الله عليه وسلم في هذه الآية: في قلوبهم مرض، أي الشك.
  • كما قال أيضا في قوله تعالى: فزادهم الله مرضا، أي قال شكا.
  • قال محمد إبن إسحاق، عن محمد إبن أبي محمد، عن عكرمة، أو سعيد إبن جبير، عن إبن عباس في قوله: في قلوبهم مرض، أي شك.
  • كما قال مجاهد، وعكرمة، والحسن البصري، وأبو العالية، والربيع إبن أنس، وقتادة.
  • وعن عكرمة، وطاوس: في قلوبهم مرض، يكون معناه الرياء.
  • أيضا قال الضحاك، عن إبن عباس: في قلوبهم مرض، قال: نفاق.
  • قال عبد الرحمن إبن زيد إبن أسلم: في قلوبهم مرض، فقال: فذلك يكون مرضا في الدين والعقيدة، وليس مرضا في الأبدان، وهم المنافون.
  • أما عن المرض: فهو الشك الذي دخلهم في الإسلام، فزادهم الله مرضا، فقد قال، زادهم رجسا.
  • فقرأ أيضا: فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم: حيث قال: فزادهم شرا إلى شرهم والضلال إلى ضلالتهم.

القرطبي

  • بسم الله الرحمن الرحيم: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا، ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون: صدق الله العظيم.
  • أما عن في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون.
  • أي في قلوبهم شكا ونفاقا، وإما جحدا وتكذيبا.
  • فذلك المرض، هو كل ما يخرج به الإنسان عن حد الصحة أيا كان من علة أو نفاق او تقصير في أمر.
  • أما عن قوله تعالى: فزادهم الله مرضا: يعني الدعاء على الكافرين والكاذبين، حيث أن جزائهم أن الله زادهم شكا ونفاق وذلك لما يستحقونه من عقوبة.

الطبري

  • بسم الله الرحمن الرحيم: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا، ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون: صدق الله العظيم.
  • هنا قال أبو جعفر: أن السقم هو أصل المرض، وذلك يكون في الأبدان والأديان.
  • فبلغ الله تعالى في قلوب المنافقين مرضا وزيادة حتى ينالون ما يستحقون من عذاب، وهذا يكون معروفا بأمراض القلب التي لا شفاء ولا دواء منها.

لقد قمنا في هذا المقال بتقسير آية في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا، وعرضنا تفسيرات بعض الكتب لها منهم، الوسيط لطنطاوي، وتفسير البغوي، وإبن كثير، والقرطبي، والطبري.

السابق
هل النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات أمن؟
التالي
أسباب نزول سورة البقرة مكتوبة

اترك تعليقاً