تعليم

تقرير عن قوة العقل الباطن

العقل الباطن والاحلام

الأحلام و العقل الباطن 

كُتب الكثير عن الأحلام قبل ” فرويد ” ، حيث بدأ ” فرويد ”  كتابه بسرد قائمة طويلة بالكتابات في الأحلام تمتد إلى أرسطو، وقدم فيها الثناء المستحق على رموز شهيرة معاصرة له مثل ” لويزألفريد موري ” ، و ” كارلفريد ريش بورداخ ” ، و ” إيفزديلاج ” ، و ” لودفيج سترامبيل ” . وقال  ” فرويد في كتاب يلخص قراءته في الموضوع:  ” رغم الاهتمام بموضوع الأحلام عبر آلاف السنوات، فإن البحث العلمي فيها لم يبدأ إلا منذ وقت قصير ” .

” إلهامًا من السماء “

لقد تجاوز البشر اعتبار الأحلام ” إلهامًا من السماء ”  ليصلوا إلى النظرة العلمية لها على انها نتيجة ل.ل” استثارة الحسية ” . إننا نسمع أثناء نومنا اصواتًا خارجية- مثلاً- فتتدرج هذه الأصوات في أحلامنا حتى يصبح لها معنى بالنسبة لنا. ووفقًا لهذا التفسير، فإن الأحلام الشائعة مثل رؤية المرء لنفسه عاريًا تنتج عن سقوط فراش السرير عنه، ورؤيته لنفسه يطير في الهواء نتيجة لارتفاع رئتيه أو انخفاضهما أثناء نومه.. إلخ.

ومع ذلك، فقد رأى ” فرويد ”  ان المثيرات الحسية لا تفسر كل الأحلام. لا شك أن المثيرات البدنية التي نتعرض لها أثناء نومنا قد تشكل ما نحلم به، ومع ذلك فمن الممكن أن تتجاهلها أحلامنا ولا تدرجها فيها ، فهناك أيضًا بُعد أخلاقي للكثير من الأحلام التي لا تنتج ببساطة عن الأسباب البدنية، وقد نشأ اهتمام ” فرويد ”  بالأحلام من عمله مع المرضى النفسيين، حيث أدرك أن محتوى أحلامهم يوضح مدى صحتهم النفسية، وأن أحلامهم لا تختلف عن الأعراض الأخرى لديهم من حيث إمكانية تفسيرها. وعندما بدأ ” فرويد ”  تأليف كتابه تفسير الأحلام ، كان فسَّر أكثر من ألف حلم تفسيرًا عياديًّا.

وكان من بين ما استنتجه أن:

–    الأحلام يغلب عليها أن تستخدم الانطباعات التي تُركت على الشخص قبل أيام قلائل، ومع ذلك فقد تعود إلى ذكريات طفوليه المبكرة.

–    أسلوب اختيار الذكريات في الأحلام يختلف عن أسلوب اختيارها في اليقظة؛ فالعقل الباطن لا يذكرنا في الحلم بالأحداث الكبرى، بل يتذكر التوافه وغير الملحوظ.

–    رغم اعتبار الأحلام عشوائية أو عبثية، فالحق أنها تحتوي علي دافع يربط بين الناس، والأحداث، والأحاسيس المتفرقة في ” قصة ”  واحدة.

–    الأحلام تدور حول النفس دائمًا.

–    الأحلام قد يكون لها عدد من المعاني، حيث من الممكن أن يتكثف في صوره واحده عدد من الأفكار، وبالمثل فإن الأفكار من الممكن أن يحل محلها أشياء أخرى، حيث قد يصبح الشخص شخصًا آخر مثلاً، ويُستخدم المنزل لغرض آخر غير السكن. إلخ.

–    كل الأحلام تقريبًا ” تحقيق للرغبات ” ؛ أي أنها تعلن الدافع أو الرغبة التي تحتاج لإشباع، وكثيرًا ما تعود تلك الرغبة إلى مرحلة الطفولة المبكرة.

رغم اعتقاد بعض الكتاب أن الحداث اليومية هي السبب الرئيسي للأحلام، فقد استنتج ” فرويد ”  أن الأحاسيس البدنية أثناء النوم، وذكرياتنا عما حدث أثناء اليوم (أشبه بمواد خام رخيصة جاهزة لأن نستخدمها عندما نحتاج لها). إنها – باختصار- ليست سبب الأحلام، بل مجرد عناصر تستخدمها النفس في إيجادها للمعنى.

الرسالة الخفية

بعد استنتاجه أن الأحلام هي المجال الذي يعبر فيه العقل الباطن عن نفسه، وأنها أساسًا مزيج للتعبير عن تحقيق أمنية، يتساءل ” فرويد ”  عن أسباب ضعف التعبير عن الرغبات بجيت تتجلى من خلال تلك الرموز والصور الغريبة.

وقد تمكن إجابة هذا السؤال في حقيقة أن الكثير من رغباتنا يتم كبته، ولا تصل إلى وعينا إلا في صورة غامضة         متنكرة. و قد يبدو الحلم نقيضًا لما نرغب فيه؛ لأننا قد نتخذ موقفًا دفاعيًّا ضد الكثير من رغباتنا أو نرغب في التغطية عليها؛ لذلك فإن الطريقة الوحيدة التي يوضح الحلم من خلالها مشكلة عي عرضها بمعنى مناقض لها. وقد فسر ” فرويد ” ظاهرة ” تشويه الحلم ”  هذه بالتشبيه؛ فقال إن الكاتب السياسي قد ينتقد الحاكم، ولكنه بذلك يعرض نفسه للخطر. لأن الكاتب يخاف من الرقابة التي يضعها الحاكم علي المؤلفات، فإنه ” يخفف من حدة تعبيره عن آرائه ويشوه هذه الحدة ” . أما مع الأحلام، فإذا كانت النفس تريد توصيل رسالة، فقد لا تستطيع توصيلها إلا من خلال فرض رقابة عليها حتى يجعلها أكثر قبولاً، أو أن تُظهرها بمظهر شيء مختلف. وكان ” فرويد ”  يعتقد أن سبب نسيان الناس لأحلامهم أن النفس الواعية لديهم تريد تقليل أثر العقل الباطن على الحياة الواعية.

ومن أهم ما قاله ” فرويد ”  عن الأحلام إنها تدور حول الذات. عندما نرى أناسًا آخرين في الحلم، فغالبًا ما يكون هؤلاء الآخرون رموزًا لأنفسنا، أو لما يمثله الآخرون بالنسبة لنا. وكان ” فرويد ”  يعتقد انه كلما ظهرت شخصية غريبة في الحلم، فإن الحالم يُعتبر بذلك عن جانب من نفسه لا يستطيع التعبير عنه في الحياه النوعية. ويتساءل ” فرويد ”  عن كل القصص التاريخية التي تحكي عن شخص يأمره شخص في الحلم بان يفعل شيئًا معينًا، وربما كان هذا الشيء دافعًا حكيمًا  أثبت أنه مفيد. إن الأحلام قد تعبر بقوة عن رسالة قوية تفيد أن شخصًا معينًا قد يكون ميالاً لكبت مشاعره أثناء حالة الوعى، وأن هذه الرسالة دائمًا ما تدور حوله، وليس حول أسرته أو مجتمعه، أو أي اجتماعي آخر.

كيف اخاطب العقل الباطن

طريقة مخاطبة العقل الباطن

كيف أتواصل مع العقل الباطن؟ كيف أخاطب العقل الباطن؟ وما هي قواعد مخاطبة العقل الباطن التي تفعِّل قوة عقلنا الداخلي؟
كما ذكرنا فإنَّ التواصل مع العقل الباطن ليس لغوياً فقط، بل هناك الكثير من الأمور التي تدخل في هذا الإطار، وأهم ما يجب إدراكه هنا أن العقل الباطن لا يفكر بشكل مستقل، بمعنى أن العقل الواعي هو المدخل إلى العقل الباطن، حيث يتلقى العقل الباطن الأوامر والرسائل من العقل الواعي ويعمل على توظيفها وتنسيقها ليكون سلوكنا ملائماً ومتوافقاً مع هذه الرسائل والمعلومات، ولكن وفي نفس الوقت ليس التواصل مع العقل الباطن سهلاً، لأنَّه لا يستقبل معلومات نخبره بها دون مشاعر سلبية أو إيجابية، وعادةً ما تكون الشحنات السلبية أكثر قوة على العقل الباطن من الإيجابية[2].

وإليكم أهم قواعد التواصل مع العقل الباطن أو مخاطبة العقل الباطن والتأثير عليه :

1- توقف عن الحديث السلبي وتحكَّم بالعواطف السلبية:
أول ما يجب فعله في رحلة التواصل مع العقل الباطن هو السيطرة على المشاعر السلبية قدر الممكن والسيطرة على الحديث السلبي مع الذات، حيث يتأثر العقل الباطن بشكل كبير بالمشاعر القوية والعميقة، ويقوم بتسجيل الخطاب السلبي وترسيخه وجعله أكثر قوَّة وتأثيراً على حياتنا وأفكارنا.
من الأمثلة الجميلة التي يتم طرحها لطريقة تعامل العقل الباطن مع الخطاب السلبي هي أن العقل الباطن يشبه الملاك الحارس الذي يتبعك، فإن قلت أنتَ “وظيفتي مملة” يكتب هو “مللٌ في الوظيفة”، وإن قلتَ أنت “شكلي بشع” يكتب هو “شكلٌ بشع”… إلخ، ثم يعمل في نهاية اليوم على تحقيق رغباتك التي وصلته على شكل رسائل مشحونة بالعاطفة[2]، وسنتحدث في فقرة قادمة أكثر عن تقنيات التحكم بالعقل الباطن والأفكار السلبية.

2- العقل الباطن والتكرار ومفهوم التأكيدات الإيجابية:
التأكيدات الإيجابية جزء من لغة الدماغ، وهي مجموعة من العبارات والرسائل التي نقوم بتكرارها للتشجيع ورفع الاستحقاق، وهناك العديد من الكتب والمؤلفات التي تناولت قضية التأكيدات الإيجابية وكيفية عملها، ويمكن تحديد مميزات التأكيدات الإيجابية كالآتي[4]:
– التأكيدات الإيجابية لا بد أن تكون إيجابية مطلقة، فالتأكيدات الإيجابية لا تحتوي على أدوات نفي أو ظن مثل “لا، لكن، لن، ربما…إلخ”، بل تحمل كلمات إيجابية بالمطلق.
– تستعمل التأكيدات الإيجابية الزمن المضارع، فكل أقوال النية تعتبر تأكيدات ضعيفة (التي تبدأ بـ سوف، قد، سأفعل، سأكون…إلخ).
– التأكيدات الإيجابية لا تكون ظنيَّة، فكل العبارات التي تحتوي على ظن أو تردد تضعف من الرسائل الإيجابية للعقل الباطن.

3- رفع الاستحقاق الذاتي في مخاطبة العقل الباطن
إن الوصول إلى خطاب صحيح وإيجابي مع العقل الباطن يحتاج ثقة عالية بالنفس ويحتاج إلى رفح الاستحقاق الذاتي، ففي كل مرة تعتقد أنك لا تستحق أو أنك لا تقدر؛ ترسل إلى عقلك الباطن رسالة سلبية تعطله من خلالها عن دفعك للتغيير أو فتح بصيرتك على الفرص الجديدة.
لذلك عليك العمل على رفع الاستحقاق بشتى الوسائل، من خلال الرسائل الخفية واللفظية والحديث مع الذات، ومن خلال الإنجازات الصغيرة التي تمهّد الطريق أمام الإنجازات الكبيرة، ومن خلال استخدام الكتابة والخيال والتصوُّر، اقرأ أكثر عن أساليب رفع الاستحقاق والثقة بالنفس.

4- الأهداف المحددة في التواصل مع العقل الباطن:
إن التفكير والتخطيط للأهداف من وظائف الوعي وليست من وظائف العقل الباطن، لذلك عندما تريد مخاطبة عقلك الباطن لا بد أن تقدم له أهدافاً واضحة ودقيقة تريد أن تحققها، وهو سيتلقف منك هذه الأهداف ويساعدك على الانتباه أكثر للفرص الممكنة والتي تساعدك في تحقيق أهدافك، ويساعدك على استثمار جهودك بالشكل الأمثل في سبيل الوصول إلى هدفك، وكلما كنت محدداً في مخاطبة العقل الباطن كلما كنت أكثر نجاحاً بالاستفادة منه.

5- الروتين ومنطقة الراحة في العقل الباطن:
يمكن القول أن العقل الباطن يبحث دائماً عن منطقة الراحة المناسبة لك، والتي تبنى بواسطة الروتين الاعتيادي، فعندما تستيقظ كل يوم وتفكر بالمتاعب التي ستواجهك وتبدأ بموجة التذمر الروتينية؛ يضع عقلك الباطن هذه الأفكار أو الممارسة اليومية إن صح التعبير في خانة منطقة الراحة، يعتقد ببساطة أنك مرتاح للتذمر والشكوى كل صباح!، فيحفزك على تكرار التجربة كل يوم، ويقاوم كل محاولة للتوقف عن التذمر، لأنك أخبرته مراراً أن التذمر مريح لك[1].
إذاً ما يجب أن تعلمه أن عقلك الباطن يقاوم التغيير بطبيعته، ويساعدك على التمسّك بما أنت به لأنك أخبرته سابقاً أنها منطقة الراحة الخاصة بك، وعندما ترغب بالتغيير لا بد أن تعيد إرسال الرسائل لعقلك الباطن ليغيِّر هو تصوره عن منطقة الراحة، مثلاً عندما تبدأ بنظام غذائي جديد لا بد أن تعاني في البداية، لكن سرعان ما يفهم العقل الباطن أنَّك تنتقل لمنطقة راحة جديدة ويساعدك على ذلك.

6- عقلك الباطن يعمل حتى وإن لم تخاطبه مباشرةً:
ما يجب أن تعرفه أيضاً عن قواعد مخاطبة العقل الباطن أن العقل الباطن يقوم بعمله على أي حال، سواء أرسلت له الرسائل أو حاولت التواصل مع عقلك الباطن أو أهملت الفكرة؛ هو يعمل على كل حال، وكل ما تقوله أو تفكر به يتم تسجيله والاستفادة منه لرسم سلوكك وتفاعلك مع الحياة والعالم من حولك، وهنا تكمن أهمية التواصل مع العقل الباطن لجعله يعمل لمصلحتك.

7- عقلك الباطن يتواصل مع العالم من حولك وليس معك فقط:
لست أنت وحدك من تنقل الرسائل إلى العقل الباطن، بل كل ما تسمعه أو تقرأه أو تشاهده، وكل ما يقال لك أو يجري أمامك؛ كله رسائل تصل إلى العقل الباطن ويستخدمها في “برمجة العقل”، لذلك لا بد أن تكون حذراً بالتعامل مع الانتقادات والأشخاص السلبيين، وحذراً بانتقاء ما تود مشاهدته وقراءته، وأن تكون واعياً لتأثير الرسائل الخارجية على العقل الباطن بشكل سلبي أو إيجابي.

حقائق عن العقل الباطن

  •  يتحدث العقل الباطن مع الإنسان في أحلامه ، لأنه هو المسؤل عن تشكيل الأحلام والخواطر من واقع الذكريات والمشاعر التي يتعرض لها الإنسان خلال يومه ، حيث يعمل العقل الباطن علي مدار اليوم كاملاً حتي أثناء النوم  ، ويظل مستيقظاً دائماً .
    فكثير يراود الإنسان أحلام غريبة يعجز عن وصفها أو حلها كما أنه في بعض الأوقات لا يتذكرها ، فالعقل الباطن هو المسؤول عن كل ذلك بإختيار بعض الذكريات والمواقف التي يتعرض لها الإنسان دون الآخري وهذا لايزال لغز حتي الأن .
  •  يتحكم العقل الباطن في حياه الإنسان بشكل كبير ، ويؤثر علي وصول الإنسان إلي غاياته وأهدافه علي حسب قوة ووضوح تلك الأهداف ، عن طريق إصدار طاقة كافية تساعد الإنسان علي الوصول إلي أهدافه  فهو يتحكم في كل حركة يقوم بها الانسان سواء بالسلب أو الإيجاب ، ويعمل أيضاً علي محو العقوبات والمواقف السيئة التي تواجهه الإنسان ويتعرض لها بالسلب ، مما يجعل سلوك الإنسان يتغير بالكامل .
  • مسئول عن مشاعر الإنسان الذي تراوده فجأه ، مثل شعور التردد أو الخوف الذي يمتنع عنه فجأة .

فوائد العقل الباطن

  • الطلب: يُعدّ الطلب الخطوة الأولى لقيام العقل الباطن بجذب الأشياء التي يرغب بها، ويتم ذلك من خلال تحديد الهدف الذي يسعى له، بحيث يترتب على الشّخص أن يكون واضحاً ودقيقاً في طلبه.
  • الإيمان المطلق: يجب على الشخص أن يوهم عقله الباطن من خلال أن يتصرف، ويفكر، ويتكلم وكأنّ الأمر الذي طلبه قد تحقق فعلاً، وذلك من خلال القدرة على التخيّل ويكون بذلك قد قام بتهيئة الظروف، والأحداث، والأشخاص لتحقيق ما يريده.
  • التلقي: تتمثل الخطوة الأخيرة في شعور الشخص بالسعادة كما لو كانت أهدافه كلها قد تحققت، فمثلاً عند محاولة الشخص أن يفقد بعضاً من وزنه، يجب عليه أن يركز على وزنه المثالي وليس على العملية المرهقة لفقدان الوزن، وعليه أن يشعر كما لو أنّه قد وصل إلى وزنه المثالي.

تأثير العقل الباطن على الجسم

كيف يسيطر العقل الباطن على الجسم؟

بينما تكون مستيقظا او تغط في نوم عميق، فإن عقلك الباطن الذي كان يؤدي عملا لا يكل منه ولا يتوقف، يسيطر على كل الوظائف الحيوية في جسدك بدون اية مساعدة من عقلك الواعي. فعلى سبيل المثال. في اثناء نومك يستمر قلبك في دقاته بشكل إيقاعي ولا تتوقف عضلاته والحجاب الحاجز عن ضخ الهواء اخل الرئة في شكل شهيق وزفير. وثاني أكسيد الكربون الذي هو ناتج لنشاط خلايا جسمك يتم استبداله بالأكسجين النقي الذي تحتاجه اجهزة جسمك للعمل.

ويتحكم عقلك الباطن أيضا في عمليات الهضم وافرازه الغدد بالإضافة إلى العمليات المعقدة والمدهشة الخرى التي تتم في جسدك، وكل هذا يحدث في يقظتك ونوم على حد سواء.

اما اذا تم اجبارك على تشغيل عليات الجسم بالعقل الواعي فبالتأكيد سوف تفشل، وقد تموت سريعا. فتل العمليات معقدة جدا ومتشابكة. ان جهاز تنشيط القلب والرئة الذي يستخدم في عمليات القلب المفتوح يعد من عجائب تكنولوجيا الجراحة الحديثة ولكن ما يفعله هذا الجهاز أبسط بكثير مما يفعله عقلك الباطن لمة 24 ساعة في اليوم طوال سنوات حياتك.

لنفترض انك ستعبر المحيط في طائرة تفوق سرعتها سرعة الصوت وتجولت في حجرة القيادة لن تعرف بالتأكيد كيف تقود تلك الطائرة ولكن لن تجد صعوبة في ان تشغل انتباه الطيار وتسبب مشكلة. بنفس الطريقة لا يتمن عقلك الباطن من تشغيل جسدك ولكنه قد يعوق التشغيل المناسب.

في أحيان كثيرة، يتدخل عقلك الواعي في الايقاع الطبيعي للقلب والرئتين وعمل المعدة والمعاء وذلك من خلال التفكير القلق والاضطراب وبواسطة الخوف والاحباط وقد بدأ المجتمع الطبي مؤخرا في الاعتراف بعلاقة القلق والاضطراب بالإصابة ببعض الأمراض والسبب هو أن هذه الانماط السلبية من التفكير والاحاسيس التي تتدخل في عمليات عقلك الباطن تتم بشكل انسيابي ومتناغم.

استرخ !

عندما تشعر بالاضطراب الذهني والجسماني فإن افضل ما يمكنك فعله هو الاسترخاء والابتعاد عن كل ما يضايقك والتوقف عن التفكير في أي شيء. تحدث إلى عقلك الباطن وأخبره بأن يضطلع بمسئولية التنظيم بطريقة هادئة ومتناغمة. وفي تلك الحالة سوف تجد ان جميع وظائف جسدك تعود إلى طبيعتها تأكد انك تتحدث إلى عقلك الباطن بصيغة المسئول وبالإقناع، وسوف تجد انه يستجيب لأمرك.

تسخير قوة عقلك الباطن في حياتك العملية

اضغط هنا لتحميل كتاب تسخير قوة عقلك الباطن في حياتك العملية

السابق
كيف تضع هدفاً لحياتك
التالي
كيف تختار مهنة المستقبل

اترك تعليقاً