تعليم

رأي في طريق الإبداع

الإبداع

الإبداع من أبرز المزايا العقليّة التي فضّل بها الله سبحانه وتعالى الإنسان على غيره من المخلوقات، وقد ساعدت تلك الميزة البشريّة على التطوّر منذ أقدم العصور عن طريق حل المشكلات، وإيجاد الطرق لسد الاحتياجات الأساسيّة وتوفير إمكانيّات الرفاهية، وقد حدد العلماء عدة مستويات للإبداع، منها الفردي الذي يعتمد على الخصائص الفطرية للإنسان كالذكاء بأنواعه والمواهب المختلفة، والإبداع الجماعيّ القائم على التعاون بين عدة أفراد لتطبيق الأفكار على أرض الواقع وتغيير الأشياء إلى الأفضل، وغيرها من أنواع الإبداع المرتبطة بطريقة حياة الإنسان الحديث، وقد حاول علماء النفس والفلسفة وضع تعريفات للإبداع واكتشاف طريقة عمل العقل البشريّ لإخراج الأفكار الإبداعيّة، وذلك لتحديد مفهوم عام وشامل للعمليّة الإبداعية.

أهمية الإبداع

  • تنمية اقتصاد المجتمع بفعالية.
  • توفير فرص عمل للخريجين الجدد، وبالتالي الوقاية من البطالة.
  • زيادة الإنتاج في المجتمع.
  • تخفيض تكاليف الإنتاج.
  • تحسين الأداء.
  • زيادة الثقة بالنفس، وخصوصاً للشخص المبدع.
  • الرضا عن الذات.
  • تحقيق المكاسب المادية والمعنوية على حدٍ سواء.
  • التجدد والتغيير، وخصوصاً في ظلّ المنافسة.

مكونات الإبداع

مكونات الإبداع
للإبداع أربعة مكونات أساسية هي:

  • العمل الإبداعي
  • العملية الإبداعية
  • الشخص المبدع
  • الموقف الإبداعي.

شروط الإبداع

للإبداع ستة شروط يمكن اختصارها OFF SEA و هي:

1 ـ الأصالة Originality.
2 ـ الطلاقة Fluency .
3 ـ المرونة Flexibility .
4 ـالحساسية Sensitivity .
5 ـ الاستنباطية Elaboration .
6 ـ القبول Acceptance

مراحل الإبداع

مرحلة الإعداد أو التحضير

ينغمس الفرد المبدع أو الفريق المبدع في هذه المرحلة في المشكلة، فهي مرحلة جمع للمعلومات، أما في عمل الفريق فهي مرحلة جهد تضامني تبدأ فيها صياغة الأدوار، وتعيين مساحات الاهتمامات الخاصة لكل الأعضاء، والتنسيق، والربط بين المهمات، وتشهد هذه المرحلة أحياناً تباطؤ في عملية الإبداع فعلياً، أو ظاهرياً، وخاصة عندما لا ينتج عن كثير من مسالك البحث والتحليل المطروحة إضاءات مُرشدة يمكن أن تلمس جدواها في وقتها، وهناك العديد من البحوث التي تُشير إلى أن من يُخصصون الكثير من الوقت لتحليل المشكلة، ومعرفة عناصرها قبل البدء في حلها هم الأكثر إبداعاً ممن يُسارعون في حل المشكلة.

مرحلة الاحتضان

مرحلة الاحتضان هي مرحلة ترتيب يتحرر العقل من خلالها من العديد من الأفكار، والشوائب التي لا ترتبط بالمشكلة، وهي تشمل هضماً عقلياً شعورياً، ولا شعوري، وامتصاص لكافة المعلومات، والخبرات المكتسبة المناسبة التي ترتبط بالمشكلة، إضافة إلى تميز هذه المرحلة بالجهد الكبير الذي يبذله المبدع من أجل حل المشكلة، وتعود أهمية هذه المرحلة إلى إعطائها فرصة للعقل للقضاء على الأفكار الخاطئة التي بإمكانها إعاقة الأجزاء المهمة منها.

مرحلة الإشراق

مرحلة الإشراق هي مرحلة الحضانة، وعمل الدماغ الصامت، فباستطاعة الأفكار، والاختراعات في هذه المرحلة الخروج دون أي مُقدمات، أو إشارات، ومن الأمور الأكثر شيوعاً في ولادة الأفكار الجديدة هي أن المبدع لا يُفاجأ بولادة الحل العبقري المكتمل النهائي، بل يُفاجأ بزاوية نظر جديدة تدفعه بشكل مُفاجئ، ومُلح إلى ترك كل ما في يده، والرجوع إلى مُعالجة المشكلة دون معرفته لماذا، وحين قيامه بذلك يشعر بالسعادة، وحينما يكون المشروع الإبداعي عمل فريق فإن مرحلة الإشراق هي المرحلة التي تسوق الأعضاء ليجتمعوا، وليُصدروا أفكاراً، وإبداعات جديدة.

مرحلة التحقيق

يتعين على المبدع في مرحلة التحقيق أن يختبر الفكرة، ويُعيد النظر بها ليرى هل هي فكرة كاملة ومُفيدة، أو بحاجة إلى شيء من التهذيب، والصقل، فهي مرحلة تجريب للفكرة الجديدة المبدعة، وهي الفيصل بين الإبداع المجرد، وبين الابتكار الموفق، فالأفكار الجديدة تحتاج إلى الحركة، والإصرار، والقدرة على البناء، والشجاعة، وتلعب الإدارة في هذه المرحلة دوراً مهماً في تشجيع، وإنجاح العمل الإبداعي.

الإبداع الفني

أهمية الإبداع الفني

تكمن أهمية الإبداع في أنه من ضرورات الحياة؛ فهو الجو الشعري لطاقة إبداعية لفن الدهشة والإعجاب، ومسيرة الإبداع هي مسيرة تعبٍ وصبرٍ، بالرغم من الفشل والأخطاء والارتباك الذي يشكلُ مُدخلاً إلى عالم الإبداع فإن المبدع لايتوقف عن تعلم حيثياته مثابراً على اكتساب معارف جديدة والتطلع دائماً إلى الأمام، لا لمجرد حب الظهور في بقعة الضوء بواسطة من اعتادوا على كيل المدائح ، بل لإحداث تغييرٍ جذري وصولاً للارتقاء بالحركه الفنية. وبالنظر إلى ما يقدم في الساحة الفنية المحلية فإنك تجد أغلب الأعمال تقليدية ومستنسخة. إن العبقريه هي عدم تكرار الفكرة وإلا أصبحت فاقدة لجوهر الإبداع، فلابد من أن تستفز ذواتنا لتجعلنا نرحل إلى دواخلنا، ونتساءل أين نحن الآن من الإبداع الحقيقي؟ فهناك طاقه كامنةٌ في دواخلنا يتعيّن علينا جميعاً الاستفادة منها، ليتحقق الهدف المنشود المتمثل في التقدم بوطننا خطوات إلى الأمام نحو حقول التميز والإبداع الفني.

إن من مقومات الإبداع الجدة والفرادة والأصالة واستخدام لغة بصرية معاصرة في الطرح الفني، والتي تميز الفنان بالكشف عن الحقيقة الجمالية وغير المألوفة واكتشاف اتجاه رائد وإيضاحه بلغة الفن والتجديد للعمل الفني لمراحل تطوره وطلاقته ومرونة وتنوع فكرته.

إن الإبداع الفني ليس مجرد نزوةٍ عابرةٍ وإنما بقاء وديمومة وبقاؤه مدى الزمن يمكنه ليحتل موقعه ليبقى شاهداً على عصره وإنسانيته. فهل سيطول بحثنا عن أعمال خالدة بصورة يظهر فيها فناننا المحلي كمبتكر لإبداعات حقيقية نرى فيها بصماته أينما ثقفناها؟

إن القدرة على الإبداع هي نفحة من الخالق في خلقه تنعكس على أعمالهم فإذا شاء منحها للفنان الذي يسعى إلى جمع أفكاره والتحليق بخياله مكرساً جُلَّ طاقته وذكائه للوصول إلى إبداع حقيقي يمكنه من إخراج حبكته الإبداعية والتي أطلق عليها الإمام الغزالي أنها حالة النوم النشيط بين الوعي واللاوعي؛ وهي حاله لايدركها إلا أصحاب الملكات الخاصة القادرين على التحليق لعوالم الأفق الرحب للحظة انصهاره في إبداعه. فلنحلق في السماء لفن وعطاء بلاحدود يخالطه حب وعشق وشغف؛ لاكتشاف أسرار الفن بجوهره لا بشكله لنصل إلى رسالة بصرية للوحة عظيمة وهنا تكمن سمو الأفكار العظيمة.

ترنيمة أخيرة: لا تجامل على حساب مستقبل أمتك وثقافتها، وليقل من شاء أن يقول ما يريد أن يقول ، فقط امض نحو مستقبل مشرق فلن تبدع إلا إذا عملت على ما تعشق.

السابق
كيف تعرف انك محبوب بين الاخرين
التالي
ما هي الدهون الثلاثية

اترك تعليقاً