إن دعاء الاستيقاظ لصلاة الفجر يساعد المرء عند المداومة على قراءته في أن يتخلى عن نومه ويقوم بأداء صلاة الفجر بوقتها المحدد، كما أنّ كل شيء يحدث بمشيئة الله -عز وجل-؛ لذلك فإن أراد العبد أن يؤدي صلاة الفجر في وقتها فعليه أن يطلب ذلك من الله ويُلح في الدعاء؛ حتى يمن الله عليه بهذا الفضل العظيم، ومن خلال موقعنا سنذكر لكم دعاء الاستيقاظ لصلاة الفجر مع ذكر فضل صلاة الفجر وذلك في السطور القادمة.
دعاء الاستيقاظ لصلاة الفجر
لا يوجد دعاء معين مأخوذ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومؤكد في صحته بقراءته كدعاء الاستيقاظ لصلاة الفجر، ولكن ما يُمكن على العبد إن أراد صدقًا أن يواظب على صلاة الفجر أن يدعو بكل ما يريد أن يتضرع به إلى الله -سبحانه وتعالى-؛ حتى يقويه الله على الاستيقاظ لأداء الصلاة والالتزام بذلك.
إن صلاة الفجر لا يداوم عليها الكثيرون؛ لذلك فعندما تجاهد نفسك من أجل الاستيقاظ لصلاة الفجر فأنت مميز عن الآخرون لأنك تريد الصلاة والناس نيام، فتقاوم بذلك متعة الحياة وشهواتها في النوم، من أجل لقاءك مع ربك -سبحانه وتعالى-، وهو ما يحب الله أن يفعله العباد؛ لذلك فنجد أن الله -عز وجل- يُجيب الدعاء في ذلك الوقت، ومن أفضل ما يُمكن الدعاء به من أجل الاستيقاظ لصلاة الفجر ما سنعرضه لكم في النقاط المقبلة:
- سبحانك يا من لا تنام، والناس نيام، يا من بيده هدى الأنام، يا من يُبعد وساوس الشيطان، اللهم إني أسألك العون للقيام بصلاة الفجر، اللهم ساعدني في أداء الصلوات في وقتها كما أمرت وكما تحب ان نفعل، ياذا الجلال والإكرام.
- يا من لا تأخذه سنة ولا نوم، اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم نحن الضعفاء إليك وأنت القويّ الذي لا يغفل، فاعني على ألّا أكون من عبادك الغافلين، بل أكون من القائمين المُصلين الخاشعين الراكعين الساجدين، يا أرحم الراحمين.
- اللهم لا تولني غيرك، ولا ترفع عني يا رب سترك، ولا تنسني ذكرك، ولا تجعلني من الغافلين.
- اللهم اجعل عملي صالحًا لوجهك خالصًا، لا تجعل فيه يا الله نفاق أو رياء، ولا تجعل للشيطان نصيب منه وتقبله مني يا رب بقبول حسن، لوجهك الكريم، فاللهم اعني على الصلاة والصيام وحسن العبادات.
- اللهم ارزقني همة آخر الليل، واجعلني ممن استيقظ من نومه ليؤدي صلاة الفجر شاكرًا لنعمتك على هذا الفضل، سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت.
- اللهم إنا ببابك فلا تحرمن ثوابك، يا رحيم بالعباد، اعنّا على الذكر والصلاة.
- اللهم إني أعوذ بك من أن يضيع عليّ أجر صلاة الفجر وكل ما فيه من الخير.
فضل صلاة الفجر
إن من أفضل أوقات استجابة الدعاء هو ما قبل الفجر، كما أن العبد أقرب ما يكون لربه وهو ساجد؛ لذلك فلا ينبغي أن يُضيع المسلم مثل هذه الفرصة من أجل لذة ومتعة النوم فقط، بل عليه التقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- كلما أمكن ذلك.
إن من فضل أداء صلاة الفجر في وقتها أنها تساعد على الالتزام بأداء باقي الصلوات أيضًا في وقتها، فمن الأفضل هو صلاة الفجر فجرًا في وقتها وليس كصلاة صباحًا عندما يستيقظ الإنسان في معاده المتأخر.
كما أن صلاة الفجر تجعل اليوم نشيطًا وتجعل النفس طيبة وحيوية، وهي من علامات الإيمان، علاوةً على أن من يصلي صلاة الفجر ثم يقوم بذكر الله -سبحانه وتعالى- يحصل على أجر حجة وعمرة.
حيث تمنح صلاة الفجر في الآخرة نورًا تامًا للعبد، وأجر أدائها في جماعة يعتبر كأجر قيام الليل، بالإضافة إلى أن المحافظة عليها يُدخل دار النعيم، وفيها استجابة للدعاء وبركة في الرزق والعمر، إلى جانب ذلك فإن نية الاستيقاظ لصلاة الفجر في جماعة يجعل العبد في ذمة الله حتى يحل عليه المساء، ونشير هنا إلى أن من كان في ذمة الله لا يُمكن أن يصيبه مكروه أبدًا.
أدعية عند وقت الفجر
هل الاستيقاظ لعملك لمقابلة مديرك في العمل أو الذهاب إلى عملك الخاص في وقته المحدد ودون تأخير أهم من التزامك بالاستيقاظ من أجل صلاة الفجر لمقابلة وجه ربك الكريم؟ أليست صلة العبد بربه أولى وأجدر من صلة المرء بعمله أو ما شابه ذلك؟
أيًا كانت الدواعي فإن من يريد الاستيقاظ لسبب ما فهو يفعل ذلك لطالما كان مريدًا، وهنا لا نقلل من قيمة الشيء الذي يفعله، لكن نشير إلى أن الاستيقاظ من أجل الصلاة هو من الأولويات التي يجب أن تكون عند المسلم، اقتداءً بالنبيّ الكريم -صلى الله عليه وسلم- والصحابة والتابعين الكرام -رضوان الله عليهم-، وإليك بعض الأدعية فيما يلي:
- اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، وأعوذ بك رب من همزات الشياطين وأن يحضرون، اللهم تجاوز عن سيئاتي وارحمني وساعدني على الالتزام بصلاة الفجر.
- اللهم اعني على أداء صلاة الفجر في وقتها، اللهم قني وساوس النفس وأمراضها، اللهم ثبتني على صراطك المستقيم وثبتني على الصلاة والصيام والقيام وأداء العبادات.
- اللهم لا تجعل للشيطان علينا من سلطان، اللهم ابعد عن نفوسنا وقلوبنا شياطين الإنس والجن أجمعين، اللهم ساعدني في أداء صلاة الفجر في وقتها يا كريم يا خير مُعين.
- اللهم إني أسألك علمًا نافعًا ورزقًا طيبًا وعملًا متقبلًا، اللهم اجرني من عذاب النار واعني على الذكر والعبادة.
- أصبحنا وأصبح الملك لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.
- اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده، اللهم إني أعوذ بك من الكسل، وأعوذ بك من عذاب في النار وعذاب القبر.
نصائح لعدم التكاسل عن صلاة الفجر
استكمالًا لحديثنا عن دعاء الاستيقاظ لصلاة الفجر، فنشير إلى أنه بجانب الاستمرار في ترديد الدعاء إليك العديد من التوجيهات للأخذ بأسباب الالتزام بصلاة الفجر فيما يلي:
- يُمكنك أن تقوم بضبط المنبه الخاص بك على وقت صلاة الفجر المحدد، بل ويُمكنك أيضًا ضبطه قبل صلاة الفجر بالقليل من الوقت لعلك تنال متعة قيام الليل، أما إذا كان الأمر ليس بالإمكان فصلاة الفجر الفرض وحدها خيرًا.
- من الأفضل أن يقوم الرفاق والإخوة بمساعدة بعضهم البعض على ذلك الأمر، فمن الممكن التشجيع على ذلك من خلال الاتصال ببعضهم البعض، فأي شخص يستيقظ يقوم بإيقاظ الآخر وهكذا يعم الثواب للجميع.
- الأخذ بأسباب الاستيقاظ المبكر وهو النوم مبكرًا، فيجب أن يكون الحد الأدنى من ساعات النوم هو ست ساعات يوميًا.
- قراءة خواتيم سورة الكهف قبل النوم؛ فهي تساعد على الاستيقاظ لصلاة الفجر.
- كما يُمكنك عدم السهر كثيرًا بعد صلاة العشاء.
- قراءة أذكار المساء قبل النوم مع النوم على الجانب الأيمن.
- النوم على طهارة وبعد قراءة بعض آيات القرآن، كما أنَّ النوم على نية صلاة الفجر عند الاستيقاظ يساعد أكثر على النهوض لأداء صلاة الفجر، كما أن النية الصادقة تجعل العبد ينال الثواب حتى ولو لم يستطيع القيام لصلاة الفجر.
- يجب أن يبتعد المسلم عن المعاصي والذنوب التي تجعل من القلب قاسيًا غافلًا بعيدًا عن الصلاح وطلب الهداية، فالذنوب تقيد من الرغبة في أداء ما يحب الله من العبادات.
أفضل دعاء لصلاة الفجر
إن صلاة الفجر في وقتها لها البركة والثواب الكبير، ومن أجل محاولة الالتزام يجب على المسلم أن يصفي نيته ويعزم بشدة على ذلك، وربما يكون ذلك من خلال دعاء الاستيقاظ لصلاة الفجر، مع ضرورة حسن الاعتقاد والتوكل على الله -سبحانه وتعالى-، وإليكم بعض الأدعية في القاط المقبلة:
- اللهم اكرمنا بفضلك، اللهم اعنّا على الوقوف بين يديك في صلاة الفجر، يا واسع المنة والخير والعطاء، ثبتنا على الرشد والصواب.
- اللهم أنت من وعدت ووعدك حق بأن من صلى البردين فهو في الجنة، فاللهم لا تحرمنا من فضل الاستيقاظ لصلاة الفجر.
- اللهم اهدني إلى كل عمل أنت تحبه وترضاه، اللهم اجعلني من المقيمين للصلاة في وقتها، يا أرحم الراحمين ثبتني على صراطك المستقيم.
- اللهم ارزقنا كل خير، وجنبنا كل شر، فإن خير الأوقات هو وقت لقاءك في الصلاة، اللهم إنا نريد الخشوع والركوع والتقرب إليك سبحانك وتعالى، اللهم يا سامع الدعوات، يا قاضي الحاجات، ارزقني حلاوة صلاة الفجر.
- اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك، أسألك بأسمائك الحسنى التي تود أن ندعوك بها، يا حليم يا عظيم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اعني على القيام لصلاة الفجر.
- اللهم يا ناصر يا معين يا مجيب دعوة السائل إذا دعاك اجب لي الدعاء الاستيقاظ لصلاة الفجر، فإني جئت أدعوك فلا تردني خائبًا.
- اللهم يا من جعلت في صلاة الفجر نصر، لا تحرمني من هذا النصر العظيم، واجعلنا من ورثة جنة النعيم، فإن في الفجر أعظم لقاء فلا تحرمنا إياه يا رب العالمين.
- اللهم إنك أنت السميع العليم، يا وليّ المتقين لا تحرمني صلاة الفجر في وقتها، اللهم ارزقنا كل عمل فيه ثواب وأجر عظيم إنك أنت البر الكريم.
ما علينا فعله عند آذان الفجر
من أفضل ما يُمكن فعله من أجل العزم على صلاة الفجر هو القيام مُسرعًا بمجرد الاستيقاظ عند سماع الآذان، فإن الشيطان يقوم بالوساوس من أجل إخماد العبد عن نيل فضل الله، فبمجرد أن يوسوس الشيطان للعبد يتثاقل بعدها ويلجأ للنوم؛ لذلك فيجب تلبية نداء الصلاة سريعًا وإحباط محاولات الشيطان.
فبمجرد أن يستيقظ العبد من نومه ويذهب للوضوء، عليه الدعاء بأن يثبته الله على ذلك ويلتزم في أداء الصلاة، فبذلك ينتصر على شيطانه لأن الوضوء وحركة الصلاة تجعل البركة والثواب العظيم.
في هذا الصدد نشير إلى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ” (صحيح البخاري).
فالشيطان دائمًا يفعل ما في وسعه حتى يحول بين طاعة العبد لربه، ولا سيما فيما يخص بقيام صلاة الفجر في وقتها، ولا نجاة من كيد الشيطان إلا بالاستعانة بالله -عز وجلّ- والأخذ بأسباب الوقاية، والتي من أهمّها الدعاء الاستيقاظ لصلاة الفجر.
