احكام الشريعة الإسلامية

حكم البسملة في الصلاة

حكم البسملة في الصلاة

البسملة من الأمور المستحبّة وليست بالواجبة؛ إذا كانت القراءة من أول السورة، ويشرع للمصلي أن يأتي بها قبل الفاتحة، وفيما يتعلّق بالبسملة في القراءة بما تيسّر من القرآن بعد الفاتحة، فإن كانت من غير سورة التوبة فيأتي بها، وإن كانت من التوبة فلا تشرع البسملة، وإن كانت التلاوة من وسط سورةٍ ما؛ فلا تستحب البسملة أيضاً، إذ ثبت أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قرأ البسملة في الصلاة قبل الفاتحة وغيرها من السور، باستثناء سورة التوبة، كما تشرع البسملة في كلّ ركعةٍ من الركعات.

حكم الجهر بالبسملة بين السورتين في الصلاة

البسملة في صلاة التراويح

البسملة في الصلاة تكون بعد تكبيرة الإحرام ودعاء الاستفتاح والاستعاذة، ولو بسمل شخص قبل تكبيرة الإحرام دون أن يعتقد أن ذلك سنة فلا حرج عليه، وينبغي له أن لا يلتزم ذلك لعدم ورود الدليل الشرعي به.

حكم البسملة في السورة بعد الفاتحة

قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: وَتُسْتَحَبُّ قِرَاءَةُ الْبَسْمَلَةِ فِي أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا. نَصَّ عَلَيْهِ -يعني أحمد- وَقَالَ: لَا يَدَعَهَا، قِيلَ لَهُ: فَإِنْ قَرَأَ مِنْ بَعْضِ سُورَةٍ يَقْرَؤُهَا؟ قَالَ لَا بَأْسَ. اهـ.

هل تجب البسملة في بداية كل سورة في الصلاة

أجمع العلماء على أنه يُسن البدء بالتسمية في الأمور كلها، وذلك للتبرك باسم الله تعالى، والتعظيم والاستعانة به عز وجل في الأمور كافة.

وقال الإمام أحمد بن على الرازى الجصاص الحنفي، الشهير بـ«الجصاص»، عن البسملة وفضلها، إن لها ستة عشر موضعًا تُسن فيه هي: «استفتاح الأمور، وعند الوضوء، وعند غلق الأبواب وتغطية الآنية، وعند الطعام، ودخول البيت والخروج منه، وللاستشفاء والرقية، وعند الذبح، وعند النوم، وعلى الصيد، وعند الوقاع، وعند ركوب الدابة والإبل، وعند وضع الميت في قبره، وعند الغزو، وعند كتابة الكتب، وعند دخول المسجد والخروج منه، ومواجهة الأمور الصعبة والتعثر».

وأوضح «الجصاص» في كتابه «أحكام القرآن»، أن الأَحْكَامُ الَّتِي يَتَضَمَّنُهَا قَوْلُهُ «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»: “الأَمْرُ بِاسْتِفْتَاحِ الأُمُورِ لِلتَّبَرُّكِ بِذَلِكَ، وَالتَّعْظِيمُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَذِكْرُهَا عَلَى الذَّبِيحَةِ شِعَارٌ وَعَلَمٌ مِنْ أَعْلامِ الدِّينِ وَطَرْدِ الشَّيْطَانِ”.

واستشهد بما رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: « إذَا سَمَّى اللهَ الْعَبْدُ عَلَى طَعَامِهِ لَمْ يَنَلْ مِنْهُ الشَّيْطَانُ مَعَهُ وَإِذَا لَمْ يُسَمِّهِ نَالَ مِنْهُ مَعَهُ»، وَفِيهِ إظْهَارُ مُخَالَفَةِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَفْتَتِحُونَ أُمُورَهُمْ بِذِكْرِ الأَصْنَامِ أَوْ غَيْرِهَا مِنْ الْمَخْلُوقِينَ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَهُمْ.

وأضاف أن «البسملة» هي مَفْزَعٌ لِلْخَائِفِ، وَدَلالَةٌ مِنْ قَائِلِهِا عَلَى انْقِطَاعِهِ إلَى اللَّهِ تَعَالَى وَلُجُوئِهِ إلَيْهِ، وَأُنْسٌ لِلسَّامِعِ، وَإِقْرَارٌ بِالأُلُوهِيَّةِ، وَاعْتِرَافٌ بِالنِّعْمَةِ، وَاسْتِعَانَةٌ بِاَللهِ تَعَالَى، وَعِيَاذَةٌ بِهِ، وَفِيهِ اسْمَانِ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى الْمَخْصُوصَةِ بِهِ لا يُسَمَّى بِهِمَا غَيْرُهُ، وَهُمَا الله وَالرَّحْمَنُ.

وأشار إلى أنه من المأثور عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه كان يذكر الله تعالى في جميع أحيانه، وكان يفتتح بالبسملة كل أموره، للتبرك باسم الله تعالى، والتعظيم والاستعانة به عز وجل في الأمور كافة.

السابق
أعراض ارتفاع حرارة الجسم
التالي
ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال بدون سبب

اترك تعليقاً